ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
♥️اهلا وسهلا بك ♥️عزيزتي الزائرة♥️ يشرفنا ويسعدنا جدا الانضمام الينا..♥️
سارعي بالتسجيل ولن تندمي ابدا♥️ ♥️هنا كل المتعة والفائدة..
♥️هنا انا وانتي وغيرك..من جنس حواء ♥️هنا حب ..اخلاص..صداقة..
♥️هنا يوجد لدينا علبة دردشة للتواصل ..مع الجميع في جميع انحاء العالم
هنا الرقي والتميز والابداع.,♥️ ننتظر تسجيلك بشوقღ
مرحبين بك وسعداء بتواجدك بينا..
♥️~ادارة منتدى الملاك الطموحღ♥️~
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
♥️اهلا وسهلا بك ♥️عزيزتي الزائرة♥️ يشرفنا ويسعدنا جدا الانضمام الينا..♥️
سارعي بالتسجيل ولن تندمي ابدا♥️ ♥️هنا كل المتعة والفائدة..
♥️هنا انا وانتي وغيرك..من جنس حواء ♥️هنا حب ..اخلاص..صداقة..
♥️هنا يوجد لدينا علبة دردشة للتواصل ..مع الجميع في جميع انحاء العالم
هنا الرقي والتميز والابداع.,♥️ ننتظر تسجيلك بشوقღ
مرحبين بك وسعداء بتواجدك بينا..
♥️~ادارة منتدى الملاك الطموحღ♥️~
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ {*_*}...رقي ♥ تميز ♥ ابداع...{*_*}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:09 am

السلام عليكم حبيتي مودة
ها انا اقدم لك البحث وان شاء الله يكون حلو وتمام
المواصفات البحثية..
رح ابدا كل مشاركة بصفحة بحث
يعني مثلا الصفحة الاولي اي الوورقة الاولي ما هو المطلوب؟؟
اووووووك
نبدا بسم الله عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم 4168762205 عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم 4168762205 عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم 4168762205 عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم 4168762205 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:12 am

الورقة الاولي

ورقة التقديم
وبها...

بسم الله الرحمن الرحيم

مادة بحثية

الإسم : ...............
الفرقة : ............
الشعبة : ............

موضوع البحث
اثار المعاصي والذنوب علي الفرد والمجتمع والامم والشعوب



مقدم إلى :
د/ ....
أو
أ / .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:26 am

المقدمة

قال تعالي
(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون)
وقال ايضا
(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا,يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
وقال ايضا
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء
واتقوا الله الذي تساؤلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)
فان اصدق الحديث كلام الله واحسن الهدي
هدي محمد صلي الله عليه وسلم
وشر الامور محدثاتها
وان كل محدثة بدعة وككل بدعة ضلالة
وكل ضلالة في النار...

اما بعد\
ان الدين الاسلامي الحنيف والعقيدة السلفية الصحيحة علي منهج الله ورسوله وصحابته الكرام ليست منهجا فكريا
ونظريات ثقافية يحفظها الانسان حفظا جيدا ويحسن الاجابة عليها
بل هي منهج يتحرك به الانسان في كل لحظة من لحظات حياته,يبدأ مثل ما بدأ به النبيون في الدعوة الي الله
من توحيد الله وسجود العقل والقلب علي عتبة العبودية,ويشاهد العبد فيه أثار ونور توحيد الأسماء والصفات,
وأثر ذلك في أفعاله,فهي ليست متون جامدة بعيدة عن واقع الانسان....
وعن أبي هريرة قال ,,قال رسول الله
صل الله عليه وسلم:"ان الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء"
وهم الذين يصلحون اذا فسد الناس كما جاء في رواية جابر,,
وهذه الغربة لا وحشة علي صاحبها بل هو انس ما يكون اذا استوحش الناس,,
والواحد منهم هو السواد الأعظم ,وهو الجماعة ولو كان وحده وسط اهل البدع
و اقول:
كما قال رسول الله
"لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق حتي تقوم الساعة"
هؤلاء هم اهل الحق الذين لم يضلو الطريق
بل تمسكوا فيه ..
, فيا أيها المسلمون, اتقوا ربكم وأطيعوه وراقبوه دوماً ولا تعصوه.

عباد الله, لقد منّ الله على هذه الأمة فجعلها أمة هداية وقيادة وسيادة، اختارها الله لأشرف رسالاته وبعث فيها أفضل رسله وأنزل عليها أعظم كتبه ووعدها النصر إن هي نصرت دينه والكرامة والعزة إن هي تمسكت بطاعة ربها وسنة نبيها .

ولقد كان لهذه الأمة شرف قيادة العالم قروناً طويلة، ثم انتُزعت قيادتها وزالت دولتها وتداعى عليها أعداؤها، فتتابعت عليها المصائب وتلاحقت عليها المحن والنوائب, والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما الدواعي والعوامل التي أوصلت هذه الأمة إلى حضيض الغبراء بعد أن كانت في ذرا العلياء؟ وما الذي جرّ بها إلى هذا المنحدر السحيق وطوّح بها في أعماق هذا الواقع الغريق؟ وما الذي دهانا معشر المسلمين؟ وما الذي ودها أمتنا فذلت وهانت؟

والجواب الذي لا يختلف فيه اثنان، هو أن سبب ذلك كله الوقوع في الذنوب والمعاصي, ومما لا يقبل الجدل أن لله تعالى في هذه الحياة سنناً لن تتغير ولن تتبدل وتتحول, فالأمة التي تسير على شرع ربها ومنهاج رسولها تصل إلى مبتغاها وتنال مُناها والله يسددها وينصرها ويرعاها, وليس بين الله وأحد من خلقه حسبٌ ولا نسب، وإذا تركت الأمة أمر ربها وخالفت أحكام دينها وتنكبت صراط رسولها سلك الله بها طريق العناء والشقاء حتى تراجع دينها, وما أهون الخلق على الله إن هم أضاعوا أمره وخالفوا أحكام دينه وجاهروا بمعصيته, ما أهونهم على الله تبارك وتعالى إن هم فعلوا ذلك. ولهذا فإنه ينبغي علينا أن نعلم أنه ما من أمة في القديم والحديث عُذبت إلا بذنوبها، قال الله تعالى في سورة الأنفال: ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال:53].

وقال في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11].

وقال في سورة الشورى: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ [الشورى:30].

وفي الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يغار, وغيرته تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه)).

أيها المسلمون, إن للذنوب والمعاصي أثراً بالغاً على الأبدان والقلوب، وشؤماً واضحاً في حياة الأمم والشعوب, قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى في ذلك ما خلاصته ـ أي في أثر الذنوب والمعاصي وأثرها على الأبدان والقلوب في حياة الأمم والشعوب ـ: فمما ينبغي أن يُعلم أن الذنوب والمعاصي تضر, ولا شك في أن ضررها على القلوب كضرر السموم في الأبدان، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي, فما الذي أخرج الوالدين من الجنة، وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه وبدّله بالقرب بُعداً أو بالرحمة لعنةً, وبالجمال قبحاً وبالجنة ناراً تلظى. وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء على رؤوس الجبال ـ وهذا طبعاً على عهد نوح عليه السلام ـ وما الذي سلّط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم وصيرتهم عبرةً للأمم إلى يوم القيامة. وما الذي أرسل الصيحة على قوم ثمود حتى قطّعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم. وما الذي رفع قُرى اللوطية ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكهم جميعاً ثم أتبعهم حجارة من سجيل أمطرها عليهم وما هي من الظالمين ببعيد، وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى, وما الذي أغرق فرعون وقومه في اليم ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم, فالأجساد للغرق والأرواح للحرق, وما الذي خسف بقارون وبداره وماله وأهله، وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات كلها فدمرهم تدميراً، وما الذي بعث على بني إسرائيل قوماً أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار, فقتلوا الرجال وسبوا الذراري والنساء وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال، ثم بعثهم عليهم مرةً ثانية فدمروا وأهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علوا تتبيراً، وما الذي سلّط عليهم أنواع العذاب والعقوبات مرةً بالقتل والسبي وخراب البلاد، ومرةً بجور الملوك, ومرةً بمسخهم قردة وخنازير, وآخر ذلك أقسم الرب تبارك وتعالى أن يبعث عليهم من يسومهم سوء العذاب.

ما الذي فعل بهؤلاء المذكورين ما فعل وأحل بهم ما أحل من العقوبات، أليست المعاصي والذنوب.

ومضى رحمه الله تعالى يعدد عقوبات الذنوب والمعاصي وآثارها على الأبدان والقلوب مستقرئاً نصوص الكتاب والسنة ومتتبعاً أحداث الأمم والقرون وتاريخ المكذبين والمعاندين.

ومن عقوبات المعاصي، حرمان العلم والرزق, والوحشة والعسر والظلمة ووهن القلب والبدن وحرمان الطاعة ومحق البركة وهوان العبد على الله، قال الله تعالى في سورة الحج: وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ [الحج:18] نعم، من ذا الذي يُكرم عبداً أهانه الله؟!

ومن عقوباتها أيضاً, فساد العقل ووهن العزيمة والختم على القلوب وإطفاء نار الغيرة وذهاب الحياء وإزالة النعم وإحلال النقم والخوف والرعب والقلق وعمى البصيرة ومنع القطر وحصول أنواع العذاب والبلاء والنكال والشقاء في الدنيا وفي القبر وفي يوم القيامة وبالجملة.

فكل شر وفساد في الماء والهواء والزروع والثمار والمساكن والعباد والبلاد والبر والجو والبحر والعاجل والآجل فسببه الذنوب والمعاصي.

وقد جاء كتاب الله الكريم بما يؤكد هذه السنن لا سيما عند ذكر قصص المكذبين ليكون فيها عبرةً وموعظة ومزدجراً وذكرى, لكن لمن؟ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37].

قال الله تعالى في سورة العنكبوت: فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [العنكبوت:40].

             إذا كنت في نعمة فارعها              فإن المعاصي تزيل النعم

             وداوم عليها بشكر الإلـه            فإن الإله سريـع النِقـم

قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب وسعةً في الرزق وقوةً في القلب والبدن ومحبةً في قلوب الخلق).

من يفعل الحسنة يجد جزاءها ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما، ضياءً في الوجه، نوراً في القلب, سعةً في الرزق, قوةً في القلب والبدن، محبةً في قلوب الخلق.

ثم قال رضي الله عنه وعن أبيه: (وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمةً في القبر والقلب ونقصاً في الرزق ووهناً في القلب والبدن وبغضاً في قلوب الخلق).

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى عن أهل المعاصي: "إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين ـ يعني مهما تنعموا وتقلبوا في أعطاف النعيم وركبوا الخيول وناموا على حرير في قصور, مهما تنعموا ـ فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم  ـ أهل المعاصي ذل المعصية لا يفارق قلوبهم ـ أبى الله إلا أن يّذل من عصاه".

أيها الإخوة الكرام, آن لأمة الإسلام أن تدرك أن ما أصابها في هذا الزمن من ضعف وفرقة واختلاف وتسلط من الأعداء إنما هو بسبب وقوع أبنائها في معاصي الله، أما كان الأجدر بها وهي تعايش أنواع العقوبات الدينية والدنيوية، النفسية والمعنوية التي جلبتها المحرمات. أما كان الأجدر بها أن تراجع دينها الحق وتدرك أن كل شرٍ وفساد فسببه الذنوب والمعاصي قال الله تبارك وتعالى في سورة النحل: أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيّئَاتِ أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ  أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِى تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ  أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [النحل:45-47].

فما أوسع حلم الله على عباده وما أشد إعراضهم عن ذكره تبارك وتعالى مع أنهم علموا أن الله قال في سورة الجن على سبيل المثال لا الحصر: وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً [الجن:17].


فان ما جعلني اختار هذا الموضوع كبحث عمل لما له من اهمية كبيرة في دنيا فانية
نحن بامس الحاجة اليه
في زمن انتشرت فيه المغريات والفتن والشهوات
زمن تفسخت فيه المعاصي والذنوب..
زمان يجعل الحليم حيران..
سنتجول في هذا البحث في عدة فصول وورقيات بسيطة
تشمل هذا الموضوع المهم..
فالحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النبيِّ الأمين...
كلَّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون، وأنَّ على العبد أن يُقلع عن المعصيةِ، والله - سبحانه - يتوب على مَن تاب، وهو أرحم الراحمين

اللهم اجعلنا منهم يا رب

اجعلنا من عبادك الصالحين المتقين يا رب
اللهم وفقنا لما تحب وترضي فقط
أسأل الله العلي العظيم أن ينفعني وإياكم بالذكر الحكيم وبهدي نبيه الكريم, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الصفحة الاولي
1


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:44 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:30 am

أولاً:  المعاصي:

أ- تعريفها:

لغة:

قال أبو عبيد: "وأصل العصا الاجتماع والائتلاف. ومنه قيل للخوارج: قد شقوا عصا المسلمين: أي فرّقوا جماعتهم"[1].

وقال ابن منظور: "العصيان خلاف الطاعة، عصى العبد ربه إذا خالف أمره. وعصى فلانٌ أميره يعصيه عصياً وعصياناً ومعصية إذا لم يطعه فهو عاص وعَصِيّ"[2].

وشرعاً:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "المعصية هي مخالفة الأمر الشرعي، فمن خالف أمر الله الذي أرسل به رسله، وأنزل به كتبه فقد عصى"[3].

وقيل: "المعاصي: هي ترك المأمورات، وفعل المحظورات، أو ترك ما أوجب وفُرض من كتابه أو على لسان رسول صلى الله عليه وسلم وارتكاب ما نهى الله عنه أو رسوله صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأعمال الظاهرة أو الباطنة"[4].

ب- ألفاظ تدخل في معنى العصيان:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "لفظ (المعصية) و(الفسوق) و(الكفر): فإذا أطلقت المعصية لله ورسوله دخل فيها الكفر والفسوق، كقوله: {وَمَن يَّعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}، وقال تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَـٰتِ رَبّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَٱتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [هود:59]، فأطلق معصيتهم للرسل بأنهم عصوا هوداً معصية تكذيب لجنس الرسل، فكانت المعصية لجنس الرسل"[5].

وقد جاء معنى العصيان بألفاظٍ كثيرة في الكتاب والسنة، ومنها في القرآن:

1- الذنب: قال تعالى: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ} [العنكبوت:40].

قال الراغب رحمه الله: "والذنب في الأصل: الأخذ بذنب الشيء، ويُستعمل في كل فعلٍ يُستوخم عقباه اعتباراً بذنب الشيء، ولهذا يسمّى الذنب تبعة، وعقوبة اعبتاراً لما يحصل من عاقبته"[6].

2- الخطيئة: قال تعالى عن إخوة يوسف: {إِنَّا كُنَّا خَـٰطِئِينَ} [يوسف:97].

3- السيئة: قال تعالى: {إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ} [هود:114].

قال الراغب الأصفهاني: "والخطيئة والسيئة يتقاربان، لكن الخطيئة أكثر ما تُقال فيما لا يكون مقصوداً إليه في نفسه"[7].

4- الحُوب: قال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً} [النساء:2].

قال الراغب الأصفهاني: "الحُوب: الإثم"[8].

5- الإثم: قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلإِثْمَ وَٱلْبَغْى} [الأعراف:33].

قال الراغب رحمه الله: "الإثم والآثام: اسمٌ للأفعال المبطئة عن الثواب"[9].

والأثيم: "الكثير ركوب الإثم"[10].

6- الفسوق والعصيان: قال تعالى: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ} [الحجرات:7].

قال الراغب رحمه الله: "فسق فلانٌ: خرج عن حجر الشرع"[11].

7- الفساد: قال جل وعلا: {إِنَّمَا جَزَاء ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى ٱلأرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ} [المائدة:32].

قال الراغب رحمه الله: "الفساد: خروج الشيء عن الاعتدال. قليلاً كان الخروج عنه أو كثيراً، ويُضادّه الصلاح"[12].

8- العُتوّ: قال تعالى: {فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَـٰسِئِينَ} [الأعراف:166].

قال الراغب رحمه الله: "العتُوّ: النبوّ عن الطاعة. يُقال: عتا يعتو عتواً وعتياً"[13].

9- الإصر: قال تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلأغْلَـٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف:157].

قال ابن سيده رحمه الله: "الإصر: الذنب والثّقل"[14].

..تانيا\

الفرق بين المعصية  والسيئة والذنب والخطيئة؟؟
تعرّف السيئة بأنها الخطيئة، وتعرّف الخطيئة بأنها الذنب , فيمكن اعتبار الكلمات الثلاث بمعنى واحد .
أما المعصية فهي مصدر من عصى يعصي عصياناً إذا خالف الأمر , وفي (الصحاح) للجوهري: والعصيان خلاف الطاعة , وفي (لسان العرب) قال: والعصيان خلاف الطاعة , عصى العبد ربه : إذا خالف أمره .
فالفرق أن العصيان قد يكون بمخالفة الأمر الإرشادي وقد يكون بمخالفة الأمر المولوي , والثاني هو الذي يقدح بالعصمة دون الأول , أما الخطيئة والذنب والسيئة فكلها بهذا المعنى لا يمكن أن تصدر من الانبياء (عليهم السلام)، فنحن نقول بعصمة الأنبياء من الذنب الصغير منه والكبير منذ الولادة حتى الوفاة
اذن:
المعصية منسوبة إلي الطاعة. فإذا خالفت الطاعة وخالفت الأمر فهي معصية. وإذا ارتكبت معصية بقصد فهي خطيئة. أما إذا ارتكبتها دون قصد فهي خطأ. لذا فإن الفرق بين الخطيئة والخطأ هو القصد. فإذا ارتكبت الخطيئة إذن فقد وقعت في الذنب. فإذا وقعت في الذنب ترتب علي ذلك إثم يستحق العقاب. فإذا استحققت العقاب فهي سيئة.

الصفحة التانية
2


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:45 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:40 am

ج- أسباب الوقوع في المعاصي:

1- الابتلاء بالخير والشرّ:

قال تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء:35].

قال ابن عباس رضي الله عنهما: قوله: {وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ} يقول: (نبتليكم بالشدّة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلال)[15].

2- الابتلاء بالمال والولد:

قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [التغابن:15].

قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى: {إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ} أي: اختبار وابتلاء من الله تعالى لخلقه ليعلم من يطيعه ممن يعصيه"[16].

وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (لا يقولن أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فإنه ليس منكم أحدٌ إلا وهو مشتمل على فتنة لأن الله تعالى يقول: {إِنَّمَا أَمْوٰلُكُمْ وَأَوْلَـٰدُكُمْ فِتْنَةٌ} فأيكم استعاذ فليستعذ بالله تعالى من مضلاّت الفتن)[17].

3- فتنة الشرك وهي أشرّ الفتن وأطغاها وأخبثها:

قال الله عز وجل: {وَقَـٰتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلُّهُ لِلهِ} [الأنفال:39]، فبيّن تعالى بأن الدين غير الفتنة وهما متغايران[18].

4- فتنة العشق والافتتان بالنساء والمردان ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم:

قال عز وجل: {وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لّي وَلاَ تَفْتِنّى أَلا فِى ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} [التوبة:49].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنةً أضرّ على الرجال من النساء))[19].

وكان الجدُّ بن قيس[20] يتهرّب من القتال بهذا العذر، قال عنه ابن القيم رحمه الله: "فالفتنة التي فرّ منها بزعمه هي فتنة محبة النساء، وعدم صبره عنهن، والفتنة التي وقع فيها هي فتنة الشرك والكفر في الدنيا والعذاب في الآخرة"[21].

أما الفتنة بالأمرد فإنها أشدّ.

قال الهيتمي رحمه الله: "وحرّم كثير من العلماء الخلوة بالأمرد في نحو بيت أو دكان كالمرأة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما خلا رجلٌ بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما))[22] بل في المرد من يفوق النساء بحسنه، فالفتنة به أعظم، ولأنه يمكن في حقه من الشرّ ما لا يمكن في حق النساء"[23].

قال الحسن بن ذكوان: "لا تجالس أولاد الأغنياء، فإن لهم صوراً كصور العذارى، وهم أشدّ فتنةً من النساء"[24].

ودخل سفيان الثوري الحمام، فدخل عليه صبيٌ حسن الوجه، فقال: أخرجوه عني، أخرجوه عني، فإني أرى مع كل امرأة شيطاناً، ومع كل صبي بضعة عشر شيطاناً[25].

5- الفتنة بالمال:

عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم))[26].

والمال والأولاد سبب لنسيان ذكر الله تعالى: قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَـٰهُمْ أَنفُسَهُمْ} [الحشر:19]: "أي: لا تنسوا ذكر الله تعالى فينسيكم العمل الصالح الذي ينفعكم في معادكم. فإن الجزاء من جنس العمل، ولهذا قال تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} أي: الخارجون عن طاعة الله، الهالكون يوم القيامة، الخاسرون يوم معادهم كما قال تعالى: {أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ} [المنافقون:9]"[27].

6- شبهات أهل البدع:

قال سفيان الثوري رحمه الله: "البدعة أحبّ إلى إبليس من المعصية، فإن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها"[28]؛ ذلك لأن صاحبها يظن نفسه على الحق فلا يتوب أبداً، أو لأن البدعة أكبر من كبائر أهل السنة.

لذلك تواتر عن أئمة السلف في التحذير من البدعة والمبتدع. قال المرّوذي: قلت لأبي عبد الله يعني إمامنا الإمام أحمد بن حنبل - ترى للرجل أن يشتغل بالصوم والصلاة، ويسكت عن الكلام في أهل البدع؟ فكلح في وجهه. وقال: إذا هو صام وصلى واعتزل الناس؛ أليس إنما هو لنفسه؟ قلت: بلى. قال: فإذا تكلم. كان له ولغيره. يتكلم أفضل"[29].

د- أقسام الذنوب والمعاصي:

1- تقسيمها من حيث من وقعت في حقه:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الذنوب ثلاثة أقسام:

أحدها: ما فيه ظلم الناس: كالظلم بأخذ الأموال، ومنع الحقوق والحسد، ونحو ذلك.

والثاني: ما فيه ظلم للنفس فقط كشرب الخمر والزنا إذا لم يتعدّ ضررهما.

والثالث: ما يجتمع فيه الأمران، مثل أن يأخذ المتولّي أموال الناس يزني بها ويشرب بها الخمر، ومثل أن يزني بمن يرفعه على الناس بذلك السبب ويضرّهم كما يقع ممن يحب بعض النساء والصبيان"[30].

2- تقسيمها من حيث نوعها:

ويمكن أن تقسّم باعتبارٍ آخر وهو:

1- معاصي في الاعتقاد كالشرك والنفاق وغيرهما.

2- معاصي في الأخلاق كالزنى وشرب الخمر وغيرهما.

3- معاصي في العبادات كترك الصلاة أو التهاون بها، ومنع الزكاة وغيرها.

4- معاصي في المعاملات كعقود الربا والرشوة وشهادة الزور والسرقة وغيرها[31].

3- تقسيمها من حيث عظمها:

وجمهور أهل السنة يرون أن المعاصي تنقسم إلى قسمين: كبائر وصغائر.

قال ابن القيم رحمه الله: "والذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر، بنصّ القرآن والسنة، وإجماع السلف، وبالاعتبار"[32].

وأنكرت طائفة تقسيم المعاصي إلى كبائر وصغائر، واستدلوا على قولهم هذا بأن كل مخالفة بالنسبة لجلال الله وعظمته كبيرة، فكرهوا تسمية أي معصية صغيرة؛ لأنها إلى كبرياء وعظمة الله كبيرة[33]. ويؤيد هذا قول أنس بن مالك رضي الله عنه: (إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا نعدّها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات!)[34].

وقول جمهور أهل السنة أصوب، إذ دلّ الكتاب عليه، قال تعالى: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنهَوْنَ عَنْهُ نُكَفّرْ عَنْكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ} [النساء:31]، ففي هذه الآية بيان أن الذنوب تنقسم إلى كبائر وصغائر[35].

وقوله جل جلاله: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَـٰئِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوٰحِشَ إِلاَّ ٱللَّمَمَ} [النجم:32] في الآية استثناء منقطع، لأن اللمم من صغائر الذنوب، ومحقرات الأعمال، فهو استثناء من عامة الكبائر[36].

ومن السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات بينهن إن اجتنبت الكبائر)) وفي رواية ((ما لم تغش الكبائر))[37].

يقول الغزالي رحمه الله: "لا يليق إنكار الفرْق بين الكبائر والصغائر، وقد عُرف من مدارك الشرع"[38].
الصفحة الثالثة
3


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:46 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:42 am

تانيا \
تعريف الكبائر:
ثانياً: الكبائر:
أ- تعريفها:
الكبيرة لغةً: من الكبر، قال ابن منظور رحمه الله: "الكبر: الإثم الكبير، وما وعد الله عليه النار، والكبرة كالكبر: التأنيث للمبالغة، وفي التنزيل العزيز: {ٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَـٰئِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوٰحِشَ} [الشورى:37]. وفي الأحاديث ذكر الكبائر في غير موضع، واحدتها كبيرة: وهي الفعلة القبيحة من الذنوب المنهي عنها شرعاً لتعظيم أمرها".
شرعاً: "اختلف في تحديدها على أقوال:
1- أنها ما لحق صاحبها عليها بخصوصها وعيدٌ شديد بنص كتاب أو سنة.
2- أنها كل معصية أوجبت الحدّ. وبه قال البغوي وغيره.
3- أنها كل ما نص الكتاب على تحريمه، أو وجب في جنسه حدّ، وترك فريضة تجب فوراً، والكذب في الشهادة والرواية واليمين.
4- أنها كل جريمة.
5- أنها كل ذنب ختمه الله تعالى بنارٍ أو غضبٍ أو لعنةٍ أو عذاب، وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما.
6- وقال القرطبي في المفهم: "الراجح أن كل ذنبٍ نصّ على كبره أو عظمه، أو توعّد عليه بالعقاب، أو علّق عليه حدّ، أو اشتدّ النكير عليه فهو كبيرة، وهذا الكلام في غير ما قد ورد النصّ الصريح فيه أنه كبيرة من الكبائر، أو أكبر الكبائر.

ب- حكم مرتكب الكبيرة:
1- ذهبت الخوارج إلى أن مرتكب الكبيرة كافر، وحكمه في الآخرة الخلود في النار.
2- وذهب المعتزلة إلى أن مرتكب الكبيرة خرج من الإيمان ولم يدخل في الكفر، فهو بمنزلة بين المنزلتين، أما في الآخرة فحكمه الخلود في النار، فخالفوا الخوارج في الاسم، ووافقوهم في الحكم.
3- وذهبت المرجئة إلى أنه لا يضر مع الإيمان معصية، فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان، ولا يستحق دخول النار.
4- وذهب أهل السنة والجماعة إلى أن مرتكب الكبيرة مؤمنٌ ناقص الإيمان، قد نقص من إيمانه بقدر ما ارتكب من معصية، فلا يسلب اسم الإيمان بالكلية، ولا يعطى اسم الإيمان بإطلاق، فهو مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وحكمه في الآخرة أنه تحت مشيئة الله تعالى، إن شاء غفر له ابتداء وأدخله الجنة، وإن شاء عذّبه بقدر معصيته، ثم يخرجه ويدخله الجنة .


ثالثاً: الصغائر:
أ- تعريفها:
الصغائر لغة:
قال ابن منظور رحمه الله: "الصغر: ضد الكبر. قال ابن سيده: الصغر والصغارة خلاف العِظم، وقيل: الصِّغَر في الجرم، والصَّغارة في القدْر".
والصغائر شرعا:
1- قيل: إنها ما لم يقترن بالنهي عنها وعيد أو لعن أو غضب أو عقوبة.
2- وقيل: ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو صغيرة.
3- وقيل: هي ما دون الحدّين: حدّ الدنيا، وحد الآخرة.
4- وقيل: هي كل ما ليس فيها حدٌّ في الدنيا ولا وعيدٌ في الآخرة، والمراد بالوعيد: الوعيد الخاص بالنار أو اللعنة أو الغضب.

ب- لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار:
عن سعيد بن جبير قال: إن رجلاً قال لابن عباس رضي الله عنهما: كم الكبائر أسبع هي؟ قال: (إلى سبعمائة أقرب منها إلى السبع غير أنه لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار).
ويؤيد ما ذهب إليه ابن عباس رضي الله عنهما، ما روى سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قومٍ نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ، وجاء ذا بعودٍ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه)).
قال ابن القيم رحمه الله: "وها هنا أمرٌ ينبغي التفطّن له، وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف، والاستعظام لها ما يلحقها بالصغائر. وقد يقترن بالصغيرة من قلّة الحياء، وعدم المبالاة، وترك الخوف، والاستهانة بها ما يلحقها بالكبائر. بل يجعلها في أعلى المراتب. وهذا أمرٌ مرجعه إلى ما يقوم بالقلب. وهو قدر زائد على مجرّد الفعل. والإنسان يعرف ذلك من نفسه ومن غيره"] .
الصفحة الرابعة
4


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:47 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:53 am

والان بعد ما تم شرح تعريف المعاصي والذنوب والكبائر
والتعمق في اسبابها نأأتي الان الي اثارها علي كل من:
الفرد والمجتمع واترها علي الشعوب والامم
رابعاً: آثار الذنوب والمعاصي:
فيا أيها المؤمنون، إن المعاصيَ التي يقترفها الناس آناء الليل وأطراف النهار لها آثار مدمرة على الفرد والمجتمع والحياة كلها، وذلك أنّ قوام الحياة وصلاحها إنما هو في الطاعة والاستقامة على أمر الله والتقيد بشرعه الحنيف، وكلّ انحراف عن أمره، وكل اتباع لنزغات الشيطان, وكل تفلُّت من دينهإنماهو ركض وراء السراب، وضرب في تيه الشقاء، ولا بد أن يلمس الإنسان آثارها النكرة في نفسه وحياته ثم في أخراه يوم لقاء ربه.
والمقصود من الحديث عن آثار المعاصي هو التحذير من مغبة الاسترسال فيها وإطلاق العنان للخوض في حدود الله، وهو من باب قول القائل قديماً:
عرفتُ الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشرّ من الخير يقع فيه .
أيها المؤمنون الكرام، هذه بعض تلك الثمار المرة التي يجنيها العصاة الآثمون من وراء المعاصي.

أ- أثر الذنوب والمعاصي على الفرد:
1- تضعف في القلب تعظيم الربّ جل وعلا ووقاره وهيبته وكبرياءه:
قال ابن القيم رحمه الله: "فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد تقتضي تعظيم حرماته، وتعظيم حرماته تحول بينه وبين الذنوب، والمتجرئون على معاصيه ما قدروا الله حقّ قدره، وكيف يقدره حق قدره أو يعظمه ويكبره؛ ويرجو وقاره، ويجلّه من يهون عليه أمره ونهيه؟ هذا من أمحل المحال، وأبين الباطل، وكفى بالمعاصي عقوبة أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله، وتعظيم حرماته، ويهون عليه حقه".
2- تُذهب حياء القلب وغيرته:
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)).
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله لهذا الحديث تفسيرين:
أحدهما: أنه على التهديد والوعيد، والمعنى: من لم يستح فإنه يصنع ما شاء من القبائح، إذ الحامل على تركها الحياء، فإذا لم يكن هناك حياء يردعه عن القبائح فإنه يواقعها، وهذا تفسير أبي عبيدة.
والثاني: أن الفعل إذا لم تستح منه من الله فافعله، وإنما الذي ينبغي تركه هو ما يستحي منه من الله، وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية.
وحقيقة الحياء كما نقل النووي عن العلماء: "خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي حق".
3- تنكس القلب وتزيغه، فلا يطمئن إلا بها:
إن القلب إذا غرق في أوحال المعاصي والآثام، وركن إليها واطمأن بها؛ فإن القبيح يكون لديه حسناً، والحسن قبيحاً، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً، فما وافق هواه فهو الصواب الحلال، وما خالفه فهو الخطأ الحرام... حينئذٍ تضعف عنده إرادة التقوى، بل قد تموت لاستمراره على ما حرّم الله.
قال تعالى: عن المنافقين: {خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَـٰرِهِمْ غِشَـٰوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} [البقرة:7].
قال البغوي رحمه الله: "طبع الله على قلوبهم فلا تعي خيراً ولا تفهمه، وحقيقة الختم الاستيثاق من الشيء كيلا يدخله ما خرج منه ولا يخرج عنه ما فيه، ومنه الختم على الباب. قال أهل السنة: أي حكم على قلوبهم بالكفر، لما سبق من علمه الأزلي فيهم".
4- توهن القلب وتظلمه:
قال تعالى: {أَوْ كَظُلُمَـٰتٍ فِى بَحْرٍ لُّجّىّ يَغْشَـٰهُ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَـٰتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ} [النور:40].
قال ابن كثير رحمه الله: "فهذا قلب الكافر الجاهل البسيط المقلد، الذي لا يعرف حال من يقوده، ولا يدري أين يذهب، بل كما يقال في المثل للجاهل أين تذهب؟ قال: معهم. قيل: فإلى أين يذهبون؟ قال: لا أدري.. فالكافر يتقلّب في خمسة من الظلم: فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات إلى النار".
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاناً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق).
5- حصول خيانة القلب واللسان عند ساعة الاحتضار عن النطق بالشهادة:
قال ابن القيم: "يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار، والانتقال إلى الله تعالى، فربما تعذّر عليه النطق بالشهادة، كما شاهد الناسُ كثيراً من المحتضرين أصابهم ذلك. حتى قيل لبعضهم: قل: لا إله إلا الله، فقال: آه... آه... لا أستطيع أن أقولها. وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فقال:

يا رُبّ قائلةٍ يوماً وقد تعبت كيف الطريق إلى حمام منجاب
ثم قضى. وقيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء، ويقول: تاتنا تنتنا... حتى قضى".

ب- أثر الذنوب والمعاصي على المجتمع:
1- أنها سبب هلاك الأمم:
كإغراق قوم نوحٍ عليه السلام، وفرعون وقومه، وإهلاك قوم عاد بالريح العقيم، وثمود بالصيحة، وقوم لوط بجعل عاليها سافلها. إلى غير ذلك.
قال تعالى: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّن أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَّنْ أَخَذَتْهُ ٱلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ ٱلأرْضَ وَمِنْهُمْ مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت:40]، وقال: {أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأنْهَـٰرَ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً ءاخَرِينَ} [الأنعام:6].
إن هذا النصّ في القرآن: {فَأَهْلَكْنَـٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ} وما يماثله يقرّر حقيقة، ويقرّر سنة، إنه يقرّر حقيقة أن الذنوب تهلك أصحابها، وأن الله هو الذي يهلك المذنبين، وأن هذه سنة ماضية - ولو لم يرها فرد في عمره القصير - ولكنها سنة تصير إليها الأمم حين تفشو فيها الذنوب، وحين تقوم حياتها على الذنوب.. كذلك هي جانب من التفسير الإسلامي للتأريخ: فإن هلاك الأجيال، واستخلاف الأجيال؛ من عوامله، فعل الذنوب في جسم الأمم، وتأثيرها في إنشاء حالة تنتهي إلى الدمار؛ إمّا بقارعة من الله عاجله - كما كان يحدث في التاريخ القديم - وإمّا بالانحلال البطيء الفطري الطبيعي، الذي يسري في كيان الأمم - مع الزمن - وهي توغل في متاهة الذنوب.
2- أنها تزيل النعم بمختلف أنواعها وأشكالها، وتحلّ النقم والمحن والفتن مكانها:
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ...} [الرعد:11].
فالله تعالى لا يسلب نعمةً أنعمها على قومٍ أو مجتمع أو أمةٍ حتى يحدثوا تغيير ما هم عليه من الخير والهداية إلى الشرّ والضلالة. وكذلك لا يغيّر ما حلّ بقومٍ جزاء عصيانهم من عذاب ونكال وذل وخذلان إلى نعمةٍ ورخاء، وسلامة وإخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم من الشر والآثام إلى توبةٍ خالصة، وطاعة للملك العلام.
3- أنها تسلب نعمة العافية في الأبدان:
جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لم تظهر الفاحشة في قومٍ قطّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)).
وعن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمراً وجهه وهو يقول: ((لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)) وعقد سفيان (تسعين أو مائة) قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال: ((نعم إذا كثُر الخبث)).
قال النووي رحمه الله: "والخبث هو بفتح الخاء والباء، وفسّره الجمهور بالفسوق والفجور، وقيل المراد: الزنا خاصة، وقيل أولاد الزنا، والظاهر أنه المعاصي مطلقاً".
4- أنها سبب في حلول الهزائم في الحرب:
ففي أُحدٍ أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرماة بملازمة الجبل قائلاً: ((لا تبرحوا إن رأيتمونا ظَهرْنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا)) لكنهم خالفوا أمره ونزلوا من على الجبل فحلّت بهم الهزيمة.
قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:166]، أي: بسبب عصيانكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمركم أن لا تبرحوا من مكانكم فعصيتم، يعني بذلك: الرماة[16].
5- سبب لوقوع الخسف:
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، إذا ظهرت القيان والمعازف، وشُربت الخمور)).
وكما حصل لذلك الرجل الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ((بينما رجلٌ يجرّ إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)).
6- يؤثّر حتى في الدواب:
قال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَـٰكِن يُؤَخّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً} [فاطر:45].
قال القرطبي رحمه الله: "{وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ} يعني: من الذنوب {مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} قال ابن مسعود رضي الله عنه: يريد جميع الحيوانات مما دبّ ودرج، قال قتادة: وقد فعل ذلك زمن نوح عليه السلام"
وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده إن الحُبارى لتموت هزلاً في وكرها بظلم الظالم).

وعكرمة كان يقول: (دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون: منعنا القطر بذنوب بني آدم).
الصفحة الخامسة
5


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:48 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:55 am

وقال محمد محمود السيوطي: في خطبة له
عن اثار المعاصي والذنوب
1\
نسيان العلم وذهاب الحفظ، ويا لها من عقوبة ما أقساها على أهل العلم وطلبته، وذلك أن العلم نور يقذفه الله في القلوب العامرة بطاعته المنيبة إليه سبحانه، والمعصية ظلمة قد علاها قُتار الشهوات الهوجاء، وأنّى للنور أن يأنس بالظلام؟!
ولذلك روي أن الإمام الشافعي رحمه الله لما جلس بين يدي إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله ورأى عليه مخايل النجابة والذكاء بادية، وأعجبه وفورُ عقله وكمال حفظه قال له ناصحا: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية.
والشافعي رحمه الله هو القائل في الأبيات التي سارت بين طلبة العلم مسير الشمس:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي
وقد يتساءل إنسان فيقول: إن فلاناً من الناس قد أُعطيَ حفظا واستحضاراً على فجوره الذي عُرف به في الناس فكيف ذلك؟!
فنقول: اقرأ كتابَ الله تعالى تجد الجواب واضحاً، يقول الله عز وجل: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِى ءاتَيْنَاهُ ءايَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَاكِنَّهُ أَخْلَدَ إلى الأرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث [الأعراف:175، 176].
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله معلقاً: "ففي الآية دليل على أنه ليس كل من آتاه الله العلم فقد رفعه به،إنما الرفعة بالعلم درجة فوق مجرد إتيانه".
كم من فاجر كان حظه من العلم قيل وقالوا، ليكون ذلك حجةً عليه عند الله، دون حقيقة العلم التي تورث الخشية والإنابة.
فيا معشر طلبة العلم، لنتقِ الله في أعز أيام العمر التي صُرفت في الحفظ والركض وراء عرائس العلم، أن تذهب بها غوائل المعاصي الجامحة، واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن سوط العقاب بالمرصاد.
2 : ومن أعظم آثار المعاصي وأخطرها على العبد الوحشةُ التي تحدثها المعاصي بين العبد وربه، واستثقال الطاعات، واستمراء الفواحش، واعتيادٍ لها، ويا لها من سكرة ما أشد عماها على القلب إن لم يُمدّ صاحبها بنفحة من نفحات الرحمة والهداية، فإنه واقع في حُفرة من حفر الشقاء والعذاب الواصِب لا محالة.
أيها المؤمنون، إن حياة المرء الحقيقية إنما هي حياة الطاعة، وشعور العبد أنه خلع عنه ربقة العبودية للخلق، وآوى إلى ظلال العبودية الحقة التي ترفعه عن الطين وجواذبه، ليحط رحال القلب في ساحات العبودية لله رب العالمين. ولهذا جعل الله الكافر ميتاً غير حي فقال: أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء [النحل:21]، وتأملوا بالمقابل في قول بعض الصالحين المخبتين الذين وجدوا برد الطاعة والإنابة إذ يقول: "إنه لتمرّ بالقلب لحظات أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي خير عظيم". إنّ في الدنيا جنة لا يدخل جنة الآخرة من لم يدخلها، إنها جنة الطاعة والعبودية التي يُحرم منها العصاة الفجرة.
3 ً: من آثار المعاصي النكرة الحيرة والشقاء وتمزّق القلب في شعاب الدنيا، واللهث وراء السراب، واتباع الشياطين المتربصة على أفواه السبل المنحرفة عن السبيل الحق.
4 : ألا وإن من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله تعالى ، عقوق الوالدين الذين يجب برهما ، وقطع صلة الرحم التي يجب أن توصل ، فقد أخرج الشيخان من حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ ، وَمَنَعَ وَهَاتِ ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " [ متفق عليه واللفظ للبخاري ] .
وعن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ : أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ ، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ " [ متفق عليه ] .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ ، وَالدَّيُّوثُ ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى " [ أخرجه النسائي واللفظ له ، وأحمد ] .
فانظروا كيف كان عقوق الوالدين سبباً للحرمان من الجنة ، وطريقاً ممهداً إلى النار والعياذ بالله .
وعن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ] .
وبما أن العقوق والقطيعة من كبائر الذنوب ، فلقد رتب الشارع الكريم على من فعل ذلك ، العذاب والنكال في دور الحياة الثلاثة ، في الدنيا والقبر والآخرة ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ " [ أخرجه أبو داود ، وابن ماجة ، وأحمد ، والترمذي ، وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .
5 - ومنها حرمان الرزق وفي المسند إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ، وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي
6 - ومنها وحشية يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام فلو لم ترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريًا بتركها وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي ومنها تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه وهذا كما إن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا ويالله العجب كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أتى ومنها ظلمته يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا أدلهم فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره فان الطاعة نور والمعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا في الوجه حتى يراه كل أحد قال عبد الله بن عباس : إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق .
7 - ومنها أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جنبها أعملني أيضا فإذا عملها قالت الثانية كذلك وهلم جرا فيتضاعف الربح وتزايدت الحسنات وكذلك كانت السيئات أيضا حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة .
ولا يزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه إليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها ولا يزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله إليه الشياطين فتأزه إليها أزا فالأول قوي جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه وهذا قوي جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه .
8 - ومنها وهو من أخوفها على العبد أنها لضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لما تاب إلى الله فيأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير وقلبه معقود بالمعصية مصر عليها عازم على مواقعتها متي أمكنه وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك .
9 - ومنها أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتمام اللذة حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يستر الله على العبد ثم يصبح يفضح نفسه ويقول يا فلان عملت يوم كذا وكذا وكذا فتهتك نفسه وقد بات يستره ربه .
10 - ومنها أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد كما قال الله تعالى ومن يهن الله فماله من مكرم وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من شرهم فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه ومنها أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك فان الذنب كلما صغر في عين العبد عظم عند الله وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال إن المؤمن يري ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار .
11 - ومنها أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم قال أبو هريرة إن الحباري لتموت في وكرها من ظلم الظالم وقال مجاهد : إن الهائم تلعن عصاة بنى آدم إذا اشتدت السنة وأمسك المطر وتقول هذا بشؤم معصية ابن ادم وقال عكرمة:دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون منعنا القطر بذنوب بني آدم فلا يكفيه عقاب ذنبه حتي
يبوء بلعنه من لا ذنب له .
12 - ومنها أن المعصية تورث الذل ولا بد فان العز كل العزفى طاعة الله تعالى قال تعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا أي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعته وكان من دعاء بعض السلف اللهم أعزاني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك قال الحسن البصري إنهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين إن ذل المعصية لا تفارق قلوبهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه 0
وقال عبد الله بن المبارك
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سؤ ورهبانها
13 - ومنها إن المعاصي تفسد العقل فان للعقل نورا والمعصية تطفيء نور العقل ولابد وإذا طفئ نوره ضعف ونقص وقال بعض السلف ما عصي الله أحد حتي يغيب عقله وهذا طاهر فانه لو حضر عقله لحجزه عن المعصية وهو في قبضة الرب تعالى أو نجهر به هو مطلع عليه وفي داره على بساطه وملائكته شهود عليه ناظرون إليه وواعظ القرآن نهاه وواعظ الإيمان ينهاه وواعظ الموت ينهاه وواعظ النار ينهاه والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة أضعاف أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها فهل يقدم على الاستهانة بذلك كله والاستخفاف به ذو عقل سليم .
14 - ومنها أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين كما قال بعض السلف في قوله تعالى كلا بل ران ! على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال هو الذنب بعد الذنب وقال الحسن هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب .
15 - ومنها أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول صلى الله عليه وسلم فانه لعن على معاصى والتي غيرها اكبر منها فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة فلعن الواشمة والمستوشمة والواصلة والموصولة والنامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة ولعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده ولعن المحلل والمحلل له ولعن السارق ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه ولعن من غير منار الأرض وهي إعلامها وحددوها ولعن من والديه ولعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا يرميه بسهم ولعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ولعن من ذبح بغير الله ولعن من أحدث حدثا أو آوي محدثا ولعن المصورين ولعن من عمل عمل قوم لوط ولعن من سب أباه وأمه ولعن من كمه أعمي عن السلام ولعن من أتى بهيمة ولعن من رسم دابة في وجهها ولعن من ضار بمسلم أو مكر به ولعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ولعن من أفسد امرأة على زوجها أو مملوكا على سيده ولعن من أتى امرأة في دبرها وأخبر أن من باتت مهاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ولعن من انتسب إلى غير أبيه وأخبر أن من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه ولعن من سب الصحابة وقد لعن الله من أفسد في الأرض وقطع رحمه وأذاه وأذى رسوله ولعن من كتم ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى ولعن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات بالفاحشة ولعن من جعل سبيل الكافر أهدي من سبيل المسلم ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبس المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ولعن الراشي والمرتشي والرائش وهو الواسطة في الرشوة ولعن على أشياء أخر غير هذه فلو لم يكن في فعل ذلك إلا رضاء فاعله بان يكون ممن يعلنه الله ورسوله وملائكته لكان في ذلك ما يدعو إلى تركه .
15 - ومنها حرمان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكة فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات وقال تعالى الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (Cool وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) فهذا دعاء الملائكة للمؤمنين التابعين المتبعين لكتابه وسنة رسوله الذين لا سبيل لهم غيرهما فلا يطمع غير هؤلاء بإجابة هذه الدعوة إذا لم يتصف بصفات المدعو له بها .
16 - ومن عقوبات المعاصي ما رواه البخاري في صحيحه من حديث سمرة بن جندب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه الشياطين رأى أحد منكم البارحة رؤيا فيقص عليه ما شاء الله أن يقص وأنه قال لنا ذات غداة أنه أتاني الليلة آتيان وأنهما انبعثا لى و أنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلع رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى قال قلت لهما سبحان الله ما هذان قالا لي انطلق فانطلقا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى قال قلت سبحان الله ما هذان فقالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على مثل التنور وإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا فقال قلت من هؤلاء قال فقالا لي انطلق انطلق قال فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم فإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيغفر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ثم يرجع إليه كما رجع إليه فيغفر له فاه فألقمه حجرا قال قلت لهما ما هذان قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرأى كأكره رأى رجلا مرا وإذا هو عنده تاريخها ويسعى حولها قال قلت لهما ما هذا قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا على روضة مغيمة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهراني الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط قال قلت ما هذا وما هؤلاء قال قالا لي انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أرى دوحة قط أعظم منها ولا أحسن قال قالا لي أرق فيها فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة قال فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن راءٍ وشطر منهم كأقبح راءٍ قال قالا لهم اذهبوا فقعوا في ذلك النهر قال وإذا نهر معترض يجري كان ماءه المحض في البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم قال قالا لي هذه جنة عدن وهذاك منزلك قال فسمى بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قال قالا لى ها ذاك منزلك قال قلت لهما بارك الله فيكما فذراني فأدخله قالا أما الآن فلا وأنت داخلة قال قلت لهما فإني رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال قالا لي أما أنا سنخبرك أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلع رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه فانه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة فانه آكل الربا وأما الرجل الكريه المنظر الذي عند النار يحثها ويسعى حولها فانه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة وفي رواية البرقاني ولد على الفطرة فقال بعض المسلمين يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاد المشركين وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تجاوز الله عنهم .
17 - ومن آثار الذنوب والمعاصي إنها تحدث في الارض أنواعا من الفساد في المياه والهوى والزرع والثمار والمساكن قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون قال مجاهد : إذا ولي الظالم سعى بالظلم والفساد فيحبس بذلك القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد .
18 - وموجباتها ويدل عليه قوله تعالى ليذيقهم بعض الذي عملوا فهذا حالنا وإنما إذاقنا الشيء اليسير من أعمالنا فلو أذاقنا كل أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابة ومن تأثير معاصي الله في الأرض ما يحل بها من الخسف والزلازل ويمحق بركتها وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديار ثمود فمنعهم من دخول ديارهم إلا وهم باكون ومن شرب مياههم ومن الاستسقاء من أبيارهم حتى أمر أن لا يعلف العجين الذي عجن بمياههم لنواضح الإبل لتأثير شؤم المعصية في الماء وكذلك شؤم تأثير الذنوب فى نقص الثمار وما ترى به من الآفات وقد ذكر الإمام أحمد في مسنده في ضمن حديث قال وجدت في خزائن بعض بني أمية حنطة الحبة بقدر نواة التمرة وهي في صرة مكتوب عليها كان هذا ينبت في زمن من العدل وكثير من هذه الآفات أحدثها الله سبحانه وتعالى بما أحدث العباد من الذنوب وأخبرني جماعة من شيوخ الصحراء إنهم كانوا يعهدون الثمار أكبر مما هي الآن وكثير من هذه الآفات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها وإنما حدثت من قرب .
19 - وأما تأثير الذنوب في الصور والخلق فقد روي الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خلق الله آدم وطوله في السماء ستون ذراعا ولم يزل الخلق ينقص حتى الآن فإذا أراد الله أن يطهر الأرض من الظلمة والخونة والفجرة ويخرج عبدا من عباده من أهل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا ويقتل المسيح اليهود والنصارى ويقيم الدين الذي بعث الله به رسوله وتخرج الأرض بركاتها وتعود كما كانت حتى إن العصابة من الناس ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها ويكون العنقود من العنب وقر بعير ولبن اللقحة الواحدة يكفي الفئام من الناس وهذا لان الأرض لما طهرت من المعاصي ظهرت فيها آثار البركة من الله تعالى التي محقتها الذنوب والكفر .
20- ومن عقوباتها أنها تطفي من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن فان الغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة كمال يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديث وأشرف الناس وأعلاهم قدر وهمة أشدهم نفسه وخاصته وعموم الناس ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الأمة والله سبحانه أشد غيرة منه كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه والله أغير مني وفي الصحيح أيضا عنه انه قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الكسوف يا جهلتم محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو ترني أمته وفي الصحيح أيضا عنه أنه قال لا أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب اليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ولا أحد أحب إليه المدح من الله من أجل ذلك أثنى على نفسه .
21 - ومن عقوباتها ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير وذهاب كل خير بأجمعه وفى الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء خير كله وقال ان مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت وفيه تفسيران أحداهما انه على التهديد والوعيد والمعنى من لم يستح فانه يصنع ما شاء من القبائح إذا لحامل على تركها الحياء فإذا لم يكن هناك حياء نزعه من القبائح فانه يواقعها وهذا تفسير أبي عبيدة والثاني إن الفعل إذا لم تستح فيه من الله فافعله وإنما الذى ينبغي تركه ما يستحي فيه من الله وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية ابن هاني فعلى الأول يكون تهديدا كقوله اعملوا ما شئتم وعلى الثاني يكون إذنا وإباحة فان قيل فهل من سبيل إلى حمله على المعنيين قلت لاولا على قول من يحمل المشترك على جميع لما بين الإباحة والتهديد من المنافات ولكن اعتبار أحد المعنيين يوجب اعتبار الآخر والمقصود ان الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية حتى ربما انه لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعله والحامل على ذلك انسلاخه من الحياء وإذا وصل العبد إلى هذه الحالة لم يبق في صلاحه مطمع .
22 - ومن عقوباتها أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله وتضعيف وقاره في قلب العبد ولابد شاء أم أبى ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه وربما اغتر المغتر وقالإنمايحملني على المعاصي حسن الرجاء وطمعي في عفوه لا ضعف عظمته في قلبي وهذا من مغالطة النفس فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد وتعظيم حرمانه يحول بينه وبين الذنوب
و المتجرؤن على معاصيه ما قدروه حق قدره وكيف يقدره حق قدره أو يعظمه أو يكبره أو يرجو وقاره ويجله من يهون عليه أمره ونهيه هذا من أمحل المحال وأبين الباطل وكفى بالعاصي عقوبة أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله وتعظيم حرماته ويهون عليه حقه .
23 - ومن عقوباتها أنها تستدعى نسيان الله لعبده وتركه و تخليته بينه وبين نفسه وشيطانه وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة قال الله يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون فأمر بتقواه ونهي أن يتشبه عباده المؤمنون بمن نسيه بترك تقواه واخبر أنه عاقب من ترك التقوى بان أنساه نفسه أي أنساه مصالحها وما ينجيها من عذابه وما يوجب له الحياة الأبدية وكمال لذتها وسرورها ونعيمها فأنساه الله ذلك كله جزاء لما نسيه من عظمته وخوفه والقيام بأمره .
24 - ومن عقوباتها أنها تخرج العبد من دائرة الإحسان وتمنعه من ثواب المحسنين فإن الإحسان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي فان من عبد الله كأنه يراه لم يكن كذلك إلا لاستيلاء ذكره ومحبته وخوفه قلبه المجاشعي يصير كأنه يشاهده وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعاصي فضلا عن مواقعتها فإذا خرج من دائرة الإحسان فاته صحبة رفقته الخاصة وعيشهم الهنيء ونعيمهم التام فان أراد الله به خيرا أقره في دائرة عموم المؤمنين فان عصاه بالمعاصي التي تخرجه من دائرة الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه الناس فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن إياكم إياكم والتوبة معروضة بعد .
ومن فاته رفقة المؤمنين وخرج عن دائرة الإيمان فاته حسن دفاع الله عن المؤمنين فان الله يدافع عن الذين آمنوا وفاته كل خير رتبه الله في كتابه على الإيمان وهو نحو مائة خصلة كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها فمنها الأجر العظيم وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما ومنها الدفع عنهم شرور الدنيا والآخرة إن الله يدافع عن الذين آمنوا ومنها استغفار حملة العرش لهم الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ومنها موالاة الله لهم ولا يذل من والاه الله قال الله تعالى الله ولى الذين آمنوا ومنها أمره ملائكته بتثبيتهم إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا ومنها إن لهم الدرجات عند ربهم والمغفرة والرزق الكريم ومنها العزة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ومنها معية الله لأهل الإيمان وإن الله لمع المؤمنين ومنها الرفعة في الدنيا والآخرة يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ومنها أعطاهم كفلين من رحمته وأعطاهم نورا
يمشون به ومغفرة ذنوبهم ومنها الود الذي يجعله سبحانه لهم وهو انه يحبهم يحبهم إلى ملائكته وأنبيائه وعباده الصالحين ومنها أمانهم من الخوف يوم يشتد الخوف فمن آمن وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ومنها أنهم المنعم عليهم الذين أمرنا أن نسأله أن يهدينا إلى صراطهم في كل يوم وليلة سبع عشرة مرة ومنها أن القرآنإنماهو هدى لهم وشفاء قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد والمقصود أن الإيمان سبب جالب لكل خير وكل خير في الدنيا والآخرة فسببه الإيمان فكيف يهون على العبد أن يرتكب شيئا يخرجه من دائرة الإيمان ويحول بينه وبينه ولكن لا يخرج من دائرة عموم المسلمين فان الذنوب وأصر عليها خيف عليه أن قلبه فيخرجه عن الإسلام بالكلية ومن هنا أشتد خوف السلف كما قال بعضهم أنتم تخافون الذنوب وأنا أخاف الكفر .
25 - ومن عقوبتها أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة أو تعوقه وتوقفه وتعطفه عن السير فلا تدعه يخطوا إلى الله خطوة هذا إن لم ترده عن وجهته إلى ورائه فالذنب يحجب الواصل ويقطع السائر وينكس الطالب والقلب إنما يسير إلى الله بقوته فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره فان زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعا يبعد تداركه والله المستعان فالذنب أما يميت القلب أو يمرضه مرضا مخوفا أو يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي الهم والحزن والكسل والعجز والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجل .
26 - ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة وقد قال تعالى وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير وقال تعالى
:" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " فأخبر الله تعالى إنه لا يغير نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه فيغير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره وأسباب رضاه بأسباب سخطه فإذا غير غير عليه جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد فأن غير المعصية بالطاعة غير الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز قال تعالى : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ومالهم من دونه من وال" .
وقد أحسن القائل
إذا كنت في نعمة فارعها * فإن الذنوب تزيل النعم
وحطها بطاعة رب العباد * فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطعت * فظلم العباد شديد الوخم
وسافر بقلبك بين الورى * لتبصر آثار من قد ظلم
فتلك مساكنهم بعدهم * شهود عليهم ولاتتهم
وما كان شيء عليهم أضر * من الظلم وهو الذي قد تصم
فكم تركوا من جنان ومن * قصور وأخرى عليهم أطم
صلوا بالجحيم وفات النعم * وكان الذي نالهم كالحلم
27 - ومن عقوباتها ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي فلا تراه إلا خائفا مرعوبا فان الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب فمن أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أمانا ومن عصاه انقلبت مأمنه مخاوف .
28 - وإن نظرةً واحدة على واقع الغرب الكافر وما يعيشه من ضياع فكري وتفسّخ أخلاقي، بل ونزول بالإنسان إلى دركات الحيوانية الهابطة تنبئك بالحقيقة، لأن بعض فلاسفتهم المشهورين أطلق مقولته الفاجرة: أنْ لا هدف ولا غاية من وجود الإنسان، فظهرت في أوربا جماعات تسمى بالخنافس تتسافد في الطرقات تسافد الحمر، وتعيش عيشة البهائم البكماء، وصدق الله العظيم إذ يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَى الآية [طه:124].
29: ومنها تسليط الأعداء وذهاب القوة ونزع الهيبة من قلوب الأعداء.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمر أن النبي قال: ((بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة من الصغار على من خالف أمري, من تشبه بقوم فهو منهم)).
أيها المؤمنون، إن صحائف التاريخ خير شاهد على عجيب تأثير المعاصي في الأمم، لقد كانت أمة الإسلام في سالف دهرها أمة موفورة الكرامة، عزيزة الجانب، مرهوبة القوة، عظيمة الشوكة، لكنها أضاعت أمر الله، وأقْصت شريعته من حياتها، وراجت أسواق الشرك في أصقاع كثيرة في العالم الإسلامي ـ وهذه الأمة أمة التوحيد ـ فصار أمرها إلى إدبار وعزها إلى ذل، وجثم على صدرها ليل طويل من الاستعمار الكافر، ولولا أنها الأمة الخاتمة لأصبحت تاريخاً دابراً تحكيه الأجيال. وليس الذي حل بنا ويحل ظلماً من ربنا، كلا وحاشا، فهو القائل في الحديث القدسي الصحيح: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))، وإنما هي السنن الربانية النافذة التي لا تحابي أحداً، إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ [الرعد:11]، ذَالِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيّراً نّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ [الأنفال:53].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ثوبان مرفوعاً: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها))، قلنا: يا رسول الله، أمن قلة منا يومئذٍ؟ قال: ((أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، تنزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن))، قالوا: وما الوهن؟ قال: ((حب الدنيا وكراهة الموت)).
إننا ـ معاشر المسلمين ـ اليوم نئن تحت وطأة الذلّ المسلّط علينا، وكثير من المسلمين لا يزالون غافلين عن سبب البلاء الذي بيّنه رسولنا في غير ما حديث صحيح، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: ((إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليهم ذلاً لا يرفعه حتى يراجعوا دينهم)) رواه أبو داود وأحمد.
ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إننا كنا قوماً أذلة فأعزنا الله بهذا الدين، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).
من هنا ـ أيها المؤمنون ـ كانت البداية، ومن هنا يكون البدء، ومن تركِنا لديننا كانت بدايةُ رحلة الذلِّ والضياع في تاريخ أمة الإسلام، ومن الرجوع إلى ديننا وتوبتنا إلى ربنا يكون البدء إذا أردنا العودة إلى العزة القعساء والشرف المفقود.
إن كلَّ تائب منّا من معاصيه عليه أن يعلم أنه يكتب بذلك سطراً في سِفْر مجد أمة التوحيد.

30 : ومن عقوباتها أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه فلا يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض بل الذنوب أمراض القلوب ودائها ولا دواء لها إلا تركها وقد أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطي مناها حتى تصل إلى مولاها ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة ولا تكون صحيحة سليمة حتى ينقلب داؤها فتصير نفس دوائها ولا يصح لها ذلك إلا بمخالفة هواها وهواها مرضها وشفاؤها مخالفته .
31 : ومن عقوباتها أنها تعمي بصر القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية وقد قال مالك للشافعي رحمهما الله تعالى لما اجتمع به ورأى تلك المخايل إني أرى الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمه المعصية ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم فكم من مهلك يسقط فيه وهو لا يبصر كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك و معاطب فيا عزة السلامة وياسره العطب ثم تقوى تلك الظلمات وتفيض من القلب إلى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها فإذا كانت عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر ظلمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليهم فإذا كان يوم المعاد وحشر العباد وعلت الظلمة الوجوه علوا ظاهرا يراه كل أحد حتى يصير الوجه أسود مثل الجمعة فيالها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا بأجمعها من أولها إلى آخرها فكيف يقسط العبد المنغص المنكد المتعب في زمن إنما هو ساعة من حلم والله المستعان .
32 : ومن عقوباتها أنها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها حتى تصير أصغر كل شيء وأحقره كما أن الطاعة تنمها وتزكيها وتكبرها قال تعالى قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها والمعنى قد أفلح من كبرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها وقد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله .
33 : ومن عقوباتها أن العاصي دائما سجين شيطانه وسجين شهواته ومقيد بهواه فهو أسير مسجون مقيد ولا أسير أسوء حالًا من أسير من أسره أعدى عدوله ولا سجن أضيق من سجن الهوى ولا قيد أصعب من قيد الشهوة فكيف يسير إلى الله والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد وكيف يخطو خطوة واحدة وإذا تقيد القلب طرقته الآفات من كل جانب بحسب قيوده ومثل القلب الطائر كلما علا بعد عن الآفات وكلما نزل استوحشته الآفات .
34 : ومن عقوباتها سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه فإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم وأقربهم منه منزلة أطوعهم له وعلى قدر طاعة العبد تكون له منزلة عنده فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه فأسقطه من قلوب عباده وإذا لم يبق له جاه عند الخلق وهان عليهم حسب ذلك فعاش بينهم أسوء عيش خال الذكر ساقط القدر زري الحال لا حرمة له فلا فرح له ولا سرور فإن خمول الذكر وسقوط القدر والجاه معه كل غم وهم وحزن ولا سرور معه ولا فرح وأين هذا الألم من لذة المعصية لولا سكر الشهوة .
35 : ومن عقوباتها أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف وتكسوه أسماء الذم والصغار فتسلبه اسم المؤمن والبر والمحسن والمنقي والمطيع والمنيب و الولي والورع والمصلح والعابد والخائف والأواب والطيب والرضي ونحوها وتكسوه اسم الفاجر والعاصي والمخالف والمسيء والمفسد والخبيث والمسخوط والزاني والسارق والقاتل والكاذب والخائن واللوطي والغادر وقاطع الرحم وأمثالها فهذه أسماء الفسوق و بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان التي توجب غضب الديان ودخول النيران وعيش الخزي والهوان وتلك أسماء توجب رضاء الرحمان ودخول الجنان وتوجب شرف المسمي بها على سائر أنواع الإنسان فلو لم يكن في عقوبة المعصية إلا استحقاق تلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل ناه عنها ولو لم يكن في ثواب الطاعة إلا الفوز بتلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل أمر بها ولكن لا مانع لما أعطي الله ولا معطى لما منع ولا مقرب لمن باعد ولا مبعد لمن قرب ومن يهن الله فماله من مكرم وإن الله يفعل ما يشاء .
36 : ومن أعظم عقوباتها أنها توجب القطيعة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى وإذا وقعت القطيعة انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر فأي فلاح وأي رجاء وأي عيش لمن انقطعت عنه أسباب الخير وقطع ما بينه وبين وليه ومولاه الذي لا غني له عنه طرفة عين ولا بدل له منه ولا عوض له عنه .
37 : ومن عقوباتها أنها تمحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة وبالجملة أنها تمحق بركة الدين والدنيا فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصي الله وما محت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق قال الله تعالي ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض وقال تعالى وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه وأن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وفي الحديث أن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته وإن الله جعل الروح والفرح في الرضاء واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط وقد تقدم الأثر الذي ذكره أحمد في كتاب الزهد أنا الله إذا رضيت باركت وليس لبركتي نص وإذا غضبت لعنت ولعنتي تدرك السابع من الولد وليست سعة الرزق والعمل بكثرته ولا طول العمر بكثرة الشهور والأعوام ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه وقد تقدم أن عمر العبد هو مدة حياته ولا حياة لمن أعرض عن الله و اشتغل بغيره بل فحياة البهائم خير من حياته فإن حياة الإنسان بحياة قلبه وروحه ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطره ومحبته وعبادته وحده أو الإنابة إليه والطمأنينة بذكره والأنس بقربه ومن فقد هذه الحياة فقد الخير كله .
38 : ومن عقوباتها أنها تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة فتزيل الحاصل وتمنع الواصل فان نعم الله ما حفظ موجودها بمثل طاعته ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته فأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته وقد جعل الله سبحانه لكل شيء سببا وآفة تبطله فجعل أسباب نعمه الجالبة لها طاعته وآفاتها المانعة منها معصيته فإذا أراد حفظ نعمته على عبده ألهمه رعايتها بطاعته فيها وإذا أراد زوالها عنه خذله حتى عصاه بها .
39 : ومن عقوباتها أنها تباعد عن العبد وليه وأنصح الخلق له وأنفعهم له ومن سعادته في قربه منه وهو الملك الموكل به وتدنى منه عدوه وأغش الخلق له وأعظمهم ضررا له وهو الشيطان فان العبد إذا عصى الله تباعد منه الملك بقدر تلك المعصية حتى أنه يتباعد منه بالكذبة الواحدة مسافة بعيدة ، وقال بعض السلف إذا أصبح ابن آدم ابتدره الملك والشيطان فان ذكر الله وكبره وحمده وهلله طرد الملك الشيطان وتولاه وإن افتتح بغير ذلك ذهب الملك عنه وتولاه الشيطان ولا يزال الملك يقرب من العبد حتى يصير الحكم والطاعة والغلبة له فتتولاه الملائكة فى حياته وعند موته وعند مبعثه قال الله :
" تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة " وإذا تولاه الملك تولاه أنصح الخلق له وأنفعهم وأبرهم له فثبته وعلمه وقوي جنانه وأيده قال تعالى: "إذا يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا " ويقول الملك عند الموت لا تخف ولا تحزن وأبشر بالذي يسرك ويثبته بالقول الثابت أحوج ما يكون اليه في الحياة الدنيا وعند الموت وفي القبر عند المسألة فليس أحد أنفع للعبد من صحبة الملك له وهو وليه في يقظته ومنامه وحياته وعند موته وفي قبره ومؤنسه في وحشته وصاحبه في خلوته ومحدثه في سره ويحارب عنه عدوه ويدافع عنه ويعينه عليه ويعده بالخير ويبشره به ويحثه على التصديق بالحق كما جاء في الأثر الذي يروى مرفرعا وموقوفا للملك بقلب ابن آدم لمة وللشيطان لمة فلمة الملك أيعاد بالخير وتصديق بالوعد ولمة الشيطان أيعاد بالشر وتكذيب بالحق وإذا اشتد قرب الملك من العبد تكلم على لسانه وألقى على لسانه القول السديد وإذا أبعد منه وقرب الشيطان من العبد تكلم على لسانه قول الزور والفحش حتي يرى الرجل يتكلم على لسان الملك والرجل يتكلم على لسان الشيطان وفي الحديث إن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه وكان أحدهم يسمع الكلمة الصالحة من الرجل الصالح فيقول ما ألقاها على لسانك إلا الملك ويسمع ضدها فيقول ما ألقاها على لسانك إلا الشيطان فالملك يلقى في القلب الحق ويلقيه على اللسان والشيطان يلقي الباطل في القلب ويجريه على اللسان .

40: ومن شؤم المعاصي ـ معاشر الإخوة الكرام ـ ظهور الأوجاع الفتاكة وارتفاع البركة من الأقوات والأرزاق.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) رواه ابن ماجه وهو صحيح. [السلسلة الصحيحة (106)].
معاشر المؤمنين، هذه بعض آثار المعاصي المدمرة، وهذه بعض ثمارها النكدة، فهل من مشمِّر تائب منيب، قُلْ ياعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
_________________
الصفحة السادسة
6


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:49 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:57 am

سادسا\
صور وامثلة:
كما نعلم أنَّ كلَّ ابن آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوَّابون، وأنَّ على العبد أن يُقلع عن المعصيةِ، والله - سبحانه - يتوب على مَن تاب، وهو أرحم الراحمين.



وجميعًا نعلم أنَّ المعاصي تُزيل النعم، ولكن العجيب في مسلمي القرن الواحد والعشرين أنَّهم يعتقدون أنهم بلا خطيئة!!



وأنت إنْ قال لك أخوك إنَّه لا يُخطئ، اعلم أنه أكبر كاذب في طول البِلاد وعرْضها، ثم ما معنى أنِّي مسلِم؟



معنى ذلك أنَّني أسلمتُ أمري كله لله؛ أي: حياتي كلها لله، عبادتي كلها لله؛ كما قال - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162 - 163].



إذًا لا بدَّ مِن الإقلاع عن المعاصي، واعلم أخي القارئ أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ الرجل ليحرم الرِّزقَ بالذنب يُصيبه))؛ ابن ماجه في الفِتن.



وإليك هذه الصور مِن المعاصي التي نقع فيها، ويحل بسببها غضبُ الله تعالى علينا، وتمنع إجابة الدعاء النبَوي، الذي فيه العلاجُ لِمَا في الصدور والقلوب مِن همٍّ وغمٍّ، والله المستعان.



• فهذا مسلم عانتْ أُسرته في تنشئته على حبِّ الله ورسوله، واحترام النفس، وقول الحق، يدرس مِن صغره حتى دخوله الجامعة، وما أدراك ما الجامعة؟! فإذا برفقاء السوء ومناهِج الفلسفة والنظريات الإلحاديَّة، والأفكار الجنونية تَقلِب الثوابتَ التي نشأ عليها رأسًا على عقب، فيَكْفُر ويُلحِد، ويُنكر وجودَ الله ويجادِل في الذات الإلهية، ويعيش في فراغ رهيب، بين عقْله الذي لا يَقبل إلا الحقائق الملموسة والبراهين الساطِعة، وبيْن قلبه وفِطرته السويَّة التي نشأ عليها، ولا يَدري ماذا يفعل؟



أيتبع فِطرته، ويتوب من معصية، ومِن الذنب الذي لا يغفره الله قبلَ فوات الأوان؟ أم يستمرُّ على إلحادِه وجحوده، ويطيع شياطين الإنس والجن، فيهلِك مع مَن هلَك غير مأسوفٍ عليه؟ وكم مثل هذا الشاب الحائرِ يبحث عن الإجابة التي تُعيد له السكينةَ وراحةَ البال التي افتقدها!



• وهذا زوْج لا يرَى في زوجته إلا الخصال السيئة، فهي لا تفهمه، ولا تستطيع أن ترضيَه وتتكلَّم عندما يحتاج إلى الهدوء، وتسكت عندما يحتاج إليها للحديث، وتَفْرح إذا أصابتْه الهموم والغموم، وتحزن أنْ ظهَر عليه الفرح والسرور، حتى أصبح الرجلُ يقول: لو عاد بي الزمانُ إلى الخلْف ما تزوجتُها ولا ارتبطت بها، يا ليتني لم أرَها ولم أعرفْها ولم أخطبْها، ويرى كل مَن ساعدوه وعاونوه على الزَّواج منها مشاركين في جريمة تعذيبه وتنكيده، وربَّما كانت الزوجة لها نفس الرأي، ونفس المشاعر والأحاسيس، فهو ساخطٌ عليها، وهي ساخطة عليه!



والسؤال: أين المودَّة والسكينة التي هي الغاية من الزواج؟ ولماذا هذا النفور والغمُّ والهمُّ الذي جعل كلاًّ من الزوجين يتربَّص أحدُهما بالآخَر، وصارتْ حياتهما معًا كالنار تأكُل بعضها البعضَ إنْ لم تجدْ ما تأكله.



لماذا صارتِ الحياة الزوجيَّة فعلاً وردَّ فعل مع إهمال حقوق كل منهما.



أليست هذه معصيةٌ لله يجب الإقلاعُ عنها؛ حتى يستجيبَ الله - تعالى - لكلٍّ من الزوجين، هل يستجيب الله لهذا الزوج أو هذه الزَّوجة عندَ قولهما: ((اللهمَّ إني أعوذُ بك مِن الهم والحزن، وأعوذ بك مِن العجز والكسل، وأعوذ بك مِن الجُبن والبُخْل، وأعوذ بك مِن غَلَبة الدِّين وقهْر الرِّجال))، هذا محالٌ لو كانوا يعقلون!



إنَّها مصيبةٌ أصابتْ بيوت المسلمين، فلا مودَّة ولا رحمة ولا سكينة، إلا لمَن هداهم الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



• وهذا غنيٌّ أعطاه الله مِن المال الكثيرَ يعيش في سَعة مِن العيش، يأكُل ويشرب ويرتدي ما يشاء مِن مَلْبَس، يرى السَّعادة على زوجته وأولاده يتلقَّى أفضلَ عِلاج، عنده سيارة وشقَّة تمليك، وغير ذلك مِن زِينة الحياة الدنيا، ومع كلِّ هذه النِّعم فهو بخيل لا يُخرِج حقَّ الله في ماله، أليس في ماله حقٌّ معلوم للسائل والمحروم؟! والعجيب رغم هذا كلِّه فهو يفتقد إلى السعادة الحقيقيَّة، يفتقد إلى راحةِ البال، ويُهرول وراءَ المال، وهو ظلٌّ زائِل، تاركًا لحقوق الله عليه، فلا وقتَ عنده للصلاة، ولا وقتَ عندَه للحج، ولا لصِلة الرحم، ولا لمزاحمة العلماء بالمناكب، وغير ذلك من الذي يجمع له خيرَ الدنيا والآخرة.



ثم ماذا ينفعه المال ولو كان عندَه مِثل مال قارون، عندما يُصبح وحيدًا في قَبْره لا أنيسَ ولا وجليس، تَرَكه أهلُه وجيرانه وأحبابه يبحثون عمَّا ترَك مِن مال وعقار من حلال كان أو مِن حرام، فهو حقٌّ لهم، وإثمه عليه وحده.



ولقدْ كان سيِّدنا عمر - رضي الله تعالى عنه - يستعيذ مِن ثلاثة: اللهمَّ إنِّي أعوذ بك مِن زوجةٍ تُشيِّبني قبل المشيب، ومِن ولد يصير عليَّ سيدًا، ومِن مال أُحاسب أنا عليه في قَبْري، ويتمتَّع به وَرَثتي من بعدي، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



أليس ما فعَلَه هذا الغنيُّ الغافل وما زال غيرُه يفعله معصيةً لله يجب الإقلاع عنها؛ ليجدَ السعادة الحقيقيَّة في الدنيا والآخرة؟!



• وهذا رجلٌ ابتلاه الله بالمرَض الذي أقْعده عنِ العمل وافتقر حالُه، ويعيش في ضَنْك، ويُعاني من ضِيق الرزق، وصار أولادُه محرومين من أبسطِ الطيبات، فنظر إلى حاله وحال الغنيِّ، فكِرَه الحياة وكَرِه الناس، ولم يقنعْ بما أعطاه الله، ولم يحمد وصار يرتكب ما حرَّم الله، يرتشي، ويسرِق، وصار ساخطًا على قدْره غير راضٍ بقضاء الله، ويمد يَدَيْهِ إلى الحرام، ثم هو بعدَ ذلك لا يستحي أن يرفَعها إلى السَّمَاءِ ويقول: ((يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، وَمَشْرَبُه حَرامٌ، وَمَلْبَسُه حَرامٌ، وغُذِيَ بِالحَرامِ، فَأَنَّى يُسْتَجابُ له؟!)).



أليست هذه معصيةً لله تعالى، يَحُلُّ بسببها عليه غضبُه ومقتُه؟! فكيف يستجيب له بعدَ ذلك؟ بل كيف يطمع في كرمِه، وقد بارزه بالمعاصي؟ هيهات، هيهات!



• وهذا مريضٌ ابتلاه الله بالمرَض، وأصبح زبونًا دائمًا للأطبَّاء، لا يجد ثمنَ الدواء، باع كلَّ ما يملك ولم يصبرْ على بلائه، رغمَ أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالَ: ((ما يُصيبُ المُسْلِمَ مِن نَصَبٍ ولا وصَبٍ، ولا همٍّ ولا حُزْنٍ، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَة يُشاكُها، إلا كَفَّرَ اللَّهُ بِها مِن خَطَاياه))؛ البخاري في المرَض.



وأين هو مِن صبر أيُّوب - عليه السلام - والذي عافاه الله بعدَ زمَن طويل، ووصَفَه بقوله: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44]؟



• وهكذا معشرَ المسلمين، ما يُقال عن هؤلاء يُقال عن عقوقِ الوالدين وترْك الصلاة، وقطْع الأرحام، وأذى الجار، وغير ذلك مِن المعاصي والذنوب التي نَرتكبها في حقِّ الله تعالى، ثم بعدَ ذلك نطمع في رحمتِه وكرمه، وأن يُذهِب عنَّا همومَنا وغمومَنا، ويفكَّ عنا دُيوننا، ويبارك لنا في أموالنا ويَهدينا إلى الحقِّ بإذنه، ويرزقنا خيرَ الدنيا والآخِرة، وهذا لا يكون أبدًا إلا بعدَ الإقلاع عن المعاصي، وأن يُصلِح كلُّ واحد منَّا ما بينه وبيْن الله، وما بينه وبيْن زوجِه، وما بينه وبين جارِه عندئذٍ يستجيب الله - عزَّ وجلَّ - عندَما يرْفع الإنسان يديه بهذا الدعاء النبويِّ الذي فيه العلاجُ مِن الهموم والغموم؛ ((اللهمَّ إني أعوذُ بكَ مِن الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجُبن والبُخل، وأعوذ بك من غَلَبةِ الدَّين وقهْر الرِّجال)).



معشر المسلمين، أين الرِّضا والقَنَاعة بنِعم الله علينا؟

لماذا الكثير منَّا ساخط على حاله، لا يُرضيه شيء أبدًا، ويطمع في المزيدِ، وكفَى بهذا من آثار مدمِّرة على حياةِ المرء بسببِ المعاصي؟!



وإنَّ كثيرًا من الناس عندما يصيبه بلاءٌ لا يصبر، ويتمرَّد على قضاء الله، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].



وعلينا أن نتجنَّب أكْلَ الحرام؛ حتى تكون دعوتنا مستجابة.



واعْلموا أنه ليس لنا إلا الرِّضا والقَناعة والصبر؛ لأنَّ ذلك هو الدليل على صِدق إيماننا، وقوَّة يقيننا، وتوكلنا على الله تعالى، وهو أرحم الراحمين.



• وإن كان يظنُّ الواحد أنَّ كل ما يحدُث لك مصيبة تستحقُّ منه كلَّ هذا الجزَع والخوف، والهم والغم، فهو مخطئ؛ لأنَّ كل المصائب تهون إلا المصيبة في الدِّين، فإنَّ ترْك الصلاة والصوم والحج، والخروج عن حدود الله تعالى، فيه خسران الدنيا والآخِرة معًا، وما دام المسلم مؤمنًا أنَّه لن يصيبَه إلا ما كَتَبه الله له، فلماذا إذًا الخوف مِن المجهول؟!



عليه الأخْذُ بالأسبابِ التي تُعينه على تحسينِ حاله، والرضا بما قدره الله له، والافتقار واللجوء إليه، وهذا وحْدَه يُزيل أثر المعاصي، ويُريح القلب مِن الهموم والغموم.



معشر المسلمين، إنَّ البحث عن السعادة الحقيقيَّة تستحق منَّا العَناء مع الفَهْم الحقيقي لها، وليس كل ما يسعد المرء مِن زينة الحياة الدنيا هو حقيقة السعادة، كلاَّ، وإنَّما هي سعادة زائِفة فانية.



واعلموا أنَّ السعادة وراحة البال لا تكون في المال فقَط، وإنَّما لا بدَّ مِن راحة القلْب والضمير، وهما لا يكونانِ إلا بطاعةِ الله تعالى.



• وإنْ وسوس لك الشيطان بعدم الرِّضا والقناعة، فإنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُوصيك أن تنظرَ إلى مَن هو أسفل منك؛ حتى لا يغرك الشيطان بالله الغَرور، وترضى بما آتاك الله مِن رزق، وإنْ كان قليلاً؛ لأنَّها نعمةٌ يتمَنَّاها غيرُك ممن هو أسفل منك.



وليتذكَّر قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالَ: ((إذا نَظَرَ أَحَدُكم إلى مَن فضِّلَ عليه في المَالِ والخَلْقِ، فلْيَنْظُرْ إلى مَن هو أسْفَلَ منه ممَّنْ فُضِّلَ عليه))؛ مسلم في الزهد والرقائق.



واعلمْ أيُّها الفقير، أنَّك في الدُّنيا بمنزلة المسجونِ عنِ الوصول إلى شهوْته، فكما قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الدنيا سجنُ المؤمِن وجَنَّة الكافِر))؛ مسلم.



والفقر ليس عيبًا؛ لقولِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فواللهِ لا الفقرَ أخشَى عليكم، ولكن أخشَى عليكم أن تُبسَط عليكم الدنيا كما بُسِطت على مَن كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتُهلِككم كما أهلكتهم))؛ البخاري في الجزية.



• وعن أنس بن مالكٍ قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يُؤتَى بأنعمِ أهل الدنيا مِن أهل النار يومَ القيامة، فيُصبغ في النار صبغة، ثم يُقال: يا ابنَ آدم، هل رأيتَ خيرًا قط؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا ربِّ، ويُؤتَى بأشدِّ الناس بؤسًا في الدنيا مِن أهل الجنة، فيُصبَغ صبغةً في الجنة فيُقال له: يا ابنَ آدمَ، هل رأيتَ بؤسًا قط؟ هل مرَّ بكَ شدَّة قط؟ فيقول: لا واللهِ يا ربِّ، ما مرَّ بي بؤسٌ قط، ولا رأيتُ شِدَّة قط))؛ مسلم في صفة القيامة.



• وها هو عبدالرحمن بن عوْف - رضي الله عنه - أُتي يَوْمًا بطعامِه، فقال: قُتِل مصعب بن عمير وكان خيرًا مني، فلم يوجد له ما يُكفَّن فيه إلا بُردة، وقُتِل حمزة أو رجلٌ آخر خيرٌ منِّي، فلم يوجد له ما يُكفَّن فيه إلا بُردة، لقد خشيت أن يكونَ قدْ عُجِّلتْ لنا طيِّباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعَل يبكي))؛ البخاري في الجنائز.



وعلى الإنسان فقط أن يلتمس البداية الصحيحة، وقطعًا سوف يصل لمأربه مِن شوق للطاعة، وزُهْد في المعصية.



واللهُ مِن وراء القصْد، وهو يهدي السبيل.
الصفحة السابعة
7


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:51 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 5:59 am

سابعا
: مكفرات الذنوب والمعاصي:
1- التوبة:
قال تعالى: {وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
وعن الأغرّ المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيها الناس: توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة)).
معنى التوبة:
التوبة: عبارة عن ندمٍ يورث عزماً وقصداً، وذلك الندم يورث العلم بأن تكون المعاصي حائلاً بين الإنسان وبين محبوبه.
وحقيقة التوبة كما ذكرها ابن القيم فقال: "هي الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل".
حكم التوبة:
نقل النووي عن أهل العلم فقال: "اتفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبةُ، وأنها واجبةٌ على الفور لا يجوز تأخيرها سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة، والتوبة من مهمات الإسلام وقواعده المتأكدة، ووجوبها عند أهل السنة بالشرع".
شروط التوبة:
قال النووي رحمه الله: "إن للتوبة ثلاثة أركان:
1- الإقلاع.
2- والندم على فعل تلك المعصية.
3- والعزم على أن لا يعود إليها أبداً. فإن كانت المعصية لحقّ آدمي فلها ركن رابع وهو:
4- التحلّل من صاحب ذلك الحقّ. وأصلها الندم، وهو ركنها الأعظم".
قال الشيخ عثمان بن قائد النجدي رحمه الله:

شروط توبتهم إن شئت عدتها ثلاثة عُرفت فاحفظ على مهل
إقـلاعه نـدمٌ وعزمه أبـداً أن لا يعود لما فـيه جرى وقل
إن كان توبته عن ظلمِ صاحبه لا بدّ من ردّه الحقوق على عجل
وزاد ابن المبارك على ما سبق من الشروط للتوبة فقال: "الندم، والعزم على عدم العود، وردّ المظلمة، وأداء ما ضيّع من الفرائض، وأن يعمد إلى البدن الذي رباه بالسحت فيذيبه بالهم والحزن حتى ينشأ له لحم طيبٌ، وأن يذيق نفسه ألم الطاعة كما أذاقها لذّة المعصية".
فزاد رحمه الله الآتي:
1- أداء ما ضيّع من الفرائض.
2- إذابة البدن الذي رباه بالسحت بالهم والحزن.
3- الجدّ في الإكثار من الطاعات.
2- الاستغفار:
قال تعالى: على لسان نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} [نوح:10].
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سيّد الاستغفار أن يقول أحدكم: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت)) قال: ((ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)).
قال ابن حجر نقلاً عن بعض أهل العلم: "لما كان هذا الدعاء جامعاً لمعاني التوبة كلها؛ استعير له اسم السيّد، وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج، ويرجع إليه في الأمور".
3- عمل حسناتٍ تمحوها، فإن الحسنات يذهبن السيئات:

قال تعالى: {إ إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ} [هود:114].
قال ابن كثير رحمه الله: "إن فعل الخيرات يكفّر الذنوب السالفة".
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها)).
وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً أصاب من امرأة قُبلةً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، قال: فنزلت: {أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَىِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ} قال: فقال الرجل إليّ هذه يا رسول الله؟ قال: ((لمن عمل بها من أمتي)).
قال النووي رحمه الله: "هذا تصريحٌ بأن الحسنات تكفّر السيئات".
4- دعاء إخوانه المؤمنين والملائكة، واستغفارهم له حياً أو ميتاً:
قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإَيمَـٰنِ} [الحشر:10].
وعن أم الدرداء رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك مُوكَّل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل)).
وكذا دعاء الملائكة له:
قال تعالى: {ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبّحُونَ بِحَمْدِ رَبّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً} [غافر:7].
يقول ابن كثير رحمه الله: "{وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ} أي: من أهل الأرض ممن آمن بالغيب، فقيّض الله تعالى ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب، ولما كان هذا من سجايا الملائكة عليهم السلام كانوا يؤمّنون على دعاء المؤمنين بظهر الغيب".
5- ابتلاء الله تعالى إياه بمصائب تكفّر عنه:
عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولا همٍ ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه)).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة)).
6- إهداؤه ثواب الأعمال الصالحة بعد الموت:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها، وأظنها لو تكلمت، تصدقت، أفلها أجرٌ إن تصدقت عنها؟ قال: ((نعم، تصدق عنها)).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وفي حديث الباب من الفوائد: جواز الصدقة عن الميت، وأن ذلك ينفعه بوصول ثواب الصدقة إليه ولا سيما إن كان من الولد".
7- رحمة أرحم الراحمين:
جاء في حديث الشفاعة قال: ((فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حُمماً فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة)).
وهذا الحديث دلالة على شفاعة أرحم الراحمين.
8- شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة)).
قال ابن الجوزي رحمه الله: "هذا من حسن تصرفه صلى الله عليه وسلم لأنه جعل الدعوة فيما ينبغي، ومن كثرة كرمه لأنه آثر أمته على نفسه، ومن صحة نظره لأنه جعلها للمذنبين من أمته لكونهم أحوج إليها من الطائعين".
9- يبتليه الله في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من صاحب ذهب، ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره، كلما بردت أعيدت له في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضي بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار)).
10- إسباغ الوضوء:
عن حمران بن أبان مولى عثمان. قال: دعا عثمان بوضوء في ليلةٍ باردةٍ، وهو يريد الخروج إلى الصلاة، فجئته بماء فأكثر ترداد الماء على وجهه ويديه، فقلت: حسبك! قد أسبغت الوضوء والليلة شديدة البرد. فقال: صُبّ! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يسبغُ عبدٌ الوضوء إلاّ غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر)).
11- الصلوات الخمس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يومٍ خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)).
وهناك غير ما ذُكر من المكفرات.

أ- الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب:
قال ابن القيم رحمه الله: "فالذنوب المراد بها: الكبائر، والمراد بالسيئات: الصغائر. وهي ما تعمل فيه الكفارة، ومن الخطأ وما جرى مجراه، ولهذا جعل لها التكفير. ومنه أخذت الكفارة، ولهذا لم يكن لها سلطان ولا عمل في الكبائر في أصحّ القولين.
والدليل على أن السيئات هي الصغائر، والتكفير لها: قوله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنهَوْنَ عَنْهُ نُكَفّرْ عَنْكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً} [النساء:31].
ولفظ "المغفرة" أكمل من لفظ "التكفير" ولهذا كان مع الكبائر، والتكفير مع الصغائر. فإن لفظ "المغفرة" يتضمن الوقاية والحفظ. ولفظ التكفير، يتضمن الستر والإزالة. وعند الإفراد: يدخل كلٌ منها في الآخر، فقوله تعالى: {كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيّئَـٰتِهِمْ} [محمد:2] يتناول صغائرها وكبائرها، ومحوها ووقاية شرّها، بل التكفير المفرد يتناول أسوأ الأعمال كما قال تعالى: {لِيُكَـفّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ} [الزمر:35]".

ب- محو الذنوب:
1)- الذنوب والسيئات تحت مشيئة الله تعالى:
قال الشوكاني رحمه الله: "وأما غير أهل الشرك من عصاة المسلمين فداخلون تحت المشيئة يغفر لمن يشاء، ويعذّب من يشاء. قال ابن جرير: قد أبانت هذه الآية[31] أن كل صاحب كبيرة في مشيئة الله عز وجل، إن شاء عذّبه، وإن شاء عفا عنه ما لم تكن كبيرته شركاً بالله عز وجل. وظاهره أن المغفرة منه سبحانه تكون لمن اقتضته مشيئته تفضلاً منه ورحمة، وإن لم يقع من ذلك المذنب توبة".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إن كان من أهل الكبائر فأمره إلى الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له".
2)- هل الحسنات تمحو الكبائر:
قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود:114] هل تدخل فيها الكبائر، أم لا؟ فيه خلاف بين أهل العلم.
ولعل الراجح عدم دخول الكبائر فيها، وقد ردّ ابن عبد البر على من قال: إن الكبائر تمحوها الحسنات، فقال: "وهذا جهلٌ بيّن، وموافقة للمرجئة فيما ذهبوا إليه من ذلك، وكيف يجوز لذي لبٍ أن يحمل هذه الآثار على عمومها وهو يسمع قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}، وقوله تبارك وتعالى: {وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31]، في آي كثيرة من كتابه.
ولو كانت الطهارة والصلاة وأعمال البرّ مكّفرة للكبائر، والمتطهر المصلي غير ذاكر لذنبه الموبق، ولا قاصد إليه، ولا حضره في حينه ذلك أنه نادم عليه، ولا خطرت خطيئته المحيطة به بباله لما كان لأمر الله عز وجل بالتوبة معنى، ولكان كل من توضأ وصلى يُشهد له بالجنة بأثر سلامه من الصلاة، وإن ارتكب قبلها ما شاء من الموبقات الكبائر، وهذا لا يقوله أحدٌ ممن له فهمٌ صحيح.
وقد أجمع المسلمون أن التوبة على المذنب فرضٌ، والفروض لا يصحّ أداء شيء منها إلا بقصدٍ ونيّة، واعتقاد أن لاعودة، فأما أن يصلي وهو غير ذاكر لما ارتكب من الكبائر، ولا نادم على ذلك فمحال".

ج- الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى:
1- الشرك الأكبر:
قال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء:48]، وقال: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ ٱلْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ ٱلنَّارُ وَمَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار)).
قال القرطبي رحمه الله: "إن من مات على الشرك لا يدخل الجنة، ولا يناله من الله رحمة، ويخلد في النار أبد الآباد، من غير انقطاع عذاب، ولا تصرم آماد".
ونقل ابن حزم والقرطبي والنووي الإجماع على أن المشرك يخلد في النار.
2- الشرك الأصغر:
وقد اختلف في ذلك على قولين:
القول الأول: أنه تحت المشيئة، وإليه ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، كما يظهر ميل الإمام ابن القيم إليه في الجواب الكافي.
القول الثاني: أنه تحت الوعيد، وهو الذي مال إليه بعض أهل العلم.
3- حقوق الآدميين:
أ- أنواع المظالم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه)).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل ما لهذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طُرح في النار)).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وحقّ غير الله يحتاج إلى إيصالها لمستحقها، وإلا لم يحصل الخلاص من ضرر ذلك الذنب، لكن من لم يقدر على الإيصال بعد بذله الوسع في ذلك فعفو الله مأمول، فإنه يضمن التبعات، ويبدل السيئات حسنات".
ب- القتل:
ذلك لأن القتل يتعلق به ثلاثة حقوق:
1- حقّ الله.
2- حق الولي والوارث.
3- حق المقتول.
فحق الله يزول بالتوبة، والوارث مخير بين ثلاثة أشياء: القصاص، والعفو إلى غير عوض، والعفو إلى مال.
ويبقى حق المقتول، عن جندب رضي الله عنه قال حدثني فلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة، فيقول: سل هذا فيم قتلني؟ فيقول: قتلته على ملك فلان)) قال جندب: فاتَّقِها.
قال ابن القيم رحمه الله: "فالصواب والله أعلم أن يقال: إذا تاب القاتل من حق الله، وسلم نفسه طوعاً إلى الوارث، ليستوفي منه حق موروثه: سقط عنه الحقان. وبقي حق الموروث لا يضيّعه الله. ويجعل من تمام مغفرته للقاتل: تعويض المقتول. لأن مصيبته لم تنجبر بقتل قاتله، والتوبة النصوح تهدم ما قبلها. فيعوض هذا عن مظلمته. ولا يعاقب هذا لكمال توبته. وصار هذا كالكافر المحارب لله ولرسوله إذا قتل مسلماً في الصف، ثم أسلم وحسن إسلامه؛ فإن الله سبحانه يعوّض هذا الشهيد المقتول، ويغفر للكافر بإسلامه، ولا يؤاخذه بقتل المسلم ظلماً. فإن هدم التوبة لما قبلها كهدم الإسلام لما قبله. وعلى هذا إذا سلّم نفسه وانقاد، فعفا عنه الوليّ، وتاب القاتل توبةً نصوحاً، فالله تعالى يقبل توبته، ويعوض المقتول" .
الصفحة الثامنة
8


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:52 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 6:02 am

الخاتمة\
واخيرا اختم بحثي بصرخة من القلب الي القلب
يا
عباد الله..

اتقوا الله ربكم واعلموا أن المعاصي ما حلّت في ديارٍ إلا أهلكتها, ولا في قلوب إلا أعمتها، ولا في أجساد إلا عذبتها, ولا في أمة إلا أذلتها, ولا في نفوسٍ إلا أفسدتها, ولا في مجتمعاتٍ إلا دمرتها, واعلموا أن المسؤولية لصد وباء الذنوب وعواقبها الوخيمة عن ديننا ومجتمعاتنا تقع على عاتق كل مسلم بدون استثناء قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم) : ((كلكم راعٍ, وكلكم مسؤول عن رعيته))..
فيجب على كلٌ مسلم أن يقوِّم نفسه ويصلح سلوكه، ويحفظ أسرته ويربي أولاده على حب الخيرات وترك المنكرات.. والله سائلٌ كل راع عما استرعاه يوم القيامة حفظ أم ضيّع، ويسعى كلٌّ حسب طاقته وحسب موقعه لتطهير مجتمعه ومحيطه من أدران المعاصي..
واعلموا رحمكم الله أنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب, ولا رُفع إلا بتوبة- وما أدراك ما التوبة !- فلتلهج الألسنة بالاستغفار المستمر، والتوبة الدائمة النصوح، لعل الله يعفو ويتوب ويتجاوز، فإنه وعد من يتوب إليه ويستغفره بالعفو والتوبة والغفران.. فاتقوا الله عباد الله، وتوبوا إلى الله يقول النبي (صلي الله عليه وسلم): ((يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة)) رواه مسلم([1][2]). وقال الله عز وجل: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )[النور:31]. وعلى العبد المؤمن أن يأخذ بأسباب المغفرة وأجلها التوبة النصوح والاستغفار والاعتراف بالذنب والندم عليه. يقول النبي (صلي الله عليه وسلم): ((ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ، فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله لذلك الذنب، إلا غفر الله له)) [رواه الخمسة]
وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): ((أن رجلاً أذنب ذنباً فقال: أي رب! أذنبت ذنباً. أو قال: عملت عملاً، فاغفر لي، فقال تبارك وتعالى: عبدي عمل ذنباً، فعلم أن له رباً يغفر الذنب. قد غفرت لعبدي))[ متفق عليه]
وقال النبي (صلي الله عليه وسلم): ((يا عائشةَ إن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي، فإن العبد إذا أذنب ثم استغفر الله غفر الله له)) [رواه أحمد، وصححه ابن حبان].
(الختم) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) [الزمر:53].
اللهم جنبنا الذنوب والمعاصي ما ظهر منها وما بطن، اللهم اغفر ذنوبنا وكفر عنا سئياتنا وتوفنا أنت راض عنا، اللهم ارزقنا توبة نصوحا، واجعلنا من عبادك المستغفرين..
(إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا نبي الهداية والرحمة، ومنبع الشفقة والرأفة محمد بن عبد الله الذي وصفه ربه بأنه على خلق عظيم، وبالمؤمين رؤوف رحيم، وعلى آله وصحابته أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم انفعنا بمحبتهم، ولا تخالف بنا عن نهجهم يا خير مسؤول..
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واذل ا لشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان، وطهر بيت المقدس وجميع بلاد المسلمين من اليهود والنصارى والمشركين..
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل الطاعة، ويُذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر. اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب: اهزم اليهود وأذنابهم وانصرنا عليهم يا رب العالمين..
والحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الكبير، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله البشير النذير اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الصفحة التاسعة
9


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 4:53 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 6:05 am

االورقة الاخيرة
تعملي الفهرس
وهذه الورقة تقومين بعملها بعد الانتهاء من البحث
تضعيها في اول صفحة بعد الورقة التقديمية
بحيث تكتبي كل عنوان رئيسي في البحث وامامه رقم الصفحة التى كتبتيه فيها
كالتالي
الفصل الاول..
الفهرس ..ص 0
المقدمة ... ص1
الفصل التاني...
تعريف المعاصي لغة واصطلاحا....ص2
الفاظ تدخل في العصيان...ص2
الفرق بين المعصية والسيئة..ص2

الفصل الثالث..
اسباب الوقوع في المعاصي...ص3
اقسام الذنوب والمعاصي...ص3

الفصل الرابع
تعريف الكبائر...ص4
حكم مرتكب الكبيرة...ص4
تعريف الصغائر لغة وشرعا.....ص4


الفصل الخامس..
اثار المعاصي علي الفرد...ص5
اثار المعاصي علي المجتمع...ص5
اثار المعاصي لمحمد محمود السيوطي..ص 6

الفصل السادس...
صور وامثلة...ص7

الفصل السابع...
مكفرات الذنوب والمعاصي...ص8
حكم التوبة...ص8
شروط التوبة...ص8
الفرق بين تكفير السيئات ومغفرة الذنوب...ص8

الفصل الثامن...
الخاتمة..صرخة من القلب الي القلب...ص9
المراجع ..ص10
....
....


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 6:12 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 6:09 am

المراجع والمصادر

--------------------------------------------------------------------------------

[1] انظر: تهذيب اللغة للأزهري (3/77).

[2] لسان العرب (4/2981) مادة: عصى.

[3] مجموع الفتاوى (8/269).

[4] المعاصي وآثارها لحامد المصلح (ص 30).

[5] مجموع الفتاوى (7/59).

[6] مفردات الراغب (ص 331). وانظر المخصص لابن سيده (4/78).

[7] مفردات الراغب (ص 287).

[8] مفردات الراغب ( 261).

[9] مفردات الراغب (ص 63).

[10] المخصص لابن سيده (4/80).

[11] مفردات الراغب (ص 637).

[12] مفردات الراغب (ص 636).

[13] مفردات الراغب (ص 546).

[14] المخصص لابن سيده (4/80).

[15] جامع البيان (17/25).

[16] تفسير القرآن العظيم (4/376).

[17] رواه الطبري في تفسيره (9/219)، وانظر: والتمهيد لابن عبد البر (12/186) وإغاثة اللهفان لابن القيم (2/160).

[18] انظر: المعاصي وآثارها (ص 56).

[19] رواه البخاري في النكاح باب ما يتقى من شؤم المرأة (5096)، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب أكثر أهل الجنة الفقراء (2740).

[20] انظر ترجمته في الإصابة (1/238-239).

[21] إغاثة اللهفان (2/158).

[22] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (4/326) وقال: رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف جداً، وفيه توثيق. وذكره المنذري في الترغيب (3/39) وقال: حديث غريب رواه الطبراني. والحديث رواه الترمذي بلفظ: (لا يخلونّ رجلٌ بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) كتاب الرضاع، باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات (1171) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1/343).

[23] الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/310).

[24] انظر: الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/310).

[25] انظر: الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/311).

[26] رواه البخاري في الجزية، باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب (3158) ومسلم في الزهد والرقائق برقم (2961).

[27] تفسير القرآن العظيم (4/342).

[28] رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/132). وانظر: مجموع الفتاوى (11/472).

[29] طبقات الحنابلة (2/216).

[30] الاستقامة لابن تيمية (2/245-246)، وانظر: مجموع الفتاوى (28/145).

[31] المعاصي وآثارها (ص 39).

[32] مدارج السالكين (1/342).

[33] انظر: الزواجر (1/13)، وشرح صحيح مسلم (2/84-85).

[34] رواه البخاري في الرقاق باب ما يتقى من محقرات الذنوب (6492).

[35] انظر: المعاصي وآثارها (ص 35).

[36] المعاصي وآثارها (ص 35).

[37] رواه مسلم في الطهارة، باب الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة مكفرات ما بينهن (233).

[38] انظر: الزواجر (1/14).
39: موقع الطريق الي الله
40:موقع صيد الفوائد
41:ملتقي اهل الحديث
42: المنبر

الصفحة العاشرة
10


عدل سابقا من قبل شوشو في الخميس يناير 09, 2014 5:56 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
المشتاقة للحبيب
ملاك رائع
ملاك رائع
المشتاقة للحبيب


عدد المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 19/07/2013
الموقع : الملتقى الجنة ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 10:53 am

تسلمـ ايدكـ شوشو والله يعجز لسانى عن شكرك
ربنا يسعدكـ ويرفع قدركـ فى الدنيا والاخرة
بحث جميل جدا ورائع ما شاء الله
باركـ الله فيكـ وجعلهـ فى ميزان حسناتكـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 33
الموقع : الفردوس ان شاء الله

عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم   عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم Emptyالخميس يناير 09, 2014 6:13 pm

تم بحمد الله
ترقيم الصفحات
والمواقع التي تم الاقتباس منها
وتمام الفهرس...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
 
عمل بحث..اثار المعاصي علي الفرد والمجتمع والشعوب والامم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزوجة النكدية...اثار نفسيه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ  :: ܔ ೋ ѽΞ"♥ممكلة البيت الاسلامي♥ܔ ೋ ѽΞ" :: قسم خاص بالمواعظ والرقائق-
انتقل الى: