ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
♥️اهلا وسهلا بك ♥️عزيزتي الزائرة♥️ يشرفنا ويسعدنا جدا الانضمام الينا..♥️
سارعي بالتسجيل ولن تندمي ابدا♥️ ♥️هنا كل المتعة والفائدة..
♥️هنا انا وانتي وغيرك..من جنس حواء ♥️هنا حب ..اخلاص..صداقة..
♥️هنا يوجد لدينا علبة دردشة للتواصل ..مع الجميع في جميع انحاء العالم
هنا الرقي والتميز والابداع.,♥️ ننتظر تسجيلك بشوقღ
مرحبين بك وسعداء بتواجدك بينا..
♥️~ادارة منتدى الملاك الطموحღ♥️~
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
♥️اهلا وسهلا بك ♥️عزيزتي الزائرة♥️ يشرفنا ويسعدنا جدا الانضمام الينا..♥️
سارعي بالتسجيل ولن تندمي ابدا♥️ ♥️هنا كل المتعة والفائدة..
♥️هنا انا وانتي وغيرك..من جنس حواء ♥️هنا حب ..اخلاص..صداقة..
♥️هنا يوجد لدينا علبة دردشة للتواصل ..مع الجميع في جميع انحاء العالم
هنا الرقي والتميز والابداع.,♥️ ننتظر تسجيلك بشوقღ
مرحبين بك وسعداء بتواجدك بينا..
♥️~ادارة منتدى الملاك الطموحღ♥️~
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ {*_*}...رقي ♥ تميز ♥ ابداع...{*_*}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 12:46 am

بعد الغياب



الجزء الأول

- أوووووف..البنات اليوم جننوني..
كانت هذه هي جملة الدكتورة جواهر اللي قالتها، وهي تطلق تنهيدة طويلة، وتحط شنطة لابتوبها على طاولة مكتبها بيد، وتخلع نقابها باليد الثانية، وتعلقه على الشماعة القريبة من مكتبها.
ردت عليها زميلتها وصديقتها المقربة الدكتورة نجلاء اللي قاعدة وراء مكتبها، وتقلب أوراق في يدها، وهي تبتسم بإرهاق: ليه عسى ماشر؟؟
لفت جواهر وجلست على كرسي المكتب، وهي تحرر شعرها الأسود الناعم والكثيف اللي يوصل طوله لتحت أكتافها بشويتين من الشيلة ومن الشباصة وتنثره على أكتافها ليرسم سواد شعرها الحريري المسترسل مع صفاء بشرتها المصقولة الشفافة لوحة مبهرة يعجز أعظم رسام عن رسمها لأنها من صنع الخالق، وسبحانه جل شانه ما أبدع ما صنع في هذه الأنثى الاستنائية.
(لا أميل مطلقا إلى فكرة البطلات الخارقات الحسن، وكأنه لا يوجد في عالم القصص عاديات الجمال، ولكن لجمال جواهر هنا ضرورة قصصية ملحة ستعرفونها لاحقا/ #أنفاس_قطر#)
وتقول جواهر وهي تعدل جلستها: محاضرتين ورا بعض والبنات كلهم يقولون: تكفين دكتورة الجو حلو ومغيم، خلينا نأخذ المحاضرة برا في الحديقة، أو طلعينا بدري، دخلوا في مخي، حنانات درجة أولى، الله يعين أهلهم عليهم.
ردت نجلاء وهي ترتب الأوراق وتدبسهم ببعض: هذا عشان أنتي معطتهم وجه، ومدلعتهم.
كشرت جواهر بابتسامة: إذا أنا مدلعتهم أنتي شنو؟؟ ، أنا أحترمهم وهم يحترموني، أمسك العصا من النص.عشان عمر التدريس الجامعي ماكان كبت وكسر لشخصية الطالب الجامعي، وفي نفس الوقت موب تسيب وفلتان.
نجلاء بصوت مرهق: خلاص عمتي جواهر فتحت موضوعها المفضل، من بيسكتها؟!
ابتسمت جواهر ابتسامة واسعة بينت أسنان رائعة في بياضها وتناسقها من خلف شفتين ناعمتين مكتنـزتين..ابتسامة ساحرة تجسد الفتنة الأنثوية في أوجها، الأنوثة الناضجة الممتزجة بملامح براءة غامضة تصنع سحرها الخاص بها هي فقط: يا قلبي يا نجلاء، التدريس الجامعي أنه إحنا نصنع شخصيات واثقة وملتزمة واستقلالية في ذات الوقت، أعرف إنها معادلة صعبة بس موب مستحيلة.
- واللي يخليج جيجي ماني ناقصتج اليوم. حمادة مسهرني البارح حرارته 40، واضطريت أنزل وأخليه عند عمتي عشان امتحان البنات اليوم، وجايه مواصلة بدون نوم.
- تدرين نجلاء إنج بايخة، وثقيلة دم، وماعندج سالفة.
- وليه كل هذا يا دكتورة؟.(قالتها نجلاء وهي تبطل عيونها بكسل)
- تطلعين وتخلين حمودي تعبان، عشان امتحان وأنا موجودة!! كان أرسلتيه مع السواق لي، وأنا برسم الخدمة: أحضر بدالج المحاضرة وأوزعه عليهم.
- فديت عمرج يا جواهر، بس إذا كان حبيبك عسل، ما أبي أثقل عليج، كفاية محاضراتي اللي حضرتيها بدالي الأسبوع اللي فات، مالي وجه، وجهي طاح، ياوجه استح.
- والله ثم والله تقومين تروحين لبيتج الحين، وإلا هذا أخر ما بيني وبينج، قومي طسي لبيتج، وهاتي الامتحان.
- بس يا جواهر......
- مافيه بس..هاتيه.. يعني أنا وش وراي أستعجل عليه...(وتنهدت جواهر بحسرة)
- كله منج، لو تبين كان تزوجتي من زمان، واليوم قبل بكرة، وبكرة قبل اللي بعده.. أخوي مخلي خطبته مفتوحة. وصحيح أخوي مافيه منه، بس ألف غيره يتمنونج.
ضحكت جواهر ضحكتها الصافية اللي تشبه رنين أجراس الكريستال الفاخر، واللي لو كان رجّال هو اللي سمع رنين ضحكتها كان تكهرب220 فولت وضربه زلزال بقوة 8 درجات على مقياس ريختر: عدااال.. اللي يسمعج تقولين خطاب، يقول بنية أم 18، أنا عجّزت ياقلبي، بعد كم شهر بيصير عمري 31، يالله حسن الخاتمة بس.
قالت نجلاء وهي تجمع أغراضها عن المكتب وتلبس عبايتها: أنتي والله اللي قليلة خاتمة، شنو 31، يعل 31 جاموسة تترفس في بطنج يمكن ترجع لج عقلج، أنتي قمر يا بنت، تعرفين شنو قمر، أنتي ماعندكم مرايا في بيتكم، وعادج في عز شبابج وأنوثتج...... الحين ماني متفرغة لج، بكرة نتفاهم، خذي الامتحان، وتراهم مجموعة 2 اللي محاضرتهم بعد ربع ساعة.
تنهدت جواهر: لا بكرة ولا بعده، روحي لحمودي، وانا بأمر عليج العصر، أتطمن عليه.
خذت جواهر الأوراق من نجلاء، ورجعت تجلس وراء مكتبها، وهي تراقب بهدوء ومودة نجلاء،
وهي تلبس عبايتها وتشد شيلتها على رأسها وتثبتها عدل..تدخل شعرة طايرة، وتلبس نظارتها الشمسية،
كانت ملامح نجلاء الهادئة الحنونة تذكرها بملامح أمها الله يرحمها، صدق إنها ملامح يمكن ما تلفت انتباهك ببساطتها وكونها تمر عليك كل يوم، لكن لما تعرف أصحابها ينقشون أنفسهم في القلب نقش، بحضورهم الإنساني المتسع اللي على قد امتداد الكرة الأرضية.
حست جواهر بنغزة جامدة في عمق قلبها، مو قادرة لحد الحين تتجاوز وفاة أمها رغم مرور أكثر من سنة. تكره الرجعة للبيت لأن كل زاوية من زواياه فيه ريحة أمها وذكراها وهمساتها، لولا وجود أخوها اللي أصغر منها عبدالعزيز في حياتها، كان يمكن جنّت بعد وفاة أمها مع الذكريات القديمة اللي مو راضية ترحم قلبها وكيانها، واللي كانت أمها تلهيها عنها شوي..
عبدالعزيز البلسم الشافي الحنون، بقلبه الطاهر، بروحه المرحة.. لاشعوريا ابتسمت وهي تتذكر تنكيت عبدالعزيز عليها: ما يسميها إلاَّ الزرافة، عشان طولها 173، بينما هو قصير شوي، طول طفولته كان يتمنى يكون طويل طويل مثل........ هزت رأسها بعنف وكأنها تحاول نفض ذكرى "الطويل" من رأسها.. لكن غصبا عنها ذكرى "الطويل" حضرت بعنف، مثلها مثل كل أحزانها اللي ما تغادرها ولا لحظة.
رجعت ذكراها لحوالي 18 سنة ورا، وبنات المدرسة يضحكون عليها ويقولون: صدق يقولون إنج بتاخذين واحد (مرت بباي).. ضحكت من مصطلح (مرت بباي).. لكن الضحكة الميتة الـمُنتزعة من خواء قلبها أعقبها شهقات وشهقات وبكاء عنيف. قامت جواهر تقفل بسرعة باب المكتب، لا يدخل عليها حد من زميلاتها أو الفرّاشة، استعاذت بالله من الشيطان الرجيم، ومسحت وجهها بمناديل المكياج اللي معها بشنطتها، وقربت الزبالة منها ومسحت وجهها بماي بارد، بعدها طالعت في المرايه اللي بمكتبها وحطت ماسكرا على السريع على رموشها الطويلة الكثيفة، وحطت غلوس في محاولة أنها تخلي شكلها فريش وتخبي أثار البكاء، بعدها لبست شيلتها ونقابها، وخذت امتحان طالبات نجلاء وطلعت بعد ما قفلت باب مكتبها هي ونجلاء من برا.
**************

في بيت نجلاء، كانت عمتها (أم زوجها جاسم) جالسة في الصالة اللي تحت، وفي حضنها ولد ولدها، الولد مريض وحرارته مرتفعة، وينادي أمه، و وأم جاسم حاضنته بحب وتقرأ عليه آيات من القرآن، وتنفث على وجهه، وتمسحه بماي بارد، دخلت عليهم نجلاء مثل الصاروخ، دنقت على رأس عمتها وباسته، وشالت الولد من يدها، وهي تقول بقلق: أشلونه يمه؟
هزت أم جاسم رأسها: تعبان يمه، فديته ما نزلت حرارته كلش ويناديج، قومي وديه المستشفى.... إيه قبل أنسى ترا جاسم كلم ويقول بيتأخر كم يوم..
انتفضت نجلاء: عسى ما قلتي له شيء عن تعب حمودي، ما نبي نخرعه بدون سبب.
ردت أم جاسم بهدوء: لا ما قلت له شيء، بس هو خنت حيلي كأنه حاسس بشيء، كل شوي يقول أنه أنتي مو عوايدج تكلمينه باختصار ومستعجلة كذا.
- يوووه يمه، تدرين أنا ما أعرف ما أخبي، أكلمه بسرعة، أخاف يشدد في السؤال عن حمد أخورها، وأهل الأولي والتالي، ويزعل أنه صار له كم يوم تعبان وأنا ما قلت له. يالله أنا طالعة للمستشفى... ثم نادت نجلاء بصوت عالي ومستعجل:ماريا يالله نادي السواق وأمشي معاي نروح المستشفى. التفتت نجلاء تكلم عمتها: مسكينة ماريا توها جابتني من الجامعة، يمكن مالحقت تأكل شيء.
- ابتسمت عمتها ابتسامة مرهقة: يالبي قلبج يا نجلاء، مالوم جاسم في حبج، شايلة هم خلق الله.
- هذولاء في ذمتنا يمه ومسؤلين عنهم يوم الحساب. اللهم ثبتنا يارب وخلي لي وليدي وعافه يارب العالمين.
- آمين..أي مستشفى بتروحين يمه؟؟
- ما أدري يمه، يمكن عيادة الدوحة، وإلا طوارئ السد، بأشوف.
******************


في نفس اليوم في قاعة من قاعات جامعة قطر، البنات يدخلون القاعة باقي على المحاضرة دقايق، 3 بنات يمشون مع بعض ثنتين لابسين عباياتهم ونقاباتهم والثالثة بعباية وشيلة، دخلوا مع بعض للقاعة وهم يسولفون، وجلسوا في الصف الأول، خلعوا البنتين نقاباتهم ودخلوها في الشنط، وطلعوا المرايا يتأكدون من أشكالهم، وضبطوا الغلوس على شفايفهم.
سحبت فاطمة المراية من مها: عطيني أشوف شكلي.
رجعت مها مرايتها في الشنطة: وقالت: مهوب حولي، يا أنااا ياااو، تبين تشوفين شكلش، مفرعة 24 ساعة وكاشفة الخشة الشينة، وش اللي بيخرب شكلش.
ردت فاطمة عليها وهي تمد لسانها لها: محترة مني ومن خشتي الحلوة، ياالقردة.
ردت عليها مها: القردة جابتها أمش مع احترامي لخالتي أم صالح.
- أنا قردة يالسحلية.
- سحلية يالضب.
- شنو ضب هذا، صج بدوية.
قبل ما ترد مها اللي كانت تجهز الضربة القاضية، مسكت منيرة إيديهم: تايم آوت، الحكم وصل، عقب المحاضرة، نكمل الجولة، لا ألب كل وحدة منكم على علباها.
قالت فاطمة: إلا صج الحكم العود وينه، وين الدكتورة ما وصلت للحين؟؟
منيرة: إيه والله!! مهوب عوايد عين السيح.
مها: أنتي وعين السيح!! صايرة دواس على أخر الزمن، باقي مانع وخطر ونكمل مسلسل الحيالة.
منيرة: هذا حنا كملنا، مانع أنتي وخطر فاطمة.
فاطمة: بسم الله علي، مالقيتي إلا خطر.
ضحكت مها: ايه والله فيها منش لمحات، بس حرام.. أمش تكرم عن حكيمة.
ضحكت فاطمة: زين حشمتي أمي.
مها: أفا عليش كله ولا الكبير، أحطه على رأسي، بس أنتي وخويتش اللي وراش حثالة مجتمع، ماتستاهلون الاحترام.
منيرة: رجعت مها أم لسانين علي.. مو منس إلا من بلاوي الريجيم اللي تشربينها ياالدبة، أنتي وراس ما تحترمين عمتس منيرة؟
مها: عمت عينش، قولي آمين.... إلا صدق تأخرت دكتورة جواهر، نطلع وإلا نتناها؟؟
فاطمة: شنو نتناها هذي؟؟
منيرة: نتناها نتناها ؟؟سبع سنين مخاويتنا وماحفظتيها، خلينا نسوي ترجمة:أمممممممم يعني ننطرها..ياالمسبهه على قولتكم.
فاطمة:هاه ننطرها، مافيه داعي ننطرها لأنها كاهي وصلت، ومافيه مسبهه غيرج.
فاطمة ومها ومنيرة صديقات من أيام الأعدادية، وفي الجامعة دخلوا نفس التخصص، كانوا مثل روح توزعت في ثلاث أجساد، كل وحدة منهم تفهم الثانية بدون كلام، وكل وحدة منهم تكمل شيء ناقص في الثنتين الباقين، كانوا نموذج نادر للصداقة الفريدة.
دخلت جواهر القاعة بعد تأخير عشر دقايق، دخلت مستعجلة وهي تحط لابتوبها على الطاولة وتخلع نقابها، وتقول: السلام عليكم بنات، آسفة جدا على التأخير، طالبات دكتورة نجلاء تأخروا وهم يحلون الامتحان، وأنا ما حبيت أعجلهم، ودكتورتهم موب عندهم.
همست منيرة لفاطمة: يا لبا قلبها.. حنينة من يومها، يا جعلني فدا لسبدها وعيونها اللي تذبح.
مها همست لفاطمة اللي جالسة في النص: قولي للي جنبش تلايط وتسكر حلقها المخنـز، تدرين الدكتورة ما تحب الكلام الجانبي على قولتها.
فاطمة لمنيرة: تقولج مها تلايطي وسكري حلقج المخنـز، وماعلى الرسول الا البلاغ.
منيرة: زين شغلها عندي.رفعت منيرة صوتها: احم احم دكتورة دكتورة.
التفت عليها جواهر: نعم منيرة تبين شيء؟
ابتسمت منيرة بخبث: مو أنا اللي أبي، هذي مها تشرب على الريق شاي ريجيم، وشكله بدأ مفعوله، ومستحية تستأذن.
ضحكت جواهر ضحكة مكتومة وقالت: اطلعي مها لو تحبين.
مها مثل اللي صبوا على رأسها ماي بارد، وجهها صار إشارة مرور، مها على طولة لسانها مع صديقاتها، إلا أنها تستحي موت وخصوصا من اللي أكبر منها وخصوصا الدكاترة.
بصوت فيه البكية: لا دكتورة مافيه شيء. والله ما أبي أطلع.
ابتسمت جواهر لها برقة: خلاص براحتج، نبدأ درسنا.
شبكت جواهر اللابتوب بجهاز بروجكتر/الداتا شو ووجهته على الوايت بورد، في الوقت اللي كانت مها تخز منيرة وتتوعدها. وتأشر لها الاشارة الشهيرة وهي تمرر يدها على حلقها.


في نفس اليوم بالليل، وفي بيت من بيوت الدوحة، كانت الأضواء والكشافات تضيء الحديقة الواسعة المنسقة بذوق رفيع، وخلفها تظهر الواجهة الرخامية للفيلا المتوسطة الحجم والتي يظهر فيها هي أيضا ملامح الذوق الشديد الرقي والخصوصية.. في الحديقة على كرسي خيزران تجلس بهدوء ووداعة وعيونها مسكرة، وهي تضع شال صوف على أكتافها، ما حست فيه وهو يقترب بحذر، ويجلس على الكرسي المقابل لها.. يتأملها بهدوء، حاس بحزنها ويأسها مثل السكاكين اللي تنغزر بقلبه بدون رحمة، يحاول دائما أنه ينسيها حزنها، بس عارف إنها حتى لو مثلت عليه السعادة، أن حزنها أصبح جزء من تكوين شخصيتها. كانت العلاقة بينهم علاقة فريدة: كانوا أشبه بالتوأم حين، أب وبنته حين، أم وولدها حين ثالث، كان الفرق بينهم ست سنوات.
تنحنح بهدوء، وقال وهو يهز ذراعها بحنية: أم عبدالعزيز، أم عبدالعزيز.. قومي فديت قلبج أنا، الجو بارد عليج.
قامت جواهر وهي مفزوعة وتسمي بالرحمن: خرعتني الله يقطع أبليسك، وألف مرة قايلة لك لا تناديني أم عبدالعزيز. قالتها وهي تضربه ضربة خفيفة على كتفه.
تصنّع الحزن وقعد يمسح دموع وهمية: أفااااا.. ما تبين أقول لج أم عبدالعزيز، عيل من أمي؟؟
تنهدت جواهر: لا تفتح جروحي واللي يرحم والديك، أنت عارف أنا وش أقصد، إذا رجع عبدالعزيز، قول يا أم عبدالعزيز.
تنهد عبدالعزيز تنهيدة أطول، وهو يمسح لحيته المتوسطة الطول، اللي تزين وجه لطيف الملامح: ليه هو جروحك تسكرت عشان أفتحها. ما أدري أنتي متى بتنسين وتكملين حياتك طبيعي، لمتى وأنتي تنطرين عبدالعزيز وأخته؟؟
طالعته جواهر بحدة: ياه على هالموال اللي ما يخلص، ومن قال أني ما كملت حياتي طبيعي، هذا أنا كملت دراستي وعوضت فترة الانقطاع، ومو بس دراستي إلا خذت ماجستير ودكتوراه وفي زمن قياسي، وكاني أستاذة جامعة، يعني حياتي ما وقفت بعد اللي صار.
ابتسم عبدالعزيز بضعف: جواهر مو علي هالكلام، لو تخبين على الدنيا كلها أنا لا.. لمتى هالحزن؟؟ مو أنتي أول أم تفقد عيالها؟ الدنيا لازم تمشي، والبقاء لله، وأنتي إنسانه مؤمنة ومصلية. الموضوع صار له سنين طويلة، كل شيء في الدنيا ييدأ صغير ويكبر، إلاَّ الحزن يبدأ كبير ويصغر، وأنتي حزنج شاب بقلبج.
كانت جملة عبدالعزيز القشة اللي قصمت ظهر البعير، من بعد وفاة أمها -اللي كانت شاغلتها بمرضها وحاجتها للعناية الدائمة- وإحساسها بفقد عيالها متضاعف، وكانت تتجنب فتح حوار من هالنوع مع عبدالعزيز اللي كان طول عمره مرايتها، اللي تشوف نفسها فيها. انهارت جواهر فجأة على الأرض كأنها كانت تحمل جبل على كتفها ينتظر انهيارها، انتحبت بعنف: أبي عيالي يا عبدالعزيز، أبيهم، أبيهم،لو هم عند ربي أبي أموت أبي أشوفهم. ليه ياربي ما خذتني معهم، ليه ما خذتني مع أمي؟؟
نزل عبدالعزيز على ركبه وهو يحضنها بقوة ودموعها غرقت كتفه: جواهر ياقلبي استعيذي بالله من الشيطان، وش هالكلام؟؟ وأنا بتخليني لمن؟؟ يهون عليج حبيبج عزوز.
مسحت جواهر وجهها بظهر كفها: أنت بتتزوج قريب، وبيكون لك حياتك، بس أنا خلاص مالي حياة.
شدها عبدالعزيز من يدها وقومها وهو يدخلها للبيت: شنو مالج حياة،جامعتج وطالباتج وطموحاتج، وقبل كل شيء أنا وانتي.. بنظل طول العمر مع بعض، وإذا ما تبين تتزوجين خلاص بكفيج، أحسن، هذا الله يحبني، رزقني أنا ونورة (بيبي ستر) تربي عيالنا ببلاش،، لا وخوش بيبي ستر، مزيونة ومعاها دكتوراة، وين نحصلها ذي إلا في الأحلام. سوبر ناني جات برجولها.
ضحكت جواهر ضحكة قصيرة مبحوحة، ابتسم عبدالعزيز: جعلني ما خلا من هالضحكة، قولي أمين.
مسحت جواهر وجهها، وهي تجلس على الكنبة: ولا يحرمني منك، ومن شوفة عيالك، تعال تعال أجلس جنبي وأنا أمك. جلس عبدالعزيز جنبها وهو يحط غترته اللي بدون عقال على الكرسي.
حاولت جواهر بفشل أنها ترسم ابتسامة وهي تسأله: شأخبار شغلك؟؟
- يسرك الحال
- والعرس.. متى نويت إن شاء الله؟ ترانا طولنا على الناس. صار لكم متملكين سنة ونص، من يوم ألغي زواجكم بعد وفاة أمي ما حددنا موعد جديد.
- متى ما بغيتي أنتي؟
- خلاص خلني أشوف القاعات وحجوزاتها، وأشوف رأي خالي وأم فهد.
- أنتي خيطي وأنا ألبس، بس أنتي أكيد عارفة أني ماراح أدخل عند الحريم وهالسوالف التعبانة؟؟.
- أكيد أدري بدون ما تقول.
- بس الشيء الثاني أني ما أبي نورة تجلس قدام الحريم بعد.
- أنت وفهمناها، ونورة ليه بعد (قالتها جواهر وهي تخزه باستفهام)
- لأنه جلسة العروس قدام الناس ماهوب في الشرع، وأنتي عارفة.
- بس صار عادة، وأنا ما أحب أكسر بخاطر بنت خالي.
- أنا بعد ما أحب أنه ينكسر خاطرها، قولي لها هذي رغبتي، ولو هي تبي تجلس خلاص براحتها.
- ياقلبي عليك يالحنون، يا حليلك يا عزوز، والله أنك بتصير عريس الموسم.
- وليه يعني؟؟
- عريس لابس ثوب شانيل؟؟ وضحكت ضحكة ناعمة مازالت رنة البكاء واضحة فيها.
- شنو شانيله بعد؟؟
- خلاص عديها، الله يثبتك على طاعته.
- آآآآآآآآآآمين، وياج. هاه أشلون النفسية الحين؟
- خلني أنسى ياعبدالعزيز يومي قبل يومك.
- المشكلة أنه أنتي ما نسيتي، واللي أنا خايف منه أنه أنتي تكتمين بصدرج، فضفضي لي وانا أخوج، ليش كل شيء تكلميني فيه بارتياح، إلا لما نوصل لموضوع عيالج، 20 سنة وانتي صاكة عالموضوع في صدرج.
- 17 وشهرين يا عبالعزيز، 17 وشهرين يا خالهم. قالتها جواهر والغصة أكبر من أنها تبلعها، حاسة أنها بتختنق فيها، وكملت وعيونها هايمة بالسقف،" قبل شهرين كملوا 17 سنة"
حاول عبالعزيز أنه يفرفش الجو: (حد يقول أن هالغزال عنده عيال شباب) لكنها كانت محاولة فاشلة، وندم على الجملة اللي قالها.
لأن جواهر انخرطت في بكاء حاد وهي تشهق: أبيع شبابي المزعوم وعمري وعيوني، عشان أشوفهم مرة.. بس مرة، ليه ياربي قسيت علي كذا، والله ما أذنبت في شيء أستحق عليه هالعقاب؟؟
انتفض عبدالعزيز: استغفري ربك استغفري ربك.
انتفضت جواهر مثل اللي لدغتها حية: اللهم أني أستغفرك وأتوب إليك، آلهي لا تآخذني أنك تعلم بثي وحزني.... أنا أم موجوعة يا عبدالعزيز.. موجووووووووعة موجوووووعة، مو قادرة أنساهم أو أتناسهم، إلا مستحيل، ولا تقول ليه واشلون،والله أحس بريحتهم في الجو، ملمس بشرتهم الناعمة والله بعده بين أصابعي.
قاطعها عبدالعزيز بحدة: أكيد ماراح تنسين، وأنتي كل ليلة ما تنامين إلاَّ على ثيابهم مفروشة على سريرك.
تفاجأت جواهر: وأنت إشدراك؟؟
تنهد عبدالعزيز: يعني بتدسين علي هذي؟!!
تنهدت جواهر تنهيدة حارة منـزوعة من أعمق أعماق قلبها: تدري عبدالعزيز، أنا لو متأكدة أنهم صدق ربي خذ أمانته عنده، كان احتسبتهم عند رب العالمين، وأنت أكثر واحد عارف إيماني بالله، بس هذا التأرجح، الأمل والشك يقتلني، كل ليلة أنام وأنا أحلم أني يمكن يجي بكرة أتصبح بوجيههم. يمكن أضمهم لصدري وأشم ريحتهم..آه ياعبدالعزيز آه ..انحرمت من شوفتهم يكبرون قدامي، انحرمت اسمع أول كلمة، وأشوف أول خطوة، وأتحسس أول سن، وأكلهم أول وجبة أكل، انحرمت من كل متعة تنتظرها الأم بلهفة مع عيالها..انحرمت حتى من أبسط حق، أسمعهم يقولون لي ماما.. آآآآآآآآآه ياعبدالعزيز آآآآآآآآه..انحرمت من طفولتي ومراهقتي، وكان والله ثم والله إنه عندي عادي وأكثر من عادي عشان عيونهم اللي حسيت كأني ملكت الكون لما شفتها بعد ولادتهم، حسيت لحظتها وتيقنت أنهم هم طفولتي وشبابي وكل اللي باقي من حياتي، أنه ربي كأنه خلقني في الدنيا عشانهم،حسيت كأني أطير في السما والله أطير.. آآآآآه ياأخوي وسندي آآآآآآآه، انحرمت منهم ، ونزلت من السما لسابع أرض، الله ينتقم من اللي حرمني منهم، الله يأخذ حقي منه يوم نتقابل أمام وجهه الكريم. الله ينتقم منه.
- جواهر لا تدعين على.......
قاطعته جواهر بعنف بنبرة تنضح بالكراهية: لا تقول اسمه، لا تقول اسمه قدامي.
قال عبدالعزيز بلين: أنتي مثل اللي يمسك في القشور ويخلي اللب، ولو ما قلت اسمه، هو بشخصه حاضر، لأنك كل ما تذكرتي عيالك لازم تتذكرينه معهم.
ابتسمت جواهر ابتسامة خفيفة وهي خلاص تبي تنهي الموضوع اللي استهلك كل طاقتها وانفعالاتها: تعشيت يا قلبي؟؟
تفهّم عبالعزيز رغبتها في انهاء الموضوع مع أنه كان حاب أنهم يتكلمون عشان تفضفض عن اللي بداخلها، لأنه هذي من المرات القليلة اللي تكلمت عن عيالها، قال بحنية: تعشيت ياعلني ما خلا منك، طلعنا أنا والشباب من الدرس، وحلف علينا راشد نصلي في المسجد اللي عند بيته ثم نتعشى عنده، وتوني الحين جاي من عنده.
ابتسمت جواهر وهي تتذكر راشد أكبر شيطان في الفريج وهو صغير ما حد سلم من شره، كان مفلع كل عيال الفريج، بس هو كان بذرة طيبة الله يرحم أمه، ورغم أنه مو مطول اللحية ولا مقصر الثوب مثل عبدالعزيز، إلا أنه شديد التدين والتفقه في الدين مع أنه أصغر من عبدالعزيز ب3 سنين، نفضت الذكرى عنها وهي تقول لعبدالعزيز: يوه كنت بأنسى، بكرة الأثنين أكيد صايم؟؟
- إن شاء الله.
- خلاص بأحط لك سحور في حافظات في الصالة، عشان لا قمت تصلي التهجد تتسحر.
- يا جواهر ماله داعي، توني متعشي.
- إلا لازم.. ليل الشتاء طويل وبتجوع

**************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 1:12 am

في نفس اليوم بالليل.
جواهر بغرفتها، تأكدت أنها سكرت الباب بالمفتاح.
بأصابع مرتجفة، فتحت الدولاب، وطلعت صندوق خشب صغير فاخر جدا

أول مافتحته فاحت منه ريحة عود قوية وساحرة.
مسكت الصندوق وهي حاضنته
كأنها خايفة حد يأخذه منها.

جلست على السرير، وفتحت الصندوق بحنية كأنها تلمس مخلوق حي.

طلعت منه قطع ملابس مختلفة لمواليد صغار باللونين الأزرق والوردي.

طلعتهم بشويش وهي تتأكد من كل زاوية فيها أنها سليمة، ما فيها نتش أو قطع.

ظلت تمسح على الملابس وتشمهم
وتهمس لهم بكلمات غير مفهومة
كأنها تمسح على عيالها نفسهم وتكلمهم

بعدها حست أنها خلاص مو قادرة تستحمل الانفعال
حطتهم على السرير وحطت رأسها عليهم
وبدأت دموعها اللي ما تجف تسيل بهدوء، في تكرار لمسلسل ليلي لا توجد له حلقة أخيرة.

وهي على هذا الوضع، رن موبايلها.
انتفضت بعنف ورنين الموبايل ينتزعها من عالمها الخاص.

مسكت الموبايل تشوف من اللي يتصل هالوقت.
كانت نجلاء، حاولت جواهر أنها تتماسك وردت:
- ألو..
- هلا والله بصادقة الوعد.. (نجلاء بعيارة)

- أسفة والله نجلاء بس صار اجتماع في القسم وماطلعت من الجامعة الا المغرب، ودقيت عليج، لقيت موبايلج مسكر. (جواهر بصوت حاولت أنه يكون متماسك.


- ماصار إلا الخير.. إلا صوتج وش فيه؟
- فيه إنج مزعجة وصحيتني من النوم.
- نعنبو.. نايمة الساعة 10 يالدجاجة؟؟
- ليه فيه مانع نجلاء هانم؟؟

- فيه إنج وعديتني تمرين علي ما جيتني، أنا عادي وأدري مالي خاطر عندج، بس حمودي المسكين، أنا قلت له إنج بتجين، والمسكين قاعد متزهب.


- صج كلاكة كذابة، أبو سنة وقاعد يتزهب، لاصار عمره خمس سنين، بيجي يأخذني من البيت على سيارته اللي يسوقها بنفسه.

- أكيد!!! هذا حمد بن جاسم على سن ورمح.
- يا حليلج يانجلاء، زين ينفع أمرج الصبح، ما عندي محاضرات إلا الظهر.
- ينفع ونص، بس تعالي لي بدري، أبي أسولف معج شوي.
- الله يستر منج ومن سوالفج.
- أنتي بس تعالي ويصير خير، والحين تصبحين على خير.
- وأنتي من أهله.

سكرت جواهر من نجلاء ورجعت تسند رأسها على ملابس عيالها وتشمها بعمق

ماعاد فيها إلا ريحة العود اللي هي تبخرالثياب فيه على طول
بس حاسة أنه فيهم ريحتهم وملمس جلدهم

بتموت من الحنين والشوق واللهفة والوجع..
الوجع اللي يمشي في عروقها مجرى الدم، حتى امتلت كل مسامات جسدها فيه..

نبهت منبهها على الساعة 3 عشان صلاة التهجد، وحطت رأسها على ملابسهم، وهي تحاول تنام.

*********


ثاني يوم..الصبح الساعة 9..

في بيت نجلاء.. جواهر ونجلاء قاعدين بمجلس الحريم.

نجلاء بترحيب صادق: ياهلا والله بالشيخة جواهر.
- حياج الله وأبقاج.. هاه وينه حمودي.
- نايم
- وإذا هو نايم أنا جاية عشان من؟؟
- يمه منج، زين احترمي مشاعري الرقيقة شوي، جامليني، حرام كسر الخواطر.
- أنتي شبعانة منج في الجامعة.

- بس أنا ما شبعت منج، أنا الفضول بيقتلني، واليوم صدتج، في الجامعة ما أقدر أسالك براحتي، أخاف البنات يدخلون ، يقطعون السالفة وما ترضين تكملين لي عقب.. وعندي عمتي دايم موجودة بس هي اليوم عند بنتها... وعندج ما أزورج إلا بنات خالج ناطين لنا، اليوم ماراح يفكج مني شيء.


- وش هالموضوع المهم اللي بتموتين وتعرفينه؟؟

- أممممم بصراحة هم موضوعين مو واحد، الأول سالفة زواجج من طقطق للسلام عليكم، أنا بس أعرف إنج تزوجتي وعمرج 12 سنة في سنة الـ 90، بس حتى هذاك الوقت ماعاد الناس يزوجون بناتهم في هالسن الصغيرة، يعني ما كنا الستينات ولا الخمسينات........ الموضوع الثاني: دراستج، أنا أعرف إننج تركتي المدرسة 3 سنين بعد زواجج، أشلون قدرتي تكملين بهالسرعة، وتأخذين الدكتوراة وأنتي عمرج 27، يعني خلال فترة قياسية جدا.

جواهر بتوتر: أشرايج أحكي لج الموضوع الثاني وبلاها الموضوع الأول واللي يخلي لج حمودي.

نجلاء بإصرار: لا لا لا .. الموضوع الأول أهم من الثاني، يا حبيبتي يا جواهر، احنا صديقات وخوات، صح؟؟
جواهر بصدق: والله أكثر من خوات..

نجلاء بحنان: افتحي قلبج يا جواهر ..لازم تتكلمين عشان تتجاوزين حساسية هالموضوع، لو قعدتي مسكرة عليه بهالطريقة، عمرج ماراح تتجاوزين الموضوع..

جواهر بألم: بس الكلام عنه يجرح كل شيء فيني، أنوثتي، أمومتي، وحتى إنسانيتي..

نجلاء بصدمة: لهالدرجة؟؟

جواهر تفرك إيديها ووتتنهد: وأكثر يا نجلاء وأكثر، بس تدرين أنا خلاص بأحكي لج كل شيء، والسالفتين مع بعض زواجي ودراستي، لأنهم مرتبطين..

تنهدت جواهر ومرة ثانية، وخذت الكوشية من جنبها، حطتها بحضنها وتسندت عليها بتعب وهي تقول:

توفى أبوي الله يرحمه وأنا عمري 12 سنة ووقتها كنت مخلصة ثالث إعدادي وفي إجازة الصيف مو في أول إعدادي مثل ما كانوا البنات اللي بسني.

نجلاء باستغراب: أشلون؟؟

جواهر وعيونها تحاكي بحيرة من الألم: تذكرين أنه كان عندنا في قطر من زمان، وما أدري لو عاده موجود أو لا، نظام يتيح للطالب المتفوق أنه يدرس مواد سنة كاملة في الصيف، ويقدم اختبارات مع طلبة الدور الثاني، ولو نجح، يختصر سنة، وينتقل للسنة اللي بعدها.

- ايه صح أذكر..
- أنا كنت شاطرة كثير في المدرسة، ولما كنت في رابع، مدرستي الله يذكرها بالخير، هي اللي أصرت أني أقدم صف خامس في الصيف وأطلع على سادس، لأنها حست مستواي أعلى من مستوى باقي البنات، وفعلا سويتها بمساعدتها ونجحت، وبعدها عجبتني الحكاية، ورجعت سويتها لما خلصت أول إعدادي، ونجحت في ثاني إعدادي في الصيف، وطلعت لثالث، وتوفي أبوي الله يرحمه بعد يومين من اخر اختبار لي في ثالث إعدادي

- والله سالفتج سالفة، وعقب؟؟ نجلاء بتلهف وترقب.


- أبوي كان عنده ولد خالة اسمه محمد، كانوا مثل الأخوان، ومحمد كان مريض الله يرحمه بعد، فأصر على ولده اللي كان توه راجع متخرج من أمريكا، وعمره 23 أنه يتزوجني.
- تكلمين جد؟؟ نجلاء باستغراب

- والله جد.. (جواهر بألم أرجعته الذكرى لها) وكملت جواهر:

تخيلي فرق 11 سنة بيني وبينه، هو كان رجّال وأنا طفلة، بس أبوه أصر، لأنه ماكان لنا حد من القرايب، ومحمد كان خايف علينا، أنا بنت صغيرة وأمي وقتها بعدها بنص عمرها، وعبدالعزيز طفل عمره سبع سنين.

قاطعتها نجلاء: وخالج أبو فهد وينه؟؟ أدري انه اللي تكفل فيكم؟؟

جواهر: انطري علي جايتج في الحكي، خالي أبو فهد، جلا برا قطر وأنا عمري سنتين ، في قتل خطأ، وخاف من أهل القتيل يقتلونه، ولا حد كان يعرف طريقه.

نجلاء: صراحة فيلم هندي..

جواهر بابتسامة حزينة: بعدج ما سمعتي شيء

نجلاء بترقب: كملي بليز كملي.

جواهر: فولد خالة أبوي أصر على زوجي سابقا أنه يتزوجني، عشان يكون مصدر حماية
جعل أمحق حماية، شوفات وبزر على قولة ولد خالة أبوي.

نجلاء باستفهام: إلا صدق عمرج ما قلتي لي اسم زوجج، اقصد سابقا.

جواهر بحقد: ما أحب أقول اسمه، موب لازم. ولو تبين موب لازم أكمل خلاص..

نجلاء: لا لا واللي يرحم والديج ..كملي كملي بليز.

جواهر بتأمل وهي تعصر الكوشية بين يديها:

أمي اقتنعت مع ولد خالة أبوي إن هذا هو الحل الوحيد.. لأنه كنا محتاجين رجّال معانا..
المهم تزوجت بعد وفاة أبوي بشهر واحد،وطبعا بدون طقطقة ولا حتى معازيم،
لانه أمي كانت في الحداد، وكان إصرارهم على الزواج في هالوقت، عشان حد يقدر يدخل بيتنا ويجيب طلباتنا..
وأنا كنت مو مصدقة نفسي... طفلة، مبسوطة بالثوب الأبيض، وإنها صارت عروس...

جواهر رجعت ذاكرتها لـ18 سنة ليلة زواجها وهي تشرك نجلاء معاها في الذكرى كأنهم يشاهدونها معا:

جواهر جالسة في غرفة نومهم
وجهها ملطخ بمكياج ما يتناسب مع عمرها
وهو جالس في الزاوية البعيدة
وجهه مدفون بين إيديه، ظل على هالوضع لأكثر من ساعة، كأنه أسد حبيس، ينتظر إطلاقه من القفص

بعدها وقف فجأة
ارتعبت جواهر عمرها ما شافت حد بهالطول والنحافة
كان بالنسبة لها كأنه عمود نور، خافت وانكمشت على نفسها.

سمعت صوته بدون ما تشوف وجهه
كان صوت رجولي شديد العمق فيه بحة حزن واضحة:
لا تخافين جواهر، ماراح أذيج ولا أسوي لج شيء، أنا مثل اخوج الكبير، أو أبوج لو بغيتي.

بعدها التفت لجواهر بتثاقل
قدرت تشوف ملامحه بوضوح
كان وجهه نحيف..
بس ملامحه حادة مرسومة بإتقان مثل ملامح تمثال أغريقي..

دار في الغرفة عدة دورات
ورجع يجلس على كرسيه وهو يرجع يدفن وجهه بين ايديه..................

قطعت نجلاء سيل الذكريات وهي تقول:
يعني كان أخينا إياه مزيون والموت الحمر.. وبعدين شنو سالفة أخوج وإلا أبوج ذي ، والعيال منين جاو، من الهوا؟؟ ( نجلاء بعيارة وخبث)

جواهر بخجل ممزوج بالحزن: صج قليلة أدب، يعني هذا اللي هامج من الموضوع؟؟

نجلاء بابتسامة: تدرين عاد.. أنا دكتورة جامعة، ولازم كل شيء يمر بمنطقية قدامي عشان أقتنع.. اقنعيني والا مافيه شيء بيفكك من يدي....

قاطعتها جواهر: كل شيء جايج بالحكي، اليوم أنا أنفكت عقدتي الكلامية..

رجعت جواهر تتذكر، وهي تشرك نجلاء معها في ذكرياتها........

جواهر الصغيرة جالسة تشوف التلفزيون مع أمها بانتباه كانت أخبار اجتياح العراق للكويت معبية التلفزيون، وجواهر اللي كان عقلها أكبر من سنها، كانت مهتمة جدا بالاخبار..

دخل زوج جواهر عليهم، وهو شايل أكياس كثيرة، دخلها للمطبخ ونزلهم، ورجع دنق على رأس عمته بعد ماسلم عليهم.

أم جواهر: جهيّر.. قومي يمه رتبي الأغراض اللي جابها رجلج، يا علنا ما نخلا منه.

هو: ولا منج يمه..

قامت جواهر ترتب الأغراض، ولما تأكدت أمها إنها دخلت المطبخ وخلاص ما عادت تسمعهم، التفتت عليه، وهي تسأله باهتمام:

- يمه.. صار لي مدة أبي أسألك عن شيء.. بس مستحية..

رد عليها بجدية: أفا يمه تستحين مني أنا مثل ولدج..

أم جواهر: واغلى من ولدي والله عالم، ودي أسألك عن شيء وجاوبني بصراحة.

- تفضلي يمه..

- من يوم تزوجت جواهر وأنا شايفتك تنام بالمجلس، جواهر مزعلتك بشيء، لو مزعلتك قل لي، جواهر ياهل، وأنا بأعلمها لو هي مقصرة في حقك، مع أني ملزمة عليها ما تقصر فيك.

- كح (هو) متفاجيء من السؤال، وتنحنح: لا يمه جواهر ما سوت شيء، بس على قولتج جواهر ياهل، وأنا أحب أعطيها حريتها شوي، واخليها تتعود علي قبل..

ردت أمها بجدية وتفكيرها تفكير حريم أول: بس جواهر مره كاملة.. وأنت فاهم قصدي..

كح مرة ثانية، وهو يحس أنه بيموت من الإحراج، وحاول يغير الموضوع: إلا حبيبي عزوز وينه؟؟؟

مع إنهاءه لجملته، كان ظهور عزوز المزعج طوق النجاة له من أسئلة عمته المحرجة

نط عبدالعزيز على ظهره وهو يقول: كاني جيت، يالله قوم شيلني خلني ألمس المروحة..

(هو) بمرح: حاضرين كم عزوز بو تمبة عندنا..

عزوز بزعل طفولي: أنا موب بو تمبة، وإذا كبرت بأصير طويل مثلك، لا أطول منك بعد...

جواهر اللي دخلت في هالوقت: إيه إحلم إحلم أنك بس بتصير طويل.. قالتها وهي تمد لسانها له

عزوز وهو راكب على ظهر زوج أخته ويلمس المروحة بانتصار: إيه بأصير طويل مثل (....) وأنتي مو ربي، ربي بيخليني طويل إن شاء الله مو قصير مثلج.......................

رجعت نجلاء تقاطع سيل الذكريات وهي تقول باستغراب:
شنو حكاية قصيرة أنتي كنتي قصيرة يالزرافة..؟؟

ضحكت جواهر ضحكة مبحوحة: إيه والله كنت قصيرة وقصيرة وايد بعد.. أنا اصلا كنت توني بلغت قبل زواجي بثلاث شهور، وما طلت هالطول كله إلا بعد ما جبت عيالي...

نجلاء باندهاش شديد: يعني زوجج الطويل ما عرفج الا وانتي قصيرة؟؟

جواهر بابتسامة حزينة: إيه والله، تصدقين كنت يا دوب يوصل طولي نص صدره، تقريبا يمكن كنت 150 او 155 سانتي..

نجلاء بتمعن: تدرين جواهر سالفتج كل مالها تصير مثيرة أكثر... بليز كملي لي.. وأهم شيء العيال منين جاو يوم إنه الأخ متكي في المجلس؟؟..كملت نجلاء بخبث

رجعت جواهر تتذكر.. وتكمل لنجلاء..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 1:13 am

في مبنى النشاط الطلابي/بنات/ جامعة قطر
الساعة 10 صباحا

مها وفاطمة ومنيرة جالسين على الكنبات..
توهم خلصوا من محاضرة، وينتظرون محاضرتهم اللي بعد ساعة..

فاطمة ويدها على بطنها: يووه.. حدي ميتة من اليوع.. قوموا نتريق..

مها بعيارة: يا ملا الشقاق.. أنتي ما تشبعين 24 ساعة زط متواصل.. ريحي كرشش شوي..

فاطمة وهي تضحك: الشقاق يشق كرشج أنتي يا أم كرش

مها وهي تحسس على بطنها: كله ولا كرشي المصون، هذي أم الشحم واللحم.. العزيزة الغالية اللي ما تبي تفارق مع كل محاولاتي الدؤوب..

منيرة وهي ميتة من الضحك: حلوة الدؤوب ذي.. منين جبتيها مس مهاوي؟؟

مها بضحكة: سرقتها .. من ربعنا قسم اللغة العربية..

منيرة: وخذي ذي.. سرقتها عشانس:
عيون المها بين الرصافة والجسر...جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

مها وفاطمة: الله.. الله.. صح لسانش/لسانج

منيرة: بس لا جيتي للصدق، صحيح اسمس مها، بس مافيس من المها إلا اسمه وبس، أشلون انخطبتي ما أدري، أكيد أهل المسكين غاضبانين عليه، ويبون يعاقبونه فيس..

مها تصنّع الزعل: تهبين أنتي ووجهش.. قومش تبين نظارة وإلا كان شفتي زيني الفضّاح..

منيرة تفرك عيونها، وبعدين تحط يدها على جبين مها، وتصنّع لهجة القلق: من اللي زينه فضّاح؟؟ بسم الله عليس الرحمن الرحيم.. مسخنة؟؟

فاطمة وهي تضحك: مهاوي ماعليج من مناري، في هالجامعة ماعندها حد زين إلا الدكتورة جواهر..

مها وهي تمد لسانها لمنيرة: أنا أزين منش ومن دكتورتش أم عيون..

منيرة بعيارة: كله ولا عين السيح، مافيه في الدوحة بكبرها من يسواها..

فاطمة اللي ما كانت منتبهة معاهم كانت تطالع في بنتين مروا عليهم.. عقبه التفت لمنيرة ومها:
بسبس.. بسبس

مها: بسبس تخرق عيونش وش عندش تبسبسين لنا شايفتنا قطاوة..

فاطمة بهمس: طالعوا البنت اللي راحت تجلس هناك..

مها ومنيرة وهم يطالعون ناحية ما أشرت، وبهمس: أي بنت؟؟

فاطمة: البنت اللي عبايتها فيها تطريز فضي، وشايلة شنطة فضية..

مها: وش فيها؟؟

فاطمة: مو تشابه دكتورة جواهر؟؟

منيرة باستنكار: من هذي اللي تشبه الدكتورة جواهر؟؟

مها: البنية صدق حلوة.. بس مافيه مجال للمقارنة، لاجينا للحق دكتورة جواهر صاروخ مهيب مره..

فاطمة: صج ما تعرفون للشبه.. طالعوها عدل.. صدق مو بنفس جمال الدكتورة.. بس فيه شبه..

مها ومنيرة: ما ندري يمكن.. كملت منيرة.. خلونا نقوم نشرب كوفي قبل المحاضرة..

مها وفاطمة وهم يلقون نظرة أخيرة على البنية اللي كان فيها فعلا لمحة شبه من الدكتورة جواهر: يالله

بعدها شالت منيرة ومها نقاباتهم اللي كانت مطوية على الطاولة، ولبسوها متوجهين كلهم للكافتيريا اللي في كليتهم يشربون هناك كوفي قبل المحاضرة...

*************


في بيت نجلاء
الساعة 10 ونص الصبح
بعدها جواهر تكمل لنجلاء حكايتها غير المعقولة
اللي تشبه أفلام السينما وأغرب

جواهر تتذكر..

بعد شهرين من زواجها..

زوجها بعده ينام بالمجلس، وهي مبسوطة من هذا الترتيب اللي أعفاها من واجبات زوجية هي أصلا مو فاهمتها..

كانت نادرا ما تشوفه، إلا لو هو جايب لهم أغراض وفي الليل يجي ينام في المجلس، ويطلع من الصبح بدري لشغله، وملابسه في دولاب صغير مسكر في المجلس..

عمره ما وجه لها سؤال أو كلمها..
كلامه القليل كان مع أمها..
بس كان يحب عبدالعزيز كثير ويدلعه، ويحاول يعوضه عن حنان الأب، كان حنون كثير على عبدالعزيز، لأنه بعده صغير على اليتم...

(الأحداث اللي تجي.. أنفاس قطر تحكيها لكم، لأن جواهر ماعندها خبر فيها، بس هي مرتبطة بالذكريات اللي كانت جواهر تحكيها لنجلاء، عشان تكتمل الصورة عندكم، على أمل أنها تكتمل عند جواهر يوم)

في يوم جمعة: صار الوقت ضحى، وهو كان نايم بالمجلس مابعد صحا لأنه ماعنده دوام اليوم..
وكانت المفاجأة أنه أبوه دخل عليه يتوكأ على عصاه ويسنده سواقه الباكستاني (أفضل) اللي كان أبوه مربيه من وهو صغير..

طالعه الشايب بغضب و نغزه في بطنه بالعصا..

صحا من النوم وهو مصدوم، نط واقف وهو يحب خشم أبوه:
هلا يبه حياك.. والله أني صليت الفجر ورأسك الغالي

الشايب بلهجة غضب واضح: ما سألتك عن الصلاة، أدري
أنك مصلي الله يثبتك على طاعته..

ولده: عجل وش اللي مزعلك مني، جعلني ما خلا من ذا اللحية الغانمة..

الشايب: وش مرقدك هنا؟؟ أنت زعلان من مرتك؟؟

ولده وهو توه ينتبه لورطته: لا يبه جعلني فدا خشمك، بس أنا انسدحت هنا بعد صلاة الفجر، تبيني أجيب جواهر تسألها؟؟

الشايب: مافيه داعي.. بس والله لا أدري أنك مزعل بنت منصور اليتيمة وإلا زعلان عليها، أنه زعلي عليك دنيا وآخرة..

ولده برعب: لا جعلني ماذوق حزنك، كله ولا زعلك..

الشايب بعد ماقرر المواجهة: توني البارح مكلم عمتك.

هو يبلع ريقه: عمتي؟ اشتكت لك مني؟؟ وإلا أني مقصر عليهم بشيء؟؟

الشايب: إلا تشكر فيك وفي شيمتك وكرمك..

تنفس براحة: عجل وش فيه يبه؟؟

الشايب وهو يطالعه بنظرة لها معنى: فيه اللي أنا وأنت عارفينه..

هو بحذر: شنو يبه؟؟

الشايب مثل اللي كأنه بيفجر قنبلة: فيه أنك من يوم عرسك وأنت تمسي في المجلس.. وش فيك أنت؟؟ منت برجال؟؟

هو حس أنه خلاص بينفجر: أعتقد أن حياتي الخاصة شيء خاص فيني.. وما لحد حق يتدخل فيها..

الشايب وهو ينتفض من الغضب: أمحق تربية ربيتك وأحسب أني اربي رجال، وأمحق تعليم يوم خليتك تروح لبلاد الكفار.. هذا اللي علموك إياه.. تطول لسانك على أبوك..

هو.. وهو يركع ليد أبوه يحبها ويحطها على رأسه: طالبك يبه ما تزعل علي.. طالبك طلبة

وقتها (أفضل) اللي كان مثل أخ له وولد لابوه ما أستحمل وطلع من المجلس ينتظر في السيارة وهو يبكي..

أبوه بغضب: قوم الحين ما أبي أشوفك.. عقب صلاة العشا تعال لي البيت أبيك بسالفة.. قوم سند لي أروح للسيارة، بأروح المسجد أقعد هناك لين الخطبة.

**********

جالس في سيارته، بعد أقل من ساعة من لقاءه مع أبوه، كان يكلم خالته، اللي أكبر منه بأربع سنين، واللي تركها وراه في أمريكا تدرس طب، يكلمها من تلفون السيارة (هذي كانت الموضة قبل الموبايلات).. مع أنه في بيت أبوه خط دولي، بس ماكان يبي أبوه يسمع وش بيقول..

- صباح الخير عيوش..
خالته بصوت فيه النوم : عيوش في عينك، تدري كم الساعة؟؟ ما أعتقد أنك لحقت تنسى التوقيت؟

هو بصوت حزين: أدري عائشة أنه الساعة وحدة بالليل.

عائشة: ويوم أنت تدري.. وش له متصل هالحزة؟؟ لا تقول شفقان؟؟ ماني مصدقتك؟؟

هو بألم واضح: تعبان خالتي تعبان..

عائشة اعتدلت من نومها وبققت عيونها عدل: أفا.. تعبان.. كملت بحنان: وش فيك يا قلب خالتك؟

- تزوجت هالبزر عشان خاطر الشايب.. وحاطها هي وأهلها في عيوني، ومو مخلي عليهم قاصر.. وبعد مو عاجب..

- وش صار جديد حبيبي، توك قبل أسبوع مكملني وكنت ممشي الموضوع.


- والله مستحي خالتي، ما أدري شأقول لك؟

- السالفة فيها مستحي.. أنت تعرف السحا أنت!! يالله اعترف بدون تعذيب..

تنهد بصوت مسموع حست خالته اللي كانت هي صديقته وأمه بألمه: وش فيك ياروح خالتك لا تعذبني معك، تدري ما أستحمل شيء عليك..

انفجر وقتها من الغضب: يبوني أعيش معها مثل الأزواج..

عائشة بصوت هادئ بعد ما أنطفأ توترها: وهذي كل السالفة؟؟

هو بغضب: شنو عيوش؟ أحر ما عندي أبرد ما عندج؟؟

عائشة: أنا أشوف الموضوع عادي، زوجتك ومافيها شيء..

- خالتي أنتي أكثر وحدة فاهمتني، شنو زوجتي؟؟ هذي طفلة عمرها 12 سنة، ما تخافون الله فيها..

- يعني شنو؟؟ بتقعد تنطرها لين تكبر؟


- ما أدري خالتي؟؟ ماعاد عندي مخططات لأي شيء.. هالزواج قلب كياني..

- هي شنو مو مره بالغة؟؟


- بلى خالتي مره بالمعنى اللي تقصدينه، بس موب هذي السالفة؟؟

- خالته بخبث: خلاص أنا عرفت: أكيد مو حلوة؟؟ لو حلوة كان جذبت على الأقل رجولتك.


- لحول خالتي.. وش هالكلام؟؟

- جاوبني أول: حلوة وإلا لا؟؟


- عادية بس هذي موب قضيتي؟؟

- ايه قول إنها عادية وأنت مزيون وحاس أنك خسارة فيها؟


- خالتي حرام عليج، والله البنية ماعليها قاصر، وعليها شعر سبحان اللي خلقه حرير لحد ركبتها.. بس طفلة خالتي.. طفلة.. أنا خايف ربي فيها..
-
- والحين وش تبي تسوي؟؟
- ما أدري.. بس حبيت أفضفض لج.. رخصي لي الحين.. بأروح ألحق صلاة الجمعة..

- مرخوص ياقلبي وطمني عليك..


- أكيد عيوش.. من لي غيرج..

********

نرجع لجواهر ونجلاء.. وهم بعدهم يسولفون..

نجلاء باستفهام: تقولين أنه أنتي ما كنتي حلوة وأنتي صغيرة.. ما أصدقج.. من وين جبتي هالحلا كله.. طلع بين يوم وليلة..
نمتي قبيحة.. وصحيتي حلوة مثل الرسوم المتحركة.

جواهر تضحك: موب كذا يالغبية؟؟

- عيل فهميني؟؟

- تعرفين البنات في مرحلة البلوغ.. أبشع مرحلة يمرون فيها، وأنا بعد كنت بزود بزود.. الخشم كان وش عرضه.. والبشرة داكنة ومحفرة حب شباب تحفير.. الشيء الوحيد اللي حلو فيني كان شعري.. كان طويل..


- صج ووين راح؟؟

- قصيته؟


- نجلاء بتحسر: وليه حرام عليج؟

- جواهر بحزن: حسيت ماله قيمه بعد عيالي، وحتى اني ماعاد اعتنيت فيه.. فأول مرة أقصه قصيته بوي.. تخيلي..


- بوي؟؟ من جدج أنتي؟؟ (نجلاء ياستغراب)

- إيه والله.. الحين أطول مرة أخليه بدون قص.


- ايه واللي يعافيج جواهر لا تقصينه.. يجنن عليج كذا.. ويالله كملي لي قصتك/ أو فلمك الهندي..... بعدني ما عرفت العيال من وين جاو.. ومافيه تهربين من هالسؤال..

- جواهر بابتسامة: خلاص أنا بأقول لج سالفة العيال أشلون جاو.. عشان تريحين بالج.. وتخليني أكمل السالفة.....

رجعت الذاكرة بجواهر لنفس يوم الجمعة اللي أبو زوجها زاره فيه.. بس في الليل متأخر كانت جالسة بغرفتها تقرأ في منهج أولى ثانوي اللي خذته من بنت جيرانهم.. استعدادا للسنة الجديدة اللي باقي عليها شهر.. رغم أنها مابعد تكلمت مع زوجها، عن هالموضوع، ولا حتى يعرف هي أي صف

فوجئت بزوجها يدخل غرفتها مثل الأعصار لأول مرة بعد ليلة زواجهم.. ووجهه محتقن وأحمر وباين عليه الغضب الشديد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 1:22 am

مواقف البنات/ جامعة قطر
الساعة 11 صباحا

مواقف البنات في جامعة قطر لمن لا يعرفها، مبنى طويل شوي تدخل السيارات من تحته، من عدة بوابات، والبنات بقدرون يشوفون طوابيرالسيارات من فوق، من خلال زجاج عاكس

كانت البنت -اللي لابسة العباية بالتطريز الفضي والشنطة الفضية اللي كان كانت ماركة باريسية معروفة- توها واصلة المواقف وتسولف مع صديقتها.

صديقتها: ياليتج قعدتي معاي شوي؟؟

البنت: كفاية عليج الساعة اللي قعدتها معاج.. أبوي حافظ جدولي، وما يحبني أطول في الجامعة إلا لو عندي سبب وجيه.

البنت وهي تنفض يدها بحماس: يوووووووه على أبوج بس، يوم شفته معاج هذاك اليوم على الكورنيش بالسبورت تريننغ الأسود..عذاااااب.. شنو هالأبو.. والله فكرته أخوج.. شنو.. كأنه نجم سينما وإلا بطل كمال أجسام وإلا ملك جمال، وإلا الثلاثة في واحد..أنا خقيت من قلب

البنت بزعل: الله وأكبر عليج هنودة، أذكري الله.. لا تطسين أبوي بعين..

هند تضحك: لا تزعلين نوف.. ماشاء الله لا إله إلا الله..

نوف تضحك: ذكريتني بأيام أمريكا.. الأمريكيات إذا مر أبوي من جنبهم يصفرون له.. تخيلي؟.. يموتووون في المعضل.. ولازم يعبرون عن إعجابهم.. ما يقدرون يكبتون في نفسهم ياعلهم الماحي.. وأنا أموت من القهر.. وأتمنى لو أنه قعد نحيف، ولا رفع الأثقال والرياضة اللي يسويها، وخلته معضل بهالطريقة.

هند: شنو تغارين على أبوج يعني؟؟

نوف: أكيد أغار عليه.. وأخاف تجي وحدة تخطفه منّا، هو أمي وأبوي.. الله يخليه لي.

هند باستفسار: إلا قولي لي نوف: أنتو كم سنة قعدتوا بأمريكا؟؟

نوف بصوت هادئ: حوالي 12 سنة.. مارجعنا فيها الدوحة كلش..

هند بدهشة: معقولة؟؟ وأهلكم ما تشوفونهم..

نوف: مالنا قرايب إلا خوال أبوي.. وهم كان عندهم شغل ومصالح في أمريكا، فكانوا يزورونا دايم.. وأبوي كان دايم مشغول، أول في دراسة الماجستير والدكتوراة، وعقب شغله في السفارة، ولو ماطلبت منه الدولة يرجع عشان محتاجينه هنا، ما أدري.. يمكن كنا لحد الحين هناك.

هند بعيارة: على طارئ أبوج: من بيجي بيأخذج اليوم؟؟ لو أبوج تراني خويتج اليوم..

نوف تضحك: لا بيجي عمي أبو محمد ومعاه الشغالة..

هند: أنتي من جدج تنادين هالباكستاني عمج.

نوف بزعل حقيقي: هند.. كله وإلا أنج تجرّحين في عمي أبو محمد.. أبو محمد عمي وأكثر من عمي..

هند وهي حاسة بغلطتها: خلاص نوف أنا أسفة مو قصدي.

نوف بعدها متضايقة: ماصار إلا الخير، وكاهو عمي أبو محمد وصل ما أحب أتاخر عليه.. قالتها نوف وهي تشدد على كلمة (عمي)

************


في منزل نجلاء
الساعة 11 وعشر دقايق..

نجلاء وهي تشرب حليب الكرك ومبققة عيونها، كأنه تخاف تسكرها يفوتها شيء من السالفة:
هاه وبعدين؟؟

جواهر تتنهد، وهي تتذكر: صحيح أمي كانت مفهمتني ومعلمتني وشارحة لي الطبخة كلها، بس الكلام غير، والتجربة غير..

جلست أبكي بانهيار، وهو جنبي كان يرتعش مثل مريض حرارته 40 صبوا عليه ماي مثلج..
بعدها نط للحمام في قفزة وحدة.. ما ادري كم قعد في الحمام، وقت طويل مر.. وأنا أبكي وأسمع صوت الدوش ومعاه صوت ضربات مكتومة، أعتقد أنه كان يشوت الطوفة أو يضربها.

بعدها طلع.. لابس روبه المعلق في الحمام ماحد لمسه من يوم زواجنا، كان الروب ملفوف على جسده النحيل
شعره مبلول وعيونه حمراء وفيها حزن غير مفهوم

قرب مني.. كنت حاسة كأنه قرفان مني.. فانكشمت بخوف.. حسيت أنه انكماشي جرحه.. وقف قريب مني، مسكني من عضودي بيديه الثنتين.. ووقفني..

وقفت جواهر عن الكلام وهي ترتعش..

نجلاء بترقب وكأنها بتضرب جواهر: واللي يرحم والديك.. مو وقت انفعالاتك.. كملي لي..

جواهر تبلع غصتها: حضني بقوة..
وقال بصوت مليان حزن: سامحيني جواهر.. سامحيني.. أدري أنه غلطتي أكبر من سماحج.. بس أنا ما كنت في وعيي، غضبي سيرني.. أدري أنج موب فاهمة علي.. وأدري أنج تكرهيني عقب الشيء الحقير اللي سويته.. بس أوعدج أني ما أخليج تشوفين وجهي الكريه مرة ثانية..

نجلاء بترقب قاتل: وعقب؟؟

جواهر وهي تلمس شفايفها، كأنها تتحسس مكان قبلته الوحيدة: نزل قامته الطويلة و باسني، وراح.. كانت أول وأخر مرة يلمسني، يحضنني.. ويبوسني.. وراح..

نجلاء بتلهف: وين راح؟؟

جواهر وعيونها كأنها تراقب شيء غير مرئي: أخر مكان ممكن يخطر ببالك؟؟

نجلاء بنفاذ صبر: وين يعني؟؟

جواهر برنة حزن: الجبهة / للخفجي


************


في نفس ليلة الجمعة الشهيرة، قبل صلاة الفجر بساعة في الدوحة
والساعة 6 مساء في الولاية اللي تسكن فيها عائشة..
تلفون شقتها يرن، التقطت السماعة، وردت بصوتها الرزين المعتاد: هالو

صوت بكاء مكتوم على الطرف الثاني
عائشة بقلق:who's that??

يرد بصوت باكي: أنا يا خالتي

عائشة حست أن قلبها انتزع من مكانها بكل قسوة، وحد داس عليه بوحشية وبدون رحمة، عمرها ما شافته أو سمعته يبكي، حتى يوم ماتت أختها قبل كم سنة، مع أنه كان مراهق صغير، ماشافت له دمعة، كانت تدري أنه يبكي بغرفته، بس ماسمح لأحد يسمعه أو يشوفه
شنو هالشيء الكبير اللي صار، وخلاه يبين ضعفه قدامها لهالدرجة، عائشة بصوت خانقته العبرة: حبيبي وش فيك؟؟ أبوك صار له شيء؟

- هو بحزن: لا
- عيل ليش تبكي يا قلبي؟؟

- انخرط في بكاء حاد، خلا قلب عائشة يموت ألف مرة في الدقيقة: أنا حيوان يا خالتي، حيوان وحقير، وأستحق الذبح.. ما أستحق أكون إنسان يمشي على الأرض.. الحيوانات أحسن مني

عائشة مو قادرة تستوعب سيل الشتائم اللي هو قاعد يشتم نفسه فيهم: حبيبي قل لي وش فيك، حرام اللي تسويه فيني..

بصوت حزين: أنا حيوان وهمجي ومنحط، وش تبين أقول لج أكثر من كذا.. أنتي أصلا لازم تتبرين مني، لأنه حرام وحدة عندها أخلاق عالية مثلج، يكون ابن اختها إنسان منحط مثلي..

عائشة وهي خلاص بتنجن: لا تجنني، أنا أكثر وحدة تعرف أخلاقك وتدينك، أدري أنك ماراح تسوي شيء غلط..

هو بغضب: لا سويت، كله من أبوي الله يسامحه، استفزني بانتقاصه لرجولتي، باتهاماته اللي ماقدرت استحملها... وإلا ليش أحط السبب على أبوي، كلام أبوي حرر بس الحيوان اللي داخلي

عائشة ارتاحت شوي وكأنها بدت تستوعب الحكاية: أنت لمست جواهر؟؟

هو بغضب ناري: شنو لمستها؟؟ هذي كلمة إنسانية راقية.. أنا اغتصبتها، اغتصبت طفلة.. قلت لج أنا حقير ونذل وحيوان.. أكيد إنج تكرهيني الحين..

عائشة وهي تبتسم لأفكار ابن أختها المثالية زيادة عن اللزوم: يا حبيبي..هذي زوجتك، ليس سويتها قضية أكبر من اجتياح العراق للكويت

هو وهو يتنهد: على طارئ الكويت، أنا طالع بكرة الجبهة.

عائشة بصدمة حقيقية: أنت مجنون؟؟

هو بغضب: أنا مجنون من يوم وافقت أبوي على هالمهزلة

عائشة: فديتك أنت، وغلاتي عندك، حرام عليك أبوك الشايب، أبوك ماعنده غيرك، وفي أخر أيامه، وزوجتك وأهلها مالهم غيرك.. وأنا...

هو بحسرة: خلاص خالتي والله مو طايق نفسي، أنا أصلا من بداية الحرب، وأنا أبي أنضم للمتطوعين، بس أبوي و أهل جواهر هم اللي كانوا مربطين يدي، بس الحين خلاص ما أقدر أحط عيني بعين حد. وأنا وصيت أفضل عليهم كلهم، وأدري أنه بالشوفة، ويسد مكاني.. وأنتي يا خالتي.. ماشاء الله عليج ما تحتاجين حد، وجدي وخوالي موجودين الله يخليهم لج..

عائشة بحزن: هذا قرارك النهائي؟؟

هو بحزن أكبر: إيه عيوش.. أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه..

***********

عودة لبيت نجلاء ومسلسل الأسرار اللي بدأته جواهر

نجلاء باستغراب: الجبهة مرة وحدة؟؟

جواهر بحزن: تخيلي لهالدرجة كان قرفان مني وموب طايقني.. مستعد يرمي نفسه تحت دبابة عشان يخلص مني..ومن مجرد فكرة أنه تنازل ولمسني..كأنه لمس حشرة قذرة مو إنسانة.... ياليته داسته دبابة وقتها وارتحت منه.. يمكن وقتها كنت حزنت عليه.. وظلت له بقلبي ذكرى طيبة..ومأساة حياتي ماصارت..

نجلاء باستفهام: ليه شاللي صار عقب؟؟

جواهر بحسرة: المهم هو اللي صار عقب؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 1:27 am

الساعة 11 وربع صباحا
المكان/ البنك العالمي الإسلامي(على فكرة مافيه بنك بهالأسم)
من أكبر بنوك الشرق الأوسط، وله فروع في كل العالم/ لحكومة قطر نسبة كبيرة من أسهمه، عشان كذا الحكومة هي اللي اختارت المدير العام له

في مكتب المدير العام في الفرع الرئيسي للبنك
كان المدير يتصل من موبايله:
- هلا أبو محمد
- .....
- جبت نوف؟؟
- ......
- مشكور مشكور، ولا عليك أمر إذا وصلتها البيت، أبيك تمر علي في البنك شوي
- ......
- في أمان الله

سكر تلفونه، ورجع لأشغاله اللي ما تنتهي، بس اللي عمرها ما شغلته عن الاهتمام بعياله

*******


في نفس البنك، في مكان ثاني/ كان عدد العملاء خفيف، وموظفتين قاعدين يسولفون مع بعض، في انتظار لحضور أي عميل، وحدة منهم لابسة عباية وشيلة، والثانية تايور البنك الرسمي مع حجاب من نفس اللون

الثانية تقول: الله.. هو مافيش عملاء النهاردة، غريبة..
الأولى: تدرين، يوم جذي ويوم جذي..
- بلاش حكاية شذي وشذي، أصلي مابهزمهاش..
- اشربي وراها ماي وأهضميها

- بايخة أوي..
- وأنتي أبيخ..
- يا وحشة..
- يالسنكيحة..
- الله الله ..ماقلنا مابلاش الضرب تحت الحزام ده..
- والله إنج عسل يا نادية (تضحك)
- وانتي تئلاية بصل وتوم (تضحك)
- أفا.. أشوف الصحبة خربانة اليوم
- أنتي اللي ابتديتي..

- زين خلاص أرفع الراية البيضا، راضية؟؟
- راضية.. شفتي المدير النهاردة؟؟
- أي مدير؟؟ مديرنا؟؟
- لا الراس الكبيرة..
- آه.. لا.. تدرين نادر ما نشوفه..
- وإيه حكاية التنهيدة دي يا بت يا فوزية؟؟

- ما أدري من يوم أسمع طاريه، أعتفس، يخرب بيته ما يعطي وجه بالمرة، شلع قلبي... وبعدين أنتي أول من سأل.. ليش تسألين؟؟


- بأسمع أنه هيمسك منصب كبير، وهيترقى، وربنا يرحمه من أشكالنا.
- فوزية بخوف: الله لا يقوله يشيلونه من عندنا
- يعني هو أنتي طايلة حاجة، دا حتى ما بنشفوش إلا فين وفين.
- عادي المهم أنه نشوفه وبس

دخل عميلين للبنك، ورجعوا نادية وفوزية لشغلهم باهتمام.


************


في بيت نجلاء
الساعة 11 ونص

جواهر تطالع الساعة: نجلاء فديتج بأروح عندي محاضرة الساعة 1.

نجلاء حست أنها بتموت: طالبتج طلبة جواهر، اتصلي في السكرتيرة قولي لها تعلق إعتذار، أنتي نادر جدا ما تغيبين، خلي البنات يكيّفون اليوم، وبعدين أنتي ما عندج إلاّ محاضرة وحدة.

جواهر برفض: لا ، مافيه سبب أعتذر

نجلاء بإصرار: طالبتج، وغلاتي عندج، وغلاة حمودي، وغلاة أخوج عبدالعزيز، اقعدي تغدي عندي اليوم، وكملي لي سالفتج.

جواهر باستسلام: الله حسيبج، ماخليتي لي مجال، زين خليني أتصل بالسكرتيرة أقول لها تعلق إعتذار للبنات عند القسم وعلى باب القاعة.

قامت نجلاء تطلب من الشغالة تجيب لهم كيك وعصير، وجواهر تسوي الاتصال.

لما رجعت كانت جواهر خلصت اتصالها، ووجهت كلامها لنجلاء: زين نجلاء أنا أبي أتوضأ عشان الظهر بيأذن الحين، وعقب أوعدج أقول لج كل اللي تبين..

*****************


في البنك/ بعد صلاة الظهر

كان المدير في مكتبه، يجري اتصال مع مدير أحد الأفرع للبنك، دخل عليه سكرتيره، أشر له المدير بيده أنه يسكت لحد ما يخلص اتصاله.

أول ما خلص التفت عليه، وسأله بنبرة هادية: شنو فيه خليفة؟؟

- هذا بو محمد يقول أنك طالبه، وقاعد ينطرك برا.
- خليه يدخل، وبعدين مافيه داعي تخليه ينطر برا، دام ماعندي ضيوف ولا عملاء، خله يدخل على طول
- إن شاء الله ..

دخل أبو محمد المكتب الكبير البالغ الفخامة، وسلم على الرجال اللي جالس ورا المكتب، واللي لما شافه، قام من ورا المكتب لتكشف وقفته الرشيقة الواثقة عن طوله الفارع وعرض صدره وعضلاته البارزة بتناسق من تحت الثوب الناصع البياض المكوي بدقة..

وجلس هو وياه على الجلسة الصغيرة الموجودة في الزاوية.

بومحمد: سم بوئبدالعزيز، آمرني
(هو) بنبرة صوته المؤثرة اللي كانت أحد أسلحته في اجتماعاته مع خصومه في السوق: فيه موضوع بأكلفك فيه، وطبعا سر بيني وبينك لحد ما أقرر أيش بأسوي.

- أكيد يا (.....) أنت ئارف (عارف) أنه اهنا (إحنا) أخوان.(بو محمد بنبرة واثقة بلهجته المميزة ببقايا لهجته ألأصلية)
- أدري يا أفضل جعلني ما خلا منك ولا من نفعتك.
- تيب.. آمرني..
- سكت (هو) فترة، وبعدها قال بتعب: أم العيال يا أفضل..
- وقتها أفضل حس كأن كل الهوا اللي في الغرفة انسحب مرة وحدة، وسأل بحذر: وش فيها؟؟

- تنهد (هو) : أبيك تشوف وين مكانها،وشنواللي صار لها، وتبلغني، وعقب أنا بأقرر أيش أسوي..


- أفضل بنبرة لوم: إيش اللي زكرك بأم العيال عقب كل هالسنين.
- ومن قال أني نسيتها؟؟
- فئايلك (فعايلك) اللي ما يسويها صاهي (صاحي)
- أفضل.. ((هو) نبرة تهديد ولوم)

- أفزل وإلا ما أفزل.. انت ئارف (عارف) أني ما كنت مقتنع باللي سويته من البداية، والله لولا كلاك وكلا أبوك (غلاك وغلا أبوك)، وجميلكم اللي في رقبتي ورقاب عيالي، أني ما كنت أشترك مئك في اللي سويته.


- أفضل.. خلاص اللي راح راح، واللي سويته أنا كنت ومازلت مقتنع أنه كان في مصلحة العيال وأمهم. اللي أبيه منك الحين تسوي اللي طلبته منك.

- وأيش اللي زكرك فيها ئقب (عقب) هالسنين؟؟ماجاوبتني


- يا أفضل، أنا والله مانسيتها، من يوم خذيت العيال وأنا على طول كنت أحلم حلم مرعب، أنها متعلقة بالعرش، وتطلب من الله سبحانه، ينتقم لها مني، الحلم هذا كان يجيني على فترات متباعدة، وكنت أستعيذ بالله من الشيطان.. بس خلال الشهور الأخيرة، الحلم صار يجيني دايم، والله يا أفضل أني لا عاد ليلي ليل، ولا نهاري نهار، خايف أنه ربي يكون غضبان علي، طالبك يا أخوي، أنك تعرف لي مكانها.

- آسف.. (أفضل بإصرار)
- شنهو؟؟ ( هو بغضب)

- فيه شيء ما تئرفه (تعرفه) يا بو ئبدالعزيز، ويمكن يزئلك (يزعلك) مني لأني سويته من وراك.
- وش هو؟؟ قل لي.. وأوعدك ما أزعل..

- تزكر قبل خمس سنين لما جبتكم من المطار وأنتو راجعين من أمريكا، تزكر أني وصلتكم للبيت، وئقبه (عقبه) استأذنت، وقلت لك ئندي(عندي) مشوار زروري (ضروري) لازم سويه.


- (هو) بهمس: إيه أذكر، شنو كان المشوار؟؟
- أفضل بهدوء: رهت لبيت أم العيال؟؟
- (هو) بغضب: أشلون يطاوعك قلبك تسويها من وراي؟
-
- أفضل بغضب أكبر: إلا أنت اللي أشلون طاوئك قلبك تهرم أم من عيالها.

- (هو) بحزن: واللي يرحم والديك أفضل، أنت كنت عارف أسبابي وقتها ومقتنع فيها.


- أفضل بحزن: بلاك ما شفتها يوم بلغتها الخبر، والله تمنيت الأرض تنشق وتبلئني (تبلعني)، تمنيت أني مت قبل زاك اليوم، تمنيت...

- (هو) يقاطعه، مو قادر يستحمل بقية الوصف: خلاص أفضل خلاص...... قل لي شنو صار يوم رحت لبيت أم العيال؟؟


- أفضل بحزن عميق: ما لقيته..
- (هو) بصدمة بالغة: شنهو؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 1:29 am

كان جالس في الزاوية.. في نفس المكان اللي كان أبوه جالس فيه، لما بلغ جواهر بروحته للجبهة

لما شاف جواهر وأمها دخلوا، قام وقف

انصدمت جواهر صدمة عمرها من شكله.. كان أخر شيء تتوقعه أنه يكون تغير كذا

شعره طويل ولحيته طويلة غير مشذبة.. وإزداد نحافة، عظام وجهه بتبرز من خدوده.. شكله مريض ومريض جدا.. كأنه شخص ثاني، غير اللي راح

حست جواهر بألم عميق يحفر في قلبها من شكله.. باس رأس أمها، وحط يده على رأس جواهر، كأنه يداعب طفلة صديقه: وسألها بحنان متعب: تعبانة جواهر من الحمل؟؟

جواهر بكذب: لا الحمدلله، كل شيء تمام (وهي تتمنى لو أنه حضنها، حسسها بالحنان اللي هي محتاجته، وبتموت عطش له)

(هو) بحنان بالغ: لا تخافين من شيء، أنا باكون جنبج على طول...

وجه كلامه لأبو فهد: يا عمي، أنا بأخلي جواهر عندكم الحين، لين أرتب وضعي، أنا توني جيت قبل يومين وانفجعت بموت أبوي..اليوم توني قدرت أمسك وعيي وجيتكم..بس فيه أشياء وايد تبي اهتمام.. أبوي ترك حلال وايد.. ومو عارف لحد الحين اشلون أتصرف...

أبوفهد بتفهم: أكيد يا ولدي أنا فاهم كل شيء، والأحسن أنك تخلي جواهر عندنا وعند أمها لين تولد..

(هو) يتنفس بارتياح، وكأن اقتراح أبوفهد أنقذه من حمل ثقيل

طلع من عندهم، بعد ما حط في يد أم جواهر ظرف كبير فيه فلوس


*************

(هو) كعادته كل ما تضيق به الحال، وما يعرف لمين يشكي بعد ربه.. اتصل بخالته عائشة، اللي كانت مبسوطة جدا من رجعته، وكانت خايفة عليه كثير من معرفته بخبر وفاة أبوه، اللي كانوا أخوانها بلغوها فيها.

(هو) بحزن: خالتي، جواهر حامل..

عائشة بفرح: زين وشفيك تقولها وأنت محزن، أعرفك تموت في الأطفال.. المفروض أنك الحين أسعد واحد..

(هو) بحزن أكبر: شفتي أنه ربي زعلان علي..

عائشة بهلع: استغفر ربك.. وش هالكلام؟؟

- أستغفر الله.. بس ربي راد يعاقبني على غلطتي بحقها، عشان أتعذب لما أشوف عذابها..

- وش هالكلام يا قلبي.. الأطفال نعمة..


- بس هي بروحها طفلة.. طفلة.. لو شفتي أشلون شكلها مع بطنها، صارت هيكل عظمي جلد على عظم، بس البطن اللي كأنه كورة صغيرة هو الشيء الوحيد البارز فيها.. حاس بذنب ما تتخيلنه.. خايف يصير لها شيء في الولادة..

- لا تفاول عليها..


- أنا ما أفاول أنا رحت لدكتورتها، واستفسرت منها عن وضعها الصحي بالتفصيل، لو شفتي أشلون الدكتورة تطالعني كأني مجرم، تمنيت لو الأرض تنشق وتبلعني..

- خلك من حركات الدكتورة البايخة، أنت اللي حساس بزيادة، قل لي وش قالت لك؟؟


- قالت لي أنه وضعها صعب، ومستحيل تولد طبيعي، لأنها مابعد استكملت نموها الطبيعي، والحوض عندها صغير، عدا أنه عندها فقر دم حاد.. وطبعا عطتني الدكتورة محاضرة.. أنه ياليت لو الله قوم المدام بالسلامة، أنه نأجل أي حمل جاي لحد ما تكمل 18 سنة وخصوصا أنها بتجيب لي تؤام، يعني يترسون عيني اللي ما يملاها التراب، عشان أرحمها وأعتقها من شري..

- عائشة بانفعال: لا تتضايق من كلام الدكتورة..

- (هو) بحزن حاد: أنا موب مهم، المهم هالمسيكينة الله يقومها بالسلامة..

- إن شاء الله أنت بس لا تحاتي وطمني عليك
- إن شاء الله..


***************


في بيت نجلاء صلاة العصر باقي عليها شوي

وجواهر مازالت مسترسلة في سرد حكايتها:

كنت تعبانة وايد وايد، ماعدت قادرة أمشي، ودخلت المستشفى من بداية السابع.. وقررت الدكتورة أنه لازم أبقى تحت الملاحظة، ولو كل شيء مشى طبيعي راح تولدني قيصيرية بعد أسبوع أو أسبوعين من الثامن..

وهو كان يجي يزورني كل يوم.. كان حنون جدا.. بس كنت حاسته بعيد بعيد.. وفي عيونه حزن كل ماله يزيد ويتجذر ويتعمق..

أمي كانت عندي على طول، وعزوز كان عند مرت خالي وعيالها اللي كانوا يزوروني كل يوم... عزوز كان يلزم يجي عشان يشوفه (هو)... عزوز كان يحبه وايد.. ولحد الحين أحس أن عزوز موب قادر يكرهه مثلي.. هو كان يمثل لعزوز أب وأخ وصديق، بس (هو) غدر بكل شيء حلو مثله لنا..

المهم.. من الأشياء الطريفة اللي أتذكرها وقت قعدتي في المستشفى، أنه جاء مرة يزورني الصبح، وكانت أمي تعبانة، فأصر عليها أنها تروح للبيت مع خالي اللي كان موجود عندنا، وهو بيقعد عندي لحد العصر..

وحتى لما قعد عندي ماكان طايق يكلمني حتى، قعد يقرأ في جريدة جايبها معاه، شافني قاعدة أطالعه، فسألني سؤال سخيف

قال شنو : تعرفين تقرين؟؟؟ بلفيت يعني يفتح حوار هو ووجهه..

يسألني أعرف أقرأ؟؟!!!

أنا من عباطة السؤال كان ودي أخبطه بكأس الماي اللي جنبي، يعني شنو شايفني، عايشين في القرن التاسع عشر، يعني لو سألني أي صف كان السؤال أكثر واقعية..

المهم أنا رديت عليه باستهبال: لا ما أعرف أقرأ بس أشوف الصور، ممكن تعلمني أقرأ؟؟

ما أدري ليش حسيت وقته أنه ردي اللي كنت أعتقد أنه مضحك، جرحه.. حسسه بحزن..

هو هذاك الوقت، كنت أحس أنه كل شيء يحيب له حزن.. تدرين أني عرفته وراح.. وأنا عمري ما شفت له ابتسامة، والله العظيم شكل أسنانه ما أعرفها..

نجلاء باستغراب: جد؟؟

جواهر بهدوء: والله العظيم..

نجلاء باستفهام: وهو صدّق حكاية إنج ما تعرفين تقرين ذي؟؟
جواهر: ما أدري.. يمكن صدّق الأهبل..

المهم: بعد أسبوع ونص من الثامن ولدتني الدكتورة.. ولدت بعملية قيصرية طبعا
كنت تعبانة كثير.. وبموت.. قعدت في العناية المركزة يمكن أسبوعين بعد الولادة
الضغط نازل كثير، ومعاي نزيف، وكنت محتاجة نقل دم على طول..

وهو تبرع لي مرتين، مع أنه وزنه ما يسمح بالتبرع، بس أمي قالت لي أنه تخانق مع كل اللي في المستشفى، لما عرف أنه الدم في بنك الدم قليل، وهم موب راضيين يأخذون منه دم للمرة الثانية عشان وضعه الصحي.. ودخل هو المستشفى يومين بعد..

نجلاء بإعجاب غلفته بالسخرية: يا أختي يا أختي على فرسان العصور الوسطى..

جواهر بحزن: تدرين أني أكره دمه اللي يجري بعروقي، ليته خلاني أموت وقتها.. ليش يتبرع لي بدمه، إذا كان ناوي ينتزع قلبي مني..

نجلاء بحزن: أذكري الله يا جواهر أذكري الله..

جواهر بإيمان: لا إله إلا الله..

نجلاء باستفهام: والتوأم..أشلون وضعهم الصحي كان؟؟

جواهر بحب وعيونها تلمع: عبدالعزيز ونوف..كان وضعهم مستقر، صحيح وزنهم قليل.. بس صحتهم كانت زينة.. قعدوا في الحضانة أسبوعين، لحد ما طلعت أنا من العناية..

نجلاء باستفسار: إلا اشمعنى اخترتو اسم نوف وعبدالعزيز؟؟

جواهر بتأمل: أخوي عزوز بهباله وطفولته قال لأبو العيال، تكفى وطالبك تسمي الولد باسمي، مع أني كنت عارفة أنه كان يبي يسميه محمد على اسم عمي، وعنده حق، بس ماحب يكسر بخاطر هاليتيم.. ونوف أنا سميتها، كنت حابة الأسم ومعناه وايد.


*************


التلفون في شقة عائشة يرن، كانت الساعة 3 الفجر في المنبه اللي جنب تلفونها..

عائشة بتثاقل: مافيه حد مزعج يتصل هالوقت غير ابن أختي المحترم... ها وش عندك شكاوي هالمرة؟؟

(هو) بنبرة فرح غامرة عمرها ما سمعتها: جواهر جابت ولد وبنت يجننون، يجننون يا خالتي، ملايكة ملايكة... عمري ماشفت مواليد حلوين مثلهم... عسل يا خالتي عسل.. ودج تأكلينهم..

عائشة والدمعة بعينها فرحانة لفرحته: زين شوي شوي، خلني أقول لك مبروك ويتربون بعزك..

هو: الله يبارك فيج الله يبارك فيج..

عائشة: هاه وجواهر راضي عليها؟؟

(هو)بفرح جنوني: إلا راضي وراضي، اللي جابت لي هالملايكة باحطها فوق راسي.. تدرين؟؟ انا اكلمج الحين من السيارة رايح مجوهرات المفتاح.. بأجيب لها أكبر وأحلى وأغلى طقم ألماس عندهم..

عائشة بفرح: الله يهنيكم يا قلبي الله يهنيكم..

(هو): كاني وصلت عيوش.. بأكلمج بعدين

***************


نجلاء باستفهام: وكان حلو الطقم اللي جابه لج؟؟

جواهر بحزن: وقتها شفته أحلى شيء بالعالم ..(وكملت بكراهية شديدة) بس الحين مخليته قدامي عشان كل ما أشوفه، أتذكر حقدي عليه.. وايد قال لي عبدالعزيز بيعيه.. بس أنا مارضيت.. أبيه وقود لحقدي وكراهيتي له..

نجلاء بدهشة: عمري ما تخيلت أنه قلبج الطيب ممكن يحقد بهالطريقة المرة..

جواهر بحزن: بلاج ما جربتي يا نجلاء، وياعلج ما تجربين، بأسألج: لو حد خذ منج حمودي، وحرمج منه، وش بتسوين له؟؟

نجلاء برعب: والله أقطعه بسنوني..

جواهر بحزن: يا علج ما تجربين يا علج ما تجربين..

************

بعد الإتصال الأول بحوالي 3 أسابيع، (هو) يتصل بخالته وهو في حالة غضب شديد..

خالته باستفسار: وش فيك يا قلبي؟؟ أنت ما تعرف تفرح وترتاح مثل باقي خلق الله؟؟

هو بعصبية شديدة: أشلون أرتاح وأنا عندي هالمرة البزر الجاهلة الخبلة؟؟

عائشة بتعب: ليه شاللي صار حبيبي؟؟

هو بغضب: بتذبح عيالي يا خالتي، والله بتذبحهم، قبل أسبوع في المستشفى، البنت طاحت منها، ولولا أني لحقت عليها، وإلا كانت البنت طاحت عالبلاط وما أدري وش صار لها..
واليوم توها طلعت البيت، دخلتني أمها عليها، لقيتها نايمة وهم معاها على السرير..تخيلي؟، والولد كان بيختنق لأنها مرقدته جنبها، وجهه كان أزرق، لولا أني سحبته من تحتها... والله بأذبحها وبأموت لو صار لحد من عيالي شيء..

خالته بقلق: إذكر الله حبيبي..اذكر الله.. جواهر بعدها صغيرة، بكرة تتعلم.. وأمها معاها بتساعدها

هو بقلق أكبر: يعني تتعلم في عيالي يا خالتي؟؟.. وأمها ما كانت معها في الموقفين اللي صاروا.. وكمل بحزن: أنا أدري أن جواهر طفلة.. والله حرام تبتلش.. هي واحد يالله تقدر عليه، اشلون اثنين..

عائشة تصبره: اصبر حبيبي.. ما يصير إلا خير..

(هو) وفي باله ينرسم موال مجنون: إن شاء الله ما يصير إلا الخير

*************


جواهر تكمل لنجلاء بحنين وحب:

كنت مبسوطة فيهم يا نجلاء وايد وايد وايد، كنت أحس أني ملكة لما اشيلهم، وكنت ألزم إلا أشيل الاثنين معا مع أنه حضني صغير، لدرجة أنه نوف طاحت مني مرة، والله حسيت أنه قلبي وقف واني بأموت، لولا ستر الله وأنه (هو) كان قاعد قريب مني، ولقطها بسرعة قبل توصل الأرض، ما أدري شنو كان صار لها..

وأتذكر يومها أنه عصب علي بشكل عمري ما شفته، ظل يصارخ ويصارخ ويصارخ.. وأنا قعدت أرتعش وأبكي.. عقبها اعتذر مني وطلع..

قضيت مع عيالي 3 أسابيع بس يا نجلاء، أسبوع في المستشفى، وأسبوعين في البيت.. كانوا كأنهم حلم.. حلم.. ما كنت أنام إلا دقايق من خوفي عليهم.. لاني مرة نمت وعزوز جنبي، وكان بيختنق، بعدها حرمت أنام..أبي بس أشوفهم وأهتم فيهم..

صحيح كنت أرتكب أغلاط كثيرة، بس كل أم جديدة لازم تمر بهالأغلاط.. بس هو كان مزودها، كان يعسكر عندي بالساعات، ولولا الحيا كان رقد عندي، كنت أحس أنه يخاف عليهم مني..

أعترف أني عمري ماشفت أبو يحب عياله مثله.. تدرين الرياجيل عندنا مايحبون يشيلون المولود الصغير، هو كان على طول شايلهم.. كانت عيونه تلمع وهو يناظرهم، بس حتى هذاك الوقت ماشفت ابتسامته.. كنت احس فيه قلق وهم وخوف..

نجلاء باستفسار حذر: طيب أشلون أخذهم؟؟

جواهر بحزن: الله لا يرد هذاك اليوم الله لا يرده..

نجلاء بحذر: أشلون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 1:36 am

كان جالس في الزاوية.. في نفس المكان اللي كان أبوه جالس فيه، لما بلغ جواهر بروحته للجبهة

لما شاف جواهر وأمها دخلوا، قام وقف

انصدمت جواهر صدمة عمرها من شكله.. كان أخر شيء تتوقعه أنه يكون تغير كذا

شعره طويل ولحيته طويلة غير مشذبة.. وإزداد نحافة، عظام وجهه بتبرز من خدوده.. شكله مريض ومريض جدا.. كأنه شخص ثاني، غير اللي راح

حست جواهر بألم عميق يحفر في قلبها من شكله.. باس رأس أمها، وحط يده على رأس جواهر، كأنه يداعب طفلة صديقه: وسألها بحنان متعب: تعبانة جواهر من الحمل؟؟

جواهر بكذب: لا الحمدلله، كل شيء تمام (وهي تتمنى لو أنه حضنها، حسسها بالحنان اللي هي محتاجته، وبتموت عطش له)

(هو) بحنان بالغ: لا تخافين من شيء، أنا باكون جنبج على طول...

وجه كلامه لأبو فهد: يا عمي، أنا بأخلي جواهر عندكم الحين، لين أرتب وضعي، أنا توني جيت قبل يومين وانفجعت بموت أبوي..اليوم توني قدرت أمسك وعيي وجيتكم..بس فيه أشياء وايد تبي اهتمام.. أبوي ترك حلال وايد.. ومو عارف لحد الحين اشلون أتصرف...

أبوفهد بتفهم: أكيد يا ولدي أنا فاهم كل شيء، والأحسن أنك تخلي جواهر عندنا وعند أمها لين تولد..

(هو) يتنفس بارتياح، وكأن اقتراح أبوفهد أنقذه من حمل ثقيل

طلع من عندهم، بعد ما حط في يد أم جواهر ظرف كبير فيه فلوس


*************

(هو) كعادته كل ما تضيق به الحال، وما يعرف لمين يشكي بعد ربه.. اتصل بخالته عائشة، اللي كانت مبسوطة جدا من رجعته، وكانت خايفة عليه كثير من معرفته بخبر وفاة أبوه، اللي كانوا أخوانها بلغوها فيها.

(هو) بحزن: خالتي، جواهر حامل..

عائشة بفرح: زين وشفيك تقولها وأنت محزن، أعرفك تموت في الأطفال.. المفروض أنك الحين أسعد واحد..

(هو) بحزن أكبر: شفتي أنه ربي زعلان علي..

عائشة بهلع: استغفر ربك.. وش هالكلام؟؟

- أستغفر الله.. بس ربي راد يعاقبني على غلطتي بحقها، عشان أتعذب لما أشوف عذابها..

- وش هالكلام يا قلبي.. الأطفال نعمة..


- بس هي بروحها طفلة.. طفلة.. لو شفتي أشلون شكلها مع بطنها، صارت هيكل عظمي جلد على عظم، بس البطن اللي كأنه كورة صغيرة هو الشيء الوحيد البارز فيها.. حاس بذنب ما تتخيلنه.. خايف يصير لها شيء في الولادة..

- لا تفاول عليها..


- أنا ما أفاول أنا رحت لدكتورتها، واستفسرت منها عن وضعها الصحي بالتفصيل، لو شفتي أشلون الدكتورة تطالعني كأني مجرم، تمنيت لو الأرض تنشق وتبلعني..

- خلك من حركات الدكتورة البايخة، أنت اللي حساس بزيادة، قل لي وش قالت لك؟؟


- قالت لي أنه وضعها صعب، ومستحيل تولد طبيعي، لأنها مابعد استكملت نموها الطبيعي، والحوض عندها صغير، عدا أنه عندها فقر دم حاد.. وطبعا عطتني الدكتورة محاضرة.. أنه ياليت لو الله قوم المدام بالسلامة، أنه نأجل أي حمل جاي لحد ما تكمل 18 سنة وخصوصا أنها بتجيب لي تؤام، يعني يترسون عيني اللي ما يملاها التراب، عشان أرحمها وأعتقها من شري..

- عائشة بانفعال: لا تتضايق من كلام الدكتورة..

- (هو) بحزن حاد: أنا موب مهم، المهم هالمسيكينة الله يقومها بالسلامة..

- إن شاء الله أنت بس لا تحاتي وطمني عليك
- إن شاء الله..


***************


في بيت نجلاء صلاة العصر باقي عليها شوي

وجواهر مازالت مسترسلة في سرد حكايتها:

كنت تعبانة وايد وايد، ماعدت قادرة أمشي، ودخلت المستشفى من بداية السابع.. وقررت الدكتورة أنه لازم أبقى تحت الملاحظة، ولو كل شيء مشى طبيعي راح تولدني قيصيرية بعد أسبوع أو أسبوعين من الثامن..

وهو كان يجي يزورني كل يوم.. كان حنون جدا.. بس كنت حاسته بعيد بعيد.. وفي عيونه حزن كل ماله يزيد ويتجذر ويتعمق..

أمي كانت عندي على طول، وعزوز كان عند مرت خالي وعيالها اللي كانوا يزوروني كل يوم... عزوز كان يلزم يجي عشان يشوفه (هو)... عزوز كان يحبه وايد.. ولحد الحين أحس أن عزوز موب قادر يكرهه مثلي.. هو كان يمثل لعزوز أب وأخ وصديق، بس (هو) غدر بكل شيء حلو مثله لنا..

المهم.. من الأشياء الطريفة اللي أتذكرها وقت قعدتي في المستشفى، أنه جاء مرة يزورني الصبح، وكانت أمي تعبانة، فأصر عليها أنها تروح للبيت مع خالي اللي كان موجود عندنا، وهو بيقعد عندي لحد العصر..

وحتى لما قعد عندي ماكان طايق يكلمني حتى، قعد يقرأ في جريدة جايبها معاه، شافني قاعدة أطالعه، فسألني سؤال سخيف

قال شنو : تعرفين تقرين؟؟؟ بلفيت يعني يفتح حوار هو ووجهه..

يسألني أعرف أقرأ؟؟!!!

أنا من عباطة السؤال كان ودي أخبطه بكأس الماي اللي جنبي، يعني شنو شايفني، عايشين في القرن التاسع عشر، يعني لو سألني أي صف كان السؤال أكثر واقعية..

المهم أنا رديت عليه باستهبال: لا ما أعرف أقرأ بس أشوف الصور، ممكن تعلمني أقرأ؟؟

ما أدري ليش حسيت وقته أنه ردي اللي كنت أعتقد أنه مضحك، جرحه.. حسسه بحزن..

هو هذاك الوقت، كنت أحس أنه كل شيء يحيب له حزن.. تدرين أني عرفته وراح.. وأنا عمري ما شفت له ابتسامة، والله العظيم شكل أسنانه ما أعرفها..

نجلاء باستغراب: جد؟؟

جواهر بهدوء: والله العظيم..

نجلاء باستفهام: وهو صدّق حكاية إنج ما تعرفين تقرين ذي؟؟
جواهر: ما أدري.. يمكن صدّق الأهبل..

المهم: بعد أسبوع ونص من الثامن ولدتني الدكتورة.. ولدت بعملية قيصرية طبعا
كنت تعبانة كثير.. وبموت.. قعدت في العناية المركزة يمكن أسبوعين بعد الولادة
الضغط نازل كثير، ومعاي نزيف، وكنت محتاجة نقل دم على طول..

وهو تبرع لي مرتين، مع أنه وزنه ما يسمح بالتبرع، بس أمي قالت لي أنه تخانق مع كل اللي في المستشفى، لما عرف أنه الدم في بنك الدم قليل، وهم موب راضيين يأخذون منه دم للمرة الثانية عشان وضعه الصحي.. ودخل هو المستشفى يومين بعد..

نجلاء بإعجاب غلفته بالسخرية: يا أختي يا أختي على فرسان العصور الوسطى..

جواهر بحزن: تدرين أني أكره دمه اللي يجري بعروقي، ليته خلاني أموت وقتها.. ليش يتبرع لي بدمه، إذا كان ناوي ينتزع قلبي مني..

نجلاء بحزن: أذكري الله يا جواهر أذكري الله..

جواهر بإيمان: لا إله إلا الله..

نجلاء باستفهام: والتوأم..أشلون وضعهم الصحي كان؟؟

جواهر بحب وعيونها تلمع: عبدالعزيز ونوف..كان وضعهم مستقر، صحيح وزنهم قليل.. بس صحتهم كانت زينة.. قعدوا في الحضانة أسبوعين، لحد ما طلعت أنا من العناية..

نجلاء باستفسار: إلا اشمعنى اخترتو اسم نوف وعبدالعزيز؟؟

جواهر بتأمل: أخوي عزوز بهباله وطفولته قال لأبو العيال، تكفى وطالبك تسمي الولد باسمي، مع أني كنت عارفة أنه كان يبي يسميه محمد على اسم عمي، وعنده حق، بس ماحب يكسر بخاطر هاليتيم.. ونوف أنا سميتها، كنت حابة الأسم ومعناه وايد.


*************


التلفون في شقة عائشة يرن، كانت الساعة 3 الفجر في المنبه اللي جنب تلفونها..

عائشة بتثاقل: مافيه حد مزعج يتصل هالوقت غير ابن أختي المحترم... ها وش عندك شكاوي هالمرة؟؟

(هو) بنبرة فرح غامرة عمرها ما سمعتها: جواهر جابت ولد وبنت يجننون، يجننون يا خالتي، ملايكة ملايكة... عمري ماشفت مواليد حلوين مثلهم... عسل يا خالتي عسل.. ودج تأكلينهم..

عائشة والدمعة بعينها فرحانة لفرحته: زين شوي شوي، خلني أقول لك مبروك ويتربون بعزك..

هو: الله يبارك فيج الله يبارك فيج..

عائشة: هاه وجواهر راضي عليها؟؟

(هو)بفرح جنوني: إلا راضي وراضي، اللي جابت لي هالملايكة باحطها فوق راسي.. تدرين؟؟ انا اكلمج الحين من السيارة رايح مجوهرات المفتاح.. بأجيب لها أكبر وأحلى وأغلى طقم ألماس عندهم..

عائشة بفرح: الله يهنيكم يا قلبي الله يهنيكم..

(هو): كاني وصلت عيوش.. بأكلمج بعدين

***************


نجلاء باستفهام: وكان حلو الطقم اللي جابه لج؟؟

جواهر بحزن: وقتها شفته أحلى شيء بالعالم ..(وكملت بكراهية شديدة) بس الحين مخليته قدامي عشان كل ما أشوفه، أتذكر حقدي عليه.. وايد قال لي عبدالعزيز بيعيه.. بس أنا مارضيت.. أبيه وقود لحقدي وكراهيتي له..

نجلاء بدهشة: عمري ما تخيلت أنه قلبج الطيب ممكن يحقد بهالطريقة المرة..

جواهر بحزن: بلاج ما جربتي يا نجلاء، وياعلج ما تجربين، بأسألج: لو حد خذ منج حمودي، وحرمج منه، وش بتسوين له؟؟

نجلاء برعب: والله أقطعه بسنوني..

جواهر بحزن: يا علج ما تجربين يا علج ما تجربين..

************

بعد الإتصال الأول بحوالي 3 أسابيع، (هو) يتصل بخالته وهو في حالة غضب شديد..

خالته باستفسار: وش فيك يا قلبي؟؟ أنت ما تعرف تفرح وترتاح مثل باقي خلق الله؟؟

هو بعصبية شديدة: أشلون أرتاح وأنا عندي هالمرة البزر الجاهلة الخبلة؟؟

عائشة بتعب: ليه شاللي صار حبيبي؟؟

هو بغضب: بتذبح عيالي يا خالتي، والله بتذبحهم، قبل أسبوع في المستشفى، البنت طاحت منها، ولولا أني لحقت عليها، وإلا كانت البنت طاحت عالبلاط وما أدري وش صار لها..
واليوم توها طلعت البيت، دخلتني أمها عليها، لقيتها نايمة وهم معاها على السرير..تخيلي؟، والولد كان بيختنق لأنها مرقدته جنبها، وجهه كان أزرق، لولا أني سحبته من تحتها... والله بأذبحها وبأموت لو صار لحد من عيالي شيء..

خالته بقلق: إذكر الله حبيبي..اذكر الله.. جواهر بعدها صغيرة، بكرة تتعلم.. وأمها معاها بتساعدها

هو بقلق أكبر: يعني تتعلم في عيالي يا خالتي؟؟.. وأمها ما كانت معها في الموقفين اللي صاروا.. وكمل بحزن: أنا أدري أن جواهر طفلة.. والله حرام تبتلش.. هي واحد يالله تقدر عليه، اشلون اثنين..

عائشة تصبره: اصبر حبيبي.. ما يصير إلا خير..

(هو) وفي باله ينرسم موال مجنون: إن شاء الله ما يصير إلا الخير

*************


جواهر تكمل لنجلاء بحنين وحب:

كنت مبسوطة فيهم يا نجلاء وايد وايد وايد، كنت أحس أني ملكة لما اشيلهم، وكنت ألزم إلا أشيل الاثنين معا مع أنه حضني صغير، لدرجة أنه نوف طاحت مني مرة، والله حسيت أنه قلبي وقف واني بأموت، لولا ستر الله وأنه (هو) كان قاعد قريب مني، ولقطها بسرعة قبل توصل الأرض، ما أدري شنو كان صار لها..

وأتذكر يومها أنه عصب علي بشكل عمري ما شفته، ظل يصارخ ويصارخ ويصارخ.. وأنا قعدت أرتعش وأبكي.. عقبها اعتذر مني وطلع..

قضيت مع عيالي 3 أسابيع بس يا نجلاء، أسبوع في المستشفى، وأسبوعين في البيت.. كانوا كأنهم حلم.. حلم.. ما كنت أنام إلا دقايق من خوفي عليهم.. لاني مرة نمت وعزوز جنبي، وكان بيختنق، بعدها حرمت أنام..أبي بس أشوفهم وأهتم فيهم..

صحيح كنت أرتكب أغلاط كثيرة، بس كل أم جديدة لازم تمر بهالأغلاط.. بس هو كان مزودها، كان يعسكر عندي بالساعات، ولولا الحيا كان رقد عندي، كنت أحس أنه يخاف عليهم مني..

أعترف أني عمري ماشفت أبو يحب عياله مثله.. تدرين الرياجيل عندنا مايحبون يشيلون المولود الصغير، هو كان على طول شايلهم.. كانت عيونه تلمع وهو يناظرهم، بس حتى هذاك الوقت ماشفت ابتسامته.. كنت احس فيه قلق وهم وخوف..

نجلاء باستفسار حذر: طيب أشلون أخذهم؟؟

جواهر بحزن: الله لا يرد هذاك اليوم الله لا يرده..

نجلاء بحذر: أشلون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 1:38 am

قبل 17 سنة (هو) وأفضل في بيت العم محمد، في مجلس الرجال..

غارقين اثنينهم في الصمت..(هو) باين عليه الهم والتوتر، وأفضل على وجهه ملامح حذر..

قطع أفضل حبل الصمت: سم بوئبدالعزيز، تقول تبيني في موزوع زروري (موضوع ضروري)

(هو) بهم كبير وتأمل: والله فيه شيء سويته وشيء أبي أسويه، وأبي رأيك ومساعدتك وقبل كل شيء كتمانك..

أفضل بشهامة: أكيد بو ئبدالعزيز، على رقبتي والله

هو بحذر: أنا أبي أسافر بعيالي بكرة لأمريكا..

أفضل باستفسار: زين ليش ما تنتر (تنطر) كم يوم، أم ئبدالعزيز، ئقب خمس أيام بتخلص النفاس..مو زين تسافر وهي نفاس، مافرقت كم يوم، ونسوان يهبون (يحبون) هالسوالف..

هو يلقي الخبر كالقنبلة: أم عبدالعزيز طلقتها اليوم..


****************


اليوم/ ومازال الحديث الحزين والموجع مستمر في بيت نجلاء..
ومازالت مواجع جواهر تسيل بكل ألم الكون ووجعه..

جواهر بحزن: بعد أسبوع من طلعتي من المستشفى، فوجئت أنه جايب مصورة للبيت عشان تصور العيال، كنت خبلة وماعندي شك فيه..
قال لي أنه يبي يسوي لهم جوازات، قلت له بدري على الجوازات، قال وإحنا وش ورانا..

جواهر تكرر بحزن: إيه وش ورانا.. تركوا وراهم قلب محطم وأم مفجوعة، ودمعة ما تجف..

نجلاء باستفهام: طيب والعيال أشلون خذهم ؟؟ أشلون خليتيه يطلع فيهم من البيت بروحه..

جواهر بحقد: ثقتي العمياء فيه، من بيخطر على باله، أنه الطيب الملاك، بيخطف عياله..
قال لي أنه فيه تطعيم ضروري يبي يودي العيال له، قلت له بأروح معهم أو خل أمي تروح معهم، قال مافيه داعي، بتجي معاي ممرضتين بتأخذهم..كلها ساعتين وراجعين..
وأنا من هبالي كنت مبسوطة من اهتمامه فيهم

**************


في نفس المكان، في بيت العم محمد، قبل 17 سنة الحوار الناري مازال مستمر بين (هو) وأفضل:

أفضل بغضب: أنت مجنون، هذي وصات ئمي محمد لك

(هو) بحزن: يا أفضل افهمني، أنت عارف أن أبوي فرض علي هالزواج، وان جواهر طفلة.. بس أنا قلت مالهم حد.. ومايصير نخليهم.. وتزوجتها عشان أقدر أدخل وأطلع عليهم.
بس بعد مارجع خالهم أبو فهد، أنا شفت بعيني اهتمامه فيهم، كأنهم أكثر من عياله، يعني السبب اللي أنا تزوجت عشانه جواهر خلاص ماعاد موجود..

أفضل بغضب: شنو هزي خربطة.. فيه ئبدالعزيز ونوف بينكم..

(هو) بحزن: وأنا سويت هالشيء عشان نوف وعبدالعزيز، أنت ماشفت يا أفضل أشلون هي تتعامل معهم.. طفلة ابتلت فيهم، يمكن مرة تذبحهم وهي مو قاصدة، وانا حكيت لك على المواقف اللي صارت..

الأحسن لها ولهم.. أني أخذهم وأربيهم بروحي
هم يتربون تربية زينة وآمنة بعيد عن أم طفلة جاهلة..
وهي بتحزن شوي وبعدين بتنسى، تكبر مثلها مثل غيرها من الأطفال، وعقبه تتزوج، بدون مايكون عندها عيال يقللون فرصتها في الزواج..

أفضل بتردد: بس هزي أم ..أم مها كان..

(هو) بتأمل: أنا بس أبيك تنفذ لي اللي أنا أبيه منك على مرحلتين:

بعد سفري ب3 ساعات: تروح وتعطيها ورقة طلاقها، لو سألوك عني أو عن العيال، قل ما عندك خبر عن شيء..

عقب ما نوصل بالسلامة: روح لها وقول، أنه إحنا رحنا بريطانيا، وسوينا حادث سيارة وإحنا طالعين من المطار، وأنه كلنا الله خذ أمانته ،بعيد الشر عن عيالي.

أفضل بصدمة: وليش تسوي هزا كله..

هو بحزن: أنا ما أبيها تقعد تتحسر طول عمرها، أبيها تظنهم ميتين وتبكي شوي وتنسى، لكن لو أنا خذتهم وبس، بتظل حزينة عليهم طول عمرها ومتشفقة على رجعتهم.. فاهمني أفضل فاهمني

***********


اليوم بعد 17 سنة وفي بيت نجلاء، عن نفس الموضوع، لكن من زاوية مختلفة

جواهر بحزن متوحش قاتل: بعد ما مرت ساعات من يوم خذ العيال وراح.. أنا صرت مثل المجنونة، أبكي وأضرب في وجهي، نتصل على تلفون سيارته ماحد يرد.. على تلفون البيت ماحد يرد..

خالي راح بنفسه لبيت عمي محمد، لقى البيت مقفول ومطفية أنواره..
أنا خلاص استخفيت، جنيت، كنت أبكي بهستيرية.. وأدور بين البيبان مثل المجنونة.. وأمي تراكض وراي وتبكي، وتقول حسبي الله ونعم الوكيل، البنت استخفت.. حد يجيب لها عيالها.. تكفى يا أخوي دوره، شوف وين راح بالعيال..

خالي المسكين تقطع قلبه علي، راح يدور في المستشفيات، وبلغ الشرطة، اللي قالت انطروا شوي يمكن يظهر..

بعد ست ساعات ، جانا أفضل، أنا من سمعت اسمه نطيت للمجلس ما أهتميت من حد، ومسكت في جيبه وأنا أصيح: وين عيالي يا أفضل وين عيالي؟؟


أفضل اللي كان مصدوم: ما أدري يا أم ئبدالعزيز.. ما أدري
أنا جيت بس أسلمكم هزي..

وسلم ورقة كانت في يده لخالي، خالي فتحها بحذر، وعقب قال بصدمة: ورقة طلاق، ليش يا أفضل، هذي فعايل عيال الناس.. يبي يطلق بنتنا يجي يطلقها مثل مايسوي الرياجيل موب بالخش والدس عقب ما يأخذ عيالها، والله حتى اللي ماله أصل مايسوي كذا..

أنا كنت في حالة صدمة وموب قادرة أستوعب اللي يصير، عقبها مد أفضل لخالي ورقة شيك، وقال بحزن: هذي منه لجواهر، ويطلب سماهها (سماحها)..

خالي اللي كان خلاص وصل أخره من الزعل، خذ الشيك وقطعه، وقال: وصل له هالحكي، علمن يوصله ويتعداه: العيال بنجيبهم من ورا خشمه، والحركة اللي سواها، والله ما أخليها تطوف وأنا بوفهد وولد فهد.. هو مفكر جهير مالها والي ولا سند يسوي فيها هالفعايل..

أنا توني قدرت أستوعب اللي يصير، رجعت أنط على أفضل وأمسك في ثيابه وأصارخ بهستيرية: هو بالقلعه اللي تقلعه، خله يطلقني، يذبحني، بس قله يرد لي عيالي، ما أبي منه شيء، بس يرد لي عيالي، أدري أنه يكرهني، بس عيالي مالهم ذنب..


************


اليوم/ بعد صلاة العصر بشوي

(هو) قاعد في مجلسه الخارجي اللي واجهاته كلها زجاج وعلى زاوية تطل على شارعين ويبدو كأنه قصر صغير مستقل عن باقي البيت، كانوا قاعدين في الجلسة الداخلية، وعنده أفضل..

هو بمودة: ها يا أفضل وش عندك؟؟ قلت لي اليوم في البنك أنه فيه موضوع مهم تبي تكلمني فيه..

أفضل بحذر: إيه تال ئمرك (طال عمرك)، واللي شجعني ئقب (عقب) هالسنين، الموزوع (الموضوع) اللي أنت فتهته(فتحته) اليوم.. موزوع أم العيال

(هو) بحذر أكبر: تكلم أفضل تكلم..

أفضل بحذر مشوب بخوف: تزكر أنك كلفتني بمهمتين يوم سفرك قبل 17 سنة..

-أذكر
- الأولى سويتها مسل(مثل) ماقلت لي، بس السانية(الثانية)
- وش فيها الثانية (هو بفجيعة)
- خربتت (خربطت) فيها (مثل اللي يلقي قنبلة كان لها دوي هائل)

************


بيت أهل جواهر قبل 17 سنة، أفضل جاي ينفذ الجزء الثاني من مهمته، وهو يقدم رجل ويؤخر الثانية، لحد الحين صراخها البارحة في أذنه، حاس بألم كبير.. بس شيسوي هذي وصية الغالي ولد الغالي..

دخل المجلس ولقى أبو فهد جالس عند دلاله يسوي قهوته، وعنده عياله فهد وطلال وولد أخته عبدالعزيز
سلم أفضل وجلس وهو مسوي حاله حزين عشان يضبط السالفة، وكان أبو فهد يحاول يكتم غضبه، ويقول في نفسه هالمسكين وش ذنبه؟؟

أفضل تنحنح بحزن مرسوم: ئمي ئندي خبر لكم

في نفس الوقت العيال راحوا داخلوا يبلغون جواهر أن أفضل جاء..رغم أن أفضل كان يتمنى يقول الخبر بدون مايواجه جواهر.. بس لقافة البزران.. وحكم ربي قبل كل شيء.. لأنه لولا جية جواهر كان مشى المخطط مثل مارسمه (هو)

أبوفهد بحذر: شنو عندك يا أفضل بعد؟؟

أفضل بحزن جزء منه مصنوع وجزء حقيقي: الئيال (العيال) سافروا مع أبوهم لبريتانيا..وهم تالعين (طالعين) من المتار (المطار)..سووا حادس سيارة....

وأفضل يتكلم،، قاطع كلامه دخول جواهر اللي حالتها حالة، وجهها منفوخ من البكاء وشعرها منكوش، وهي تسمع أخر جملة يقولها...

رجعت تمسك في جيبه، وهي تصيح صياح ألم عمره ماسمع شيء مرعب و موجع ومخيف مثله: عيالي وش صار لهم؟؟ عيالي ماتوا؟؟

أفضل ابتلش وتخربط: إيه.... لا ..لا ... ما أدري...

أبوفهد بغضب: أنت وشفيك تخربط.. العيال وش صار لهم؟؟

أفضل بارتباك: سووا حادس سيارة بس ما أدري ئنهم ميتين أو لا...

جواهر من سمعت جملته أغمي عليها.. وخالها يلمها ويشيلها

وأفضل استغل الفوضى اللي صارت وانسحب..

***********

اليوم / في مجلس (هو)

(هو) بألم: ليش يا أفضل ليش؟؟ الحين عرفت ليش هالأحلام تجيني.. أكيد أنها تدعي علي.. أكيد كل يوم تتذكر وتدعي علي، حتى لو كانت تزوجت وعندها عيال، الأم ما تنسى عيالها..أنا كنت أبيها تقتنع أنهم ماتوا، عشان تكمل حياتها طبيعي... ليش يا أفضل ليش؟؟؟

أفضل بحزن: سامحني يا بوئبدالعزيز، أنا هكيت(حكيت) لك السالفة كلها..

(هو) بحزن قاتل: وش أسوي الحين وش أسوي؟؟

أفضل وهو حاس بتأنيب ضمير، في نفس الوقت بالراحة لأنه ارتاح جزئيا من الهم اللي كان شايله: الشور شورك

هو مثل اللي لمعت في باله فكرة ذهبية، بنبرة فيها رنة فرح مختلط بخوف: أنا عرفت أشلون ممكن أجيبها.. عرفت أشلون

أفضل بحذر: قل لي شاللي تفكر فيه؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:13 am

في بيت نجلاء /الوقت صار قبل المغرب بشوي
ورحلة الذكريات قربت على نهايتها.. بس رحلة الوجع والألم مستمرة في قلب جواهر

نجلاء باستفسار: طيب وأنتو وش سويتوا عقب هالخبر المفجع؟؟

جواهر بحزن عميق: خالي فديته ماخلا شي ماسواه.. بس المشكلة أن أبو العيال ماكان له قرايب.. عدا خواله، اللي ماكنا نعرف أسمائهم، أبوي بس كان يعرفهم، أمي كانت تعرف أمه بس ماتعرف اسم عايلتها ولا خطر ببالها تسأل لأنها يمكن شافتها مرتين بس.. لأن أمه كانت مريضة وتسافر برا كثير مع أخوانها..

وأفضل فص ملح وذاب.. أول كنا نقدر نكلمه على مجلس عمي.. بس بيت عمي لقاه خالي انباع.. يعني (هو) كان مخطط لكل شيء..

وأنا قلبي كان يقول لي أنهم عايشين.. واللي أكد لي أنه لما رحت لبريطانيا عشان الماجستير والدكتوراة، رحت وسألت في السفارة، إذا كان فيه قطريين توفوا في ذاك التاريخ،
السفارة أكدت لي أنه ماخرج من عندهم شهادات وفاة بهالاسماء في ذاك التاريخ..

وهذي هي حكايتي يا نجلاء.. حزن وجع وألم وبحر دموع ماينشف


نجلاء باستفهام حذر: باقي جزء بسيط عشان تكمل الصورة عندي.. دراستك متى كملتيها؟؟

جواهر تتنهد تنهيدة طويلة مسحوبة من أقصى وريد في قلبها: بعد اللي صار مرت علي شهور، مو حاسة بشيء، مثل المجنونة، إلا كل الناس اعتبروني مجنونة بشكل رسمي..

إلا عبدالعزيز هو الوحيد اللي وقف وجنبي، حنون يومي قبل يومه من يوم وهو طفل.. كان كل يوم يجي يقعد عندي، يسولف علي، ويمشط لي شعري، ويحكي لي عن المدرسة، شوي شوي صار يجذبني لعالمه..

وعقب صار يطلب مني أساعده في واجباته مثل ماكنت أسوي قبل.. في البداية ما كنت أتجاوب معه.. بس شوي شوي.. صرت أتداخل معه.. وأحل له واجباته، وأشرح له دروسه

أمي وخالي ماكانوا مصدقين تحسني..
وعقب حصة الصغيرة كان لها دور في تحسني، عوضتني شوي عن فقد عيالي، كانت أم فهد تخليها معاي طول اليوم.. أنا أأكلها وأشربها وأغير لها..

عقب سنتين من قعدتي في البيت، خالي أصر أرجع للمدرسة

وكنا نقلنا منطقة جديدة، فرجعني هو لمدرسة عادية، لأنه أنتي تعرفين أنه المتزوجات أو اللي كانو، مايدخلون مع بنات الصباحي

بس خالي قال بعدها صغيرة..وماحد يعرفها في المدرسة هنا.. حرام ندخلها مع حريم كبار.. خليها تعيش سنها

رجعت المدرسة صف أولى ثانوي وأنا عمري 15.. مع دخولي 18 دخلت الجامعة، وخلصت وأنا 21 بتقدير امتياز..

رحت بريطانيا، سنة لغة وبعدين درست الماستر والدكتوراة بنظام الفول تايم، سنة ماستر وسنتين ونص دكتوراة.. على ال26 مو 27 مثل منتي مفكرة كنت مخلصة دكتوراة..

نجلاء صفرت بإعجاب: صراحة أنتي معجزة ياجواهر...

جواهر بحزن: لا معجزة ولا شيء.. بس كان لازم ألاقي شيء يشغلني، وإلا كان ذبحني الهم والتفكير..

نجلاء باستفسار: طيب وأمج أشلون خلتج تروحين تدرسين برا؟؟

جواهر بابتسامة حب صافي: عبدالعزيز يومي قبل يومه وقتها عمره 15 سنة، هو اللي أقنع أمي وخالي اللي كانوا مترددين، أني أروح، قال إحنا بيتنا لاصق في بيت خالي، وماراح نحتاج شيء، وانا رجال البيت يعني ما أقدر أسد مكانها؟؟
فديته عبدالعزيز هو ولدي وأخوي وكل شيء في حياتي..

نجلاء بحذر: طيب ويوم أنه عبدالعزيز له كل المكانة ماقدر يعوضج عن غياب عيالج؟؟

جواهر بحزن: لو عندج 3 عيال، هل واحد منهم بيعوضج عن الاثنين الباقيين؟؟

نجلاء بإحراج: لا طبعا..

جواهر بحب وحزن: لو كان عبدالعزيز بسم الله عليه هو اللي صار له اللي صار لعيالي، وعيالي ظلوا عندي، صدقيني كان صار لي نفس الشيء، ووقتها يمكن مالقيت حد يطلعني من جنوني، مثل ما عبدالعزيز سوا..

نجلاء بإيمان صادق مع ارتفاع إذان المغرب: اللهم ياعزيز يا قوي ياجبار.. مع أذان المغرب هذا، أنك تريح قلب جواهر، وترجع لها عيالها..

جواهر بلهفة وإيمان ووجع: آآآآآآآآمين يارب آآآآآمين.......

كملت جواهر بصدمة: يوه نجلاء تأخرت وايد.. بأصلي المغرب وأتصل بعبدالعزيز، جنني اتصالات.. تدرين أنه مايرضى أسوق السيارة بعد المغرب.. الحين بأتصل له يمشي وراي

نجلاء بحنان: لا تزعجينه، أنا بأمشي وراج بسيارتي مع السايق والخدامة..

جواهر بنفي: لا لا عبدالعزيز ماراح يرضى، لازم هو بنفسه، السواقة بكبرها يالله وافق عليها..


***************


في الليل/ في بيت جواهر

جواهر قاعدة تتعشى مع أخوها عبدالعزيز.. اليوم الطويل اللي قضته عند نجلاء في سرد ذكرياتها المؤلمة، استنفذ كل طاقتها الجسدية والنفسية، فكانت ساكتة وسرحانة.. والشوكة تقلبها في الصحن بدون ما تأكل شيء..


عبالعزيز بمرحه المعتاد: ياناس ياهووه.. نحن هنا

جواهر بدون ماتنتبه: تقول شيء حبيبي..

عبدالعزيز بعيارة: أفا.. ولا حد داري عنا.. وينج يا نوير.. تجين تشوفين بعلج الهمام، وهو مأخذ تسفيهه محترمة..

جواهر بابتسامة دافئة: الدنيا كلها تنسفه إلا أبو منصور، بس تعبانة شوي فديتك..

عبدالعزيز بابتسامة: إيه من صبح لبعد المغرب عند نجلاء، أكيد خلصت كل الحكي اللي عندك، أمانة أمانة.. وش الكلام اللي يأخذ عشر ساعات متواصلة؟؟

جواهر بغموض ممزوج بالحزن: بلاك مادريت بالسوالف.. كملت بلهجة خاصة بعد ماتذكرت شيء: تراني كلمت خالي وأم فهد الليلة..

عبدالعزيز اللي كان توه يبلع لقمة، غط فيها وقعد يكح، جواهر قامت وهي تضحك تضرب ظهره وتعطيه كاسة ماي وهي تقول: نعنبو، قلت لك كلمت خالي بغيت تموت، لو قلت لك عرسك بكرة وش بتسوي؟؟

عبدالعزيز بلهفة: بلاعباطة جواهر.. وش قال لج؟؟

جواهر بهدوء: قال حددوا الوقت اللي يناسبكم، تدري أن البنية لها كم شهر متخرجة، يعني ماوراها شيء خلاص..

عبدالعزيز بلهفة أكبر: وطيب؟؟

جواهر بحب: يعني كلها كم شهر، على حسب حجز الصالات وتكون نورة في بيتك..


*************



في نفس الليلة/ وعلى العشاء/ في بيت ثاني

يجلس ثلاث أشخاص على الطاولة
واحد منهم كان شاب صغير في السن، طويل، نحيل، شعره طويل شوي ومتلفلف، له شنب خفيف، ملامحه هادية مثل هدوءه، يلبس تريننغ رياضة قطن واسع لونه رمادي، ويلبس نظارة طبية كان يعدلها بأصابعه النحيلة كل شوي في حركة تدل على توتر خفي..

الثانية كانت بنت أمورة شعرها الأسود الناعم مقصوص قصة الفراولة اللي معطيه لوجهها الدائري لمحة حسن خاصة، وكانت لابسة بيجامة حرير خليط من الوردي والتركواز تحمل اسم ماركة معروفة جدا وكان أبوها هو اللي شاريها لها مثل أكثر ملابسها..

الثالث: كان رمز الغموض والرجولة والهيبة، اللي يخبي خلف نظرة عيونه الحادة الآسرة الكثير من الأسرار، كان هو اللي فتح باب الحوار: شباب، نوف، عبدالعزيز

نوف وعبدالعزيز: لبيه يبه..

(هو) بلهجة هادية: عندي لكم خبر أبيكم تسمعونه مني، قبل تقرونه في الجرايد بكرة مع التهاني اللي أتوقع أنها تملأ الجرايد..

نوف بفرح حماسي: شنو يبه شنو قول بسرعة؟؟ وعبدالعزيز بنفس هدوء أبوه: خير إن شاء الله يبه؟؟

(هو): أنا ترقيت ترقية كبيرة، ومسكت منصب جديد أكبر..

نوف نطت من كرسيها، وتعلقت في رقبة أبوها، وهي تبوسه عشرين بوسة على رأسه وخدوده: مبروك يبه، مبروك ياقلبي، تستاهل، والله تستاهل، أصلا مافيه حد يستاهل في الدنيا كلها قدك..

عبدالعزيز قام بهدوء، طبع قبلة هادية على رأس أبوه، وقال بفرح هادئ لكن صادق يشبه شخصيته: مبروك يبه عقبال المنصب الجاي إن شاء الله

(هو): الله يبارك فيكم ياعيالي، ولا يحرمني منكم، وعقب احتمال تسمعون خبر أهم بوايد..

نوف وعبدالعزيز : شنو يبه؟؟

(هو) بلهجة فيها غموض وحزن:مو وقته الحين.. في وقته..في وقته ياعيالي.

عبدالعزيز قال: إن شاء الله.. ورجع مكانه بكل هدوء بدون مايهتم...
لكن نوف انشغل بالها وصارت تفكر: شنو الموضوع اللي أهم عند أبوي من ترقيته..(بخوف مدمر) لا يكون يبي يتزوج؟!!!!


**********



ثاني يوم /في البنك

كان خبر ترقي (هو) واستلامه منصب المدير الأقليمي للبنك لكامل منطقة الشرق الأوسط مو قطر بس، معبي الجرايد تهاني له..

وكانت الاتصالات تنهال عليه من كل مكان، بس هو تفكيره كان بمكان ثاني، وبشيء ثاني..

ضغط زر الاتصال الداخلي، بصوته الهادئ الواثق اللي تعود استخدامه مع موظفينه: خليفة، لو سمحت، لا تحول أي اتصال خلال الساعة الجاية..

خذ نفس عميق..ألتقط موبايله، ودور على رقم معين في القائمة:
- ألو..
- ........
- هلا والله حيالله أبو سعد
- .........
- الله يبارك فيك.
- ...........
- أبوسعد طال عمرك.. أبيك في خدمة ماراح أنساها لك طول عمري..
- ...........
- تسلم أدري أنك ما تقصر.. فيه اسم بأعطيك إياه أبيك تشوف لو فيه موبايلات باسمه..
- ..........
- يا بو سعد الله يرضى عليك، السالفة بسيطة، والله أنه من الأهل بس أنا مضيع أرقامه..
- .........
- تسلم .. اسمه عبدالعزيز منصور حمد الـــ
- ........
- معاك على الخط (قالها وهو حاس أنه قلبه بيوقف)
- ........
- تقول رقمين، عطني إياهم طال عمرك
- .........
- الاول ******5، والثاني******5
- .........
- مشكور مشكور، الله يقدرني على رد جمايلك
- .........
- مع السلامة


حط (هو) الرقمين قدامه، متوتر.. خايف..قلق..يكلم نفسه:

وش فيك يا(... )عمرك ماصعب عليك شيء، عمرك ماحطيت شيء برأسك وماحصلته، كلها اتصال، أنت اللي ترج السوق رج خايف من اتصال ، قول بسم الله وتوكل على الله، بياكلونك يعني، ماحد يقدر يهز شعرة من رأسك..ماحد بقدر يأثر فيك، ولا يأثر على عيالك أو محبتهم لك..
قول بسم الله.. لازم تريح ضميرك..كفاية عليك عذاب السنين اللي فاتت وكوابيسها، أطوي هالصفحة من حياتك وارتاح، قبل تواجه وجه الكريم..

خذ (هو) نفس عميق.. وبيد ترتعش غصبا عنه دق على الرقم الأول منها...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:25 am

قبل 4ساعات ونص من محاولة اتصال (هو) على الرقم اللي خذه من أبو سعد..

في بيت منيرة
اليوم الخميس هي وصديقاتها اليوم ماعندهم جامعة
بس هي صاحية من الساعة 6 الصبح

ما تحب تفوت لمتها مع أهلها الصبح قبل كل واحد يروح لدوامه...

قاعدة هي وأختها سارة اللي أكبر منها بسنة، في الصالة اللي تحت، مشغلين الدفاية، ويشربون حليب زنجبيل.. ويسولفون.

سارة بتأفف: يوم الخميس هذا أنا صرت أكرهه ذا الفصل، وش معنى أنتي ماعندس شيء.. وأنا اللي أروح في ذا البرد..

منيرة بعيارة: دنيا حظوظ.. دنيا حظوظ..

سارة الخبيثة قلبت السالفة على منيرة اللي كانت تبي تغيظها فطاحت هي في الحفرة: زين كمليها: والله رمى حظي معاك (سارة بخبث)

منيرة عصبت جد: صدق وحدة ما تستحين..لولا إنس أكبر مني، ومحترمة شيباتس، وإلا كان وريتس شغلس..

سارة بعيارة: قومي وريني، كان فيس خير.. بكرة يأخذس سلوم لبيته (بيت الرعب) وهو اللي بيوريس الشغل .. ويأدبس يوم لسانس يلوط أذانس..

منيرة بزعل حقيقي: سارة أصبحي وأفلحي واللي يرحم شيبانس..

أخوهم علي بطوله الفارع وجسده الأقرب للإمتلاء يدخل عليهم بلبس كلية الطيران، بابتسامة: يالله صباح خير، الناس قايمين يذكرون ربهم وانتم تهادون من صباح الله...

سارة بعيارة: شوفوا من اللي جا.. أبو كرافتة.. أنت أول عدل ذا الكرفتة اللي على صوب.. وعقب تفلسف..

علي بنفس الابتسامة: العقال مهوب على رأسي عشان أكوفنس فيه.. والكرافتة قد لي ساعة أزين فيها.. وإلا كان فكيتها وخنفتس فيها..

سارة وهي تضحك: أنت وأختك الملسونة تبون لكم أدبن مهوب ذا.. ماكني بأختكم الكبيرة..

منيرة وهي تحاول تنسى زعلها من سارة: خل اختنا الكبيرة تعطف علينا عشان إحنا نحترمها..

علي بعيارة: إيه والله إنس صادقة.. كن حن ذابحين أمها وإلا أبوها.. وعلى طاري أمها وإلا أبوها ليت حن ذاكرين مليون ريال..

أبو علي وأم علي يدخلون في نفس الوقت، وأبو علي يقول: صدق إنك خسارة، ودك بالمليون ملا أمك وأبوك..

علي يقوم يحب خشم أبوه: جعلني فداك.. أتعيير على سارة الموذية.. وإلا أنت وأمي تسوون عندي مليون وخمسين ألف، مليون وواحد وخمسين أفكر أبيعكم.. وأعطيهم سارة هدية مجانية..

أم علي بحب: يا كثر حكيك الفاضي، قوموا تريقوا وكلن يسرح لدوامه..


*****************

في بيت (هو)...


نوف ماعندها محاضرة إلا الساعة 10، فكانت نايمة..

بس عبدالعزيز اللي كان في ثاني ثانوي أو (Grad-11) كان لازم يقوم عشان المدرسة..

ولتأخر عبدالعزيز عن نوف في الدراسة حكاية.
لما رجعوا من أمريكا، المدرسة الانجليزية اللي دخلوها، عملوا لهم اختبار مستوى، نوف طلعت أعلى من مستواها بسنة، بينما عبدالعزيز طلع أقل من مستواه بسنة، فمن هنا طلع بينهم فرق سنتين في الدراسة..

وهالموضوع لحد الحين مأثر في نفسية عبدالعزيز رغم إنه مايبين، لأنه مثل ماهو معروف: التوائم بينهم ارتباط كبير، فلما صارت بينهم هالفجوة، نوف طالبة جامعة، وهو بعده في المدرسة، حس عبدالعزيز بنوع من العزلة.

قاعد هو وأبوه على السفرة يتريقون، أبوه يشرب قهوته ويتصفح الجريدة بهدوء: يبه عزوز تريق بسرعة أو صلك على طريقي، عشان اليوم بأستلم منصبي الجديد ولازم أكون هناك بدري، إلا لو تبي عمك أفضل يوصلك. (ويقول في نفسه: موبس المنصب اللي شاغلني، فيه شيء أهم بكثير بأسويه اليوم)

عبدالعزيزفي خاطره شيء يبي يقوله من زمان، يقول في نفسه :ماشاء الله عليها نوف، اللي تبيه تحصله على طول، ماتتردد تطلب، ليش ما أكون مثلها، بعدها حاول يتجرأ بس ما قدر، يـتأتئ ويسكت..

أبوه يطالعه: تبي شيء عزوز؟؟

عبدالعزيز بنبرة حزن: سلامتك يبه، نمشي طال عمرك؟؟

*************


في بيت مها/
الساعة صارت عشر الصبح ومها بعدها ماصحت/اليوم ماعندها جامعة


مها تفتح عيونها بشويش وهي تمد يديها لأخر حد: الله ياحلاة التصفيرة
(التصفيرة:نومة الضحى) ياليت كل يوم أرقد لذا الحزة..

تلف على يمينها، تلاقي حد نايم في سرير أختها الجازي اللي في صف ثاني ثانوي.. تنقز متخرعة.. وتسحب الغطاء عن النايم، تبي تشوف من هو

أوووف.. وش هالأزعاج.. خلوني أنام (الجازي بصوت نعسان)

مها بغضب: الجويزي.. الجازي يالعلة.. قومي .. قومي.. وشفيش مارحتي للمدرسة اليوم ياعلة الكبد أنتي؟؟

الجازي تسحب الغطاء وتغطي نفسها: لحوووول.. لو أدري أنش اليوم ماعندش جامعة، كان أجلت غيابي يوم ثاني، عشان أخلص من حنتش..

مها ترد تسحب الغطاء منها: أمي تدري عن غيابش ؟؟

الجازي بنعاس وزعل، وهي تسحب الغطاء عليها مرة ثانية: إيه، تدري، وخلي السناح من يدش، بيمزع منش ياالدبة..

مها بعصبية: أنا الدبة..وتكمل بخبث: زين وسعود يدري أنش غايبة؟؟

الجازي تنط واقفة كأنه كبوا على رأسها ماي بارد: لا فديتش، خلاص توبة.. انا الدبة والخايسة واللي أستاهل الخنق.. كله ولا سعود، تكفين تكفين..

مها بخبث: قومي حبي رأسي أولا، وجيبي لي نسكافيه ثانيا، وعقب بأفكر أقول له وإلا لا..

الجازي نطت تحب رأسها..ثم ركض تنزل الدرج ركض عشان تجيب لمها نسكافيه.. وخيال سعود في رأسها، مع أنه عمره ماضربها ولا حتى عصب عليها، بس تخاف منه موت. ومن كلمته القوية.

مها تطالع الباب اللي طلعت منه أختها بحنان: ياحبي لها ذا البنية..

الجازي هي أخر العنقود في بيت مها..دلوعة وطيبة ونحيفة جدا عكس مها اللي كان جسمها مليان شوي وذابحة نفسها ريجيمات.. توفى أبوها وهي عمرها (الجازي) سنة، تحب سعود وتخاف منه مثل لو كان أبوها.. عندهم أخ أصغر من سعود وأكبر من مها (محمد) أخر فصل في الجامعة بعد سبع سنين قضاها فيها، الدنيا عنده ضحك وربع وكشتات وابتسامته ما تفارق وجهه ، تعتقد إنها جزء من تركيبة وجهه.. على عكس سعود الجدي اللي شال الهم من وفاة أبوه وعمره12 سنة، رغم أن أعمامهم وخوالهم ماقصروا معهم، إلا إن حس سعود المتزايد بالمسئولية عن أمه وأخوه وخواته حرمه يتمتع بمراهقته وشبابه..


***********


الساعة 10 وربع صباحا/ في مكتب جواهر ونجلاء

نجلاء تقلب أوراق في يدها بملل، ثم ألتفتت لجواهر تسأل: كم باقي على محاضرتج؟؟

جواهر ترد بهدوء وهي تقرأ كتاب في يدها: ساعة إلا ربع

نجلاء بمودة: جيجي حبيبتي، طلبتج..

جواهر تخلي الكتاب اللي بيدها، وتلتفت لنجلاء: نعم يالأذوة أنتي.. وش تبين؟؟

نجلاء تصنع الزعل: أفا.. إذا هذا أولها.. خلاص ما أبي شيء.

جواهر بابتسامتها الحلوة: موب علي هالفيلم، تبين شيء قولي، ماتبين موفرة أحسن..

نجلاء: بلى أبي، أبي.. وقامت نطت لمكتب جواهر وحطت الأوراق عليه: راجعي لي بس الدرجات وتأكدي من الجمع، شغلة ماراح تاخذ منج نص ساعة.. من الصبح جايبة الجريدة، ما قدرت أفتحها، أبي أتصفحها قبل محاضرتي.

جواهر وهي تقلب الأوراق: هذا أنتي ماطلبتي إلا فرضتي علي يالموذيه.. الله يعين عليج، أنتي عقوبة من ربي لي..

نجلاء وهي تقلب الجريدة: عادي قولي اللي تبينه، المهم تراجعين لي الدرجات.

جواهر وهي منهمكة في تدقيق الدرجات، رن موبايلها، خذت الموبايل طالعت الرقم الغريب والمميز جدا، ترددت ترد..

نجلاء بدون ماترفع رأسها من الجريدة: ردي على تلفونج المزعج..

جواهر بدون اهتمام: رقم غريب ومميز جدا جدا..

نجلاء بإهتمام: يالهبلة رقم مميز جدا جدا بعد، ردي لا يكون حد مهم..

جواهر جات ترد سكت الموبايل، هزت كتوفها، ورجعت تدقق درجات طالبات نجلاء..

بعد خمس دقايق رجع الموبايل يرن نفس الرقم..

جواهر اللي بدأ يتسلل لها شيء من الاهتمام: نجلاء نفس الرقم.. أرد؟

نجلاء ورأسها في جريدتها: ردي.. بياكلج يعني..

جواهر بنبرة هادية وواثقة: ألو
- مافيه رد، صوت نفس خفيف على الطرف الثاني
- ألو (جواهر بصوت أعلى)
- مافيه رد..نفس صوت النفس بس هالمرة بصوت أعلى شوي..
- ألو من معاي.. لو سمحت رد..
- صوت نفس أعلى
- جواهر هنا عصبت وبنبرة غضب: قليل أدب ووقح وماتستحي.. وقفلت الخط بوجهه..

نجلاء تسأل: من؟؟
جواهر وهي ترجع لأوراق نجلاء: واحد قليل أدب


************


في بيت الزكاة/ مكان شغل عبدالعزيز

راشد جاي يزور عبدالعزيز، وعبدالعزيز مبسوط كثير من هالزيارة: يا حيالله أبو ناصر، تو ما تبارك شغلي يوم شرفت مكاني..

راشد بابتسامة ودودة: يا حياك الله، جايين نسلم عليك، وترا الزيارة موب لله..

عبدالعزيز: أفا.. من أولها مصالح.. زين خلها لين الزيارة الجاية..

راشد بابتسامة: اطرق الحديد وهو ساخن

عبدالعزيز بمودة: آمرني وتدلل

راشد: طال عمرك في الطاعة، انا وربعي اللي في الجامعة نبي نسوي معرض صغير لجمع التبرعات باسم اتحاد كليتنا لأهالي غزة المحاصرة، ونبي مساهمتكم..

عبدالعزيز: حاضرين أسوي كتاب ونعرضه على المدير، وإن شاء الله أنه تم.. وغيره..

راشد: جعلك سالم يابو منصور، رخص لي الحين، عادني أبي أمر على جمعية قطر خيرية، وجمعية الشيخ عيد بن محمد، والهلال الأحمر..

عبدالعزيز: والله ماتقوم من مكانك، أنا بالتلفون أسوي لك اتصالات معهم كلهم، ومع هيئة الأغاثة بعد.. الأرقام كلها عندي، وحنا بين تعاون.. مافيه داعي تتعنى

راشد بارتياح كبير ونبرة صداقة وود حقيقية: جعلني ماخلا منك.. ماتدري وش كثر ريحتني..


**************


في البنك/ في مكتبه

(هو) جالس غارق في التفكير، وفي يده موبايله.. تفكيره مشلـــــــول.. وأعصابة شبه فالتة منه..

وش فيك يا(...) وش فيك؟؟؟.. عمرك ماكنت جبان، ليش ما تكلمت، كأنك مراهق خايف.. أول مرة يسمع صوت أنثى!!!!!

صوت أنثى؟؟!!!!
بس صوتها مايقال عليه (مجرد صوت أنثى)، صوتها هو الأنوثة المجردة.. صوتها ضربه في الصميم.. في الصمـــــــــــــــــــيم..

عيب عليك يابو عبدالعزيز..عيب ، مو أول مرة ولا اخر مرة تسمع صوت حريم، في شغلك تكلم كل يوم 100 مره

بس صوتها غير، غير.. غـيـــــــــــــــر..
صوتها لمس شيء مدفون تحت الرماد في عمق أعماقي، مكان عمر مره ما قدرت توصل له...
صوتها يرن: من إذني مكان ما دخل، إلى أقصى وريد وشريان فيني مكان ماسكن واستقر..

كل كلمة.. كل حرف من الألو الأولى اللي كانت ماس الكهرباء، إلى (ماتستحي) اللي كانت الصاعقة اللي صابتني.. أول مرة أنشتم وأكون طاير بالشتيمة..

من تكون؟؟ من تكون؟؟ من تكون؟؟
تكون زوجة عبدالعزيز.. (ابتسم) معقول عزوز يكون تزوج؟؟
ياحظه لو زوجته عندها هالصوت العذب الأنثوي اللي يسكر.. لو زوجتي عندها مثل هالصوت..ماكان خليتها تسكت.. بس تتكلم وتتكلم وأنا بس أسمعها.. وأتلذذ بهمسها ورنين صوتها..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. استغفر ربك يابو عبدالعزيز.. مافكرت هالتفكير وأنت مراهق.. تفكره الحين

تكون جواهر؟؟... لا لا لا لا.. مستحيل.. جواهر أذكر صوتها، كان مخنوق شوي وفيه خنة..

معقول يكون عبدالعزيز راعي خرابيط، ويكون مطلع رقم لصحيبته؟؟؟ لا لا عزوز ما يسويها.. وأنت أشدراك؟.. تركته وهو طفل عمره 7 سنين.. ماتدري عنه الحين..

ياربي وش هالحيرة؟؟ أتصل على الرقم الثاني؟؟
لا لا.. بأنتظر شوي.. كفاية علي الضغط اللي أنا حاسه..

(أبتسم) ومابي أسمع صوت عقب صوت الملاك اللي سمعته، خل صوتها يتربع في أذني شوي..


*************


الساعة 10,25 في بيت فاطمة

فاطمة بعدها نايمة.. أمها تتعب من طلعة الدرج، بس تتحامل على نفسها.. عشان تطلع..

رغم أن فاطمة عمرها20 إلا أن أمها عمرها 59، لأن أمها وأبوها ظلوا يعالجون 18 سنة بعد زواجهم لحد ماجابوها، وماعندهم غيرها.. فهي دلوعتهم، الهوا اللي يتنفسونه، مصدر فرحتهم وبهجة حياتهم..

أم فاطمة تتسند ومعاها الشغالة، لحد ماوصلت لغرفة فاطمة، دخلت الغرفة ولقتها مظلمة وفاطمة بعدها نايمة، طلبت من الشغالة ترفع الستاير،فدخل النور للغرفة الواسعة اللي كل شيء فيها يدل على أن صاحبتها بنت لأقصى حد.. اللون الوردي في كل شيء.. الدباديب بكل الأحجام معبية الغرفة.

أم فاطمة جلست على السرير وهي توخر الدبايب اللي في كل مكان.. و تصحي فاطمة بشويش، كانها خايفة تكسرها: يمه فطوم.. فطوم.. قومي حبيبتي الظهر باقي عليه ساعة، قومي كلي شيء قبل الصلاة..

فاطمة بصوت نعسان، وهي حاضنة دبدوبها: يمه فديتج خليني أنام لين يأذن..

أم فاطمة باستسلام سريع: زين يمه، بأرجع أصحيج، إذا أذن..

ورجعت أم فاطمة تنزل الدرج، رغم أنها بترجع تطلع بعد نص ساعة..


****************


الساعة 10 ونص في مكتب جواهر ونجلاء

نجلاء بعدها تقرأ في الجريدة، وجواهر تدقق درجات طالبات نجلاء..

نجلاء بنبرة هادية فيها نبرة فخر خفيفة: ماشاء الله فيه، واحد قطري أخذ منصب المدير الأقليمي للبنك العالمي الإسلامي لكل منطقة الشرق الأوسط، بعد ماكان المدير العام للبنك في قطر بس..

جواهر بهدوء وعيونها مركزة في الورق: الله يزيده، ولكل مجتهد نصيب..

نجلاء: ماشاء الله الجرايد متعبية تهاني له بالصفحات الكاملة..

جواهر بدون اهتمام: وش اسمه أبو تهاني هذا، على الاقل نعرف اسم المدير العود للبنك اللي حسابي عندهم..

نجلاء بنبره هاديه: اسمه.......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:26 am

الساعة 11 في مكتب نجلاء وجواهر

نجلاء بقلق قاتل: جواهر يا قلبي، وش فيج، صار لج نص ساعة وأنتي على هالحال، مثل اللي فاقد الذاكرة..
ياجواهر ردي علي.. حرام عليج اللي تسوينه فيني..
محاضرتج بدت.. منتي برايحة للبنات؟؟
جواهر لو تسوين فيني مقلب، ترا المقلب قلب جد..
جواهر..
جــــواهر.....
جــــــــــواهر.........


جواهر ساكتة، عيونها جامدة ما ترمش، كانها مخلوق انسحبت منه الحياة فجأة.. ونجلاء تحاول تصحي فيها بدون فايدة..

بعد عدة محاولات من نجلاء تكلمت جواهر بصوت هامس كأنه طالع من قبر: أبي أشوفه..أبي أشوفه.....
ثم كملت بصوت مختلف 180 درجة أشبه بصرخة فيلم رعب: أبي أشوفه.. أبي أشوفه

نجلاء بخوف: منهو اللي تبين تشوفينه؟؟

جواهر في حركة وحدة قامت تلبس نقابها، وفي لهجة آمرة: قومي نروح له الحين الحين..

نجلاء بدهشة شديدة وعدم فهم: بسم الله عليج.. منهو اللي احنا بنروح له..

جواهر بسكون مخيف: مدير البنك هذا..

نجلاء باستغراب: جواهر أنتي أشفيج؟؟ استخفيتي؟؟

جواهر وهي مصممة إنها ما تبكي أو تتهور أو تقوم بتصرف تندم عليه لحد ما تتأكد من شخصيته: هو يا نجلاء، هو..

نجلاء وفي رأسها علامة استفهام كبيرة: هو من؟؟

جواهر بهدوء متربص.. حذر.. غامض: أبو العيال...


*******************


في بيت أبو فهد / كانت أم فهد قاعدة عند دلالها تتقهوى بروحها: الله يرحمج يا أم عبدالعزيز، والله أن مكانج بين.. يجعل الجنة مثواج، عقبج مابه من يحاكيني ويرادني الصوت.

نورة اللي توها تدخل سمعت أمها وش تقول: أفا وأنا وين رحت؟؟ ماسد مكان سميتي..

أم فهد تهز راسها بحزن: الله يرحمها ليتج ربعها..

نورة تهز رأسها: الله يرحمها ويجعل الجنة مثواها.. وشفيج مصبحة محزنة.. حد يتصبح بوجه النوري العسل ويكتئب؟

أم فهد بحزن عميق: جهير يا نورة جهير كاسرة ظهري..

نورة بمودة: وش فيها جواهر؟؟ ليت كل الناس مثلها..

أم فهد بنبرة حزينة: بلاكم ما تحسون بوجيعتها.. أنتي كنتي صغيرة، يمكن ماتذكرين وش صار فيها.. بس فهد وطلال وموزة يذكرون.. كانت بتموت على عيالها، أمها كانت مصبرتها وملهيتها.. بس عقب ماراحت نورة، أنا خايفة على جهير من التفكير.. خايفة عليها من الهواجس اللي تسري على الواحد تالي الليل، هواجس التوحاد والوحش..

نورة بمرح: عاد على التوحاد والوحش هذي سويتي فيلم رعب، دلعيها يمه، قولي وحدة ووحشة، بتصير أذرب؟؟

أمها : بلاج مخج فاضي ومصدي، الله يعين عبدالعزيز عليج.. عبدالعزيز الثقل والركادة والعقل، مايطيحه حظه الردي إلا في وحدة خبلة..

نورة بمرحها اللي ما تخليه: إلا يا حظه.. عمتي نورة دعت له كل ليل أكيد عشان حظه يصيدني..

أمها: قصدج يطيح فيج يالحفرة من ردى حظه

نوره بابتسامة: لحول أم فهد ماكلة علينا حصى....وين البشكارة على قولتج، أبيها تسوي لي حليب كرك؟؟

أم فهد: تنظف غرفة حصة..قومي سوي لروحج..

نورة بعيارة: إيه تنظف غرفة دلوعتج أنتي وجواهر.. أبي أعرف هالبنية وش مسوية لكم..ماكلة مخكم؟؟

أم فهد بحب: مسوية الزين والسنع.. مو مثل خبالج..

نورة تصنع الزعل: أفا رجعتي علي.. (تغير السالفة) عيالج المعاريس أكيد بيشرفونا الليلة هم و شواذيهم، بما أن الليلة الجمعة؟؟.. (الشواذي: القرود، تقصد عيال أخوانها)

أم فهد بحب: الله لا يحرمني شوفتهم وشوفة عيالهم.. وكملت بزعل: مافيه شاذي ربي بلاني فيه غيرج..

نورة: قصدج الغزال بس غلط مطبعي ماعليه صلحته لج بس لا تعودينها يا المزيونة.. والله يعينا على الأزعاج الليلة بس


*******************

نجلاء بهدوء حذر ومصدوم: أنت تقصدين أن مدير البنك هذا هو أبو عيالج أبو عيالج اللي ما كنتي راضية تقولين لي اسمه؟؟

جواهر بنبرة غامضة: الاسم كامل هو نفسه، من اسمه لاسم أبوه لاسم جده لاسم العايلة.. قومي نروح البنك أبي أشوفه بنفسي عشان أتاكد.. ما أبي أعطي نفسي أمل.. ويطلع مجرد تشابه أسماء..

نجلاء بحذر: وبأي صفة وباي طريقة بنقابله؟؟ واحد مثل هذا أكيد جدول مواعيده مزحوم..

جواهر بانهيار ماقدرت تمسكه: تكفين نجلاء دوري لي طريقة، أنا موب قادرة أفكر.. حاسة قلبي وعقلي بيوقفون من الخوف..والتوتر.. والرعب.. لازم أشوفه الحين.. ما أقدر أصبر، طالبتج دوري لي حل.. تكفين.. تكفين.. وغلا حمودي عندج..

نجلاء مثل اللي لمعت في رأسها فكرة: انتظري دقيقة... مسكت موبايلها ودقت رقم بسرعة: هلا والله بأخوي حبيبي
............
أبيك في خدمة فديتك
...........
تعرف مدير البنك العالمي الإسلامي؟؟
............
مو الفروع، نبي الرئيس نفسه..تعرفه؟؟
.........
زين تكفى نبي نقابله اليوم..
........
ليش مستحيل؟؟ مو قايل لي الحين أنه صديقك الروح بالروح.. نبي نقابله 5 دقايق بس..
.........
أدري أنه ماسك منصب جديد.. واكيد مشغول بزيادة.. بس أنا أبي أشوف غلاي عندك.. شغل علاقاتك اللي قاعد تشلخ علي فيهم شوي عشان أختك حبيبتك..
..........
يعني خدمة بخدمة؟؟.. الحين أنت أخدمني.. وموضوعك خله بعدين..
...........
نبي نسوي معرض وظايف لطالبات الجامعة، ونبي نقنع بنكه أنهم يشاركون فيه..
..........
طالبتك طلبة.. مو تحاول.. أنا طالعة الحين من الجامعة متوجهة للبنك، عشر دقايق ونكون هناك..نبي نوصل يكون عنده خبر بجيتنا..
..........
أنا وجواهر...
..........
موب شغلك.. لا صارت مرتك تحكم فيها..
...........
ماعليه.. نتفاهم.. مع السلامة


طول وقت المكالمة وجواهر كانت في عالم ثاني.. ثاني.. ألف فكرة توديها.. وألف فكرة تجيبها.. حاسة أنها ضايعة.. مثل ريشة وسط إعصار، حاسة أنها مقبلة على شيء خطير..أخطر منها ومن أعصابها ومن تفكيرها.. حاسة إنها على وشك الانهيار..

تعودت على حياتها الرتيبة، اللي بدون طعم، المليانة حزن ودموع.. اللي مافيها شيء مفرح غير عبدالعزيز.. تعودت على سهر الليالي مع الذكريات واليأس والوجيعة.. تعودت على الحياة الصامتة مثل قبر خالي..

لو كان هو جد أبو عيالها..ياترى بتشوف عيالها أخيرا؟؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟ نوف وعبدالعزيز أخيرا؟؟ أكيد شباب الحين.. كيف صارت أشكالهم؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وكيف؟؟ وهل؟؟ وألف كيف وهل وليش ؟؟

هل قلبها اللي تشبع بالحزن ممكن يعرف طعم الفرحة؟؟ .. طيب ولو هو أنكر معرفته فيها.. طيب لو أصلا ما كان هو في الأساس.. وكان مجرد تشابه أسماء.. ولو؟؟ ولو ؟؟ ولو؟؟

حست رأسها بينفجر وهي خلاص مو قادرة تفكر، مع إنهاء نجلاء لمكالمتها الثالثة: يالله قومي بنروح..

جواهر مثل الجسد اللي من غير روح، قامت تسحب روحها مع نجلاء، وهي تطلع بارتباك مفتاح سيارتها..

قالت لها نجلاء بثقة، وشخصية أستاذة الجامعة القيادية تظهر بوضوح: رجعي السويج لشنطتك.. أنا مجنونة أخليج تسوقين وأنتي بهالحالة.. أنا كلمت دكتورة تهاني، سايقها واقف برا، توه جايبها.. وهي ماراح تخلص قبل المغرب.. هو بيوصلنا البنك، وبعدين يرجعنا للبيت، وكلمت السكرتيرة وطلبت منها تعلق اعتذرات عن محاضراتنا اليوم، وسيارتك خليها هنا لحد يوم الأحد ماراح يجيها شيء.


جواهر كانت تهز رأسها بدون تفكير لكل شيء تقوله نجلاء اللي كانت تسحبها من يدها وتركض فيها لمواقف أعضاء هيئة التدريس.


**************

في البنك/ مكتب المدير

مازال (....) في حالة الذهول المنعش و الخدر اللذيذ اللي اجتاح خلاياه، من بعد الصوت اللي سمعه..

قاطع حالته السكونية الغريبة والممتعة، دخول سكرتيره خليفة عليه:
أنا أسف بو عبدالعزيز، بس (أبو فيصل الـ ) مصر إلا يكلمك ضروري..يقول يدق موبايلك مسكر..

تنهد (هو) تنهيدة طويلة وهو آسف على الظروف اللي أجبرته على الخروج من الصومعة اللي كان مستمتع فيها: حوله لي

لقط سماعة مكتبه: هلا والله بابو فيصل. وينك يالقاطع.. يا أخي ما كأنا بربع، وينك أسبوع ما سمعت صوتك؟؟
..............
الله يبارك فيك، عقبال ما أبارك لك في زواجك من اللي منشفة ريقك..
.............
أفا.. انت تآمرني أمر..
.............
وش هالأحراج يا بو فيصل..زين بأخليهم يقابلون رئيس الموارد البشرية.. هو المسئول عن سوالف فرص العمل والتوظيف..
..................
تقول جايين في الطريق، ويمكن على وصول.. لحول يابو فيصل.. مالقيت تبلشني إلا في عجايز الجامعة.. الله يسامحك..
.............
زين عشان خاطرك أنت بس.. بس تراني بأدفعك ثمن هالخدمة غالي..
...............
في أمان الكريم


مع إنهاء (هو) لمكالمته، كان خليفة يدخل عليه، ويقول: فيه برا دكتورتين من الجامعة، يبون يقابلونك.. ويقولون أنهم من طرف أبو فيصل..

(هو) بنفاذ صبر: هو حد وداني في داهية غير أبو فيصل، خلهم يتفضلون.. واسمعني عدل.. بعد 7 دقايق بالكثير تدخل وتقول أنه الموظفين ينتظروني عشان الاجتماع.. أنا اليوم مشغول وايد.. وماني فاضي لقرقرة حريم.. الله يبلش أبوفيصل..

خليفة: إن شاء الله طال عمرك..

خليفة يفتح الباب على أخره ، ويأشر بيده للداخل وهو يقول: تفضلوا لو سمحتوا، سيادته ناطركم.........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:27 am

طول الفترة اللي تفصل بين الجامعة ومقر البنك الرئيسي اللي في منطقة الأبراج على الكورنيش، جواهر ونجلاء قاعدين جنب بعض متلاصقين على الكرسي اللي ورا، و كانت جواهر ترتعش في حضن نجلاء، اللي كانت حاضنتها بقوة..

كانت جواهر حاسة أنها مو قادرة تسيطر على نفسها ولا حتى على حركة جسدها..كانت ترتعش بعنف كأنها تقف بدون ملابس حافية على جليد القطب الشمالي..

كانت متوترة متـــــــــــــــوتــــــــرة إلى أبعد حد.. حست إنها يمكن استعجلت في قرارها إنها تروح تشوفه، كان مفروض إنها انتظرت لين تقدر تسيطر على أعصابها..لو كان هو فعلا (......) ما تبيه يحس أنها أضعف منه.. أو إنها منهارة، تبيه يشوفها قوية.. وأقوى منه..ما تبيه يحس بطعم الانتصار عليها..ويشوفها عاجزة توقف في وجهه.. تبيه يحس بحقارته وإنه مخلوق تافه حقير ما يستحق توترها..

مليون مليون سيناريو رسمته للحظة اللي بتشوف فيها عيالها، اللحظة الأولى، واللقاء الاول ، والحضن الأول
لكن عمر السيناريو، ماكان كذا، كانت تتمنى تشوف عيالها أولا، لكن هو لا لا .. عمره ماكان موجود في السيناريوهات الي رسمتها في بالها سنين وسنين.. كانت تحاول تمسحه من ذاكرتها وخيالها.. حتى اسمه ماكانت تحبه ينذكر قدامها

لكن والآن..في سيناريو اليوم هي خايفة تتهور في البنك قدام العالم، تصارخ عليه، أو حتى تشيل جزمتها من رجلها، وتخبطه بالكعب على رأسه. أو حتى تشيله (أبو عظام) وترميه مع الشباك.

كل ماقربوا من البنك، ارتعاشها يزيد، وتوترها يتعاظم ويتعاظم، حاسة قلبها بيوقف، والتنفس عندها صار ثقيل ثقيل..النفس صعب إنها تأخذه أو تسحبه أو حتى تزفره، كأنها تسحبه من بير بدون قرار، وتنفثه في حفرة من لهيب يحرق وجهها..

نجلاء اللي حاسه بارتعاشها في حضنها، تكلمها بحنان بهمس: جواهر تحبين نرجع البيت ونقابله يوم ثاني؟؟

جواهر مثل اللي لسعتها حيه: لا لا خلاص هذا إحنا وصلنا.

وفعلا ..كانوا وصلوا لمقر البنك الضخم اللي محتل برج من 17 طابق.. دخلوا للبنك، ونجلاء هي اللي تولت مسئولية كل شيء
في الوقت اللي كانت جواهر تصلب طولها، وتحاول تبعث أكبر قدر من الثقة في نفسها: خلاص يا جواهر، أنتي ماعدتي طفلة أمس تخافين، أنتي مره ناضجة، وأستاذة جامعة، حطي رأسج براسه، وعينج بعينه. لازم تدفعينه ثمن غدره وخسته ونذالته غالي.. بس اشلون؟؟

نجلاء بلغة جدية بعد ما أنهت استفساراتها من الأستقبال: مكتبه في الطابق 17.. يالله..

جواهر تأخذ نفس عميق: بسم الله، توكلت على الله وهو حسبي.

وتوجهوا للمصعد طالعين للطابق 17


***************


في مكتبه

مع دخلة الدكتورتين للمكتب وقف عشان يرحب فيهم، كما يستلزم الذوق..

نجلاء تبلمت غصبا عنها، لما شافته يقوم برشاقة من ورا مكتبه، عشان يرحب فيهم.. عمرها بحياتها كلها كلها كلها ماشافت رجّال كذا، لا في الحقيقة ولا حتى في التلفزيون ولا حتى في الأحلام، كل شي فيه مرسوم بالمسطرة.. بالسانتي.. بالملي : الهيبة الكاسحة.. الحضور المسيطر.. الطول الفارع.... العرض الاسثتنائي .. الرجولة الطاغية.. الوسامة المذهلة.. المغانطيسية الآسرة..

جواهر دخلت وهي تحس أنه قلبها بيوقف، مو قادرة تتنفس، مو قادرة تطالعه، كانت تطالع في كل شيء بالغرفة إلا ناحيته..

(هو) كان يقول في نفسه وقت دخلتهم: يالله خل نخلص منهم بسرعة، يفارقون..

طالعهم بنظرة اعتيادية، كانوا ثنتين:
وحدة لابسة عباية وشيلة.. وطولها عادي.. ووجهها الهادي المتوسط الجمال كأنه مألوف بالنسبة له..
الثانية لابسة عباية ونقاب، ولفت انتباهه طولها الفارع، كأنه طول عارضة أزياء، استغرب.. لأنه نادر ماشاف قطريات بهالطول..

هو يرحب ويأشر على الكراسي اللي قدام مكتبه: يا هلا ومرحبا والله بجامعة قطر كلها، شرفتوا مكانكم، تفضلوا، مين فيكم أخت أبو فيصل؟؟

نجلاء من سمعت صوته الواثق ارتبكت مرة ثانية غصبا عنها، في نفسها كانت تقول: وش هالصوت والثقة، سبحان اللي خلق هالرجّال؟؟

جواهر من سمعت صوته انقلب حالها، هو.. هو.. هو..

هـــــــــــــــــــــــــــــــو

عمرها مانست هالصوت، من أول يوم سمعته ليلة زواجهم قبل 18 سنة.. نفس الصوت.. نفس الصوت.. نفس الصوت.. واثق أكثر..
وأنضج ..
وأكثر رجولة..
بس هو نفس الصوت.. هو.. هو.. هو

هــــــــــــــــــــــــــــو

حست بكره غير طبيعي وحقد يطلع إشعاعات إشعاعات من جسدها، جلست هي ونجلاء على الكراسي، ما تكلمت نهائي ولا بحرف، ومارفعت عينها عن يديها المشبكة في حضنها..

في الوقت اللي كانت نجلاء عرفته عن حالها وإنها أخت أبو فيصل، وقعدت تشرح له باختصار فكرة معرض الوظايف ،اللي هو على فكرة كان معرض حقيقي، بس نجلاء طبعا مالها علاقة فيه، وقررت تعطيه رقم العلاقات العامة في الجامعة عشان ما تتورط وفي نفس الوقت يبين صدقها، على أساس أنها جايه وسيط بس..

كانت جواهر بس تسمع الصوت، ومع كل حرف وكل كلمة، كانت تتأكد أنه هو ..هو..هو..
وكانت تحس بكره السنين يتجمع ويتجمع ويتجمع:
ناجح وواثق من نفسه ومبسوط وسعيد وعيالي معه، في الوقت اللي أنا فيه أعاني وأعاني وأتعذب..

و(هو) كان مستغرب، من صمت الدكتورة الثانية الغريب، فقرر أنه يبادر من باب اللياقة والذوق: زين دكتورة نجلاء.. ماعرفتينا على حضرة الدكتورة الثانية؟؟

لحظتها نجلاء ارتبكت
وجواهر قررت ترفع عينها وتحطها بعينه
هو انلسع.. تكهرب.. احترق من نظرة الكره النارية غير الطبيعية.
وهي انصدمت لجزء من الثانية: كان شكله متغير متغير كثير، وين الوجه النحيف والجسد النحيل؟؟

وبعد نظرة الصدمة اللي دامت أقل من ثانية وحدة، رجعت نظرة الكراهية تطل من عيونها اللي ركزت في عيونه
هو..هو.. هو..
نفس العيون.. نفس الوجه.. نفس الأنف والشفايف..
هو.. هو .. هو

هــــــــــــــــــــــــو


هو ارتبك..
وماقدر يبعد عيونه عن العيون اللي كانت تتحداه، وترسل له نظرات كره عمره ماشاف أحدّ منها: هاه دكتورة نجلاء ماعرفتينا على الدكتورة الثانية، إلا لو هي موب حابة تعرف عن نفسها؟ هو بنبرة غامضة فيها لمحة ارتباك ماتعود عليها..

وقتها جواهر وقفت فجأة
(وهو) استغرب من وقفتها المفاجئة الحادة
افتحت شنطتها، وطلعت شيء يشبه بطاقة دعوة
انحنت ناحيته وهي تحط عينها في عينه بكل قوة
حطت البطاقة بقوة على مكتبه قدامه مباشرة

وهو كانت عينه تنتقل من عيونها اللي كان فيها خليط سحر وكره عمره ماشاف مثله، ليدها اللي كانت تثبت البطاقة على المكتب وظلت على البطاقة للحظة من الزمن

كان يطالع في يدها بتمعن غصبا عنه.. يدها ناعمة وشفافة كأنها مصنوعة من الكريستال (هذا كان اللي يدور برأسه) أظافرها مقصوصة بنعومة لأخر حد، ومايدري ليش انبسط من هالنقطة.

مايدري أشلون راح تفكيره المجنون ليدها، جاه هاجس مجنون أنه يثبت يدها الناعمة بيده بقوة على مكتبه، مكان ماهي حاطتها الحين فوق البطاقة

وكان بيسويها بدون تفكير في العواقب اللي يعرف إنها بتكون خطيرة لو هو سواها، بس هو حس إنها تتحداه، وهو ما تعود يخسر تحدي
وكان خلاص بيسويها.. لولا إنها سحبت يدها، وعطته ظهرها وتوجهت مباشرة للباب في ثقة مصطنعة.

نجلاء ارتبكت من موقف جواهر، سلمت عليه وشكرته، وطلعت وراها، بعد أقل من 5 دقايق من دخلتهم عليه.

و(هو) كان مصدوم من اللي صار قدامه، وش فيها هالدكتورة؟؟ مجنونة؟؟ أكيد مجنونة؟؟ ليش سوت كذا؟

تذكر البطاقة
فتحها بحذر:

الزميل الفاضل/عضو هيئة التدريس بجامعة قطر

أتشرف بدعوتكم إلى حفل إطلاق كتابي المرجعي الثالث بعنوان (.......) وسيكون الحفل في مبنى النشاط الطلابي/ بنات الساعة 9 صباحا تاريخ....

(هو) لحد الحين مو مستوعب: وش هالغباء؟؟ تعطيني بطاقة مخصصة لجامعة قطر، وفي مبنى البنات بعد، لا والتاريخ فايت صار له شهر..

(هو) مثل اللي لمع في راسه شيء، رجع يفتح البطاقة على اسم الداعي في أخر البطاقة:

الدكتورة: جواهر منصور الـ

هو مثل اللي صبوا على راسه مو ماي بارد، إلا ماي مثلج وبعده ماي مغلي.. حس أنه مخه انشل، وأطرافه انشلت

معقولة؟؟ معقولة؟؟ معقولة؟؟

حاول يسيطر على نفسه، بشخصيته القيادية اللي هو تعود يتصرف في إطارها..وقام ركض يبي يلحق الدكتورات اللي طلعوا من دقايق.

**********

قبل دقايق

على باب مكتبه، جواهر من طلعت من باب مكتبه، كل القوة اللي كانت متسلحة فيها انهارت

رجولها مو قادرة تشيلها، سندتها نجلاء، وهي حاسة أنها مو قادرة عليها، جواهر أطول منها، وجسمها منهار بين إيديها، سحبتها سحب وجلستها على الكنبة الطويلة في مكتب سكرتيره..

وخليفة السكرتير مستغرب من اللي قاعد يصير قدامه.. بس ظل ساكت من باب الذوق.. وعقب سألهم لو كانوا محتاجين شيء..
فطلبت منه نجلاء يتكرم يجيب لهم ماي..

نجلاء بقلق واستفسار: جواهر هو هو.. صح؟؟ وإلا ما كان صار لك كذا..

جواهر بصوت مسحوب منه الروح، كأنه يأتي من عالم ثاني: إيه.. إيه.. إيه..هو.. هو..

هـــــــــــــو

هــــــــــــــــــــو

هــــــــــــــــــــــــــــــــو

عــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــدالله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:29 am

في غرفة مها والجازي عقب صلاة الظهر

كل وحدة منهم متمددة على سريرها
مها ماسكة لابتوبها وتفرفر في المنتديات عن ريجيمات جديدة..

الجازي حاطة سماعة الأي بود على أذنها تسمع أغنية راشد الماجد الجديدة..

دق الباب دقة هادئة بس قوية، مها بدون اهتمام: ادخل..

وكانت الصدمة لهم كلهم إن اللي دخل سعود، اللي نادر جدا جدا يدخل غرفتهم مو مثل محمد اللي يحب يحوس في أغراضهم..

نطت كل وحدة منهم من سريرها واقفة، مها قفلت اللابتوب، والجازي رمت الأي بود وهي تقول في نفسها: ياويلي بيقتلني، أكيد جاي يهادني بسبة غيابي، ليتني ماغبت، ليتني ماغبت..

سعود اللي كان بعده بلباسه العسكري اللي يكشف بنيته المتناسقة بالنجمتين المعلقة على كتفه، قال بلهجة هادئة: السلام عليكم.. وتوجه وجلس على سرير مها.. ردوا السلام وكل وحدة منهم بالها يودي ويجيب.. سعود كمل بنفس الهدوء: الجازي لو سمحتي، اطلعي إنزلي لأمي وقفلي الباب وراش..

الجازي: حست أنه انزاح عن صدرها حمل: الحمدلله ما انتبه أني مارحت للمدرسة.. ونزلت ركض على الدرج بعد ماسكرت الباب، خايفة يغير رأيه ويناديها.

مها هنا حست روحها بتطلع، سعود ماقفل عليها هالقفلة إلا يوم خطبتها بس.. يعني القفلة هذي وراها شيء كايد..

سعود: إجلسي مها.. أبيش في موضوع ..

مها بحذر: سم فديتك..

سعود كمل بهدوء وبساطة، كأنه يتكلم في سالفة عادية جدا: أبيش تسألين رفيقتش فاطمة، لو ماعندها مانع تتزوجني.. خطبتها من أبوها أبو صالح..

مها حست كأنها انضربت على رأسها بحديدة : سعود وفاطمة، فاطمة وسعود.. وماقدرت تفتح ثمها بشيء..

سعود بنفس نبرته الهادية: أشفيش مها، ما أعتقد إن طلبي صعب لذا الدرجة..

مها وهي تسحب نفس عميق: الأحسن إنك تصرف نظر عن فاطمة، وأنا بادور لك بنفسي غيرها..

****************


في البنك/ في مكتب خليفة

جواهر مو قادرة تسحب نفس، حاسة إنها بتختنق، ونجلاء تناولها الماي عشان تشرب.. وخليفة مستغرب من الفيلم اللي قاعد يصير قدامه..

جواهر بصوت مو باين: عبدالله يا نجلاء عبدالله.. هو يا نجلاء هو..
أرجوج نجلاء قومي خلينا نروح قبل يطلع ويشوفنا بعدنا هنا.. أرجوج.. أرجوج.. أموت ولا يشوفني مو قادرة أوقف..

نجلاء بخوف: انتي فعلا مو قادرة توقفين، أنا بأتصل بالاسعاف..

جواهر بحدة ما تتناسب مع حالتها: أرجوج نجلاء أفهميني، أبيه يعرف أني أقوى منه، أنه ماهز شعرة من رأسي.. قومي أرجوج.. ارجوج أحب على يدج..وهو الحين اكيد عرف إنها أنا.. قومي قبل يطلع..

نجلاء سندت جواهر وتوجهوا للمصعد ، مع انغلاق أبواب المصعد عليهم.. كان عبدالله يطلع من مكتبه..
سأل خليفة بلهجة حذرة: وين راحو الدكتورات اللي طلعوا من عندي قبل شوي؟؟

خليفة بلهجة محايدة: نزلوا (بدون ما يقول له على سالفة أنه وحدة منهم تعبت وجلست في مكتبة دقايق ترتاح، لأنه حاس إن السالفة محرجة وفيها شيء غير مفهوم، فحب يلتزم حدوده)

عبدالله وقف على الباب دقيقة وهو يفكر بشيء، بعدها رجع لمكتبه وقفل الباب..

****************

في سيارة تهاني

نجلاء حاضنة جواهر اللي ترتعش بشكل غير طبيعي، نجلاء مرعوبة عليها وخايفة..

نجلاء توجه كلامها للسايق: حسين روح للمستشفى الأهلي.. هو أقرب مستشفى من هنا.. بسرعة..

جواهر اللي توها تستوعب: ليش المستشفى؟؟..

نجلاء بخوف: ما تشوفين حالتج، خلهم يعطونج إبرة مهدئة على الأقل..

جواهر بصوت واثق مختلف عن حالتها: مافيني شيء نجلاء والله أنا الحين أحسن.. وجهت كلامها للسواق: حسين روح لبيتي..

نجلاء بحذر: أنتي أكيد أحسن؟؟؟

جواهر بلهجة مطمئنة: والله أكيد..

نجلاء بترقب: يعني ممكن أسال؟؟

جواهر بهدوء: عن شنو؟؟

نجلاء باستفسار: ليش ما كلمتيه؟؟ ليش ما طلبتي تشوفين عيالج؟؟ يعني سحبتينا للبنك.. واخرتها تحطين ورقة على مكتبه وتطلعين؟؟

جواهر بهدوء غامض: يعني وش كنتي تبين أسوي له، أضربه، أنا بصراحة كان نفسي أقتله مو أضربه بس، بس غلبت تفكيري المنطقي.. ووش كنتي تبين أقول له؟؟ قوم قدامي ودني لعيالي؟؟ كأننا في فيلم قديم ماله طعم.. الحياة شيء ثاني.. أنا لو علي: أبي أشوف عيالي الدقيقة هذي قبل اللي بعدها وخصوصا بعد ما عرفت أنهم خلاص صاروا قريب..

بس أنا خايفة عليهم.. أنا ما أدري هو اشلون برر غيابي لهم.. خايفة من ردة فعلهم.. تأثير معرفتهم بوجودي.. تعرفين هم في سن حرجة الحين.. وهم اللي لازم يكونون في المقام الأول، لا لهفتي عليهم، ولا كرهي لأبوهم

لازم أفكر عدل، قبل أقدم على أي خطوة..وأنا خفت أفتح الموضوع معاه في البنك أسوي له فضيحة.. لكن الحركة اللي أنا سويتها في البنك أنا متاكدة أنها خلته يفر حوالين نفسه.. وياما جاي لك يا عبدالله.. إذا خليتك تفر.. ما تعرف رأسك من رجلك.. ما أكون جواهر بنت منصور..

نجلاء بلهفة: وش ناوية تسوين؟؟

جواهر بحقد غريب: أشياء وايد بس خليني أرتب أفكاري.. أهم شيء أنه خلاص زمن الدموع راح وولى، مستحيل أشمته فيني أو أخليه يحسني ضعيفة قدامه..

وهم يتكلمون، رن موبايل جواهر، طلعت جواهر موبايلها تظن إنه عبدالعزيز، كان نفس الرقم المميز: نفس الرقم اللي دق علي الصبح يا نجلاء.. أنا ناقصته هذا.. خلني أرجع للبيت وأعطي الرقم عبدالعزيز يتفاهم معه..

نجلاء بحدة: وليش عبدالعزيز، هاتيه أنا أأدبه

ردت نجلاء: شوف يا أبن الناس، إذا ماعندك حريم تغار عليهم، إحنا لنا رجال يغارون علينا، يا أما إنك تنسى هالرقم، وإلا خليناهم ينسونك إياه..
.............
ملامح صدمة حقيقية على وجه نجلاء: إيه أنا الدكتورة نجلاء.. من معاي؟؟ وهي تحس إن هالصوت المميز سمعته قبل..
............
دكتور عبدالله ، آسفة ما أعتقد إنها تقدر تكلمك الحين..

جواهر بدهشة وحدة: عبدالله؟؟ وليش ما أقدر أكلمه، خايفة منه يعني.. هاتيه..


************

في غرفة مها/ الاجتماع المغلق بينها وبين سعود مازال قائم

سعود بلهجة فيها شوي انفعال، تخلى فيه عن قناع البرود: ليه؟؟ أنتي شايفة على البنية شيء؟؟

مها برعب: لا والله، حاشا.. أنا أشهد انها حشيمة، ومتربية وبنت ناس..

سعود يرجع لبروده: زين ليش ما تبيني أتزوجها؟؟ المفروض إنها صديقتش، وأنا أخيش، يعني تفرحين لنا..

مها بحذر: ولأنها صديقتي، وأنت أخي.. أقول لك إنكم ما تصلحون لبعض، ولا واحد في المية

سعود بهدوء: يعني عشانها حضرية وأنا بدوي، ما أشوف هذا سبب.. أو لأنها ما تغطي وجهها، عادي المره تمشي على شور رجّالها.. وما أعتقد إن تغطية وجهها بتكون مشكلة لها..

مها بنفس الحذر: لا مهوب ذا السبب ولا ذاك، فاطمة دلوعة أهلها، أقل شيء ممكن يكسرها، تحسها أحيانا مثل اللعبة من الدلع والنعومة والرفاهية ، وانت بصراحة جد بزيادة، واعذرني على ذا الكلمة: دفش وفيك شوي قسوة، يعني هي الشرق، وأنت الغرب..

سعود بنفس هدوءه اللي يقتل: يعني بس هذا السبب؟؟

مها وهي نفسها تخنقه: إيه..

سعود وهو يوقف متوجه لباب الغرفة، بلهجة آمرة: أنتي بس إسأليها.. وردي لي خبر

مها وقفته بخوف وقالت بتردد: سعود أنت اللي تنفع لك وحدة مثل دانة بنت عمي هادي..

سعود طالعها بغضب وقال لها: مهوب شغلش، نفذي اللي قلته وبس..

مها وهي نفسها لو أنه مو أخوها الكبير عشان تفش حرتها فيه: إن شاء الله.. سعود، اللي تبيه


***************



في مكتب عبدالله، بعد ما رجع لمكتبه وقفل عليه الباب، رجع لكرسيه، وهو يفكر.. ويفكر

معقولة تكون الدكتورة جواهر هي نفسها جواهر زوجتي السابقة وأم عيالي؟؟
معقولة تكون درست وخلصت لا وخذت ماجستير ودكتوراة وكل هذا خلال 17 سنة؟؟ مستحيل.. مستحيل.. لو هي أينشتاين القرن 21.. مستحيل.. من وحدة ماتعرف تقرأ وتكتب، لدكتورة جامعة، لا ومؤلفة كتب علمية في تخصص علمي صعب بعد..
مستحيــــــــــــــل..

لا وهـــــالـــطـــول..
من وين جابته كله؟؟ من قزمة لوحدة بهالطول...
أنا بأتجنن..بأتجنــــــــــــن

لا والصــــــــوت؟؟
بس هي ما تكلمت ولا قالت كلمة..
أقصد الصوت اللي سمعته في التلفون ودوخني.. يكون صوتها بعد؟؟... اللي خلاها تتغير هالتغيرات كلها، عادي يخلي صوتها يتغير.. جات على الصوت يعني؟؟

طيب أشلون أتأكد؟؟ أشلون أتأكد؟؟ إنه جواهر هي جواهر..

الرقم.. الرقـــــــــم

بأرجع أتصل على نفس الرقم، بيد ترتعش حاول إنها تكون واثقة، رجع يتصل على نفس الرقم:

رن كم مرة، قبل ماينرد عليه، حس قلبه بيوقف من الترقب مع انفتاح الخط
بس.. بس مو نفس الصوت.. وحدة تهزئ فيه.. بس مو نفس الصوت.. صوت هو سامعه، وتوه سامعه،
عرف صاحبة الصوت..
وخلاص تأكد من اللي يبيه..
ورجع يسيطر على زمام الأمور: دكتورة نجلاء؟؟ بكل ثقة وهدوء
..................
أنا عبدالله، مدير البنك العالمي الإسلامي، ممكن أكلم الدكتورة جواهر؟؟
................
وبعدها سمع حس ثاني يتكلم معاها، ثم جاءه صوتها الغامض الغاضب الملتهب المتجمد، الصوت العامر بالمتناقضات:

- نعم يا دكتور عبدالله؟؟ أو أقول زوجي السابق أحسن؟؟ أو أقول خطاف الأطفال أحسن واحسن؟؟ أو أقول الخاين النذل الخسيس أحسن وأحسن وأحسن؟؟ (جواهر بصوت غلفته بالبرود مع إنها كانت تغلي من داخل)

- عبدالله كان مصدوم من هجومها البارد الحاد عليه، لكنها ماراح تغلبه في لعبة البرود اللي هو بطلها: هلا بالدكتورة جواهر؟؟ أو أقول زوجتي السابقة أحسن؟؟ أو أقول الأم المهملة اللي كانت بتقتل عيالها بجهلها أحسن وأحسن؟؟ أو أقول الباردة والوقحة وطويلة اللسان أحسن واحسن وأحسن؟؟


- أنت بأي حق تهاجمني؟؟ (جواهر بذات اللهجة الباردة اللي تحتها نار تشتعل)

- بنفس الحق اللي عطيتيه لنفسج.(عبدالله بنفس برودها)


- أنا لي ألف حق وحق، ما اعتقد أني حرمتك من عيالك 17 سنة بكل وحشية، كأني حيوان سادي مجرد من الإنسانية. (بذات البرود الخشن)

- أعتقد أني عندي أسبابي، وأنا غير مجبر بمناقشتها مع أستاذة جامعة قليلة أدب . (بلهجة فيها شوي حدة) كمل: انا عندي الحين شغل، وأفضل أني أتفاهم مع عبدالعزيز مو معاج. (مع أنه كان يكذب، كان يبي يتفاهم معها، ومعها هي بس، صوتها بعث فيه حيوية غير طبيعية، أشعلت بركان خامد في أعماقه، عمره في حياته ماسوت فيه أنثى كذا، صوتها و روح التحدي اللي عندها جننوه)


- وأنا بعد أفضل إنك تتفاهم مع عبدالعزيز (بس هي كانت صادقة، ماكانت تبي تسمع صوته أو تشوفه مرة ثانية).. أنا أبي أشوف عيالي في أقرب وقت، فياليت أنكم تتفاهمون على الطريقة الأنسب.. تحب أعطيك رقمه؟

- عبدالله بلهجة واثقة مستفزة: مثل ماجبت رقمج، أقدر أجيب رقمه، مع السلامة..

(الله لا يسلم فيك عظم) ..جواهر بلهجة غضب وحقد ويأس، بعد ما سكر الخط..

نجلاء بلهفة ودهشة وترقب: عمري ماسمعتج تتكلمين بهالطريقة الحادة، وإلا المسبات اللي قلتيها له.. واااااو ..عمري ما تخيلتها في قاموسج..

جواهر بحدة: وقح وبارد بشكل ما تتخلينه، عقب اللي سواه فيني كله، ما كأنه سوا شيء.. لا ويقول إني الوقحة الباردة بعد.

نجلاء بخبث: بس الحق ينقال، الحين عرفت ليش ما تزوجتي عقبه، ليلة وحدة مع رجّال مثله، تكفي عن ألف عمر، ماعدلتي صراحة في وصفه، شنو هالرجّال القنبلة؟؟

جواهر بغضب: شوفو تفكيري وين، وهي وين راح تفكيرها، الله يأخذه ويأخذ الألف عمر معاه..

نجلاء وهي تضحك: خلاص وصلنا بيتج، بأنزل معاج، وبأخلي سواقي يجيني هنا..


من ناحيته عبدالله سكر الخط، هو في عالم ثاني، تسند على كرسيه، وغطا عيونه بيده: شنو هالنمرة المفترسة؟؟ معقول هذي جواهر الطفلة الوديعة؟؟
ابتسم وهو يقول لنفسه: لو كنت قدامها يمكن كان قطعتني ببرود، وكلتني بشوكة وسكين بكل هدوء..

بس أنا اللي أعرف أربيها، واعرف أشلون أكسر رأسها..
إذا ما أدبتها على تطويلها لسانها علي
ما أكون عبدالله ابن محمد..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:30 am

عبدالعزيز طالع من شغله وتوه يركب سيارته، رن موبايله، طالع الرقم، رقم غريب ومميز جدا

عبدالعزيز: من ياترى اللي يدق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
...........................
إيه طال عمرك في الطاعة، أنا عبدالعزيز بن منصور
..........................
الله يسلمك ويبقيك
.......................
الحمدلله يسرك الحال.. من معاي لاهنت؟؟
.......................
باستغراب كبير: مدير البنك العالمي الإسلامي؟؟ بأيش ممكن أخدمك؟؟
....................
الحين الحين؟؟
...................
طيب.. المشوار من مكان شغلي في شارع السد، لين منطقة الأبراج، في هالزحمة ووقت طلعة الناس من دواماتهم، يمكن ياخذ ساعة.. فيه مشكلة؟؟
..............
نتقابل بعد ساعة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سكر عبدالعزيز تلفونه، وهو مستغرب أيش يبي فيه مدير البنك هذا؟؟ وتوجه بسيارته لمنطقة الأبراج.


***************


جواهر في بيتها ونجلاء بعدها عندها، نجلاء بلهجة قلق خفيف: أكيد أنتي الحين تمام؟؟ قولي لي الصراحة؟؟

جواهر بلهجة هادئة فيها رنة فرح غريبة: والله تمام، ومبسوطة يا نجلاء والله مبسوطة، أول مرة أكون مبسوطة كذا من سنين..

خلاص بأشوف عيالي يا نجلاء، تضحك بصوت عالي، تدرين مبسوطة وايد... بس في نفس الوقت خايفة ومتوترة..

جواهر بنبرة خليط من الخوف والرهبة والتوتر والفرح: ما أدري أشلون بيكون تقبل عيالي لي، تدرين 17 سنة مو شوي
ومثل اللي لمع في راسها فكرة: ولو كان أبوهم متزوج، ما أدري أشلون دور مرت أبوهم في حياتهم........كملت بخوف: تعتقدين تكون عذبت عيالي أو جننتهم؟؟ يمكن يكونون متعقدين الحين يا قلبي يا عيالي؟؟

نجلاء بابتسامة حب وهي تسمع كلام جواهر: يا حبيبتي شنو هالأفكار؟ ومن قال لج أنه تزوج؟ .......غمزت نجلاء بعينها وكملت بخبث: يمكن عايش على الاطلال وذكرى الليلة الوحيدة مثل بعض الناس..

جواهر بغضب: صدق ما تستحين، بس خلينا في موضوعنا.. إذا جينا للحق زواج عبدالله مني ماكان يعتبر زواج، وأنا ما كنت مره، وكان مغصوب على السالفة كلها، يعني ماحد يلومه لو بغى يتزوج، وخصوصا أنه بعده شاب، واعتقد مثل ماشفتيه، ماعليه قاصر..

نجلاء بلهجة استنكار: هذا ماعليه قاصر.. هذا ...

قاطعتها جواهر: والله لو رجعتي تمدحين لي في شكله الغلط، باطردج من بيتي الحين.. آوت

نجلاء باستفزاز مرح: عادي اطرديني، أصلا أنا أبيج تطرديني أروح لبيتي، وثانيا: أنا كلمة الحق ما أخليها ببلعومي بعدين أغط فيها، وثالثا: سايقي برا ينطرني، خليني أروح.. وكملت نجلاء وهي متوجهة للباب: ورابعا: سبحااااااان ربه اللي خلقه على هالرجولة كلها.. وخامسا:

قبل ماتكمل خامسا، كانت جواهر ترميها بالكوشية اللي ماصابتها، لأن نجلاء طلعت وقفلت الباب وراها


*****************


وصل عبدالعزيز لمقر البنك، وقف سيارته في المواقف اللي بدت تفضى، واتصل بجواهر عشان يقول لها أنه يمكن يتأخر عشان ما تحاتي لو تأخر.. وطلع لمدير البنك وهو يفكر بالسبب الللي ممكن يكون مدير البنك هذا طالبه عشانه، خطر له الف فكرة، أكثرها متعلق بالشغل، وانهم يمكن يبون يقدمون تبرع لبيت الزكاة، لكن ولا فكرة منها كانت الفكرة الحقيقية..

وصل لمكتب المدير في الطابق 17
لقى خليفة قاعد ينتظره في مكتبه: أستاذ عبدالعزيز منصور
- نعم..
- المدير ينطرك، وانا قاعد أنطرك، أبي أدخلك أروح.. دوامي خلص من 10 دقايق.. تفضل.. تفضل..

دخل عبدالعزيز بحذر، وخليفة دخله وقفل الباب وراح..
كان في المكتب شخص واحد واقف، معطي الباب ظهره، ويطل مع الشباك الزجاجي الضخم اللي يطل على الكورنيش، ومحتل الواجهة كاملة..

لما سمع صوت الباب انقفل، الواقف فر جسمه بالكامل لناحية الباب، عبدالعزيز لما شافه، حس إحساس غريب، وكان قلبه بينط من مكانه..

الواقف مشى خطوات واسعة وواثقة ناحية عبدالعزيز، وهو مبتسم ابتسامة سعادة حقيقية تطل من عيونه..

مد عبدالعزيز كفه له، فتفاجئ عبدالعزيز أنه يجذبه من يده ويحضنه، ويطول وهو حاضنه بكل قوته، حس عبدالعزيز بالإحراج،أولا من هالحضن من هالشخص الغريب ، ولأنه كان أطول منه بكثير ثانيا..

بس بعد ثواني حس عبدالعزيز أن هالحضن مو غريب عليه، وكأنه ياما رمى نفسه فيه.. لكنه حاول يخلص نفسه بلباقة..

عبدالله بعد ماعبدالعزيز خلص نفسه من حضنه، بقت إيديه على أكتاف عبدالعزيز، وهو يطالع في وجه عبدالعزيز بتمعن كأنه يبي يحفر ملامحه في مخيلته، بعدها رجع يحضنه بقوة، وهو يقول: والله وكبرت ياعزوز، والله وكبرت يا أبوي..

عبدالعزيز ورأسه مدفون غصبا عنه في صدر عبدالله، سمع الصوت، الصوت.. الصـــــــــــوت..

خلص نفسه بقوة وهو مصدوم: عبدالله؟؟؟؟

عبدالله بنبرة خليط من الفرح والخوف: إيه عبدالعزيز.. عبدالله ياعبدالعزيز..

عبدالعزيز بنبرة غضب بس خالية من أي كراهية: وين عيال أختي يا عبدالله؟؟ وينهم؟؟

عبدالله بحزن: زين قل لي اشلونك.. الحمدلله على السلامة..

عبدالعزيز بإصرار: وين عيال أختي؟؟

عبدالله بحزن أكبر: موجودين وطيبين وبخير، شباب ماشاء الله..

عبدالعزيز بحزن: وإن شاء الله إنك مبسوط يوم خذتهم وحرقت قلب أختي.. إن شاء الله أنك كنت مبسوط خلال هالـ17 سنة، اللي كانت أختي تموت فيها في اليوم ألف مرة وهي تتذكر غدرك فيها وخطفك لعيالها.

عبدالله بوجع: لا تقول كذا ياعبدالعزيز، اقبلها من العالم كله إلا أنت..

عبدالعزيز بألم جارح: ما تنقال غير كذا.. مالك عذر يابو عبدالعزيز مالك عذر.

عبدالله يمسك بيد عبدالعزيز، ويتوجه فيه للجلسة اللي في الزاوية: تعال نجلس وأنا أقول لك كل شيء من الأول للأخير.. وعقب إحكم علي وأنا راضي بحكمك.


**************


قرب آذان العصر، حصة نازلة الدرج تنط السلالم ثنتين ثنتين، وعقب نطت في حضن أمها.. وتمددت فيه: يمه طالبتج

أمها بغضب مخلوط بالحب: نقزتيني الله يصلحج بنية، نعم وش تبين؟؟

حصة: طالبتج طالبتج، تكفين قولي تم..

أمها بحب: تم

نورة بعيارة: زين يمه أعرفي السالفة، يمكن حصة عضوة في جماعة إرهابية، وبتلبس حزان ناسف، وتروح تفجر نفسها في فيلاجيو وإلا ستي سنتر.. وأنا أقعد أبكي، مو عليها، إلا على المجمعات..

أمها بغضب تمد عصاها وتضرب نورة على فخذها: طرم طرم..

نورة تضحك: لحول يمه نمزح نمزح، وإلا دلوعتج مكتوب عليها: ممنوع اللمس والاقتراب والتصوير؟؟

أمها تخزها بغضب.. ونورة ميتة ضحك (نورة مافيه شيء يزعلها أبدا) أم فهد توجه كلامها لحصة بحنان: وش تبين فديتج قولي؟؟

حصة بخجلها اللطيف: صح بكرة الجمعة؟؟

نورة وهي بعدها تضحك: بلا هالمقدمات الفاضية، أدخلي في الثقيل..

أمها: أنا ماقلت لج طرم.. خليها تتدلع وتحط مقدمات، أنا أبي اسمعها.. توجه كلامها لحصة: صح حبيبتي بكرة الجمعة..

حصة تكمل بنفس نبرتها الخافتة: وماعندي مدرسة؟؟

أمها وهي تبتسم وهي عارفة وين تبي توصل: وماعندج مدرسة..

حصة بضراعة ورجاء: زين طالبتج خليني أنام عند جواهر، زمان مانمت عندها.

نورة بعيارة: استحي يا بنت، لا تكونين ترسمين على عزوزي ؟؟ مافيه روحة. انطقي

أم فهد عصبت على نورة وشاتتها بالنعال اللي في رجلها بس النعال ماصابتها، وراحت تركض للطابق الثاني وأمها تتوعدها توريها شغلها: صدق ماعرفت أربيج، أنا أوريج الشغل يا نوير؟؟

نورة تطل من فوق درابزين الطابق الثاني: أم فهد.. أم فهد، خذي هذي، وترسل لها بوسة طايرة من فوق: امسكيها يمه لا تجي براسج..

أم فهد تبتسم من خبال بنتها، وترجع توجه حديثها لحصة: مايصير حبيبتي تنامين هناك، إذا سافر عبدالعزيز مثل المرة اللي فاتت خليتج تنامين عندها..

حصة بحزنها الطفولي: يمه شفقانة عليها، ماشبعت من قعدتها..

أمها بحب: روحي إجلسي عندها من الحين، لحد بالليل، وفي الليل تعالي أنت وياها وأسهروا عندنا، حريم أخوانج واختج كلهم بيجون الليلة.

بين بيت جواهر وخالها باب في السور المشترك بين البيتين، فيقدرون ينتقلون بين البيتين بحرية.

حصة تنط تبوس أمها: زين يمه.. مشكورة مشكورة، ممكن أتصل عليها أشوفها فاضية؟؟

أمها في نفسها: فديت الذربة... : كلميها يمه

*************


آذان العصر على وشك/

عبدالله خلص كلامه
حكى لعبدالعزيز كل شيء
حتى عن أحلامه.. وعن الرقم اشلون جابه، وعن جية جواهر اليوم لمكتبه
حكى كل شيء بصراحة وبدون تلميع.....
ثم قعد ساكت ينتظر رد عبدالعزيز بلهفة..

عبدالله بحذر: عبدالعزيز وش فيك ساكت؟؟ ريحني.. قول شيء يا أخوي..

عبدالعزيز بحزن: وش تبيني أقول؟؟.. برافو عليك.. يالأبو الحريص اللي خفت على عيالك من أمهم، فخطفتهم وحرقت قلبها، لا وكنت مخطط أنها تظنهم ميتين وإنها بتنسى وتتزوج؟؟
كمل عبدالعزيز بغضب: ياقو قلبك يا أخي!!!
من عطاك الحق إنك ترسم مسار حياة إنسان غيرك، لا لا (عبدالعزيز باستدراك ساخر حزين): لا مو ترسمها إلا تدمرها، وتهدمها حجر حجر..

قاطعه عبدالله بحزن: مافيه داعي تبالغ، كاهي جواهر درست وكملت ولا.. دكتورة بعد.. يعني حياتها ما تدمرت مثل ما أنت تحاول تصور لي، هذا إذا كانت ماتزوجت وعندها عيال ثانين (قال الجملة الأخيرة وهو يحسها ثقيـــــــــــــــــــــلة على قلبه ولسانه، بدون مايعرف السبب)..

بدون مايريحه عبدالعزيز ويوصله للمعلومة اللي هو يبي: شوف يا عبدالله، عشان نتجاوز نقطة الخلاف اللي بيننا، الشيء اللي سويته قبل 17 سنة ماله مبرر، ومستحيل يكون له
يمكن أنت كان عندك أسباب، أنت شفتها مقنعة ذاك الوقت، بس مستحيل أن خطف العيال وإبعادهم عن أمهم كان هو الحل الوحيد، لازم كان فيه حلول ثانية، بس أنت فكرت في الحل اللي يريحك بكل أنانية، بينما جواهر بالقلعة.. ولا همتك..(عبدالعزيز بغضب)

(كمل وهو يحاول يسيطر على أعصابه): خلنا ما نتناقش في اللي فات، لأنه مثل ماقلت لك مستحيل حد يقتنع بمبرراتك، خلنا نتناقش في اليوم، بما أنك شفت جواهر اليوم، نكون قطعنا نص المسافة، النص الثاني هو شوفتها لعيالها..
أشلون ممكن تشوفهم؟؟ وشنو الطريقة الأنسب واللي ماتأثر في نفسيتهم؟؟

تنهد عبدالله تنهيدة طويلة: أنا باقول لك.......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:37 am

جواهر تطوي سجادتها عقب ما صلت العصر
بالها مشغول مع عبدالعزيز: اشفيه تأخر؟؟ وأنا اللي اليوم بالذات أبيه عشان أحكي له على المفاجأة اللي صارت اليوم..

رن تلفون البيت، نطت ترد تظنه عبدالعزيز، في الكاشف باين رقم بيت خالها: ألو.. حيالله ام فهد..
............
بنبرة حب: هلا والله بحصوصتي، هلا بقلبي..
...........
أكيد يا قلبي، أنتي ما تستأذنين، أنتي تجين بدون أستئذان، بعدين عندي لج هدية جبتها لج قبل كم يوم ونسيت أعطيج إياها..
..............
إذا جيتي تعرفين


وسكرت التلفون، ونزلت للصالة، وهي تطلب من الشغالة تسوي حليب كرك، حصة مدمنة حليب كرك..

بعد دقايق، كانت حصة تدخل مثل الإعصار العذب: شنو هديتي؟؟ شنو هديتي..

جواهر بحب: زين تعالي عطيني بوسة وسلمي الأول..

جواهر كانت قاعدة على الكنبة، جات حصة وحصنتها من ظهرها، وعطتها بوسة كبيرة على خدها: يالله هديتي.. هديتي.

جواهر وهي تضحك: صدق إنكم جيل مادي..

حصة بحزن وخجل: والله ما أقصد جواهر، بس أنتي الوحيدة اللي تعرف أنا وش أحب بالضبط، وتجيبه، موب قصدي..

حصة حساسة وطيبة وشفافة بزيادة.. تحس إنك تشوف قدامك مخلوق كرستالي ماعنده أسرار أو شيء يخبيه، وفي نفس الوقت تخاف عليه أقل حركة تكسره..

جواهر بحب كبير: يا قلبي أنتي، أنا اللي ما أقصد، أمزح معاج بس.. يالله تعالي تعالي، قالتها جواهر وهي تطلع كيس من وراها.

حصة: تمد يدها بخجل
رجعته جواهر وراها وهي تقول: لا لا.. أبي ابتسامتي الحلوة.. أيوه كذا.. يالله خذي..

فتحت حصة الكيس بحذر وطلعت اللي فيه: واااااااااااو.. وااااااااو.. وااااااااااو... تجنننننن تجننننننن والله تجنن.
ورجعت تنط على جواهر وتبوس فيها..

حصة بفرح طفولي: أنتي شنو هالذوق اللي عندك.. والله تجنن.

جواهر بابتسامة صافية: الحلو للحلو..

كانت جواهر جايبه لحصة بيجامة (هالو كيتي) الكوليكشن الجديد، كانت عبارة عن بنطلون بنتاكور ماسك لنص الساق معاه تيشرت طويل لنص الفخذ واسع، ومعاها شبشب ينربط بخيوط طقم معاها، وبعد ربطة وشباصات شعر وحتى الصدرية والبانت، كله طقم واحد..

وكثير كانت جواهر تشتري هالأشياء لحصة اللي كانت تنبسط فيهم...
حضنت جواهر حصة.. وهي تقول في نفسها بسعادة صافية: بكرة بأشتري لبنتي نفس هالاشياء، ولا تظنين أني خلاص ماراح أشتري لج يا حصة، بأشتري لكم ثنتينكم، كلكم بناتي..


*************


عبدالعزيز طالع من المسجد هو وعبدالله بعد ماصلوا العصر، كل واحد ركب سيارته، وتوجه في طريقه.. وكل واحد منهم غارق في تفكيره الخاص..

عبدالعزيز يفكر بأخته، وعبدالله يفكر بعياله..

عبدالعزيز يفكر في أخته وخايف عليها، عبدالله موب سهل وهذا الشيء اكتشفه من حواره الطويل معه، شخصيته قوية زيادة عن اللزوم، وأخته طيبة زيادة عن اللزوم، أشلون بتقدر عليه؟؟
بس يا سبحان الله أشلون أني ماقدرت أكرهه طول هالسنين.. معزته كانت مغروسة في قلبي غصبا عني.. سبحان الله

الله يا جواهر وأخيرا بتشوفين عيالج!!
كان شعور عبدالعزيز خليط من مشاعر متضاربة، خوف وفرح وقلق وتوجس، خايف على أخته، وفرحان عشانها، وحاس بشوي حزن غير مفهوم، إن أمه وأخته اللي ماكان فيه شيء شاغلها غيره بيشاركه فيها عيالها. بس الشعور الطاغي كان التوجس: وش بيصير؟؟ وش بيصير؟؟ وش بيصير؟؟

عبدالله تفكيره كان منصب على عياله، أشلون بيتقبلون الوضع، وجواهر هذي حسيتها فيها قوة شخصية غير طبيعية، أشلون بتعامل عيالي، أخاف تقسى عليهم، والله أقطعها لو قالت لحد منهم شيء..

وإلا يمكن يحبونها أكثر مني؟؟ لا لا.. شنو يحبونها أكثر مني.. 17 سنة وأنا أمهم وأبوهم، تجي تبي تاخذهم على الجاهز.. الله يستر بس، الله يستر.

وإلا لو تكون متزوجة.. أشلون زوجها؟؟ (حس بكره غير طبيعي لهذا الزوج المفترض اللي يسمع رنين صوتها كل يوم) الله يأخذه زوجها، يمكن يكون ملعون جدف ويجنن عيالي.. الله يستر الله يستر..



***************


في بيت هند رفيقة نوف..

كانت هند قاعدة في غرفتها، تطقطق على النت، دق باب غرفتها، فصلت الكمبيوتر ماتبي حد يشوف أيش اللي كانت تسويه..

دخل عليها أخوها الكبير فايز الطويل الشديد الوسامة اللي بينه وبين أخته هند تشابه كبير في الشكل وفي الشخصية: هاه هنودتي، شاخبارحبيبة أخوها اليوم؟؟

هند وهي ترفع حواجبها دهشة: غريبة.. وش عندك يا فايز؟؟ موال الحب هذا مو علي جيب من الآخر..

فايز: فديت اللي فاهمني.. من الآخر الأخر: رفيقتج نوف..

هند باستغراب: وش فيها؟؟

فايز بخبث: أبيج تظبطينها لي..

هند باستفهام: أشلون أضبطها لك، مافهمت..

فايز بخبث ثعلب: خليها تحبني يالغبية، أبي أخطبها، ولو رحت لأبوها أدري أنه بيرفض، إلا لو كانت هي تحبني وجبرته يوافق.

هند وهي فاهمة على أخيها الخبيث: بس نوف بعدها صغيرة، نوف أصغر مني بثلاث سنين، يعني على كل الأحوال مستحيل يوافق يخليها تتزوج قبل تخلص جامعة على الأقل، وهي الحين توها سنة أولى.

فايز: أنتي بس نفذي اللي أقول.. لازم كومة الفلوس والنفوذ هذي تدخل في جيبي.. ربي ما خلقني جذاب ووسيم كذا إلا لسبب..

هند تستمع لمخطط أخوها الشيطاني، وتفكر في نفسها: وليش أنا بعد ما أضبط الرأس الكبيرة، وأكوش على كل شيء.


**************


قبل المغرب بشوي مها ومنيرة متجمعين في بيت فاطمة
وفي غرفتها بالتحديد

فاطمة بفرح: غريبة أنكم قدرتوا تجون أول ما كلمتكم، بالعادة تنشفون ريقي من كثر الترجيات، لين تتكرمون وتجون..

منيرة: إحنا اصلا كنا طالعين لبيت خالتي، فقلت لامي وسارة خلاص نزلوني عند فاطمة شوي، وعقب عليان يجيني ويجيبني عندكم بيت خالتي..

مها بعيارة: سعود اليوم لو قلت له أبي المريخ بيوديني، كيف لو قلت له بأروح بيت فاطمة؟؟

فاطمة بدهشة: وليه عسى ماشر؟؟ لا يكون مريض؟؟ مو عوايده الأخ..

مها بغموض: جايتش في الحكي بس مهوب الحين، بعدين وجهت كلامها لمنيرة بعيارة: أشلونه حبيب القلب؟؟

منيرة بزعل: لحول مها، خلي يومس يعدي، قدام أدبغس..

مها وهي تضحك: الدبغة الهينة.. إبلعي العافية أحسن لش، لا أقوم أقعد فوقش، أخليش تزوعين غداش..

فاطمة بجدية: لا جد مناري إنتي لمتى بتظلين على هالحال، سالم ريلج، يعني مو خطيبج عشان تتدلعين..

منيرة بغضب: لحول أنتي الثانية.. لو أدري إنكم بتستلموني كان رحت مع أمي أحسن، أنا طقيت من بيت خالتي عشان ما حد يكلمني في ذا الموضوع ، جيتوني أنتو.. أمحق خويات..

مها بحب: فديت قلبش مايصير اللي تسوينه في روحش، والله أخرتها بتستخفين، قولي لأبيش وإلا أخيش يقولون له أنش منتي بداخلة بيته، خله يبيعه ويشتري لش غيره، وهو ماعليه قاصر ماشاء الله

منيرة بحزن: استحي أولا، وبعدين هو مستحيل يسويها لا عشاني ولا عشان غيري، ارتباطه في بيته غريب..

فاطمة: وش حببه في بيت الرعب هذا؟؟

منيرة بحزن وخوف: وهذا اللي مخوفني أكثر، مو البيت بس، سالم شخصيا أحسه مجنون ويخوف..

مها بنفي: لا عاد حرام عليش، سالم رفيق أخي محمد، ومحيميد يمدحه مدح العزاير، يقول أنه رجال مافيه منه اثنين..

منيرة بحزن: يعني أنتي تشوفين اللي يسويه تصرفات إنسان طبيعي، مصر أنه يسكن في نفس البيت اللي أهله ماتوا محترقين فيه، لا وغرفتهم بعدها محترقة، مارضى أنه حتى يصلحها..

عقبه منيرة ما أستحملت وبدت تبكي، مها وفاطمة تقطع قلبهم عليها.. بس ماعندهم كلام يقولونه، أيش يقولون أنه هذي فعلا تصرفات واحد مجنون..



حكاية سالم

لما كان عمر سالم ست سنين، كانت جدته أم أبوه جاية تزورهم، لما جات ترجع بيتها، أصر سالم يروح معها، فقالت خلوه يروح ينام عندي وبكرة بأجيبه لكم..

في الليل كانت أم سالم مشغلة الدفاية عشان إذا قامت تبدل لولدها اللي عمره 5 شهور يكون الجو دافي شوي، بس قدر الله نفذ، احترقت غرفة أبوه وأمه، فماتوا الله يرحمهم هم وأخوه الصغير وأخته اللي كان عمرها 3 سنين، كانوا كلهم مع أمهم وأبوهم في نفس الغرفة. والبيت ما أحترق فيه إلا هذي الغرفة بس.

طبعا هم ماخلوه يرجع البيت، وعمه خذه عنده، البيت ماحد جاه عقب اللي صار، لأن أبوعلي كان مايقدر يستحمل يرجع البيت أو يشوفه عقب ماشال أخوه محترق منه.

سالم ماعرف هله وش صار لهم إلا لما صار عمره 15 سنة، كان يبي يعرف ليه كل ماسأل هله أشلون ماتوا، الكل يرتبك..
هرب وصار يتوصف الناس من البيت لين دله..

وليته مادله

*************


في بيت جواهر كانت جواهر في غرفتها مع حصة، انطق الباب ، عدلت حصة حجابها على راسها..
تأشر لها جواهر أنه أنا بأطلع خليج براحتج.. لأنها عرفت إن اللي يدق عبدالعزيز..

طلعت جواهر لعبدالعزيز اللي كان واقف في الصالة اللي فوق، عبدالعزيز حس إنها متغيره، عيونها فيها لمعة غريبة، وهي حست أنه متغير، في قلبه اضطراب غريب..

بدون كلام.. بالخيط الرفيع الممدود بينهم.. بالصلة القوية اللي تربط بينهم.. جواهر رمت نفسها في حضن عبدالعزيز، وبكت..

عبدالعزيز يلمها بحنان، ودمعته في عينه ويحاول يمنعها تنزل: قبل 3 أيام بكيتي في حضني تبين عيالج، الحين ليش تبكين؟؟ ما تبينهم؟؟ عبدالعزيز بمزح لطيف شفاف..

جواهر بصوت باكي: متوترة متوترة يا قلب أختك.. وانت أكثر واحد فاهم الأسباب، لأنك تفهمني بدون كلام..

عبدالعزيز بحنانه البالغ: فاهمج ياقلب أخوج، والله فاهمج، بس خلاص هالدموع مالها سبب، أنتي بتشوفين نوف وعبدالعزيز، بكرة بعد المغرب..

جواهر وهي حاسة أنه الخبر مثل قنبلة ذرية تفجرت في قلبها وانتشرت في كل جسمها، عشان تنثرها أشلاء:
شــــــــــــــنو؟؟ مــــــــــــــتــــــــــى؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:53 am

قبل حوالي 11 سنة

في بيت أبو علي
المكان مقلوب، الكل يدور على سالم اللي اختفى من البارح عقب رجعته من المدرسة، ولا حد يعرف وين راح.. والحين صار الوقت عقب صلاة العصر.

جدته أم مبارك بتستخف (مبارك أبو سالم) واقفة في الحوش بعصاها وتدور : جيبو لي وليدي، ماني بداخلة لين تجيبون لي سالم.. ياحسرة قلبي، أبوه راح مني، والولد بيروح..

أبو علي بقلق وحزن: يمه أذكري الله.. أذكري الله..

أمه بعصبية وحزن قاتل: جيب لي سالم يا فالح، قدام أطلع أدوره بروحي في الشوارع.

أبو علي بقلق وهو يكذب عليها يبي يهديها: بنلاقيه يمه وين بيروح.. أكيد عند حد من ربعه وعلى وصول..

سيارة جارهم أبوفاضل اللي كان يدور معهم على سالم توقف قدام باب حوش البيت المفتوح، ويوم لمح حرمة واقفة مع أبو علي، ضرب هرن لأبو علي، اللي طلع عليه، وقال له بلهفة: عرفت شيء يا بو فاضل؟؟

بوفاضل بلهفة غامضة: اركب اركب يا بوعلي..

وكمل أبو فاضل عقب ماركب ابو علي جنبه: فيه واحد قال لي إن سالم كان يتوصف من مكان بيت هله..

أبو علي مثل اللي لسعه كهرباء: وشو؟؟ وش تقول؟؟ يالله سترك يالله سترك..كن الولد راح هناك وقاعد هناك من البارحة ، عز الله أنه استخف..

وصل أبو علي وأبو فاضل للبيت، ولقوا الباب الخارجي مفتوح، وأبو علي مو قادر يدخل، يتذكر المنظر البشع اللي شافه أخر مرة دخل هالبيت: تكفى يابو فاضل تكفى، أنا ما اقدر أدخل، أدخل وشوف لو الولد داخل طلعه، طالبك ما تخليه..

أبو فاضل دخل وهو متوتر، البيت كبير جدا، دور في غرف الطابق السفلي، وصالاته، مالقى حد، طلع الدور الثاني، يسحب رجله على الدرج، دور في كل الغرف، وهو يتجنب الغرفة اللي شايف بابها المفتوح جزئيا محترق ومتآكل..
بس مالقى حد، سمى باسم الله ودخل للغرفة المحترقة..

تمنى الأرض تبلعه ولا شاف المنظر اللي شافه


**************


في بيت جواهر

جواهر بعدها مو قادرة تستوعب اللي قاله لها عبدالعزيز: شنو؟؟ ايش؟؟ بكرة؟؟ تتكلم جد.. أشلون وافق عبدالله بهالسرعة؟؟ أنا توقعت أنه بيماطل في الموضوع..

عبدالعزيز بهدوء: هذا كان اقتراحه..

جواهر بصدمة: غريبة.. أشلون؟؟

عبدالعزيز: عبدالله قال لي، أنه الليلة بيقول الخبر لعياله، هذا أولا..
ثانيا: هو عنده يوم الأحد الجاي اجتماع في القاهرة، مع المدراء الأقليمين للبنك في كل منطقة الشرق الاوسط، عشان يتعرف عليه، والبنك مسوي احتفال كبير بهذي المناسبة يوم السبت في القاهرة
وهو بيجلس هناك 3 أيام ثم بيرجع، بيسافر يوم الجمعة بالليل، ويرجع يوم الاثنين بالليل، ويبينا نروح نقعد عند العيال لين يرجع..

جواهر وهي تحاول تحلل اللي يقوله عبدالعزيز: نقعد عندهم؟؟ وعقب؟؟ أنا أبي عيالي عندي يا عبدالعزيز، كفاية عليه الـ17سنة اللي هو خذهم..

عبدالعزيز بهدوء وحب: ياقلبي يا جواهر هذا كلام سابق لآوانه، لا تنسين العيال 17 سنة ما يعرفون إلا أبوهم تجين تبين تأخذينهم منه، تحذري يا جواهر.. كوني حذرة في كل خطوة.. لا تنقلب عليج السالفة..

جواهر بقلق: محتارة عبدالعزيز والله محتارة.. ما أدري وش أسوي أخاف ما يتقبلوني..

عبدالعزيز بمرح: عندج الليلة ترسمين استراتيجيتج الحربية، وعقب تجهزي أنه نجلس عندهم 3 أيام..

جواهر بصدمة وهي توها تستوعب: تبيني أقعد في بيته؟؟ لا لا.. خل عيالي هم اللي يجوني.. لا وأنام تحت نفس السقف اللي هو ينام تحته.. مســـــتحــــــــــيــــــــــــل

عبدالعزيز بهدوء: يا قلبي يا جواهر، لا تعندين مثل الصغار.. أنتي عارفة أنه هذا عشان مصلحة عيالج.. يعني تبينهم يشوفونج في مكانهم اللي هم متعودين عليه؟؟؟ وإلا يشوفون أم غريبة عليهم في مكان غريب عليهم؟؟

جواهر بحيرة: زين عبدالعزيز خلني أفكر خلني أفكر، المهم أشوف عيالي حتى لو في الصومال..

عبدالعزيز وهو يضحك: لا مافيه داعي نروح الصومال، وترا بيته موب بعيد من هنا، الحين خليني أروح أصلي المغرب..
وقولي لحصة اللي مسوية روحها مستحية وقاعدة تطل مع فتحة الباب: من متى هالحيا؟؟ يعني إنها كبرت، وخليها تسلم لي على نورة.. وهو يضحك..


******************



فاطمة ومها ومنيرة بعد ما صلوا المغرب، ومنيرة هدت شوي بعد موال الدموع اللي ريحها شوي

وقالت منيرة بعيارة فيها حزن: الله يرحمها أم سالم، ليتها ما أرضعت أختي سارة، وصارت أخت سالم، كان سارة الحين اللي مبتلشة فيه، بس على قولة سارة: (الله رمى حظي معاك) اللهم لا اعتراض..

فاطمة باستفسار: إلا أنتي كم كان عمرج، لما ماتوا أهل سالم؟؟

منيرة بهدوء: كانت أمي حامل فيني..

مها وهي تحاول تغير الأجواء وتوصل للسالفة اللي هي تبيها، بس مو قادرة تطلع من لسانها: خلونا نغير السالفة، كلنا الحين عندنا رياييل على قولة فاطمة، إلا فاطمة.. المفروض ندور لها معرس..

فاطمة بمرح: إيه والله تكفين.. يدي على كتفج..

مها بمرح خبيث: تنقي واحد من أخواننا، حاضرين..أنتي صرتي تعرفينهم من كثر ما حنا نتكلم عنهم..

منيرة وهي تضحك: إيه تكفين إخذي عليان الدب خليه يصدعس..

فاطمة وهي تضحك: لا لا.. علي أصغر مني بسنتين، ما أبيه.. شأسوي به؟؟ أخذه أربيه..

مها وهي خلاص بتوصل: زين محمد وإلا سعود؟؟ وشدت على اسم سعود وهي تقوله..

فاطمة مسوية حالها تفكر: أمممممم محمد على قولتج يا مها خريش، وفالها 24 ساعة.. شنو يعني أقعد أدور له في الشوارع.... وسعود؟؟ لا لا.. حبيبتي ماني بايعة عمري..

مها بحزن حاولت تخبيه: ليه أشفيه سعود؟؟ والله أنه رجّال مامثله..

فاطمة وهي تضحك: والله خوش ريال وحلو وطوله يجنن.. بس ماني بايعة عمري، خليني عند أمي..

مها فجرت القنبلة لانها حبت خلاص تخلص من الموضوع اللي هي في الأساس ما كانت مقتنعة فيه: فاطمة، أنا أتكلم جد، سعود طلب مني أسألش لو كنتي توافقين عليه..

فاطمة ومنيرة قعدوا يطالعون في مها ..وهم مو مستوعبين هي وش قالت..


**********************


دخل أبو فاضل الغرفة المحترقة وهو متوتر.. يتلفت يمين يسار، شاف منظر تمنى أنه مات ولا شافه..

سالم قاعد في الزاوية حاضن ملابس محترقة وضام رجوله لصدره..

أبو فاضل قرب منه بهدوء، ومو شبه متأكد أنه الولد أكيد تجنن، ولد صغير عمره 15 سنة
يقضي الليل في مكان ماتوا فيه أهله محترقين
لا والبيت بدون كهرباء، يعني قضا الليل في ظلام دامس..

وعقب خاف أبو فاضل أنه يكلم الولد بروحه، يهرب أو يرمي نفسه من الشباك..
فنزل لأبو علي وسحبه، أبو علي اللي كان بيموت وهو يدخل يسحب نفسه ويتذكر
نسى كل شيء وكان بيجن لما شاف ابن أخوه على هالحالة
نزل عليه بالراحة وهو يهزه بشويش: سالم سالم، قم يا أبوك خلنا نروح البيت..

سالم رفع رأسه بهدوء
وألتفت لعمه بهدوء
وتكلم بهدوء
وهو يطالع عمه بعيون ميتة: مالك لوا.. أنا في بيتي وبأقعد فيه..

عمه وهو يعتقد أن كلام سالم من تاثير الصدمة: زين يا أبوك جدتك ورانا بتستخف عليك.. أراحك معنا لها، طمنها عليك.. وعقب بكيفك..

راح معهم سالم.. واللي في رأسه في رأسه، بعد ماسلم على جدته، راح جمع ملابسه، وراح لبيت هله بدون مايقول لاحد..

صار عمه كل ما يرجعه، يروح، لما تعبوا منه ومن عناده، جدته راحت سكنت معه في بيت هله بعد ما جددوا البيت كامل

إلا الغرفة المحترقة اللي مارضى سالم يخلي حد يقربها
و رغم إن أم مبارك كانت حالفة ما تدخل بيت أبو سالم عقبه، بس ماقدرت تخلي سالم بروحه..
وظلت ساكنة مع سالم لحد ما توفت من سنة..

سالم بعد ما خلص الثانوية، قرر إنه يستلم حلال أبوه..وصار رجل أعمال ناجح، لكن في نظر منيرة مجنووووووون.. ومخيف.. ومرعب..
وما تنلام.....
ماكانت تبيه.. ولا تبي سيرته.. لكنها استحت من أبوها اللي كان يترجى فيها..
أملها الوحيد في الحياة
أنه
سالم يطلقها قبل زواجهم.


****************


في بيت عبدالله بعد العشاء، كانوا جالسين في الصالة الخاصة بأبوهم والتابعة لغرفته: نوف جالسة لاصقة في أبوها مثل عوايدها.. عبدالعزيز جالس على كنبة ثانية، ويلعب في موبايله..

تنحنح عبدالله اللي من رجعته للبيت بعد ماشاف عبدالعزيز خال العيال، وهو متوتر.. مو عارف أشلون يفتح الموضوع للعيال: نوف عبدالعزيز.. أبيكم في موضوع..

عبدالعزيز نزل موبايله جنبه، ونوف ركزت مع أبوها اللي هي حاسة أنه له كم يوم متغير..

عبدالله سألهم بهدوء: عمركم تمنيتوا يكون لكم أم..؟؟

عبدالعزيز بهدوء فيه رنة حزن ماحد لاحظها: أكيد كل واحد يتيم يتمنى لو كان عنده أم..

نوف راح تفكيرها بعيد بعيد
بغضب مجنون نطت وهي تبكي: تبي تتزوج يبه.. تبي تتزوج..؟؟
ماسويتها واحنا صغار تسويها الحين، وش الأم اللي نبيها عقب ماصرنا شباب؟؟ أنا كنت حاسة حاسة، قلبي كان يقول لي إنك فيك شيء..وإنك متغير صار لك كم يوم..

عبدالله ضحك وهو يحضن بنته: إجلسي يا المجنونة، حد جاب طاري زواج..

نوف خذت نفس ..وقالت بفرح مختلط بدموعها: صج يبه؟؟ صج؟

وعبدالعزيز قاعد يطالع اللي يصير قدامه كانه يشوف مشهد في التلفزيون ماله علاقة فيه: طيب يبه قل لنا: أنت وش تبي تقول بدون مقدمات طال عمرك.. ؟؟ قالها باحترام وهدوء

خذ عبدالله نفس عميق وقال في كلمة وحدة مثل اللي يرمي قنبلة: أمكم..

نوف وعبدالعزيز باستغراب ودهشة: وش فيها أمنا الله يرحمها؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 3:58 am

منيرة وفاطمة قاعدين يطالعون في مها صار لهم عشر دقايق وهم ساكتين..

مها وهي خلاص وصلت حدها: والله أني قلت لها يصرف نظر، بس هو أصر..

فاطمة اللي أخيرا تكلمت بعد الصمت الطويل: أصر علي؟؟

مها: إيه عليش أجل على جدتي..

فاطمة باستفهام: ليه أصر علي؟؟

مها بنفاذ صبر: وش دراني، أقول له يصرف نظر؟؟ ونخلص من ذا السالفة؟؟ وعلى فكرة، لا تظنين ذا الشيء له تأثير على صداقتنا، أنا أصلا كنت متأكدة من رفضش، بس حبيت أبري ذمتي..

فاطمة مثل اللي يلقي قنبلة: ومن قال لج إني رفضت؟؟ أنتي تألفين كلام على لساني..

مها: يالعيارة.. مهوب أنتي توش تقولين، ليه أنا بايعة عمري أخذ سعود؟؟

فاطمة بلهجة جدية: هذاك الوقت كنا نمزح، بس لو أنتي تكلمين جد.. لازم أنا أفكر جد..

مها بجدية: جد الجد.. هو فيه شيء يتعلق بسعود مهوب جد..

فاطمة بدلال: زين أنا خليني أفكر، وهو إسأليه ليش هو مصر علي، وردي لي خبر، وعقب أنا أجاوبج..

مها وروح العيارة ترجع لها : ياشين الدلع عليش يالعنز، لا وتبين تأخذين أخي، وتجين بملاغتش عندنا في بيتنا، تبينا نهج ونخلي البيت لش، وإلا أقول.. خلاص.. هونا من الخطبة..


********************



في بيت عبدالله

عبدالعزيز ونوف: وش فيها أمنا الله يرحمها؟؟

عبدالله بلهجة جدية: المشكلة إنه الله مابعد رحمها..

عبدالعزيز نط واقف وبلهجة غضب: وش هالكلام يبه؟؟ الميت مايجوز عليه إلا الرحمة..

أبوه بلهجة هادئه وهو يأشر له يجلس: هذا أنت قلتها، الميت.. الميت.. وأمكم بعدها حية ما ماتت..

عبدالعزيز ونوف اللي أنصدموا صدمة عمرهم: شنو يبه ؟؟شنو؟؟


*********************


جواهر راحت مع حصة لبيت خالها عشان جمعتهم الأسبوعية
شمسة زوجة فهد(بنت خاله)، والعنود زوجة طلال، وموزة ،وعيالهم ،ونورة، وأم فهد، وحصة
الكل كانوا يسولفون ومبسوطين بجوهم الأسري الحميم
لكن جواهر كانت في وادي.. والعالم كله في وادي.. حاسة أحيانا إنها طايرة، واحيانا إنها تحت الأرض، متخوفة ومتوترة
بس الأهم إنها شفقانة ومشتاقة وبتموت من اللهفة..
واخيرا يا جواهر أخيرا بتشوفين نوف وعبدالعزيز وتضمينهم لصدرج..

الموجودين كلهم كانوا حاسين إنها متغيرة، إسألوها ، قالت مافيه شيء
كانت ماتبي تقول لأحد لين تشوف عيالها
وبسبب شدة توترها، وإحساسها إنها مو قادرة تتفاعل مع الموجودين.. أستاذنت على طول بعد العشاء
رغم أنهم كلهم مسكوا فيها تسهر معاهم وخصوصا حصة، بس هي تعذرت بالتعب، وراحت لبيتها


*************


عبدالعزيز بهدوء قلق: أشلون أمنا حية يبه؟؟ هذا فيلم عربي قديم وإلا شيء؟؟

نوف اللي قامت وجلست جنب أخوها عشان تواجه أبوها في الجلسة قالت بتخوف: يبه لا تكون تبي تتزوج ؟وتبي تقص علينا وتقول أنه زوجتك أمنا؟؟

عبدالله وهو يضحك: أختك هذي اللي مخها فيلم قديم.. وش هالهبال يا بنتي الله يهداج.... وبعدين كمل بهدوء وهو مبتسم: أنتي تعرفين اسم أمج صح؟؟ مكتوب في شهادة ميلادج اسمها الخماسي.. لا جات أمج بكرة خذي بطاقتها وقارني الاسمين عشان يتطمن قلبج..

نوف وعبدالعزيز لحد الحين مو قادرين يستوعبون.. شنو هالفيلم .. أم تطلع بعد 17 سنة.. لا وبتجيهم بكرة..

كان عبدالعزيز اللي بدأ بالكلام بأسلوبه المهذب الهادئ: عفوا يبه: بس أمنا وين كانت طول هالـ17 سنة، وانت ليش قلت لنا إنها ماتت؟؟

نوف مثل المصدومة، اللي لمعت في رأسها فكرة: يبه أمنا كانت مسجونة وتوها طلعت من السجن؟؟؟

عبدالله وهو ميت من الضحك رغم توتره: يا ابنتي انتي اشفيج الليلة متأثرة بالأفلام، لا أمج ما كانت مسجونة.. وكمل عبدالله بلهجة فخر خفيفة طلعت غصبا عنه: أمج دكتورة في الجامعة، في جامعتج..

نوف بحزن واستغراب: معاي في الجامعة ولا أدري عنها، وليش كانت مختفية طول هالسنين، وليش خلتنا.. فيه أم ترمي عيالها وعقب ترجع تدور عليهم عقب 17 سنة..

عبدالله هنا حس بعمق الجريمة اللي ارتكبها: أمكم ما تركتكم بكيفها، كان فيه ظروف... وإحنا صار بيننا طلاق..

قاطعه عبدالعزيز بغضب: أي ظروف تخلي أم تترك عيالها؟؟ لا طلاق ولا غيره.. وش هالقلب اللي عندها، وجاية تدورنا عقب ماصرنا شباب، قل لها خلاص مهمتها انتهت.. خلها تكمل حياتها اللي كانت عايشتها ومستمتعة فيها ولا سائلة عنا..

عبدالله صار بين نارين: يبه عبدالعزيز، الحين أنا ما أقدر أشرح لكم الأسباب بالتفصيل، بس اللي أقدر أقوله أن الذنب كله ذنبي، وأمكم مالها ذنب..

نوف بغضب: لا يبه لا تحمل نفسك مسؤولية شيء أنت ماسويته.. لا تغطي على تركها لنا.. قل لها أنه إحنا ما نبي نشوفها.. على قولة عبدالعزيز خلها بحياتها السعيدة اللي هي عايشتها بعد ما تركتنا نعيش أيتام نتحسر على شوفة الأطفال مع أمهاتهم واحنا عندنا ام ما درت عنا....
هنا نوف بكت وارتمت على صدر أخوها

عبدالعزيز يأكد على كلام أخته وهو يضمها لصدره: قل لها الأم اللي عافتنا صغار جاء دورنا نعيفها كبار..بلهجة قاسية..

عبدالله حس إنه ضعيف قدام عياله، ممكن يستحمل أي شيء إلا أنهم يكرهونه أو حتي يزعلون زعلة كبيرة عليه..

حس خلاص إنه مو قادر يكمل، بصوت متعب: خلاص يا عيال.... كل واحد منكم يروح لغرفته..... بنتكلم بعدين..

نوف وعبدالعزيز طلعوا مع بعض
وبداخلهم مشاعر متضاربة غضب وحزن وفضول
غضب من أمهم لأنها تركتهم بظنهم طول هالسنين
وحزن أنهم عاشوا أيتام مع أنه عندهم أم
وفضول أنهم يعرفون هالأم..
بس هيهات يضعفون أو يتراجعون...

*****************

جواهر بعد مارجعت من بيت خالها، لقت عبدالعزيز جالس في الصالة يتابع برنامج على قناة الرسالة
سلمت وجلست، التفت عليها عبدالعزيز بعد ماقصر صوت التلفزيون..
وقال لها بمودة: أعتقد الحين أقدر أقول لك يا أم عبدالعزيز..

جواهر بسعادة وبحب: تقدر يا قلبي تقدر..

عبدالعزيز: هاه شنو استعدادتج لبكرة؟؟

جواهر بقلق: متوترة.. متوترة ..متوترة..

عبدالعزيز بهدوء وثقة: أنتي ما ينخاف عليج..

جواهر خطر ببالها خاطر، سألت عبدالعزيز بحذر: إلا عبدالله قال لك عن السبب اللي خلاه يأخذ العيال ويهرب فيهم بهالطريقة؟؟؟

أطلق عبدالعزيز تنهيدة طويلة: إيه قال لي..

جواهر بغضب: قل قوله آمين... وانت عسى اقتنعت بخرابيطه

عبدالعزيز بعتب: لا تدعين يا جواهر.. وثاني شيء طبعا ما اقتنعت ولا راح اقتنع.. بس هو كان مقتنع باللي سواه..تدرين أنه كان مفكرج لا تقرين ولا تكتبين، عشان كذا خاف على عياله منج..ومن جهلج..

جواهر بدهشة وغضب: أنا ؟؟

عبدالعزيز وهو مبتسم: إيه أنتي، لا وكان يبيج تتزوجين وتنبسطين..

وحكى عبدالعزيز السالفة كلها لجواهر مثل ماسمعها من عبدالله بالضبط..


************


عبدالله كان متمدد على سريره، الهم راكبه من ساسه لرأسه، حاس إن ساعة حسابه على الجريمة اللي ارتكبها بحق جواهر جات خلاص..

ياربي وهالسفرة اللي جات في هالوقت.. أيش اللي ممكن يصير وأنا غايب ياربي؟؟

آآآآآآآآآه يارب
سامحني يارب إني ماقدرت أقول لعيالي الحقيقة؟؟ وش أقول؟؟
وش أقول؟؟؟
أني خطفتكم من أمكم وحرقت قلبها عليكم؟؟؟
إني كنت أناني ولا همني إلا نفسي؟؟
بس والله أني سويت كل هذا عشانهم؟؟ كنت مفكر إن هذا هو الأصلح لهم..

ياربي.. ذكره الهم هذا بالهم اللي كان يعانيه أخر أيام زواجه من جواهر
بس الهم هذا غير.. غير..
الهم هذا حاد وقاسي ومليان خوف..
هالمرة هو مو خايف على عياله مثل ذيك المرة
هالمرة خايف من عياله، لو عرفوا الحقيقة؟؟ أشلون تصرفهم معه.

وقف عبدالله وقعد يدور في الغرفة محتار ومهموم ومو عارف أشلون يتصرف: الحين بكرة وجواهر وأخوها بيجون هنا، المسكينة أشلون العيال بيقابلونها؟؟
يعني خذت العيال منها 17 سنة، ويوم تجي تشوفهم، تشوفهم حاقدين عليها وهي ماسوت شيء، والذنب كله ذنبي بروحي..

وعبدالله وهو يكلم نفسه طاحت عينه على موبايله اللي منزل جنب سريره.. فكر دقيقة..

راح جلس على سريره، وخذ الموبايل، ودق على رقم معين


وقتها عبدالعزيز كان خلص من سرد السالفة لجواهر، اللي كانت مفولة على عبدالله لأخر حد: يعني شين وقوات عين، خطف عيالي ويبي يسوي نفسه بطل وشهم، وسوى كذا عشاني وعشان عيالي، صدق ما يستحي، بس لاجا العيب من أهل العيب مايكون عيب.. الشكوى لله..

ودخلت غرفتها وهي تحلطم عليه
وغسلت ولبست بيجامتها وتمددت على سريرها وهي تتحلطم عليه
كان نفسها يكون قدامها عشان تفش غلها فيها، وتخنقه وتضربه.. المهم تفش خلقها وبس..

وهي تفكر هالتفكير، رن موبايلها، قالت في نفسها: أكيد نجلاء، هذا وقتها.

شالت الموبايل، الرقم المميز إياه، شالته بسرعة وهي تقول لنفسها: كاهو جاني بروحه، ربي ماهان عليه أنام وأنا مابردت حرتي فيه، بس صدق وش يبي قليل الأدب هذا متصل؟؟

جواهر بحدة: نعم.. مافيه ذوق صراحة.. أي حق عطيته لنفسك الليلة عشان تتصل علي؟

عبدالله اللي كان أصلا منحرج من الاتصال، لقى في حدتها دافع خلاه يسيطر على زمام الأمور، ورد عليها ببرود: أنتي ما تعرفين شيء اسمه فن محادثة الناس بأدب؟؟ لو تبين كورس عطيتج؟؟

جواهر ببرود: أولا الادب مع اللي يستاهل الأدب، ثانيا: لو على فرض إني احتجت دروس في الأدب، اكيد ماراح تكون على يد واحد ماعنده أخلاق أصلا، عشان يكون عنده أدب..

عبدالله بنفس برودها وهو حاس إنه بينفجر: الظاهر إني كنت على حق يوم خذت عيالي، شنو بتعلمينهم؟؟ قلة الأدب يا دكتورة..

جواهر بهدوءها المشتعل: إذا ماكنت أنت خلاص ربيتهم على إنعدام المشاعر والكذب والخيانة والخسة الصفات الرفيعة اللي حضرتك أكبر خبير فيها، تكون قلة الأدب خلاص تحصيل حاصل..

عبدالله وهو حاس إنه بينفجر منها.. بس مسيطر على أعصابه لأخر حد.. لأنه مستمتع بسماع صوتها: الظاهر إنج محتاجة حد يربيج من جديد..

جواهر وهي تمثل البرود.. مع إنها من قد ماهي معصبة صارت تدور في الغرفة.. مو قادرة تجلس: أنا متربية من قبل أعرفك..

عبدالله بهدوء: أنا تزوجتج فترة بسيطة ماكانت كافية أأدبج، بس العتب يكون على الأخ اللي انتي متزوجته الحين لأنه فشل يسوي كنترول على لسانج اللي متبري منج. (سأل هالسؤال وكأنه غير مهتم، مع أنه بيموت ويعرف لو هي متزوجة أو لا، كل ما يسمع صوتها أكثر، كل ما يزيد تولعه بهالصوت، ولو هي مره متزوجة المفروض أنه هو اللي يسوي على نفسه كنترول)

جواهر ببرود: أنتي يعني مكلمني هالوقت عشان تسبني وبس؟؟

عبدالله وهو حاس بخيبة أمل أنها ماجاوبت على سؤاله: لا طبعا.. ليش معتقدة أنه لج هالأهمية، أضيع وقتي عشان أسبج؟؟ .... أنا متصل عشان نوف وعبدالعزيز..

جواهر غصبا عنها أطلقت تنهيدة طويلة مشبعة حب وحنان لما سمعت أسماء عيالها
وهو حس إن كل خلية في جسده ذابت مع هالتنهيدة... وبلم ماعرف شيقول
جواهر توها انتبهت لروحها حست بحرج كبير، تنحنحت وقالت: وش فيهم نوف وعبدالعزيز؟؟

هو بدوره سيطر على أعصابه.. وقال بهدوء وهو يلقي الخبر القنبلة: يظنون إنج أنتي اللي تركتيهم ومايبون يشوفونج..

جواهر حست إنها مثل اللي انطعنت في عمق قلبها، وقالت بصوت مشبع بالحزن: أنا تركتهم؟؟ ومايبون يشوفوني؟؟

عبدالله حس إن نبرة الحزن بصوتها تذبحه، ماقدر يتكلم، كان برودها وتحديها له هو اللي يعطيه دافع يرد عليها، بس الحزن في صوتها خلاه يحس نفسه صغير صغير، فسكت..

جواهر بذات النبرة الحزينة: ليش عبدالله؟؟ حرام عليك والله حرام عليك..

عبدالله حس إنه خلاص موقادر يستحمل.. وهي تنطق اسمه بهالطريقة اللي كلها يأس وحزن

رد عليها بحزن: سامحيني جواهر سامحيني، والله العظيم أني حاولت، ورب الكعبة إني حاولت أقول لهم، بس لما شفت أشلون عصبوا، خفت جواهر، خفت..
أنتي ماتدرين وش كثر أحب عيالي.. أنا أموت والله أموت ولا يكرهوني، أو يحتقرونني
وش تبين أقول لهم: أني خطفتهم من أمهم.. يعني أجيب لهم أمهم، وأبعد عنهم أبوهم.. أنتي قولي لي شأسوي.. قولي لي..

جواهر كانت ساكتة تسمعه، وهي تحس كل كلمة تطعن قلبها ألف طعنة، حاولت تسيطر على نفسها، بس ما قدرت، كل اللي قدرت عليه أنه صوتها خرج هادئ فيه بحة من يحاول أن يمنع نفسه من البكاء: عبدالله اتق الله.. خاف ربك، خطفت عيالي مني 17 سنة وحرمتني منهم.. عشت حياتي كلها على أمل رجعتهم، تعذبت عذاب ماشافه إنسان، ويوم حسيت خلاص أني بأفرح وأشوف عيالي، حتى فرحتي بشوفة عيالي استكثرتها علي، إلا تخربها علي، خاف ربك، خاف ربك، أشلون تبيني أشوفهم وأنت خليتهم هم يظنون أني أنا اللي تركتهم، لا ومايبون يشوفوني بعد..
( وكملت بعصبية) أنا عمري ما شفت واحد نذل وخسيس وأناني مثلك..

عبدالله بحزن وعصبية مماثلة:رجعنا لقلة الأدب.. المهم شوفي جواهر أنا مسافر بكرة وما اقدر أأجل سفري، لو تحبين تأجلين شوفتهم لحد ما أرجع، يمكن وقتها أكون فكرت وتشجعت أقول لهم..

جواهر بغضب: وأنا بقعد طول عمري أنتظر يصحا ضميرك الميت، لا عبدالله.. أنا بكرة بأشوف عيالي، يعني باشوفهم.. مايبون يشوفوني، مايبوني، مايهمني، المهم أنا أشوفهم..

عبدالله وهو يطلق تنهيدة: مثل ما تبين، أنا بس بغيت أقول لج عشان ما تنصدمين من ردة فعلهم بكرة..

جواهر بعد ما سيطرت على نفسها... وببرودها اللي يجننه: لا.. صراحة ما قصرت، ماقصرت.. وش هالرجولة والشهامة كلها، بعد ماذبحت الشاة جاي تسلخها..

عبدالله بنفس برودها: ياجواهر لا تستفزيني، أنتي منتي قدي..

جواهر بذات البرود المشتعل: أعلى مافي خيلك اركبه، واللي ما تطوله بيدك طوله برجلك، يعني وش بتسوي أكثر من اللي سويته، أنا ماعدت طفلة يا عبدالله، أنا الحين مره لها شخصية مستقلة، لا تقدر تفرض علي شيء، ولا تأخذ مني أكثر من اللي أنت خذيته.. وأعتقد إن المكالمة هذي انتهت، مع السلامة..

عبدالله ببرود غاضب: أعتقد أني أنا اللي متصل وأنا اللي أنهي الاتصال، مو أنتي..

كان رد جواهر عليه: إنها أنهت الاتصال..

عبدالله حس إنه ولع من الغضب، حس أنه فيه دخان يطلع من أذنه من العصبية: هذي وش مفكره نفسها، عمري ماحد خلا أعصابي تفلت مثلها، بس أنا أوريها شغلها، أوريها شغلها..

كان فيه موال مجنون من موواويله ينرسم في مخه، مسك موبايله وسوى إتصال ثاني، كان فيه شيء يبي يتأكد منه، وعلى ضوء تأكده، بيكون المخطط اللي هو يرسمه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 4:15 am

الساعة 10 نص بالليل

مها واختها الجازي جالسين في الصالة اللي تحت
يتابعون فيلم على mbc2... وأمهم راحت تنام
محمد مستحيل يرجع قبل ما يفطر هو ربعه في مطعم بيروت، بما أنه بكره الجمعة..

وسعود؟؟

سعود كان يدخل لحظتها عليهم.. سلم عليهم.. وجلس بهدوء
خلع غترته وبين من تحتها شعر رأسه المقصوص على الطريقة العسكرية
ووجه كلامه للجازي: الجازي قومي ودي غترتي فوق لغرفتي..

الجازي نطت، كأن أمر سعود لها أمر عسكري، ألتفت سعود لمها اللي كان قلبها يرقع، وعارفة أنه ماصرّف الجازي إلا عشانه يبي يسألها..

بعد لحظة صمت..
سعود بهدوءه اللي يذبح: أنا أنتظر..

مها بحذر: وش تنتظر؟؟

سعود ببرود: أعتقد أنه عندش كلام لي.. وأنا قاعد أنتظره، وحركات البنات هذي مانيب فاضي لها..

مها بتردد: أنا ٍسويت اللي علي وقلت لها..

سعود بتسائل بارد: طيب؟؟

مها بتردد وريقها ناشف مو قادرة تطلع الكلمة: هي تسأل تقول ليش أنت تبيها هي بالذات..

سعود رفع حاجب ونزل الثاني وهو يطالع مها بنظرة خلتها تجمد في مكانها: هي تسأل؟؟

مها هزت رأسها بدون ماتقول كلمة

سعود كمل ببروده الشهير: قولي لها أسبابي تخصني أنا، وفي الجانب اللي يخصها هي: إنها تكون موافقة علي، أو رافضة لي كشخص، ومالها علاقة بأسبابي..

مها تبلع ريقها: زين باقول لها، بس لا تلومني إذا مارضت..

سعود قام مع رجوع الجازي وكمل بهدوء: لا ألومش ولا شيء.. بس أنتي وصلي كلامي

مها تقول والجازي تجلس جنبها: إن شاء الله فديتك..

بعد ماطلع سعود، الجازي تهمس لمها بفضول: أنتي وش بينش وبين سعود؟؟

مها: مهوب شغلش، يا شين اللقافة..

الجازي: لحول ما حد يفتح ثمه عندش يعني.. أشوف الفيلم أحسن لي..


****************



في غرفة نوف الساعة 11 بالليل

اجتماع مغلق بين نوف وعبدالعزيز اللي كانوا جالسين على الجلسة اللي في الزاوية بغرفة نوف

وكل واحد منهم حاضن كوشيه ويفكر.. حسوا أن حياتهم مقبلة عل منحنى خطير، كانو متوترين وخايفين ومتلهفين: معقولة أم وعقب هالسنين؟؟

نوف بتوتر: وشرايك باللي صار عزوز؟؟

عبدالعزيز بتوتر مماثل : ما أدري نوف.. ما أدري.. مخي مشلول..

نوف بلهجة خليط من اللهفة والغضب: تخيل عزوز يطلع لنا أم.. أم مثل كل العالم؟؟

عبدالعزيز بحزن: إيه.. ام قطتنا كل هالسنين وعقب جات تدورنا..

نوف بحذر: ما تدري عزوز عن ظروفها، أبوي كان يقول إنها مالها ذنب، بس إحنا ماخليناه يكمل كلامه..

عبدالعزيز بغضب حزين: أبوي كان يحاول يغطي على الجريمة اللي هي سوتها بحقنا..

نوف بلهفة: لا تزودها عزوز، لاجيت للحق خلك من بربرتنا على أبوي، أنا باموت وأشوفها، يا سبحان الله الدم مايصير ماي، من يوم دريت أنه عندي أم، وأنا مثل اللي نمل يمشي بجسمي من الترقب..

عبدالعزيز ما يبي يقول إنه عنده نفس الاحساس: وعلى هالأم أكيد أنها شينة مثلج..

نوف بابتسامة: إذا تشبهني أكيد مزيونة...

عبدالعزيز بمرح: إيه عجوز ومزيونة؟؟

نوف وهي تبتسم: حرام عليك إذا أبوي شباب، ليش أمي عجوز؟؟

عبدالعزيز يمد لسانه لها: عشان الحريم يعجزون قبل الرياجيل..

نوف بلهفة: تدري عزوز، عجوز؟ شينة؟ اللي هو.. المهم نشوفها.. تدري حاسة أني مو قادرة أصبر لبكرة

عبدالعزيز بحذر: بس نوف خلينا نتفق على شيء إذا جات بكرة..

نوف باهتمام: كلي أذان صاغية..

عبدالعزيز: إذا إحنا بكرة بينا لها إنه إحنا مبسوطين بشوفتها، بتحس كأنها ماسوت شي، لكن لازم نبين لها إنه إحنا زعلانين منها، عشان تعرف إنه سالفة تركها لنا ماعدت على خير..

نوف بحماسة: المهم نشوفها، واللي تبيه بأسويه فيها.. إن شاء الله تكون تبي نطلع لها قرون..

وقعدت نوف وعبدالعزيز يرسمون مخططاتهم لحد أذان الفجر..

***************


محمد وربعه طالعين من المسجد عقب ماصلوا الفجر، كانوا 3 كلهم في سيارة محمد، واحد جنب محمد وواحد ورا، محمد وهو يشغل السيارة: وش ذا البرد اللي مهوب صاحي، ليتني جبت الفروة..

جبر بمرح: أفا.. شوي برد خلاك اتكتك..

محمد يضحك: جانا الحضيري بمصطلحاته اللي كنها وجهه، وش اتكتك ذي؟؟ من أي قاموس جبتها؟؟

خالد اللي ورا ميت من الضحك: يتنافض يا بو سعيد يتنافض.. عدها الله يرحم شيبانك.. (خالد يكون ولد عم محمد، أصغر من محمد بسنتين بعده طالب جامعة)

محمد : جبير ذا يبي له كورس مكثف عندي، ست سنين واحن ربع وهو عاد لسانه ملتوي.. ماني بابو سعيد، كان ماخليته يصطلب، الجمعة الجاية بأروح النعيرية، وتراك معي يا جبر..

جبر بابتسامة: لا يا أبوي وين النعيرية في ذا البرد؟؟.. خلني في الدوحة

محمد بجدية معها ابتسامته المعهودة: مالك لوا، تراك رايح رايح، ودك بكيفك، وإلا قلصتك في ظهر النيسان..

جبر: غصيبة هي؟؟

محمد: اللي ودك.. بغيتها طرب صارت نشب..

جبر: زين خلني أفكر..

محمد بغضب: لا تكون تبي تشور أمك، تراني بأحولك الحين وأخليك ترجع بيتكم على سيارة كروة، وشوف لين تجيك سيارة كروة ذا الفجر، بيخيس ثناك في البرد ماحد جاك..

جبر يضحك: لحول.. خلاص بأروح معك..

محمد بابتسامة: كفو..

خالد: انتوا وذا البربرة، انا ميتن من الجوع، أراحكم نتريق..

محمد : يالله يالله على بيروت، ودبوها حمص وفول وبصل..

*************

الساعة 10 الصبح في بيت جواهر

جواهر جالسة في الصالة اللي تحت..بعدها مواصلة من البارح مانامت، ماقدرت تنام، حاولت وحاولت، بس التوتر والتفكير واللهفة ماخلوها تنام..

مو مصدقة متى النهار يطلع من شوقها لشوفة عيالها..

عبدالعزيز توه ينزل مستعجل: جواهر فديتج صبي لي كأس كرك، تأخرت على الروحة للمسجد..

جواهر بحب: بالراحة ياقلبي، أنا بصراحة استغربت تأخرك في النوم، بالعادة من الساعة 9 في المسجد.. الله يكتب أجرك ويثبتك على طاعته..

عبدالعزيز: بلاج ما تدرين، البارح ما نمت إلا عقب ماصليت الفجر..

جواهر بدهشة: غريبة.. عمرك ماسويتها..

عبدالعزيز بهدوء: أبو عيالج الله يهداه سهرني البارح، اتصل علي الساعة 11 وقعدنا نتكلم لين الساعة 3، وبعدين قمت أصلي التهجد ثم قعدت لين صليت للفجر...

جواهر بصدمة: 4 ساعات تكلم عبدالله، وش قلتوا كل هذا؟؟

عبدالعزيز بهدوء: كل شيء.. كل شيء، كان يبي يعرف كل شيء صار لنا بالتفصيل من يوم راح لحد اليوم، وهو بعد علمني بكل اللي صار لهم..

جواهر بغضب: بأي حق يسأل؟؟ وأنت ليش تعطيه أخبارنا؟؟ هو يعني وش هامه منا..

عبدالعزيز بهدوء: أنا والله أدري إنج عندج حق في زعلج من عبدالله.. وما ألومج عليه، بس أنا يا جواهر والله ما قدرت أكره عبدالله، عبدالله كان شيء كبير بالنسبة لي من وانا طفل.. أعرف أن اللي سواه بحقج جريمة، بس أنا ما أقدر أكرهه والله ما أقدر..

جواهر بحب: أدري إن قلبك مايقدر يكره، وكملت بحقد: بس أنا ممكن أكرهه نيابة عنا اثنيننا، ما أقدر أطلب منك تسوي شيء مو في طبيعتك
وبعدين كملت بلهفة: طيب وش قال لك عن عيالي؟؟

عبدالعزيز باستعجال: أنا الحين بأروح الصلاة، بس باختصار واللي أعتقد إنه الأهم، أنهم كانوا في أمريكا 12 سنة ولهم 5 سنين راجعين، نوف في أولى جامعة، وعبدالعزيز في ثاني ثانوي.. وخليني أروح..

جواهر بصدمة: وقف وقف، أمريكا يعني مو بريطانيا؟؟ النذل الكذاب.. الكذاب يقعد طول عمره كذاب.... وبعدين شنو سالفة أنه نوف جامعة وعبدالعزيز بعده مدرسة ليش تأخر عنها..

عبدالعزيز وهو طالع: إذا رجعت قلت لج..

جواهر تصارخ عليه وهو طالع: وأنا شيصبرني لين ترجع..


*************


عبدالله كان بعده نايم، مانام إلا بعد ماصلى الفجر، الكل الليلة اللي فاتت الظاهر ماحد منهم نام..

رن موبايله، فتح عيونه على صوت الرنين، طالع الساعة، الساعة 10، من اللي يتصل هالوقت وفي يوم الجمعة، طالع الاسم اللي متخزن جديد عنده، وابتسم..

رد بصوت نعسان: هلا والله بأحلى صوت سمعته أذني.. أحلى صباح في حياتي هالصباح والله، لأنه بدأ بسماع تغريدج.. همسج اللي يشعلني من الوريد للوريد (الاخ خلاص خذ راحته بعد ماعرف أنه جواهر ما تزوجت بعده، وبدأ في تنفيذ مخططه لترويضها مثل ماهو مسميه)

جواهر كانت مجهزة له كلام.. كل كلمة أكبر من الثانية بعد الكلام اللي سمعته من عبدالعزيز، ولانها ماقدرت تصبر لين يرجع عبدالعزيز قررت تتصل على عبدالله وتنكد عليه، لكنها ارتبكت من هالغزل الصباحي، وظنت أنه ماعرف هي من، ويفكرها حد ثاني، ردت ببرود: أنت يا أخ شكلك غلطان، أنا جواهر بنت منصور..

عبدالله بصوته النعسان المثير وهو يعدل المخدة تحت رأسه: أدري أنج جواهر بنت منصور.. وغيرها؟؟

جواهر انفجرت فيه: أنت يالكذاب ياللي الكذب بدمك: تقول إنكم رايحين بريطانيا وأنتوا كنتوا في أمريكا..

عبدالله وهو يتثاوب ويرد عليها ببرود: ماشاء الله عبدالعزيز عطاج الموجز، أكيد بتموتين تبين تعرفين أخباري؟؟

جواهر بصدمة وغضب: نعم أنت وش مفكر نفسك يا أخ أنت؟؟ أنت ماتخاف ربك... تدري أني مترت بريطانيا رايح جاي أدور عليكم، بينما أنت متكي في أمريكا؟؟

عبدالله حس بحزن عميق.. وتخيل شكلها وهي قاعدة تدور عليهم في مكان هم أصلا غير موجودين فيه، بس كتم حزنه بقلبه.. ورد عليها ببرود: زين ودورتينا ومالقيتنا وين المشكلة؟؟ هذا أنتي بتشوفين عيالج الليلة..

جواهر حست انها بتنفجر بس ردت عليه بنفس بروده: أنت وش قلبك يا أخي؟!! وش هالسادية اللي عندك؟!!
على العموم أنت خلاص ما تهمني بشيء، انا بس متصلة أسال ليش عبدالعزيز تأخر عن نوف في الدراسة؟؟

عبدالله: يعني مهتمة؟؟

جواهر باهتمام: أكيد مهتمة، هذا فرق سنتين مو شوي

عبدالله جاوبها باختصار وشرح لها السبب..

جواهر بغضب: أنت السبب،
ليش مادرست الولد زين وبكثافة، وخليته يعيد الامتحان بعد شهر.. أو وديته مدرسة ثانية يعني تضيع سنتين من عمره على الفاضي..

عبدالله مثل المصدوم، ماخطر بباله هذا الحل رغم بساطته، خذ نتيجة الاختبار كأنها من المسلمات الغير قابلة للجدل، لكن ماحب يحسس جواهر إنها انتصرت عليه وإنها لو كانت موجودة كان تصرفت في الموقف أحسن منه:

" والله يا دكتورة جواهر كلن وعقله، مو كل الناس عباقره مثلج، يختصرون سنين في الصيف، ويخلصون دكتوراة على 26 سنة.. ويألفون مراجع علمية دقيقة يأخذون فيها جوائز عالمية.."

جواهر وهي ترفع حاجبها، وتقوم بلهجة فيها سخرية: هذا فيه ناس متتبعين أخباري..ومهتمين؟؟

عبدالله اللي حس إنها حكرته في زاوية، بس رد عليها بجرأة وهو يعتدل واقف ويهمس بلهجة رجولية خاصة لأبعد حد:
مهتمين فوق ما تتصورين.. فوق فوق ما تتصورين...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 4:16 am

الساعة 10 ونص صباحا

غرفة مها، اللي صحت من شوي

مها متوترة: الله يبلش سعود، أبلشني في ذا السالفة، مها تخطب!! أنا وش عرفني بذا السوالف..

تبي تدق على فاطمة وتسألها.. عشان فاطمة ترفض.. وهي تخلص من المسؤولية
لكن الجازي بعدها نايمة وهي ما تبي تتكلم عندها تخاف تسمع شيء..

نزلت المطبخ، وقررت تكلم من هناك، الشغالة يعني بتدري هي وش تقول..

مها تدق على فاطمة، ردت فاطمة بصوت نعسان: يالمزعجة حد يتصل على الناس يوم الجمعة هالوقت..

مها: قومي أذكري ربش واقري شوي قرآن..

فاطمة بنعاس: أكيد أنتي ما اتصلتي علي عشان تذكريني أذكر ربي..

مها بتوتر: إيه أنتي وش وراش؟؟ ارقدي وخليني أنا أبتلبش بسعود..

فاطمة لما سمعت اسم سعود صحصحت: السالفة فيها سعود خليني أقوم أقعد.. وش قال لج..

مها: يقول لج مهوب شغلش..

فاطمة بصدمة: نعم؟؟

مها وهي تضحك: هو ماقالها بذا الطريقة بس هذي الزبدة..

فاطمة باهتمام: لا قولي هو وش قال بالحرف..

مها وهي تحاول تتذكر كلام سعود بالحرف: قال أن أسبابه شيء خاص فيه، وانتي لو تبين توافقين عليه أو ترفضينه يكون عشان شخصه مهوب عشان أسبابه..

فاطمة: أنتي وش هالمخ اللي عند أخوج؟؟

مها بابتسامة: والله هذا اللي الله عطاه.. ارفضيه بصريح العبارة وخلينا نخلص من هالسالفة...

فاطمة اللي كان في رأسها تفكير يدور... قالت لمها بدلال: موتي حرة ماني بمريحتج، وكملت بخجل: قولي له، لو يبي يكلم أبوي، يكلمه..


************



جواهر سكرت الخط بوجه عبدالله، ويبدو أن هذي بتصير عادة لها: ( صدق وقح وقليل أدب، ياربي هالرجال من شنو مصنوع مايحس ولا يفهم..)

عبدالله اللي صحصح من نومه راح للحمام يتحمم قبل يروح للصلاة، وهو مبتسم: زين مردودة يا جواهر أنا تسكرين الخط بوجهي.. أعيدها وأقول أنا اللي بأدبج وأربيج..

عبدالعزيز ونوف أكيد بعدهم نايمين بعد ماقضوا ليلة طويلة في رسم مخططاتهم..

بعد ماخلص عبدالله حمامه ولبس ثيابه، راح يصحي عبدالعزيز أول شيء عشان يقوم يتحمم ويروح معه للصلاة

عبدالله دخل غرفة عبدالعزيز بشويش، وكان يصحيه بشويش: قوم يبه عزوز، تسبح عشان نلحق الخطبة..

عبدالعزيز مد يده ومسك ذراع أبوه.. وعيونه مسكرة وهو على نفس وضعية النوم: صحيح يبه أمي بتجي اليوم؟؟

عبدالله بحنان: صحيح يبه..

عبدالعزيز وهو بعده على نفس الوضع: تدري يبه أن كلمة أمي حلوة وايد، أول مرة أدري إنها حلوة كذا.. الواحد وده يقولها ما يسكت..

عبدالله حس إنه بيختنق، كل ماله وهو يحس بمدى بشاعة جريمته
(إذا عزوز اللي ما يبين مشاعره، يقول كذا، الله يعيني على نوف)
كان يفكر هالتفكير وهو طالع من غرفة عبدالعزيز لغرفة نوف..

تفاجأ عبدالله وانصدم صدمة كبيرة لما دخل غرفة نوف..كان داخل بشويش مفكرها نايمة..
لكن لقى الغرفة معفوسة فوق تحت.. الثياب على كبر الحجرة، نوف واقفة عند الدولاب وتطلع الثياب وترمي..

عبدالله اللي دخل بحذر: بسم الله وش فيج نوف، كأن غرفتج مار عليها إعصار تسونامي..

نوف بطريقتها الدلوعة المحببة في الكلام: يوووه يبه ما أدري وش ألبس، أبي أمي تشوفني حلوة..

عبدالله بابتسامة: توج البارح تقولين ما تبين تشوفينها، اليوم قلبتي الغرفة عشان تلبسين شيء يخليج حلوة قدامها..

نوف وهي تتذكر اتفاقها مع عبدالعزيز، مادرت إن عبدالعزيز خارها قبلها، وتقول بارتباك: إيه مابي أشوفها، بس خلاص دامها جاية جاية أبيها تشوفني حلوة.. إلا يبه أمي حلوة؟؟

عبدالله ارتبك: ما أدري..

نوف بصدمة: أشلون يبه ما تدري، عيل من اللي يدري موب كانت زوجتك..

عبدالله بحرج: أمج وقت زواجنا كانت صغيرة وايد، وزواجنا مادام إلا فترة قصيرة، وصراحة أنا كنت أشوفها عادية، يمكن تغيرت ما ادري... وكمل بصوت خافت: بس الأكيد إنها عندها طول وصوت يأخذون العقل..

نوف باستفهام: شتقول يبه؟؟

عبدالله بهدوء: ولا شيء يبه.. وطلع عبدالله متوجه للباب

نوف وقفته، هاه يبه وش ألبس؟؟

عبدالله بحب: أمكم ماراح تجي قبل المغرب، عندج وقت طويل تفكرين..


**************


في بيت منيرة

سارة تصحي منيرة وتقول لها بخبث: قومي يالكسلانة، رجلس بيجي يتغدى عندنا، قومي أشرفي على الغداء عشان يدري إنه تزوج مره سنعة..

منيرة بنفس الضيق اللي تحس فيه كل ماسمعت سيرته: والله أنتي اللي أخته، روحي حطي له الغدا خليه يطفحه..

سارة بزعل: كله ولا سالم، ما أرضى عليه.. إحمدي ربس اللي أرسل لس واحد مثل سالم: زين وفلوس ورجولة..

منيرة اللي رمت الغطاء وجلست على سريرها وهي تقول بلهجة حادة: كمليها، وجنون وخبال وبيت الرعب اللي لازم أحمد ربي إنه بيسكني فيه بعد..

سارة حست بحزن منيرة، فسكتت، لانها فعلا ماعندها شيء تقوله.. يهدي خاطر منيرة المكسور..

منيرة وهي حست إنها سببت الحزن لأختها: خلاص سويره، ولا يهمس، أقوم الحين وأشوف غدا رجلي على قولتس، المهم يكون خاطرس طيب.. وكملت بعيارة: وخلني بالمرة أحط له فيه سم، يمكن الله يخلصني منه..

سارة برعب: بسم الله على روحه


*************


محمد بعده نايم، سعود يصحيه: محمد قوم قوم الله يقطع إبليسك، أنت ما تخاف ربك، قم الخطبة ماباقي عليها شيء..

محمد بابتسامه حتى وهو راقد: وش فيه يا حضرة الملازم، ترا حن والله مهوب في ثكنتك، فكها، فكها الله في وجهك..

سعود وهو يرسم ابتسامه مصطنعة مضحكة على وجهه: هذا أنا فكيتها... قم، خل نروح للمسجد، وترا غدانا عند بيت عمي هادي.. عنده غدا رياجيل أجناب.. أخلص علينا

محمد قام من نومه وتوجه للحمام يتوضأ ..وهو يقول بابتسامته الشهيرة: لحول من ذا الرجال، مايعرف يبتسم مثل باقي مخاليق ربي..
يطالع وجهه في مراية الحمام ويكمل : سبحان ربي اللي خلق ذا الابتسامة الساحرة، الله لا يخلي الدنيا منها.


************


بعد صلاة الجمعة

منيرة تتصل على فاطمة، بعد ماسكرت من مها، بخبث: هاه وين اللي ماهيب بايعة عمرها وماخذه سعود؟؟

فاطمة بحيا: يمه من مهاوي، لحقت تقول لج..

منيرة تصنع الزعل: ليه أنتي كنت ناوية تدسين علي؟؟

فاطمة بخجل غير طبيعي: لا والله بس مادريت أشلون ممكن أقولها..

منيرة بعيارة: وأثر الأخت معجبة ومخبية علينا..

فاطمة وخدوها ولعت: استحي مناري عيب عليج..

منيرة بشوية جدية: لا جد جد قولي لي، شاللي غير رايج؟؟

فاطمة بدلال: ومن قال أني غيرت رأيي؟؟

منيرة ببعض استغراب: كلامس اللي كله متناقض..

تنهدت فاطمة تنهيدة طويلة: تبين الصج منيرة: أنا من يوم شفته السنة اللي فاتت بلبسه العسكري وهو ينزل عشان يشوف السيارة ليه خربانة، وعقبه مارضى يركب، لين إحنا ركبنا، وهو داخل مزاجي.. شكله ورزته حتى طريقته القوية في الكلام...وااااااااو.. شي عمري ما شفته..

منيرة بعيارة: حب هذا؟؟

فاطمة باستنكار صادق: استحي يا قليلة الادب، ممكن تقولين هو مجرد اعجاب، وانا والله العظيم والله العظيم إني عمري مافكرت فيه كزوج، لكن كشخصية أنا معجبة فيه... وأمانة ما تقولين لمها شيء..

منيرة بلعانة: أكيد.. وش بأقول لها يعني؟؟ فطوم ذايبة في هوى حضرة الملازم؟؟

فاطمة ولع وجهها: صج قليلة حيا، دواج سالم ياالكذابة و قليلة الأدب.. اتقي الله تكذبين علي نهار الجمعة..

**************


جواهر جالسة تستشور شعرها بعد الحمام.. مع إنه ما يحتاج سشوار من قد ماهو ناعم.. بس كانت تبي تسوي شيء تفش فيه توترها، ويقصر عليها الوقت.. حاسة الساعات القليلة الباقية على المغرب كأنها دهر..

رن موبايلها اللي كان محطوط على التسريحة قدامها، طالعت الاسم، بهدوء: هلا نجلاء
-
- وش فيه صوتج طالع من قبر، ماكأنه صوت وحدة بتشوف عيالها عقب غياب17 سنة. (نجلاء بمرح)
-
- متوترة نجلاء متوترة.. وملهوفة.. وخايفة..
-
- ياه ياه.. وليش ذا كله؟؟
-
- جواهر بحقد: الحقير ماقال لهم أنه هو اللي كان خاطفهم مني، خلاهم يظنون أني أنا اللي خليتهم.. تخيلي أشلون بتكون مقابلتهم لي الليلة وهذا ظنهم..
-
- نجلاء بصدمة وحزن: صدق إنه نذل، ماكفاه اللي سواه..أنتي قولي لهم، ولا عليج منه الخسيس..
-
- جواهر بنفي: ما أقدر نجلاء ما أقدر.. أنا ماأدري أشلون علاقتهم بأبوهم، اخاف يظنون أني أبي أخرب بينهم وبين أبوهم.. وأخاف هالشيء يأثر على نفسيتهم..
-
- نجلاء بغضب: يعني تخلينها برأسج أنتي، يعني 17 سنة دافنة عمرج تنتظرينهم وبتموتين من اللهفة عليهم، ويوم تشوفينهم، تشوفينهم وبينج وبينهم حاجز
-
- لازم هو اللي يقول لهم يا نجلاء، هو اللي كان معهم 17 سنة ويعرف طبايعهم، ويعرف يقول لهم بالطريقة الأفضل ، هذا إذا كان بيقول لهم..
-
- ليه هو موناوي يقول لهم بعد؟؟
-
- يمكن يقول كفاية عليج شوفتهم، تبينهم يكرهوني يعني، ياربي وش كثر أكرهه هالأنسان.. كل يوم يبين لي خسته ونذالته أكثر..
-
- نجلاء بتأييد: الله يعينج يا قلبي.. الله يعينج..


************


على الغدا في بيت هادي (أبو خالد) عم مها، الضيوف اللي كان عددهم 5 قاموا على الغدا.. والشباب بعدهم قاعدين..

محمد يلف على خالد ولد عمه وصديقه ويهمس: من ذا الرياجيل الأجناب.. أول مرة أشوفهم..

خالد بهمس: علمي علمك، اتصلوا على أبي يقولون حن الأبو فلان ونبغي نجيك زيارة، فحلف عليهم يتغدون عنده يوم الجمعة..

محمد هز كتوفه: غريبة..

بعد ماخلصوا الكل الغدا، وقعدوا يتقهون، خالد ومحمد وسعود قاعدين جنب بعض.. أكبر واحد في الضيوف تنحنح: وقال : يا بو خالد أنت رجّال نادر في الرياجيل..

أبو خالد بحذر: ماعليك زود طال عمرك..

كمل الضيف بلهجة كلها احترام وثقة: ومثلك من الرياجيل ينشرى قربه.. وحن جايين اليوم نشري قربك ونخطب بنتك الكبيرة...

محمد من سمع الخطبة... حس إنه فيه عرق في رقبته بينقطع من الحرة والغضب، وحس أنه فيه دخان يطلع من رأسه.. وعيونه تولع.. محمد تفكيره تفكير شيبان (أشلون بنت عمه يخطبونها ناس أغراب، لا وهو قاعد يسمع بعد) ..و سعود كان بعده مو مستوعب اللي يصير..

محمد ضرب أخيه بكوعه في جنبه.. وهمس بصوت واطي بس مشتعل نار: أنت تسمع وإلا ما تسمع.. الرياجيل يخطبون بنت عمك وانت ساكت يالرخمة .. لولا حشمتك وإنك أكبر مني وإلا كان قرعت أنا عليهم.. قوم إقرع لا تفضحنا في الرياجيل.. وتصغرنا قدام عمك وولده..

قبل ما حد منهم يتكلم، رد أبو خالد: عيال عمها هذا هم قعود، كانهم رخصوا لكم فيها.. أبشروا بسعدكم..

الرجال الكبير ألتفت على سعود ومحمد: وحن ماحن بمتعدين على عيال عمها.. وش تقولون يا عيالي؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الماس و كلي احساس
ملاك راقي
ملاك راقي
الماس و كلي احساس


عدد المساهمات : 2502
تاريخ التسجيل : 16/07/2013

رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»   رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»» Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 4:17 am

في مجلس أبو خالد

الرجال الكبير التفت على سعود ومحمد: وحن ماحن بمتعدين على عيال عمها.. وش تقولون يا عيالي؟؟


سعود اللي حس إن رجولته بوجهة النظر القبلية....... ونظرة عمه اللي مقام أبوه له.. وسلوم هله وعوايدهم على المحك، ومرتبطة في كلمة منه، وقف ورد بكل قوة وثقة: مالك لوا ياعم.. بنت عمي وأبيها تشرف رأسي ومكاني.. وأنت لك الحشيمة والقدر.. والله ثم والله إن عشاكم الليلة عندي..

سعود قال كلمته وقعد، محمد من وناسته، ميل على أخوه وحب خشمه وهمس له: كفو يا بو سعيد كفو.. جعلني ماخلا من ذا اللحية..

سعود بغضب وهو يهمس بصوت واطي: أنا رخمة يا محيميد.. زين دواك عندي..

محمد وهو حاس بغلطته على اخوه الكبير: سامحني يا سعود بس أنا كنت بولع.. وأنت قاعد ساكت..

سعود وهو حاس في داخله بحزن كبير على انهيار مخططاته اللي كان راسمها مع فاطمة: لا عاد... وما طيحني حظي إلا في بنت عمك المعقدة، لو غالية وإلا مزنة كان ماعليه.. بس الدانة عاد.. الله يعيني..

محمد بابتسامة: إحمد ربك اللي بتأخذ دانة، لو أنها مهيب أكبر مني ماكان خليتها لك، ومزنة مالك شغل فيها، هذي ممتلكات خاصة..


************


في بيت عبدالله.. الوقت صار بعد صلاة العصر.. نوف تحوس في البيت، ماتدري وش تسوي بعد..

تنظيف: خلت الخدامات ينظفونه أكثر من مرة..

ضيافة : مابقى شيء ما طلبته من الحلو والموالح بكل الأشكال..

اللبس: عقب ما حاست الدنيا، استقرت على أنها تلبس تنورة وردية فاتحة لنص الساق، تحتها بوت بني طويل، وبلوزة هاي نك بنية.. وقبعة بيريه فرنسي وردية، مع حلق واساور وسلاسل وردي


ماحطت مكياج نهائي، لأنها ما كانت ضامنة أعصابها.. وخافت إنها تخورها.. وحبت إن أمها تشوفها بشكلها الطبيعي، خافت إن أمها تكون من العجايز اللي ما يحبون البنات يحطون مكياج..

ورجعت تطلع لعبدالعزيز اللي ما طلع من غرفته، من بعد مارجع من صلاة الجمعة، حتى الغدا مارضى يتغدى..

نوف فتحت الباب بالراحة ودخلت: عزوز.. عزوز.. أنت من جدك نايم ؟؟

قربت على سريره.. كان مغطي نفسه، سحبت الغطاء تبي تشوفه، بس هو شد الغطاء على نفسه.. نوف قلبها عورها، حست فيه شيء: عزوز أنت تبكي؟؟

عبدالعزيز من تحت الغطاء بصوت مكتوم: لا ما أبكي.. ليش أبكي أصلا؟؟ بليز نوف اطلعي وسكري الباب وراج..

نوف ماحبت تزودها معاه، لأنها كانت متأكدة إنه يبكي، حست قلبها يتقطع ألف قطعة عليه، أخر مرة شافته يبكي كان عشان امتحانهم قبل 5 سنين.. الامتحان اللي خلاه يتأخر عنها..
بس ليش يبكي؟؟

طلعت نوف وتركته، لما تأكد عبدالعزيز إنها طلعت، شال الغطاء عن رأسه، وكشف عن وجه أحمر وعيون مليانة دموع

عبدالعزيز كان حساس بزيادة بس ما يبين.. وكان متباعد وخجول ومايحب يعبر عن مشاعره..فكان عبدالعزيز يحس بفراغ عاطفي كبير وضياع مايعرف سببه.. وظهور أمه المفاجئ وتره ، ورفع درجة إنفعاله لاقصى حد


**************


في بيت مها

الوضع مقلوب بعد ماوصلهم خبر خطبة سعود للدانة اللي كانت مفاجأة حقيقية لهم..

سعود أكبر من الدانة بسنتين ، وماحد منهم يطيق الثاني من يوم كانوا صغار، والي زاد في الكراهية بينهم، إن سعود ما كان مقتنع إن بنت عمه تدرس طب أساسا (دانة طبيبة أسنان توها مخلصة دراسة)..
وحاول سعود يفر رأس عمه ويقنعه مايخليها تروح رغم تفوقها في الدراسة، ومع إن الدراسة راح تكون في السعودية، وبتقعد في بيت خالها اللي ماعنده إلا بنات..

بس دانة كان لها مكانة كبيرة عند أبوها، هي أكبر عياله، وقدرت تقنع ابوها يخليها تروح.

وماحد منهم نسى للثاني موقفه، هو مانسى لها إنها كسرت كلمته اللي يمشيها على الكل، وهي ما نست له إنه كان بيضيع مستقبلها..

هو يسميها المعقدة، وهي تسميه المتوحش..


مها كانت بين نارين، بين حزنها وفرحتها، حزنها عن النصيب ما تم بين سعود وفاطمة وهي مو عارفة أشلون توصل الخبر لفاطمة

وفرحتها إن الدانة اللي هي تحبها كثير.. ماطلعت من عايلتهم وبتكون لسعود.. وخصوصا إنها كانت تحس إنه وحدة مثل دانة بشخصيتها القوية اللي تتحمل..... هي اللي تناسب شخصية سعود الصعبة..

وتتذكر مها دخلة سعود عليها بعد ما أتصل عليهم محمد وبلغهم بالأخبار:

كانت مها في غرفتها بروحها، دخل عليها سعود، نطت تبي تبوسه و تبارك له، لكنه أشر لها إجلسي..

كانت ملامح وجهه غامضة جامدة ما تعكس شيء من مشاعره.. اللي كانت تموج في داخله كبحر من غير قرار..

سعود بهدوء وكأنه قاعد يفكر في كل كلمة يقولها: مها اعتذري من فاطمة، وقولي لها الله ماكتب نصيب بيننا، وهي اللي بيرزقها بنصيبها اللي احسن مني..

قال كلمته وطلع فورا..

ومها وراه بتوترها وخوفها وانفعالها وحيرتها..


**************


هند قاعدة في غرفتها تتعدل قدام المرايه، دخل عليها فايز، وقف متسند على الباب وهو يطالعها بهدوء

هند وهي مستمرة في رسم الشدو على جفونها: مطول وانت واقف عندك؟؟

فايز بهدوء: شنو صار على الموضوع اللي قلت لج والمخطط اللي رسمته لج؟؟

هند بخبث: فايز حبيبي، موضوع مثل هذا ما يصير بين يوم وليل.. عطني وقت، وخصوصا إن نوف هالأيام مشغولة ما أدري بشنو؟؟ خلها تفضى لي.. ومايصير خاطرك إلا طيب..

فايز وهو يطلع: زين نصبر، نشوف اللي بيجي وراج..

***********************


قبل المغرب بشوي، جواهر وصلت أخرها من التوتر

مثل بنتها، غيرت لبسها عشرين مرة.. لحد ما أستقرت على بنطلون شوال واسع حرير ثقيل أسود يبين طولها.. وبلوزة حرير خضراء تنربط من عند الرقبة ومن عند الخصر بشرايط حرير طويلة عريضة من نفس القماش الأخضر اللي كان لايق جدا على لون بشرتها المخملية، ووجزمة كعب أسود عالي أبرز طولها زيادة.

واللبس اللي حطته في الشنطة عشرين مرة وهي تدخله وتطلعه، لحد ماأستقرت على اللبس اللي بتأخذه معاها، مع إنها نهائي غير مقتنعة إنها تنام في بيت عبدالله، بس لأجل عين تكرم مدينة..

المكياج احتارت وش تحط، كانت تبي تكون حلوة قدام عيالها، أخر شيء استقرت على ماسكارا ضد الماء استعداد للدموع، وروج لحمي فاتح من النوع الثابت..بعد ما توضت استعداد للمغرب..

ختاما: كان شكلها أكثر أكثر من خيال جمال وأناقة..

*******************


في بيت أبو فهد بعد صلاة المغرب مباشرة

موزة نايمة عندهم هي وعيالها من يوم أمس..
( موزة عمرها 25 سنة، وعندها بنتين: حلا 4سنوات ، وغلا سنتين.. )

موزة وفي يدها بيالة شاي: النوري قومي دقي على جواهر خليها تجينا، البارح كانت تعبانة وماقعدنا معها..


حصة نطت تقول: جواهر عندها مشوار ويمكن تكون راحت الحين هي وعبدالعزيز..

نورة وهي تخز حصة بعيارة: نعنبو، حافظة تحركات رجلي، تكونين أنتي مرته مو أنا هذا أولا، ثانيا موزة قالت النوري، ماقالت حصة يالملقوفة.

حصة استحت ورجعت تقعد مكانها..

موزة خذت ماي من غسول البيالات والفناجيل ورشته على نورة : انتي اللي نعنبوا.. حاطة دوبج دوب هالبزر، كم مرة قلنا لج كلنا، حصوص مالج شغل فيها..

نورة اللي تمسح وجهها وتضحك: عادي رشيني بالغسول، عشان ما تنظلوني يا خواتي الجياكر، بما أني أحلى وحدة فيكم..

وبعدين نورة قامت قعدت جنب حصة اللي مكشرة، تدغدغها: حصوص أنتي زعلانة علي؟؟؟ قولي إنج زعلانة..

حصة اللي ميتة من الضحك: والله ما ني زعلانة، بس فكيني حرام عليج..

نوره بابتسامتها: بنات ما يجون إلا بالدغدغة..

عقب موزة ألتفت على أمها: يمه ترى جواهر البارحة قالت لي، إنها هاليومين بتكون مشغولة، بس على نهاية الأسبوع بأروح أنا وياها نشوف حجوزات الصالات، وبأجيكم هنا أول بأخلي البنات عندج، وعقب بنروح.

نورة من سمعت طاري صالات وحجز، استحت وقامت..

موزة بعيارة: عدال شوفوا من اللي استحى.. وين اللي قبل دقايق مادة لسانها: رجلي ورجلي..

نورة هربت فوق.. وموزة تضحك وتقول: زين يامرت عزوز دواج عندي..


******************


في بيت عبدالله
بعد المغرب بشوي
وقت وصول جواهر قرب..

العيال كانوا متوترين، بس مقررين الالتزام بالخطة اللي رسموها.. وابوهم كان متوتر أكثر منهم..

عبدالله كان خلاص مستعد للسفر، كان مجهز شنطته ومخليها عند الباب

لابس بلوفر صوف أسود رقبته دائرية ماقدر يخبي تفاصيل عضلات صدره، وبنطلون أبيض تحسه مكوي بالمسطرة من قدم ماهو مستقيم ومرتب، وجزمة سودا جلد تلمع لمع..
كان شكله أقل ما يقال إنه استثنائي، اسثنائي في وسامته.. في رجولته.. في أناقته.. في حضوره..

نوف وعبدالعزيز اللي كان لابس ثوب جديد وغترة جديدة كأنه في العيد، قاعدين جنب بعض كل واحد منهم يفرك في يديه بتوتر..

رن موبايل عبدالله، نوف وعبدالعزيز نطوا من مكانهم واقفين، وعبدالله جاء بيرد طاح الموبايل من يده، لقطته نوف بسرعة ورجعته لأبوها وهي بتموت من الترقب..

عبدالله رد: هلا عبدالعزيز، تقول واقفين عند الباب الخارجي، أدخلوا أدخلوا الباب أصلا مفتوح، أقطع الطريق كامل لين توصل البيت، وقف سيارتك قدام باب البيت..

سكر ووجه كلامه لعياله: هذا خالكم، صاروا عند الباب خلاص..

نوف اللي خلاص موقادرة تستحمل من التوتر، شبكت ذراعها في ذراع أخوها اللي شد عليها

عبدالعزيز يسوق السيارة داخل حوش القصر الضخم وبين باب البيت الخارجي والبيت نفسه حوالي 700 متر، وعبدالعزيز يسوق وهو يقول: ماشاء الله ماشاء الله.. الله يزيده من خيره

جواهر نهائي ما كانت منتبهة للبيت ولا هامها، التوتر والترقب واللهفة كانوا بيذبحونها..

لما وقفت السيارة ، حست قلبها بيوقف مع السيارة، طفى عبدالعزيز سيارته، ونزل

وجواهر بعدها ما نزلت، لأنها حاسة إن رجولها موقادرة تشيلها

لف عبدالعزيز ناحية بابها وفتحه، وقال لها بلهجة حنونة: جواهر.. انزلي يا قلبي..

نزلت جواهر ومشت بخطوات مترددة ناحية باب البيت..

#أنفاس_قطر#

أدري أنكم ودكم تذبحوني الحين... بس سماح .. هالمرة سماح..
==> حضرت اللعانة وبقوة..
أوعدكم بكرة أوعدكم
إنه بيكون فيه بارتين، 22، 23
بس اليوم حبيت يكون هذا البارت يكون بروحه..
بالنسبة لموضوع سعود وفاطمة.. أنا بصراحة ضحكت.. وأنا أقرأ كل التوقعات اللي كنت أدري إنها غير دقيقة===> الأخت أنفاس شكلها مخها متركب شمال...
بس أنا من لما بديت القصة.. وأنا حسيت إني وأنا اكتب الرواية إن الرواية بذا الطريقة بيكون فيها أكشن عالي.. هذا أولا..
ثانيا أنا اصلا ومن البداية عطيتكم إشارة للموضوع.. بس ماحد لقطها منكم..
ثالثا: أنا أنفاس قطر شحصيا، اعتقد إن تحيير البنت، عادة جاهلية مقيتة، إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقة فزوجوه، هذي هي القاعدة الإسلامية..
لكن انا حبيت أن ألقي الضوء على عادة مازالت موجودة.. ومن ناحية قصصية –وهذا اللي يهمني ويهمكم- راح تسوي لكم أكشن غير طبيعي غير طبيعي في القصة..
أنتظرونا..
أحبكم كلكم..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
 
رواية بعد الغياب / كاآامله .. »»»»»
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منقول:: رواية ام البنات رواية روعة رومانسس+ اكشن+ ضحك وهبال+ قمة الروعة
» رواية قصيرة , رواية اسعدتني حتى الالم
» رواية جرحني و صار معشوقي / كاملة
» حينما ينتقم الحب رواية رووووعة
» رواية نبض قلبي..رااااائعة ********

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ  :: ܔ ೋ ѽΞ"♥مملكة حواء الادبية♥ܔ ೋ ѽΞ" :: قسم الروايات الطويلة-
انتقل الى: