أول امبارح بالليل كانت عندنا واحدة ست كبيرة جارتنا
ست طيوبة قوى وعسولة ما شاء الله
المهم قعدوا هى وماما يتكلموا وفى وسط الكلام ايجت سيرة أخوها
فماما صريحة جدا واللى فى قلبها على لسانها،فبتقولها:
"ما تزعليش منى يا خالتى،بس أنا مش بطيق أخوكِ ده ولا بقبله"يا خبر
مش بقولكم صريــــــــــــحة!
أنا توقعت إن الست هتقوم تمسك فى ماما ولا تسيب كوباية الشاى اللى فى ايدها وتقوم تمشى
فوجئت بيها بتقول لماما بمنتهى الهدوء:
"ومين فى الدنيا بيقبله يا بنتى"باضحك
ماما قالتلها:من يوم موت أبوه وأنا مش بحبه،كنت صغيرة وهو جاى من الشغل ميت ولفينه فى بطانية فى أتوبيس الشغلووقفوا على أول البلد وقالولى تعالى شوفى الراجل ده كده تعرفيه،شفته وعرفته
فقالولى روحى ابعتيلنا ابنه عشان ياخده عشان احنا خايفين نروح
فجيت أقوله يا عم عبده أبوك تعبان والناس جايبينه وواقفين على أول البلد روح هاته
قاللى وأنا مالى ما ييجى ولا عنه ما ييجى!
قلتله يا عم عبده ده تعبان قوى ومش قادر يمشى
قاللى ياااااارب يولع،ما يموت بقى ويريحنا
قلتله:طيب أبوك مات يا عم عبده روح هاته!
من يومها وأنا مش بطيقه
قامت الست ردت على ماما وقالتلها:
كان مع أمى نفس النظام
بنى البيت 5 أدوار ومقعدها فى أوضة بالطينة جنب الطيور والمواشىفى مرضها اللى قبل الموت لما كان حد بيزورها كان بيتخنق من الريحة
ومراته كانت بتزعق لمرات ابنها لو عملت أكل للست الكبيرة وودتهولها
وهى بتموت كان عبده قاعد بره قدام البيت بيشرب "جوزة"
قلتله تعالى شوف أمك بتموت
قاللى وأنا هعملها إيه يعنى
مجاش غير لما مراته طلعت جابته
أصلها سمعت ابن أختى بيقولى أنا والستات اللى كانوا جنبها:"قلبوها"
يعنى حركوها يعنى
فهى بتحسبه قصده إنهم يقلبوها وياخدوا الفلوس والدهب اللى معاها
فراحت بسرعة ندهته
لما ايجا كانت ماتتمسكها قلعها خواتمها والغوايش والحلق
فبقوله:أنت قلعتها الحلق ازاى
قاللى كسرته!
كنا مغطينها ببطانيتين عشان كنا فى الشتا
خد واحدة منهم من عليها وطلع قعد قدام البيت وخد معاه الراديو اللى ابن أختى كان جايبهولها وقعد يسمع فيه!
المهمبعد ما مراسم الدفن خلصت الراجل بيقول لابنه اللى فى صيدلة:
الأوضة دى واسعة وحلوة يا محمد،هبنيهالك وهات الكمبيوتر بتاعك وكتبك واقعد ذاكر هنا بعيد عن دوشة ولاد اخواتك
(يقصد الأوضة اللى بالطين اللى كان منيم أمه فيها)
تعرفوا رد عليه قاله إيه
قاله:
لا يا بابا،الأوضة دى هتفضل مقفولة ليك انتَ وأمى عشان تموتوا فيها!
سبحان الله
فعلا:"اعمل كما شئت فكما تدينُ تُدان"
عارفين حبيباتى
أم الراجل ده كان مات منها ولاد كتير جدا حوالى ست ولادماتوا وهم صغيرين
وكانت دايما صابرة
عمرها ما سخطت ولا جزغت
فبنتها(اللى هى الست اللى ايحت عندنا) بتقول لماما وبتحلفلها إنها شافتها فى المنام،فبتطلب منها ترجع الدنيا تانى
فأمها ردت عليها وقالتلها:
أرجع فين يا بنتى،ده أنا متهنية هنا محدش اتهناه
قالتلها مين اللى مهنيكِ ياما
فردت:ولادى
واحد بيأكلنى وواحد بيغسلى هدومى وواحد بيعملى الشاى وواحد........
كلهم عمالين يخدمونى وأول ما جيت هما اللى فتحولى البابسبحانك ربى ما أكرمك
اللهم اجعلنا بارين بوالدينا وارزقنا الفردوس الأعلى
••.•لا يا بابا،الأوضة دى هتتقفل ليك عشان تموت فيها انتَ وأمى!•.••
بالله عليكم التقييم يا حبيباتى عشان الكل يستفيد