ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
♥️اهلا وسهلا بك ♥️عزيزتي الزائرة♥️ يشرفنا ويسعدنا جدا الانضمام الينا..♥️
سارعي بالتسجيل ولن تندمي ابدا♥️ ♥️هنا كل المتعة والفائدة..
♥️هنا انا وانتي وغيرك..من جنس حواء ♥️هنا حب ..اخلاص..صداقة..
♥️هنا يوجد لدينا علبة دردشة للتواصل ..مع الجميع في جميع انحاء العالم
هنا الرقي والتميز والابداع.,♥️ ننتظر تسجيلك بشوقღ
مرحبين بك وسعداء بتواجدك بينا..
♥️~ادارة منتدى الملاك الطموحღ♥️~
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
♥️اهلا وسهلا بك ♥️عزيزتي الزائرة♥️ يشرفنا ويسعدنا جدا الانضمام الينا..♥️
سارعي بالتسجيل ولن تندمي ابدا♥️ ♥️هنا كل المتعة والفائدة..
♥️هنا انا وانتي وغيرك..من جنس حواء ♥️هنا حب ..اخلاص..صداقة..
♥️هنا يوجد لدينا علبة دردشة للتواصل ..مع الجميع في جميع انحاء العالم
هنا الرقي والتميز والابداع.,♥️ ننتظر تسجيلك بشوقღ
مرحبين بك وسعداء بتواجدك بينا..
♥️~ادارة منتدى الملاك الطموحღ♥️~
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ {*_*}...رقي ♥ تميز ♥ ابداع...{*_*}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مشتاقة للجنة
ملاك راقي
ملاك راقي
مشتاقة للجنة


عدد المساهمات : 2939
تاريخ التسجيل : 19/07/2013
العمر : 33
الموقع : في الغربة

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) Empty
مُساهمةموضوع: حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث )   حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) Emptyالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 4:28 am

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) 18XVz


التربية فريضة على الآباء

وعلى هذا فالتربية هي عملية بناء وإصلاح ورعاية حتى التمام، ولكي نضمن إخراج طفل سويٍّ لا بُدَّ من تربيته وتنشئته على الإسلام، فالنظرة التربوية الإسلامية تهتم بكل مجالات الحياة الصحيَّة والنفسيَّة والأخلاقيَّة والاجتماعيَّة وما إلى ذلك.

والتربية فريضة في حقِّ الآباء، وهي مسئولية وأمانة لا يجوز التخلِّي عنها، قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً}[الأحزاب: 72].

وهي تقوم على عدَّة عناصر هي: المربِّي والمربَّى والمنهج، وحتى تؤتي التربية ثمارها لا بُدَّ من توافر صفات في القائم بعملية التربية، وإلا لن يرى أثرًا لجهده وعمله، فغالبًا ينشأ الولد على غرار أبيه، يقول الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان منَّا *** على ما كان عوَّده أبوه

وما دان الفتى بحج ولكن *** يعـوده التدين أقربوه

فلا بُدَّ أن يشعر كِلا الأبوين أنهما مسئولان عن أطفالهما، وهما محاسبان على التقصير في تربيتهما، وعن هذه المسئولية يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ..."[7].

وقد أمرنا الله أن نحمي أنفسنا وأبنائنا من النار يوم القيامة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التحريم: 6].

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

صفات المربي

وصفات المربي هي عامل أساسي في عملية التربية لإحداث التأثُّر، فالكلام الذي لا يتبعه عمل كالرُّوح بلا جسد، ولا بُدَّ لهذه الصفات من توافرها في الأبوين وكذلك القائمِينَ بأعمال التربية، ومن هذه الصفات:

1- الحلم والأناة والبُعد عن الغضب

ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، ولقد خدم سيدنا أنس بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعله لِمَ فعلته، ولا لشيء تركه لِمَ تركته[8]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حليمًا في تعليم الأطفال، وروى عمرو بن سلمة قال: "كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ. فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ"[9].

ولا بُدَّ للقائم على عمليَّة التربية البعد عن الغضب لما له من آثار سلبيَّة على نفسيَّة الطفل، وهذه من وصيَّة النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل أن يوصه، فقال له: "لا تَغْضَبْ"وكرَّر عليه ذلك مرارًا.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

2- الرفق واللين

وهاتان الصفتان أساسيَّتان في عملية التربية؛ فالطفل الصغير يحتاج إلى الرفق أكثر من الشدَّة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ"[10].

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

3- الرحمة

وهي من أهمِّ الأسس التي تقوم عليها عملية التربية، فالرحمة من أسس النشأة القويمة والنموِّ النفسي والاجتماعي لدى الأطفال، وبافتقادهم لهذه الصفة تحدث فجوة كبيرة بين الأطفال والمجتمع الذي فيه يعيشون، ولن يكون لهم طريق إلا الانحراف والعنف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوةً في ذلك فكان رحيمًا بالأطفال، وانتقد النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي قال له إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلْتُ واحدًا منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَمَا أملك وَقَدْ نَزَعَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ"[11].

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

4- الاعتدال والوسطية

من صفات المربِّي الناجح الاعتدال والوسطية، فالغلوُّ والتشديد ليس له مكان في ديننا، وغالبًا ما ينفر الأولاد من طابع المربِّي الذي يجنح إلى الشدَّة والغلظة.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

5- القصد في الكلام

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - وهو الذي لا يَمَلُّ من كلامه أحد - يتخوَّل أصحابه بالموعظة مخافة الملل، وليس المقصود من عملية التربية الكلام إنما الهدف هو الفعل.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

6- القدوة الحسنة

والقدوة الحسنة لها دور كبير في تنشئة الأولاد، فغالبًا ما يجنح الأولاد إلى التقليد، فالقدوة هنا لها دور كبير في عملية التنشئة، وقد امتدح الله عز وجل الأبوين الصالحَيْنِ وحَفَظَ المال لأبنائهما بصلاحهما فقال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ}[الكهف: 82].


حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

وهذا طرف من صفات المربِّي الناجح لتُؤْتِيَ عمليَّة التربية ثمارها، ولا نكون كالذي يحرث في الماء، ولكي تحقق عملية التربية أهدافها ونرى نتاجها لا بُدَّ من معرفة منهج الإسلام في التربية، وما هي جوانب التربية؟

الإسلام وشمول جوانب التربية

والحقيقة أن للتربية جوانب عديدة، والإسلام لم يقتصر فيها على جوانب العبادة والأخلاق، بل امتدَّ ليشمل الجانب العقلي والاجتماعي والبدني، فهدف الإسلام أن يخرج طفلاً سويًّا ينمو عقله مع جسده، وتنمو كذلك أخلاقه مع عَلاقاته الاجتماعيَّة، ومن هذه التربية ما يلي:



1- التربية الإيمانية العبادية

وتكون هذه التربية بتوجيه عواطف الطفل ومشاعره نحو حُبِّ الله وحُبِّ رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نزرع في قلوبهم الخوف من الله؛ لأن الحُبَّ يؤدِّي إلى طاعة الله، والخوف يؤدِّي إلى البُعْدِ عن المعاصي والذنوب، ونحدَّثه عن الجنة والنار، فغالبًا ما يستهوي الأولاد هذه الحكايات، ونخبرهم أن محبَّتنا لله تنشأ من احتياجنا إليه نحن وآبائنا، فكل شيء بيده سبحانه وتعالى، وهذا ما يدفعنا أيضًا نحو شكره على نعمه.

ويعمل المربِّي على غرس الإيمان الحقيقي في نفوس الأطفال الذي هو سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة، ونأخذ بيد الطفل إلى العبادة بالتدريج، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نُعَوِّدَ الطفل على الصلاة وهو في السابعة من عمره، ونضربه على التخلُّف عنها في العاشرة، ونُعَوِّدُهُ على الصدقة بأن نُعطي له الصدقة ليضعها مثلاً في صندوق المسجد المخصَّص للصدقات والزكاة، وكذلك الصوم وكان الصحابة رضوان الله عليه يُعَلِّمون أبناءهم الصوم ويعطونهم ما يلعبون به لينسوا الطعام وذلك ليتدرَّبوا على الصيام، وبذلك تسير الخطى نحو غرس هذه العبادات في نفوس الأطفال.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF


2- التربية البدنيَّة

المقصود بالتربية البدنيَّة هي الاعتناء بالجسم؛ وذلك ليكون سليمًا، فبالإضافة إلى الاهتمام بالعضلات وبالحواس، يجب الاهتمام بالطاقة الحيوية المنبثقة من الجسم والمتمثِّلة في مشاعر النفس، وطاقة الدوافع الفطرية والنزعات والانفعالات، حيث يراعي الإسلام أمرين هامَّين:

مراعاة الجسم من حيث هو جسم يحتاج إلى الغذاء الجيِّد والمسكن الصحِّيِّ، والراحة والنوم الجيِّد والحصانة من الأمراض.

وتوفير الطاقة الحيويَّة اللازمة لتحقيق أهداف الحياة، وهي أهداف تشمل كيان الإنسان كله.

ولا بُدَّ من تعوديه على ممارسة الرياضة كالعدو، والسباحة، والرمي، وركوب الخيل، وغيرها، لما لها من أهميَّة في بناء جسد الفرد، وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحُد مَن كانت له قدرة على الرمي وهو ما زال فتى يانعًا، وكذلك أجاز مَن صرعه، وذلك يدلُّ على أهميَّة بناء البدن، وأوصى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه تعليم الأولاد السباحة والرماية وركوب الخيل، ولا يخفى على أحد ما في السباحة من تكوين وبناء لعضلات الإنسان.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

3- التربية الأخلاقية

والمقصود بالتربية الأخلاقيَّة العمل على غرس قيم الخير في نفس الطفل، كالصدق والأمانة وبرِّ الوالدين والشجاعة، ومن أهمِّ جوانب التربية الأخلاقيَّة العمل على تخليته من الأخلاق البذيئة، كالكذب والجبن وما إلى ذلك.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

4- التربية العقلية

أعطى الإسلام للعقل عناية خاصَّة، فالإسلام يُشَجِّع الطاقات العقليَّة ويحترمها، وألقى الإسلام على عاتق الأبوين تربية عقل الطفل، فليس المقصود من التربية كما يفهم الكثيرون الطعام والكساء، بل لا بُدَّ من غذاء عقلي للطفل لينمو عقله ويستطيع أن يساير الحياة، وحتى ننهض بالعقل لا بُدَّ من اغترافه من مَعِين الثقافة والعلم، والتركيز على القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالإضافة إلى هذه العلوم لا بُدَّ من الاطلاع على الكتب العامَّة والمعارف الأخرى، وعلى الأبوين كذلك اختيار الأصدقاء المتميِّزين بثقافتهم الإسلاميَّة.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

5- التربية الاجتماعية

ويقصد بالتربية الاجتماعيَّة تربية الطفل على آداب اجتماعية فاضلة، وهي المنبثقة من العقيدة الإسلاميَّة، كالنظام وحسن التعامل والتصرُّف الحكيم، وتقوم التربية الاجتماعيَّة أيضًا على التربية الإيمانيَّة والأخلاقيَّة والعقليَّة، وذلك ليستطيع التفاعل في المجتمع والتأثير فيه، وتقع هذه المسئوليَّة أوَّلاً على الأسرة.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

وباكتمال هذه الجوانب يصبح لدينا طفل قوي العبادة، صحيح العقيدة، متين الخلق، مثقَّف الفكر، يستطيع أن يخدم دينه وأُمَّتَه، وأن يكون لَبِنَة صالحة في المجتمع.

طرق تربية الأطفال

1- التربية بالملاحظة

وهي ملاحقة الولد وملازمته في التكوين العقدي والأخلاقي، ويدخل فيه التكوين النفسي والاجتماعي، وهذه التربية جسَّدها النبي صلى الله عليه وسلم في ملاحظته لأفراد المجتمع، ويعقبها الترشيد والتوجيه.

ويجب الحذر من أن تتحوَّل الملاحظة إلى تجسُّس، فمن الخطأ أن نفتِّش غرفة الولد المميَّز ونحاسبه على هفوة نجدها؛ لأنه لن يثق بعد ذلك بالمربِّي، وسيشعر أنه شخص غير موثوق به، وقد يلجأ إلى إخفاء كثير من الأشياء عند أصدقائه أو معارفه، ولم يكن هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته لأبنائه وأصحابه.

كما ينبغي الحذر من التضييق على الولد ومرافقته في كل مكان وزمان؛ لأن الطفل - وبخاصَّة المميَّز والمراهق - يحبُّ أن تثق به وتعتمد عليه، ويحب أن يكون رقيبًا على نفسه، ومسئولاً عن تصرُّفاته، بعيدًا عن رقابة المربِّي، فَتُتَاحُ له تلك الفرصة باعتدال.

وعند التربية بالملاحظة يجد المربِّي الأخطاء والتقصير، وعندها لا بُدَّ من المداراة التي تحقِّق المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل؛ والمداراة هي الرفق في التعليم وفي الأمر والنهي، بل إن التجاهل أحيانًا يُعَدُّ الأسلوب الأمثل في مواجهة تصرُّفات الطفل التي يستفزُّ بها المربي، وبخاصَّة عندما يكون عمر الطفل بين السنة والنصف والسنة الثالثة، حيث يميل الطفل إلى جذب الانتباه واستفزاز الوالدَيْنِ والإخوة، فلا بُدَّ عندها من التجاهل؛ لأن إثارة الضجة قد تؤدِّي إلى تشبُّثه بذلك الخطأ، كما أنه لا بُدَّ من التسامح أحيانًا؛ لأن المحاسبة الشديدة لها أضرارها التربويَّة والنفسيَّة.


حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

2- التربية بالإشارة

والتربية بالإشارة تُستخدَم في بعض المواقف كأنْ يُخطئ الطفل في وجود ضيوف أو في محفل فتكفيه إشارة باليد، أو نظرة غضب؛ وذلك لأن إيقاع العقوبة قد يجعل الطفل معاندًا؛ لأن الناس ينظرون إليه، وتُستخدم الإشارة خاصَّة مع الأطفال ذوي الحسِّ المرهف.

ويدخل ضمنه التعريض بالكلام، فيقال: إن طفلاً صنع كذا وكذا، وعمله عمل ذميم، ولو كرَّر ذلك لعاقبته، وهذا الأسلوب يحفظ كرامة الطفل ويؤدِّب بقيَّة أهل البيت ممن يفعل الفعل نفسه دون علم المربِّي.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

3- التربية بالموعظة وهدي السلف

وتعتمد الموعظة على جانبين؛ الأول: بيان الحقِّ وتعرية المنكر. والثاني: إثارة الوجدان، فيتأثر الطفل بتصحيح الخطأ وبيان الحق وتقلُّ أخطاؤه، وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها لأن النفس فيها استعداد للتأثُّر بما يُلقى إليها، والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرغب فيه.

ومن أنواع الموعظة:

أ- الموعظة بالقصة، وكلما كان القاصُّ ذا أسلوب متميِّز جذاب استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه، وهو أكثر الأساليب نجاحًا.

ب- الموعظة بالحوار، وهي تشدُّ الانتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حيويًّا، وتُتِيح للمربِّي أنيَعرف الشبهات التي تقع في نفس الطفل فيعالجها بالحكمة.

ج- الموعظة بضرب المثلالذي يُقَرِّب المعنى ويُعين على الفَهم.

د- الموعظة بالحَدَثِ، فكلما حدث شيء معيَّن وجب على المربِّي أن يستغلَّه تربويًّا، كالتعليق على مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات ليُذَكِّر الطفل بنعم الله، فيؤثِّر هذا في النفس؛ لأنه في لحظة انفعال ورِقَّة فيكون لهذا التوجيه أثره البعيد.

وللمربِّي في ذلك مخاطبة الطفل على قدر عقله، والتلطُّف في مخاطبته ليكون أدعى للقَبول والرسوخ في نفسه، كما أنه يُحسن اختيار الوقت المناسب فيراعي حالة الطفل النفسيَّة ووقت انشراحصدره وانفراده عن الناس، وله أن يستغل وقت مرض الطفل؛ لأنه في تلك الحال يجمع بين رقَّة القلب وصفاء الفطرة، وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الأباعد فلا يُحقِّق الفائدة.

ويجب أن يَحْذَر المربي من كثرة الوعظ، فيتخوَّله بالموعظة، ويراعي الطفل حتى لا يملَّ، ولأن تأثير الموعظة مؤقَّت فيحسن تَكرارها مع تباعد الأوقات.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

4- التربية بالعادة

لَفَتَ النبي صلى الله عليه وسلم نظر الآباء إلى هذا النوع من التربية في حديثه صلى الله عليه وسلم الذي رواه عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: "مُروا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ"[12]، فالثلاث سنوات كافية ليتعوَّد فيها الإنسان على الصلاة، وكذلك جميع العبادات والأخلاق، فتصبح عادة راسخة في النفس.

وقد تأكد ذلك في إرشاد ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال: "وعوِّدوهم الخير، فإن الخير عادة"[13]. وبهذا تكون التربية بالعادة ليست خاصَّة بالشعائر التعبُّديَّة وحدها، بل تشمل الآداب وأنماط السلوك.

هذا ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتمَّ تَكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربويَّة.

وترجع أهميَّة التربية بالعادة إلى أن حُسن الخلق بمعناه الواسع يتحقَّق من وجهين: الأول: الطبع والفطرة، والثاني: التعوُّد والمجاهدة، ولما كان الإنسان مجبولاً على الدين والخُلُق الفاضل كان تعويده عليه يرسِّخه ويَزيده، ولكي نعوِّد الطفل على العبادات والعادات الحسنة يجب أن نبذل الجهود المختلفة ليتم تكرار الأعمال والمواظبة عليها بالترغيب والترهيب والقدوة والمتابعة وغيرها من الوسائل التربويَّة.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

5- التربية بالترغيب والترهيب

والترهيب والترغيب من العوامل الأساسيَّة لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعيَّة، ويمثِّل الترغيب دورًا مهمًّا وضروريًّا في المرحلة الأولى من حياة الطفل؛ لأن الأعمال التي يقوم بها لأوَّل مرَّة شاقَّة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة، كما أن الترغيب يُعَلِّمه عادات وسلوكيَّات تستمرُّ معه ويصعب عليه تركها.

والترغيب نوعان: معنوي ومادي، ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم،والثناء، وكافَّة الأعمال التي تُبهج الطفل هي ترغيبٌ في العمل. ويرى بعض التربويِّين أن تقديم الإثابة المعنويَّة على الماديَّة أولى؛ حتى نرتقي بالطفل عن حُبِّ المادة، وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من جنس العمل، فإن كان العمل ماديًّا نكافئه ماديًّا، والعكس.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF


وسائل التربية

وإن وسائل التربية تتعدَّد وتشمل جميع المؤثِّرات في سلوك الطفل، ونعرض هنا أهمها كما يلي:

1- التربية بالقدوة

فالطفل يُحِسُّ بالحاجة إلى الانضواء[14]تحت راية كائن مرموق، فيتجه إلى الاقتداء بالوالدين أو الإخوة أو المعلمين أو الأصدقاء، ثم يتحوَّل الاقتداء إلى عمليَّة فكريَّة يمتزج فيها الوعي والانتماء بالمحاكاة والاعتزاز، ويظلُّ محتاجًا إلى القدوة في كل مراحل حياته، والاقتداء من أعظم عوامل الإصلاح، إضافة إلى أنه يُشبع الحاجة الغريزية المذكورة آنفًا؛ لأن الطفل لديه قدرة عجيبة على المحاكاة بوعي أو بغير وعي، وهو يعتقد أن كل ما يفعله الكبار صحيح من آباء وأمهات وأجداد وجدات وإخوة كبار؛ إذ هم أكمل الناس عنده.

ويوصي علماء التربية بالاهتمام بتربية الولد البكر ذكرًا كان أم أنثى؛ لأن إخوته يقلِّدونه ويتأثَّرون به، وعلى الوالدين أن يحقِّقا إسلامهما في كل صغيرة وكبيرة؛ ليتربى ولدهما تربية إسلاميَّة، وإذا كان أحدهما مبتلى بمعصية أو بِدْعَةٍ فعليه أن يستخفي بها عن أولاده، كالتدخين وشرب المسكر وترك الصلاة وغيرها.

وكلما كبر الطفل تعدَّد الأشخاص الذين ينالون إعجابه ويقتدي بهم، كالرفقة والمعلِّم والجار، وقد تكون بيئة الطفل واسعةً، فيها الجدُّ والجدَّة واللذين يؤثِّران في سلوك الطفل لعَلاقتهما الحميمة به، كما أن وجود الخدم والمربيات واهتمامهم بالطفل يجعله مقتديًا بهم، يقتبس من سلوكهم حسب محبَّته لهم واختلاطه بهم.

ولا بُدَّ أن يربط المربِّي ولده بالقدوة الأوَّل صلى الله عليه وسلم وصحبه، فيُعلِّمه السِّيَرَ والمغازي، وما تتضمَّنه من قَصَص نبوي، ويُعَلِّمه السُّنن والأخلاق، وإذا أرشده إلى خُلُقٍ ذَكَّرَه بأنه خُلُقٌ نبوي، ليرتبط به وجدانيًّا وسلوكيًّا.

ومن الخطأ أن يُعجب الوالدان بتقليد ولدهما للاعب أو ممثِّل أو مغنٍ، ولو كان ذلك التقليد طريفًا؛ لأن هذا يغرس محبَّة القدوةِ السيِّئة في نفس الطفل دون شعور الوالدين، ومن الخطأ كذلك شراء الملابس أو الأدوات التي تحمل صور المنحرفين أو أسمائهم أو ألبستهم الخاصَّة؛ لأن هذا يُورِث الاقتداء بهم.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

2- التربية بالجليس الصالح

والجليس بصفة عامَّة يحقِّق حاجة اجتماعيَّة ونفسيَّة، فالطفل يميل إلى رفقة يلعب كل منهم منفردًا في منتصف السنة الرابعة، وبعدها يميل كل منهم إلى اللعب الجماعي، وكلما كبر الطفل احتاج إلى وقت أطول يقضيه مع رفقته ليبدأ استقلاله عن والديه، وأما في المراهقة فالرفقة من أهمِّ الحاجات النفسيَّة والاجتماعيَّة التي لا يستغني عنها المراهق.

وأهمُّ الشروط أن تكون مجموعة الرفاق مناسبة لسن الطفل العقلي والجسدي؛ لأن الطفل إذا كان أصغر منهم يتحوَّل إلى تابعِ مقلِّد وإذا كان أكبر أحس بالمسئوليَّة عنهم وعن حمايتهم، وليس معنى هذا ألاَّ يلعب إلا مع رفقة في سنِّه، ولكن لا يُقحم دائمًا في مجموعات أصغر أو أكبر منه، ومن شروط الرفقة أن تكون صالحة فيعمل المربي على تحبيب ولده في الأخيار، ويختار السكن حول جيران مستقيمين، ويربط ولده بحلق التحفيظ والمراكز الصيفيَّة والمكتبات، ويوثق عَلاقته بالصالحين من أقاربه وأصدقائه، والسماح لهما بتبادل الزيارات والرسائل والمكالمات الهاتفيَّة، وأما إن كان سيِّئًا فعلى المربِّي أن يُبَيِّنَ سوء سلوكه، ويُتيح لولده فرصة عقد صداقات جديدة دون أن يشعر؛ حتى يتخلَّص من صديق السوء، أو يَقِلَّ تأثيره على الأقلِّ، ويخطئ بعض المربِّين حين يمنع ولده من أية صداقة، حتى إذا كَبِر عقد صداقات سيِّئة، كان يمكن للمربِّي أن ينأى بولده عنها لو أتاح له فرصة عقدة صداقات صالحة في سنٍّ مبكِّرة.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

3- الإفادة من العلم الحديث ومخترعاته

أصبحت مخترعات العلم الحديث تُشارِك في تربية الصغار والكبار، ويكمن خطرها في أنها تَنْقُل للبيوت عادات وتقاليد وعقائد مخالفة للإسلام وعادات المجتمع المسلم، وتؤثِّر في الصغار؛ لأنهم يجلسون أمامها مدَّة طويلة وهم في حالة نفسيَّة مناسبة لتلقِّي ما يُعْرَض عليهم، ومن أهمِّ هذه المخترعات التلفاز والحاسوب.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF

4- الإفادة من الدوافع الفطرية

فالدوافع الفطريَّة تسهم في تربية الطفل إذا أحسن المربِّي استخدامها، وراعى فيها التوازن والاعتدال ومنها:

الاستهواء: ويشترط أن يكون لصالح الطفل، فلا يوحي إليه المربِّي بما يجعله جبانًا، كالوحوش والأشباح وغيرها، مع الاعتدال؛ لأن كثرة الإيحاء للطفل تجعله تابعًا لغيره منقادًا، ويقضي على استقلاليَّته، ولكي ينجح المربِّي في الإيحاء لا بُدَّ من الصدق، وأن يكون متَّصِفًا بما يدعو إليه، كالشجاعة أو الصبر، وأن يكون ماهرًا في عرض الفكرة وأن تكون رنة الصوت مؤثِّرة، وعلى المربِّي أن يحذر من وقوع طفله تحت مِظَلَّة الفسق عن طريق إعجابه بالمغنِّين والممثِّلين، ولذا عليه أن ينفره منهم، ويزرع في نفسه كراهيتهم.

اللعب: ومنه يتعلَّم القدرة على التفكير والمهارات المختلفة، أما اللعب الجماعي فيشكِّل مدرسة يتعلَّم منها فنَّ القيادة، والطاعة، والالتزام، والمعايير السلوكيَّة، كما يتدرَّب على أداء دوره المستقبلي، فالفتى يمثِّل الأب، أو المدرس، أو الطبيب، أو غيرهم، والفتاة تمثِّل دور الأم أو أية مهنة تناسبها، ولكن يجب التوازن في اللعب الجماعي والفردي حتى يبعد الطفل عن الانطواء، ويتعلَّم أسلوب التعامل مع الآخرين واحتمال الأذى.

التقليد: ويُعَدُّ من وسائل تكوين العادات والآداب الاجتماعية، وذلك بوجود القدوة التي يقلِّدها الطفل، ويَسْهُل تعليم الطفل الآداب الاجتماعيَّة إذا كان المربِّي نفسه متحلِّيًا بهذه الآداب بشكل دائم، وإذا عوّد الطفل على الجرأة، ويبدأ التقليد عند الطفل في آخر السنة الأولى، ويكون تقليدًا غير واع، ثم يصبح اقتداء يمتزج فيه الوعي بالانتماء والمحاكاة والاعتزاز، ويمكن أن يكون علاجًا للخوف إذا وجد المربِّي الشجاع، واختلط بأقران لا يخافون، ويُستفاد من التقليد في تناول الدواء والطعام وفي علاج الكسل وكثير من السلبيَّات.

التنافس البناء: يحرِّك في الطفل مشاعر وطاقات لا تَظهر إلا بالتنافس، ويستطيع المربِّي أن يُحَوِّل المنافسة إلى وسيلة تربويَّة؛ إذا راعى فيها أن يكون الأطفال المتنافسون بينهم فروق يسيرة، وأن يُعَوِّدهم على احترام بعضهم وتهنئة الفائزين منهم، وليحذر من المقارنة التي تحطُّ من قدر الطفل، أو أن يستخدمها كعقاب فيزرع المرارة في نفسه، وعند استخدام المقارنة يجب أن تكون لتذكير الطفل مَن هو أفضل منه، وفي نفس الوقت تزرع الثقة بأن نقارنه بمن هو أدنى منه، وكل ذلك باعتدال واتِّزان.

التعاون: يميل الطفل إلى اللعب الجماعي في عامه الرابع، فيَحْسُن بالوالدين استغلال هذا الميل الفطري، وذلك في عدَّة أمور كالأكل الجماعي والتعاون على حمل الأغراض أو الترتيب، ويتعلم من خلال العمل الجماعي قيمًا عُليا؛ كالرحمة بالصغير، وتكليفه بما يناسبه من العمل، والجدِّ والمسابقة للعمل، والإيثار والمحبَّة. والتعاون له آثاره المشاهَدة؛ كسرعة إنجاز العمل وسهولته، ومن ذلك حمل الأواني وترتيب الألعاب والغُرَفِ ومساعدة الوالدين.

حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث ) O0lXF


5- التربية بالعقوبة

يقول الأستاذ محمد قطب: التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامَّة والطفل خاصَّة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجرِبة العلميَّة ذاتها تقول: إن الأجيال التي نشأت في ظلِّ تحريم العقوبة ونبذ استخدامها أجيالٌ مائعة لا تصلح لجديَّات الحياة ومهامِّها، والتجرِبة أَوْلَى بالاتِّبَاع من النظريَّات اللامعة.

والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها، لا الذي يدمِّر كيانها ويفسد مستقبلها، ولا بُدَّ من معرفة الفرق بين التأديب والعقوبة بالنسبة للطفل، فهو من أهل التأديب وليس من أهل العقوبة، وإن احتجنا إلى العقوبة فعلينا أن نراعي احترامنا لكيان الصغير ولكونه إنسان، ولا بُدَّ قبل العقوبة من توجيه النصح والإرشاد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجِّه الفتيان، فقد مرَّ على غلام يسلخ شاة ولا يحسن، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام: "تَنَحَّ حَتَّى أُرِيَكَ"[15]. فليكن شعارك مع ابنك تنحَّ حتى أريك.

ولا يلجأ المربِّي إلى الضرب مباشرة بل تسبقه عقوبات، كالنظرة الحادَّة، وشدِّ الأذن، والإهمال شرط ألا يطول، والمعاقبة المادِّيَّة، وإذا احتاج الأمر إلى الضرب فلا بُدَّ من مراعاة بعض الأمور:

- أن يكون قد بلغ الطفل العاشرة من عمره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضرب الطفل الذي بلغ العاشرة ولا يصلي.

- أن يكون الضرب مفرَّقًا على الجسد، وأن يكون بين كل سوطين وقت لذهاب الألم.

- أن يتجنب الأماكن الحساسة.

- ألا يزيد على عشرة أسواط؛ فقد روى أبو بردة رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ"[16].

ويمتنع المربِّي عن ضرب الطفل إذا ما ذكر الله، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ فَارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ"[17]، وفي ذلك تعظيم لشأن الله في نفس الطفل.

ولا بُدَّ أن يَعْلَم المربِّي أن هذه العقوبة ليست إلاَّ للتقويم والتربية، ويبتعد عن العقوبة وهو غضبان لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَقْضِي الْقَاضِي وَهُوَ غَضْبَانُ"[18].

وأخيرًا ندرك حقَّ الطفل في الشريعة الإسلاميَّة، وكيف أنها حقوق محفوظة ومصونة، والذي من أجله أن ينشأ الطفل على تربية صحيحة وسليمة، وبذلك نستطيع بناء أُمَّة قويَّة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقوق الطفل في الإسلام التربية فريضة على الآباء (الجزء الثالث )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقوق الطفل في الإسلام فى بطن امه الجزء الاول
» حقوق الطفل في الإسلام بعد ميلاده الجزء التانى
» ما هي الطرق الاكثر فاعلية لتربية الطفل؟!
» || تـطويرُ الذَّات في فنّ التعامل مع الآباء والأمهـات ~♥
» أحكام النون و الميم المشددتين..الدرس الثالث..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ  :: ܔ ೋ ѽΞ"♥مملكة الامومة وطفلك♥ܔ ೋ ѽΞ" :: قسم الام وعالم الطفولة-
انتقل الى: