إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أخواتي الحبيبات إليكم هذا الحديث
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
(أيها الناس ، إن الله طيب ، لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال :
{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم }
وقال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم }
ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ! ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه
حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك)
المفردات :
طيب : مقدس منزه عن النقائص والعيوب .
لا يقبل : من الأعمال والأموال .
إلا طيبا : وهو من الأعمال ما كان خاليا من الرياء والعجب ، و غيرهما من المفسدات ،
ومن الأموال الحلال الخالص .
بما أمر به المرسلين : من الأكل من الطيبات والعمل الصالح .
أشعث . جعد الرأس .
أغبر : مغبر اللون لطول سفره في الطاعات .
يمد يديه : يرفعها بالدعاء إلى الله تعالى .
فأنى يستجاب له : من أين يستجاب لمن هذه صفته . والمراد أنه ليس أهلا للإجابة ، وليس صريحا في استحالتها بالكلية .
يستفاد منه :
1-الأمر بإخلاص العمل لله عز وجل .
2-الحث على الإنفاق من الحلال
3-النهي عن الإنفاق من غير الحلال .
4
-أن الأصل استواء الأنبياء مع أممهم في الأحكام الشرعية ، إلا ما قام الدليل على أنه مختص بهم .
5
-أن التوسع في الحرام يمنع قبول العمل وإجابة الدعاء .
-أن من أسباب إجابة الدعاء أربعة أشياء :
أحدها _ إطالة السفر لما فيه من الانكسار الذي هو من أعظم أسباب الإجابة .
الثاني : رثاثة الهيئة ، ومن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( رب أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره .
الثالث : مد اليدين إلى السما ء فإن الله حيي كريم ، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفر خائبتين
الرابع : الإلحاح على الله بتكرير ذكر ربوبيته ، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء .
اللهم تقبل منا الدعاء.
اللهم إنا نسألك من الخير كله, عاجله وأجله ,
وما علمنا منه وما لم نعلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
وإلي لقاء قادم إن شاء الله مع حديث أخر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته