ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
♥️اهلا وسهلا بك ♥️عزيزتي الزائرة♥️ يشرفنا ويسعدنا جدا الانضمام الينا..♥️
سارعي بالتسجيل ولن تندمي ابدا♥️ ♥️هنا كل المتعة والفائدة..
♥️هنا انا وانتي وغيرك..من جنس حواء ♥️هنا حب ..اخلاص..صداقة..
♥️هنا يوجد لدينا علبة دردشة للتواصل ..مع الجميع في جميع انحاء العالم
هنا الرقي والتميز والابداع.,♥️ ننتظر تسجيلك بشوقღ
مرحبين بك وسعداء بتواجدك بينا..
♥️~ادارة منتدى الملاك الطموحღ♥️~
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
♥️اهلا وسهلا بك ♥️عزيزتي الزائرة♥️ يشرفنا ويسعدنا جدا الانضمام الينا..♥️
سارعي بالتسجيل ولن تندمي ابدا♥️ ♥️هنا كل المتعة والفائدة..
♥️هنا انا وانتي وغيرك..من جنس حواء ♥️هنا حب ..اخلاص..صداقة..
♥️هنا يوجد لدينا علبة دردشة للتواصل ..مع الجميع في جميع انحاء العالم
هنا الرقي والتميز والابداع.,♥️ ننتظر تسجيلك بشوقღ
مرحبين بك وسعداء بتواجدك بينا..
♥️~ادارة منتدى الملاك الطموحღ♥️~
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ {*_*}...رقي ♥ تميز ♥ ابداع...{*_*}
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 من أشراط الساعة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالأربعاء أغسطس 14, 2013 2:22 pm

من أشراط الساعة  Lw7buL2
من أشراط الساعة  V7XMJDO
من أشراط الساعة  MP2DlS2
من أشراط الساعة  V7XMJDO

أخواتي في الله سيكون هذا الموضوع ان شاء الله متجدد حيث كل مرة نتناول شرط من اشراط الساعة
ونبدأ بالدرس الاول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالأربعاء أغسطس 14, 2013 3:25 pm

من أشراط الساعة  V7XMJDO

من أشراط الساعة  MP2DlS2

من أشراط الساعة  V7XMJDO

الدرس الأول

من أشراط الساعة  0MHfyux

]center]من أشراط الساعة : قلة المعرفة بين الناس[/center]

من يُطالع كتب التراث لاسيما ما تعلّق منها بأخبار العرب يجد في ثناياها السؤال عن الأنساب والأقوام، وكثيراً ما نقرأ في تلك الكتب عبارات تعكس هذه الحاجة البشريّة من أمثال: "ممن القوم؟" "من الرجل؟" "انسب لنا نفسك" "من أي العرب أنت؟"، وإن دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على مبلغ الاهتمام بقضايا الأنساب على وجه العموم، وعلى أن مبدأ التعارف بين الناس مبدأٌ أصيل وعادةٌ عريقةٌ لم يزل الناس يعملون بها منذ القِدَم.

ومن محاسن هذا الدين أنه جاء متناغماً مع هذه الحاجة البشريّة، ومع هذا التصرّف الاجتماعي النبيل؛ نظراً لدوره البارز في زيادة لُحْمَة المجتمع وتعميق أواصر المودّة بين أفراده، شيئاً فشيئاً، حتى تغدو الأمّة في تماسكها كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى، كما ورد عن سيد المرسلين –صلى الله عليه وسلم-، وآثار ذلك على المدى البعيد لا تخفى على أحد، وحسبنا منها أن نجد من ثمارها: العالم حين يُعلّم الجاهل، والقوي حين ينصر الضعيف، وصاحب الخبرة حين يحرص على نشر الخير، وتعميم الفائدة، إلى غير ذلك من الصور المشرقة التي ما كانت لتكون لولا وجود البذرة التي نشأت منها هذه الشجرة الكبيرة وارفة الظلال: بذرة التعارف والتواصل.

وفي هذا السياق نجد آيةً ماثلةً في الأذهان، تتعلّق بما نحن بصدده من بيان أهميّة التعارف ودوره، وجاءت الآية في قالبٍ بديع يُعطي موعظةً، ويُؤسّس قاعدةً، ويكشف سرّاً، ويقيم منهجاً، إنها الآية الكريمة التي وردت في سورة الحجرات، قال الله تعالى:{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} (الحجرات:13).

لقد جاءت الآية لتُرجع الناس إلى أصلٍ واحد، وجنسٍ واحد، من آدم عليه السلام وأمّنا حوّاء، وبهما بدأ النسل البشري، ومع دوران عجلة التاريخ تكاثر الناس وتفرّقوا في أرجاء المعمورة، ونتج عن ذلك وجود الشعوب والقبائل على اختلاف منابتها ومشاربها، وهذا التنوّع الحاصل يستدعي ضرورة أن يتعرّف بعضهم على بعض، والعلّة في ذلك –كما يقول الشيخ السعدي- أنه لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوبا وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب،وفي هذه الآية دليل على أن معرفة الأنساب، مطلوبة مشروعة، لأن الله جعلهم شعوبا وقبائل، لأجل ذلك.

