بمقدور معظم الأطفال الصغار جسدياً النوم طيلة الليل في الشهر السادس، مع أن ذلك سيختلف بشكل كبير. حتى المواليد الجدد يكونون معتادين على النوم لفترات طويلة، وثابتة، وهادئة ليلاً، إذ أنهم ألفوا سماع أصوات العائلة عبر جدار الرحم لمدة شهرين تقريباً قبل ولادتهم.
تماماً مثلك أنتِ، ترتبط دورة نوم طفلك وصحوه بنظامه الغذائي، ودرجة حرارة الجسم وإطلاق الهرمونات. كل هذه الأشياء تؤثر على إيقاعنا اليومي، والذي هو دورة نشاط حيوي طبيعي تمرّ بها أجسادنا خلال 24 ساعة. نشعر بالنعاس عندما تنخفض مستويات هرمون الأدرنالين ودرجة حرارة الجسم، ثم نصل إلى مرحلة الاستيقاظ عندما ترتفع كل من مستويات الهرمونات ودرجة حرارة الجسم.
في الحقيقة، من الصعب الشعور بالنعاس عندما تكون درجة حرارة أجسادنا ومستوى الهرمون مرتفعين، وكذلك من الصعب الاستيقاظ عند انخفاضهما. وهذا ما يفسر إصابتنا بإعياء السفر عندما نسافر عبر مناطق زمنية، وهذا أيضاً ما يتطلب من الأشخاص الذين يعملون لساعات متأخرة تدريب أنفسهم على أوقات عملهم غير الاعتيادية. يكون بعض الأفراد أفضل من غيرهم في هذا الأمر، لذلك تجد بعض الأمهات مسألة التعامل مع صحو طفلهن أثناء الليل أصعب مما تجده غيرهن من الأمهات.
التغذية والنوم
مثلنا تماماً، ينبغي على الأطفال أكثر من ثلاثة أشهر ضرورة البدء في تعلم إغلاق الجهاز الهضمي ليلاً والإستيقاظ لتناول الفطور كل يوم في نفس الموعد. يميل الأطفال الصغار إلى النوم أثناء تناول الطعام. حيث تستهلك عملية التغذية طاقتهم ما يجعلهم يتعبون. كما أن المعدة المليئة بالطعام تجعل الطفل يشر بالنعاس أيضاً.
يمكنك البدء في فصل التغذية عن النوم إعتباراً من عمر الثلاثة أشهر في حالة كنت ترضعين طبيعياً، حاولي إعطاء طفلك وجبته الأخيرة في وقت مبكر من المساء أو عند بداية روتين النوم. وفي حالة إرضاعك صناعياً يمكنكِ تخفيض كمية الرضعة تدريجياً خلال وجبته الأخيرة وإضافة هذا المقدار إلى الوجبات الأخرى خلال اليوم. وفي نفس الوقت يمكن لطفلك البدء في تعلم السلوكيات المرتبطة بالنوم، مثل الحصول على حمام، إرتداء ملابس النوم والإستماع إلى قصة قبل تركه مستيقظاً للإستمتاع بالجوالطفولي المحيط به من إضاءة خافتة ولعب أطفال وديكور. إن الإستقرار في مثل هذه الإجراءات يعني أيضاً أنه سيكون قادر على مواصلة النوم وحده في حالة استيقاظه أثناء الليل.