لا يمتلك أي شخص معلومات كافية تؤكد بأن استخدام الأصباغ الكيميائية أثناء الحمل آمن تماماً، لكن تنتظر العديد من النساء الحوامل مرور الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل قبل الإقدام على ذلك. وفي الوقت نفسه، ليس لدى أي أحد حقائق أو بيانات تتعلق بالبشر وتدلّ على أن هذه المواد الكيميائية تسبّب عيوباً خلقية.
على مرّ السنين، أجريت دراسات على الحيوانات بهدف إلقاء الضوء على هذا الموضوع. أظهرت بعض هذه الدراسات وليس كلها، أن هناك عدداً قليلاً من المركبات الكيميائية في صبغات الشعر له علاقة بتشوهات الجنين (والتي تحدث العيوب الخلقية). لكن، في كثير من الحالات تعرضت الحيوانات لجرعات عالية للغاية من هذه المواد الكيميائية لا تتساوى في أية حال مع الجرعات التي تتعرض لها سيدة تقوم بتلوين شعرها كل شهر أو شهرين.
من الواضح، أن المواد الكيميائية في صبغات الشعر الدائمة وشبه الدائمة لا تحتوي على سموم عالية. وتتواجد هذه المواد منذ زمن بعيد، ولم تكشف أية أبحاث أنها تسبب عيوباً لدى المواليد الجدد، لذا فإن تلوين شعرك أثناء الحمل ربما يكون آمناً. بالإضافة إلى ذلك، لو قمت بعملية الصبغ بشكل آمن (عبر استخدام القفازات في غرفة جيدة التهوية، وبدون ترك الصبغة على رأسك لفترة طويلة ومكثّفة)، ستجنّبين جسمك امتصاص الكثير من المواد الكيمائية وتسرّبها إليه.
يمكنك اللجوء إلى بدائل أخرى، مثل تفتيح لون بعض الخصلات المعروف بالـ "هاي لايتنغ"، أو صنفرة الشعر. يقوم جسمك بامتصاص مواد التلوين من خلال البشرة (فروة الرأس)، وليس من خلال أطراف الشعر. لذلك، فإن أية عملية، مثل تلوين بعض الخصلات التي تقلل من ملامسة المواد الكيميائية مباشرة لفروة رأسك، تخفف بدورها من تعرّضك للمركبات التي تحتويها الصبغة.
يوصي بعض الخبراء باستعمال الصبغات النباتية كبديل جيد للمركبات الكيميائية الإصطناعية أثناء الحمل. وتحتوي العديد من هذه الصبغات على بعض المركبات الكيميائية الإصطناعية ذاتها التي تستخدمها شركات مستحضرات التجميل الرئيسية في الصبغة الدائمة وشبه الدائمة. وتعتبر الحناء الخالصة، والتي تتوفر بألوان متعددة، وحدها الاستثناء عن هذه القاعدة. والحناء عبارة عن صبغة نباتية شبه دائمة، تعدّ آمنة تماماً بالرغم من أنها لا تلقَ استحسان جميع النساء في التدرجات اللونية التي تضفيها على الشعر!
من الهام أن تشعر النساء الحوامل بالثقة في النفس خلال فترة الحمل. عليك التفكير في المسألة، سواء أكان القيام بتلوين شعرك يجعلك تشعرين بالارتياح، أو يسبب لكِ قلقاً لا داعي له على امتداد تسعة أشهر.
إذا قمت بتلوين شعرك بنفسك وأنت في مرحلة الحمل، احرصي على ارتداء القفازات وأنجزي المهمة في مكان جيد التهوية بهدف تخفيف تأثيرات تعرّضك للمواد الكيميائية القاسية المستخدمة في عملية التلوين.