شف أسرار الثدي، مكمن أنوثة المرأة... الدكتور فيصل عبد الكريم كاشقري استشاري أمراض النساء والولادة والمسالك البولية النسائية، واستشاري جراحة الحوض الترميمية والتجميلية بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة، يحدثنا بالتفصيل عن كل ما يتعلق بالثدي.
الثدي
عضوٌ زوجي في جسم الإنسان، توظّفه الإناث لتغذية صغارهنّ. يقع فوق كلّ من العضلتين: الصدرية الكبرى والمنشارية الأمامية، ويحتوي عند الأنثى البالغة على غدد ثديية تحوّرت لتنتج الحليب، أمّا ما يحدّد حجم الثدي فهو كمية الدهون الواقعة حول غدد الحليب، والتي ترتبِط بالجلد من الناحية الهيكلية، لكن وظيفياً تنتمي إلى الجهاز التناسلي. فيما المنطقة الملوَّنة الواقعة حول الحلمة تُعرَف باسم الهالة، ويتراوح لونُها من الزهري إلى البني الغامق.
مكوناته
يتكون الثدي من جزأين منفصلين وظيفياً
الأول: طلائي، يتعلق بضخ حليب الثدي للرضاعة، التي ترتبط بالحمل والولادة.
الثاني: داعم، يتألف من جميع الأنسجة الأخرى التي تُشكِّل وتَدعم الثدي، وتَشمِل: الدهون، والعضلات، واللفافات. وأربطة كوبر، التي تُصبح أكثر مرونة مع التقدم في العمر، أو مع الإجهاد الذي يُسببه الاستعمال النشط على المدى الطويل.
الفُصُوص
في كلّ ثدي يوجد ما بين ۱٥ إلى ۲۰ من الانقسامات في أنسجة الغدد، يُطلَق عليها اسم فصوص (أو فلقات)، وتكون مرتبة بشكل شعاعي. يُفصَل كلّ فصّ عن الآخر بواسطة أنسجة دهنية. هذه الفصوص بدورها تنقسم إلى فصيصات أيضاً منفصلة عن بعضها، ومُدعَمة بواسطة أنسجة ليفية. كل فصيص يحتوي كِيساً صغيراً يُنتِج ويخزِّن حليب الثدي.
مسار الحليب
يتجمّع الحليب في قنوات صغيرة تُسمَّى قنوات النهاية، التي تؤدّي بدورِها إلى القنوات الثديية. هناك نحو ۲۰ من هذه القنوات الثديية، تَنقُل كلّ واحدة الحليب من فصّ محدَّد، وبالقرب من الحلمة الثديية تتوسع القنوات لتُشكِّل الجيوب الناقلة للحليب. يُمكِن أن يخزَّن بعضه في هذه الجيوب قَبْل انتقاله إلى القناة الناقلة للحليب، التي بدَورها تَحمِل الحليب إلى الخارج.
نمو الثدي
هرمون الأستروجين المنتَج في المبيض له دور مهم في نمو وتعزيز الأعضاء التناسلية للإناث بما في ذلك الثديان؛ حيث تؤدي إلى تطور الثدي بسرعة في مرحلة سن البلوغ، وخلال حياة المرأة يبقى الثدي -بصورة مستمرة- متأثراً بدورات تنشيط هرمونية، حيث لا يَدخُل في مرحلة راحة إلا في فترة ما بعد انقطاع الطَّمْث. عندها يتوقف -تقريباً- إنتاج الأستروجين؛ ما قد يؤدّي إلى خفض حجم الثديين.
يتكوّن معظم الثدي لدى الفتيات من أنسجة غدّية صلبة. لكن مع النمو والتقدم بالعمر تبدأ الفصوص بالذبول، ويستعيض الجسم عنها بالدهون. لذلك تُصبح الأثداء أخفّ، وأسهل تصويراً باستخدام تصوير الثدي الشعاعي.
الثدي والطمث
يشير الدكتور فيصل إلى أنّ أنسِجة الغُدد حسّاسة للغاية، والكثير من التغيّرات تَحدُث ضمن الثدي خلال دورة الطمث، وتكون أكثر وضوحاً قبل الطمث عندما تكون مستويات الأستروجين والپروجيستيرون في ذروتها، فأنسجة الغدد في الثدي تصبح أكثر حساسية، أو حتى مؤلمة لدى بعض النساء. أما في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث تنخفض مستويات الهرمونات، ويصبح الثدي أقلّ تألماً.