سأَلَتْها بسخريةٍ ... باسهتزاءٍ ... باستحقار
ما هذا الرداء الذي ترتديه .. ألا تستحي أن تظهري بثوب يشبه كيس القمامة
فكشفت عن النور المستور
.. ابتسمت
.. وقالت لها :
" إعلمي أني فتاة مثلك تغريني ملابسي الملونة الجميلة
واحذيتي الملونة التي نسَّقتها معها وحقائبي الجميلة وزينتي ووو
كل ذلك عندي ,,
ولكني قد علمت أن هناك احدٌ عظيم يعلم جيدا أين يكمن الخير لي
فأنزل لي مخصوصا :
{ يا أيها النَّبِيُّ قل لأزواجكَ ... وبناتكَ ... ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن }
ولكني يا رب ذات جمال أحب ان يعجب به الجميع
ففهمني ربي الرحيم بلطف { ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين }
يؤذَيْن بنظرة ,, متوحشة ,, شهوانية ,, تخدشني وتجرحني وتؤذيني في طُهري وعفّتي
وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان زوجا كما تحب النساء ان يكون زوجها
وكان يحب زوجاته ويغار عليهن ,, فحفظهن بهذا السواد البهي ,,
أليس السواد لباس الأسياد
وأردت ان اكون كما يحب سيدي وشفيعي محمد صلى الله عليه وسلم
فلا أخرج إلا كما يرضى
لأن الله يغار
ولأن رسولي صلوات الله عليه يغار
(( وأردت أن يكون لي زوجا .. كالنَّبي محمد صلى الله عليه وسلم في طهره وشرفه وحفظه
لعرضه من الرذائل
وقد علمت من الله ان لي أكثر من أم فأمي ليست فقط هذه الكريمة التي ولدتني
زوجات النبي صلوات الله عليه .. كلهن كلهن امهاتي ..
فأردتُّ أن أتَّخذهن أمهاتي
أليست البنت تتبع امها
وإلا كيف أحفظ طهري وعفافي
وعلمتُ أن مريم عليها السلام حصّنت نفسها
وصانت نفسها عن الرجال وصانتهم عنها بسترها الذي لا ينفصل عن طهرها
فرقَّاها الله وجعلها سيِّدةُ نساء العالمين
وعلمت أن النساء فتنة الرجال
وأن في ستري حفظ لهم من نظرات الحرام وما تؤدي اليه
فحفظت نفسي ليحفظ الله غيري بي
والله يعلم سريرتي ونيتي ولا يضيع عنده عمل
وتذكرت أن ابليس اول ما فتن آدم عليه السلام وحواء نزع عنهما لباسهما
وبنزع الستر خرجا من الجنة
وتذكر خاطري ان آية الحجاب نزلت في عهد كان الرجال أطهر الناس
ومع ذلك أمرت النساء بالحجاب
فكيف بعصر امتلأ بأرذل الرجال وأشباهها !
يكفيني أن احفظ طهري وعفَّتي
بأن اقتدي بنساءٍ أنزل الله فيهن شهادة تقدير وإجلال في كتاب حقٍّ مبين
لعل الله يحشرني معهن يوم الفزع الاكبر فأأمن الفزع وأكون من االفائزين بدخوا الجنة مع وفدهن الذي تهلل له الملائكة ترحيبا
مما راق لي