يحرص الكثير من الآباء والامهات على معرفة جنس طفلهما قبل أن يولد. وبحلول موعد جلسة التصوير للأسبوع 20 من الحمل، يصبح من السهل نسبياً معرفة جنس الجنين، طالما أن أخصائي أو أخصائية التصوير يستطيعان رؤية الجنين من زاوية جيدة. يكون الفرق بين الصبيان والبنات واضحاً تماماً في هذه المرحلة. وكلما تقدمت في مراحل الحمل، يصبح الفرق أكثر وضوحاً، شرط أن يكون هناك الكثير من السائل الامنيوسي حول طفلك وألا يضع قدميه بين ساقيه. أما التصوير بالموجات ما فوق الصوتية في المرحلة الثالثة من الحمل، فغالباً ما يبين جنس الجنين.
ليس من السهل معرفة جنس الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل. على الرغم من أنه يتحدد وراثياً عند حدوث الإخصاب، ولكن الأجنة تكون متشابهة خلال مراحل النمو المبكرة.
لدى جميع الأجنة برعم أو انتفاخ صغير يعرف بالنتوء أو العضو التناسلي. إذا كنت حاملاً بصبي (ولد)، يبدأ إنتاج هرمون التستوستيرون عندما تكملين حوالي سبعة أسابيع من الحمل، مما يحفز نمو وتطور هذا البرعم ليشكّل القضيب وكيس الصفن. في حالة الحمل بفتاة (بنت)، سيتطور العضو التناسلي إلى البظر والشفرين.
تتم هذه العملية بصورة تدريجية، ويمكن رؤية الفروقات بين الجنسين فقط منذ حوالي الأسبوع 11 من الحمل. في هذه المرحلة، يكون لدى جميع الأطفال شيء بارز. في الذكور، غالباً ما يكون متجهاً إلى الأعلى بزاوية أكثر من 30 درجة من العمود الفقري. وفي البنات، يكون أفقياً أكثر بمحاذاة الجسم، وبزاوية أقل من 30 درجة. يجب أن يكون الطفل مستلقياً على ظهره حتى تتمكن أخصائية التصوير من رؤية ذلك.
صور الطفلين أدناه مأخوذة خلال الأسبوع 13 من الحمل، وتبين الأعضاء التناسلية.
يوجد لدى الطفل إلى اليسار عضو تناسلي بزاوية أكبر من 30 درجة، لذلك من المحتمل أن يكون صبياً. كما أن العضو قد بدأ يأخذ شكل القضيب وكيس الصفن. أما الطفل إلى اليمين فالأعضاء التناسلية لديه أكثر أفقية على الجسم، بمحاذاة العمود الفقري، لذلك فهي على الارجح بنت.
يعتبر الفرق بين الطفلين أعلاه ملحوظاً جداً، ولكنه لا يكون دائماً بهذا الوضوح.
تمّ أخذ صورة الطفل الموضحة هنا، إلى اليمين، بين الأسبوعين 11 و 13 من الحمل. ويبدو فيها العضو التناسلي في وضع أفقي بمحاذاة العمود الفقري، لذلك فهي أنثى، ولكن شكل العضو التناسلي يشبه عضو الصبي أكثر. من الصعب معرفة جنسه، أليس كذلك!
في الواقع، تظهر الدراسات أن هذا الأمر قابل جداً للخطأ والصواب. كما أظهرت بعض البحوث السابقة أن أخصائيي التصوير ذوي الخبرة العالية يستطيعون، باستخدام أجهزة تصوير عالية الكفاءة مع وضعية تمكّن من رؤية الطفل، معرفة الجنس الصحيح للجنين بنسبة 70 بالمئة فقط من الحالات التي تخضع للتصوير في الأسبوع 11 من الحمل، و معرفة ما لا يزيد على تسعة من كل 10 حالات في الأسبوع 12 من الحمل.
وفي دراسة حديثة أكثر، ظهر أن أخصائي أو أخصائية التصوير يتمكنان من تحديد جنس الجنين بشكل صحيح بنسبة 46 بالمئة فقط لدى الأطفال في عمر 12 أسبوعاً من الحمل و 80 بالمئة للأطفال في الأسبوع 13 من الحمل.
مع ذلك، من المستبعد جداً أن تستطيعي معرفة جنس الجنين من خلال جلسات أو اختبارات التصوير الروتينية. ليست معظم آلات التصوير الصوتي ذات تقنية عالية بما يكفي لرؤية وتحديد جنس الجنين. ولا يكون عادة لدى أخصائي أو أخصائية التصوير وقت للانتظار حتى يأخذ طفلك وضعاً مناسباً. وبحلول 13 أسبوع من الحمل، سيكون من الصعب جداً الحصول على زاوية مناسبة للرؤية لأن طفلك سيكون قادراً على أن يثني جسمه وأن يقوم بأداء ألعاب بهلوانية.
قد يكون إخبارك بجنس طفلك ثم معرفتك في وقت لاحق بأنه كان خاطئاً، أمراً محبطاً للغاية، إلا إذا كنت بحاجة إلى معرفة الجنس لأن لديك في العائلة تاريخ من مشاكل وراثية ترتبط بالجنس أو النوع. فيما عدا ذلك، من الأفضل أن تنتظري حتى موعد جلسة التصوير المفصّلة في منتصف مرحلة الحمل، حينها تعتبر فرصة معرفة الجنس الصحيح للطفل أعلى بكثير.