وما يفسد الناس إلا حينما يبتعدون عن الهدي النبوي الذي يحقّق الغايات العظيمة، والمقاصد الجليلة، وتأتي مسألة ترك التعارف وعدم الحرص عليه، وما يُقابله من وجود النفرة والتحفّظ من مخالطة الآخرين، كنموذجٍ للخلل في المنظومة القيميّة، والذي سيكون في تحوّله إلى ظاهرةٍ بارزةٍ وواقعٍ ثابتٍ في آخر الزمان، علماً من أعلام النبوّة، وأمارةً من أماراتها.

وقد ورد في مسألة ترك التعارف بين الناس حديثٌ ورد في السنن والمسانيد، رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فقد ذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُئل عن الساعة، فقال: (علمها عند ربي لا يجلّيها لوقتها إلا هو، ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها، إن بين يديها فتنة وهَرَجاً) ، قالوا: يا رسول الله، الفتنة قد عرفناها، فالهَرَج ما هو؟ قال: (بلسان الحبشة: القتل، ويُلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحدٌ أن يعرف أحداً) رواه أحمد في مسنده.

أما المشاريط فهي أوائل الأمور، وهي الأشراط، والمقصود بها علامات الساعة، ومنه قول ابن الأعرابي:

                تشابَهُ أعناق الأمور وتلتوي* مشاريطُ، ما الأورادُ عنه صوادرُ

والتناكر بمعنى: التجاهل، يُقال: تناكروا، نقيض تعارفوا، وهذه العلاقة اللغويّة بين اللفظين وردت في حديث عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول: (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) رواه البخاري ومسلم.

إن فكرة الحديث النبوي الذي رواه حذيفة رضي الله عنه، تدور حول ما سيسود آخر الزمان من قلّة معرفة الناس ببعضهم، وقلّة التواصل الاجتماعي بين الأفراد وما يتسبّبه ذلك من التناكر والجهل المجتمعي، فلا يكاد الواحد منهم يعرف الآخر، وواقعنا يشهد بهذه القطيعة ويرى مظاهرها بشكل متفاوت من مجتمعٍ إلى آخر.

ولعل ما قاد إلى هذا الواقع الاجتماعي السلبي، غزو الحياة المعاصرة وما جلبتْه المدنيّة، فإلى الماضي القريب كان الناس يسكنون القرى والبوادي ذات التماسك والترابط الكبير نظراً للتقارب الأسري الناتج عن المصاهرة والمناسبة، فلمّا بدأت المدن بالازدهار الاقتصادي، أحضرت معها فرص العمل المختلفة، وبدأت هجرة الناس من القرى إلى المدن لتُصبح البنية السكّانيّة لها: أخلاطاً من قبائل وشعوب مختلفة، حتى كثُرت الشكوى من أن الجار لا يكاد يعرف جاره.

ولم تقتصر التركيبة السكّانية على أبناء الدولة الواحدة كما كان في السابق، ناهيك عن ضغط العمل، ونظام السكن في الشقق ونحوها، وتباين أوقات العمل صباحاً ومساءً، ولا ننسى عوامل الانكباب على الدنيا وتحصيلها، ونقص الولاء لله تعالى، وعدم الاهتمام بأمر المسلمين، كلّ ذلك أفرز ولا شك مظاهر التناكر التي حذّر منها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.

وتزداد هذه الصورة قتامةً في المجتمعات الغربيّة التي ابتعدت عن شرع الله، حتى يصير مجرّد السلام على الآخر دون معرفةٍ مسبقة مثار العجب حيناً، والاستهجان والريبة أحياناً، لأن علاقاتهم بالأساس قائمةٌ على النفعيّة، وما يتولّد عن ذلك من أمراضٍ اجتماعيّة خطيرة كحب الذات والفرديّة والأنانيّة، فليس عندهم "ترف" في توسيع العلاقات بما لا يخدم مصالحهم ولا يحقّق لهم نفعاً ماديّاً، وكثيراً ما تفجأنا الأخبار في صحفهم وقنواتهم عن اكتشاف جثّةٍ متعفّنة لمن مات في بيتٍ دون أن يعلم جيرانه عنه شيئاً!، فلا عجب –والحالة هذه- أن تشكو مجتماعتهم من حالات الاكتئاب والقلق والشعور بالضياع، وعدم القدرة على التكيّف الاجتماعي.

والمشكلة تكمن في إلباس بعضهم لهذا الانطواء المذموم، بلبوسٍ شرعي، فنجد من يستدلّ بقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} فيقتطعون الآية من سياقها: {لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون} (المائدة: 105) ويتناسون الدعوة الواضحة إلى التعارف والصلات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر) رواه الترمذي وأحمد، ومعنى قوله: (منسأةٌ في الأَثَر) يعني زيادة في العمر.

وهنا نقطةٌ لابد من إثارتها، وحاصلها أن هذا التناكر الواقع في عصرنا الحاضر هو نسيان بأن الإنسان "كفرد" إنما هو تِرْسٌ في آلةٍ ضخمة، له ارتباطه الأسري والشعبي والأممي، فالإنسان ليس بنفسه، ولكن بمن حوله، فلابد من التواصل والتعارف في زمننا هذا أكثر من أي وقتٍ مضى.

ويمكن القول بأن من أسباب التناكر في عصرنا، قلّة الالتفات إلى بعض الآداب النبويّة التي دعا إليها الإسلام، كإفشاء السلام ونشره، وصلة الأرحام والاهتمام بها، وحضور الجنائز وإجابة الدعوة، وعيادة المريض ولو عن غير سابقة معرفة، وغيرها من الأمور التي ارتقت من درجة الفضائل العامة إلى مستوى الحقوق الواجبة، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت، ومن لم تعرف) متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس) متفق عليه.

وأخيراً: يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما صحّ عنه: (المؤمن مَأَلفة، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) رواه أحمد، فالمؤمن بنص الحديث موصوف بالأُلفة، يتداخل مع الناس بشكلٍ سلسٍ، ولا يجد الناس صعوبةً في التعارف عليه، ولن يكون ذلك إلا بإزالة الحاجز الموهوم بينه وبين الناس، والله الموفق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 32
الموقع : الفردوس ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالأربعاء أغسطس 14, 2013 3:41 pm

رووووووعة
موضوع مهم جداااا
بارك الله فيكي
طرح راااائع
وابدااااغ ارووووووع
متابعة لك بشووووق
ويستااااااهل
احلللللللي
تقييممن أشراط الساعة  AMJ53
اشارة التقييم +و_ علي جانب الصفحة الايسر
تبييثمن أشراط الساعة  XCCMJ
نجوممن أشراط الساعة  Z8Pge
يسلمووووو يا مريومتي

من أشراط الساعة  GBcIy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالخميس أغسطس 15, 2013 1:46 pm

من أشراط الساعة  Images?q=tbn:ANd9GcRtGYSzFfWW5GAkJ3MF1348BO5LDflWL6d0StsPBmTAktCzoWWU
من أشراط الساعة  MP2DlS2
من أشراط الساعة  V7XMJDO
من أشراط الساعة : البغي بغبر الحق
من أشراط الساعة  MP2DlS2

وقف ابن عباس رضي الله عنهما بين أصحابه، ونظر إليهم مليّاً، ثم ألقى إليهم نصيحةً بليغةً جرت عند الناس مجرى الأمثال: " لو بغى جبل على جبل، لجعل الله عز وجل الباغي منهما دكّاً".

ولم يستغرب أصحاب ابن عباس مقولته، ليس لأنّه حبر الأمّة وفقيه القرآن والسنّة فحسب، وإنما لأجل ما كانوا يعلمون من عاقبة الظلم الوخيمة وعِظم جنايته، وفحش البغي على الآخرين والاستطالة عليهم .

والبوْن شاسعٌ بين ما يحبّه الله عزّ وجل من العدل والقسط، وبين ما يبغضه من الظلم والبغي والجور، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد حرّم الظلم على نفسه وجعله بين الناس حراماً –كما ثبت في السنّة-، فإن البغي داخلٌ في جملة ذلك.

وبين البغي وغيره من الذنوب علاقةٌ محكمةٌ وثيقة، وأوّل بغيٍ سُجّل في التاريخ البشري كان في صورة الاعتداء السافر الذي قام به أحد ابنيْ آدم على أخيه: { إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين} (المائدة:29)، فبغى الأخ الظالم على أخيه، وجعلها سُنّةً باقيةً من بعده، واستطالت هذه الآفة في الناس حتى استحقّت الدخول في الوصف النبوي "داء الأمم"، والمذكور في كلام النبي –صلى الله عليه وسلم- في سياق بيان أشراط الساعة وفتنها.

ومن خلال هذا الحديث الذي سنسوقه، يتبيّن لنا مدى الارتباط بين البغي وغيره من الذنوب، وما هي الآثار المترتّبة عليه، والحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (سيصيب أمتي داء الأمم)، فقالوا: يا رسول الله، وما داء الأمم؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (الأَشَر، والبَطَر، والتكاثر والتناجش في الدنيا، والتباغض والتحاسد، حتى يكون البغي) رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وفي روايةٍ للطبراني: (حتى يكون البغي، ثم يكون الهَرْج).

أما الأشر فهو التكبّر والمرح والعُجب، ومعنى البَطَر: الطغيان عند النعمة، ونسيان المنعم سبحانه وتعالى، والتكاثر: أن يريد كلّ امريء أن يكون أكثر أموالاً وأولاداً، كما قال تعالى: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد} (الحديد:20)، والنجش كما عرّفه ابن الجوزي: " مدح السلعة والزيادة في ثمنها، وهو لا يريد شراءها؛ وإنما يُغرّ بذلك غيره"، وأما الهَرْج فهو في الأصل: الفتنة واختلاط الأمور وكثرة الشر، وهي في هذا السياق بمعنى كثرة القتل، بدليل قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر: (يتقارب الزمان، ويكثر الهرج) قالوا: وما الهرج؟ قال: (القتل القتل) رواه البخاري ومسلم.

وعند التأمّل في الحديث نفهم أن البغي قد يكون ناتجاً عن البغضاء والحسد، وهذا معنى صحيح دلّت عليه النصوص، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "والحسد يوجب البغي كما أخبر الله تعالى عمّن قبلنا –في سورة آل عمران-، أنهم اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم، فلم يكن اختلافهم لعدم العلم، بل علموا الحق، ولكن بغى بعضهم على بعض، كما يبغي الحاسد على المحسود".

وجريمة البغي وبخس الحقوق والاستعلاء على الناس، جريمةٌ منكرة، ومن شناعتها أن تحريمها في القرآن جاء مقروناً بالشرك، قال تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا} (الأعراف:33)، وعقوبته معجّلة في الدنيا، فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي، وقطيعة الرحم) رواه أصحاب السنن عدا النسائي، فالبغي معاملة الخلق بضد الرحمة والعدل، فاستحقّ الباغي لأجلها الوعيد الشديد.

وإذا كان البغي هو طلب الاستعلاء بغير الحق، فإنه وعلى هذا التعريف يشتملُ على معانٍ عدّة ومتعلّقات كثيرة، ومنه: البغي بمعنى الخروج على الإمام، ويكون أصحابه "بغاة" كما في وصف علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمخالفيه في معركة الجمل فقال: "إخواننا بغوا علينا"، ومنه الزنا، وهو استطالةُ في العرض، وجاءت منه كلمة البغاء، قال تعالى: { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} (النور:33).

وكما يكون البغي على الآخرين، فقد يكون البغي على النفس، وذلك عندما يُعاهد الإنسان ربّه بالتوبة والأوبة حال الشدّة، فإذا حصل له مراده عاد إلى سابق عهده، ونسي ما ألزم به نفسه: { هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم} (يونس:22-23).

وصور البغي في أزماننا لا تكاد تنتهي، تبدأ من ظلم العبد لنفسه، وظلمه لأقاربه وجيرانه، وتستمرّ الدائرة اتساعاً لتشمل ظلم دولٍ وأقاليم كاملة، صورٌ كثيرة لا تخطئها العين نسمع عنها كلّ يوم في أحاديث الناس، وتشهد لها أروقة المحاكم، وتسجّلها أدوات الإعلام وكتب التاريخ، فكلّ استعمارٍ حدث فيما مضى، واستطالةٍ على الدول الفقيرة واستلابٍ لمقدّراتها ومواردها هو من البغي بغير الحق، وما الاختلاف بين دول الغرب إلا تنازعٌ على كيفيّة "تقسيم الكعكة" من موارد الشعوب المقهورة، وتسابقٌ في الحصول على حظ أوفر من التركة.

ألا فليتذكّر كلّ امريء ربّه، فعاقبة البغاة والظالمين خسراً، والقرآن قد صوّر لنا مصارع الظالمين وما حاق بهم من العذاب والنكال، والهزيمةِ والهوان، ولعذاب الآخرة أشدّ وأبقى، نسأل الله تعالى أن ينصرنا على من بغى علينا وظلمنا؛ إنه جواد كريم.
من أشراط الساعة  Z
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
مجنونة تكنولوجية
المديرة
المديرة
مجنونة تكنولوجية


عدد المساهمات : 7067
تاريخ التسجيل : 14/07/2013
العمر : 32
الموقع : الفردوس ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالخميس أغسطس 15, 2013 7:11 pm

سبحااااان الله
فعلا نحن والله لفي هذا الزمن
ربنا يستر
يسلمو حبيت يمريومة
كملي يا عسل
متابعتك
بشوووووووووق
من أشراط الساعة  V3Nnh
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالجمعة أغسطس 16, 2013 1:59 pm

من أشراط الساعة  4
من أشراط الساعة  MP2DlS2
من أشراط الساعة  V7XMJDO

من أشراط الساعة .. كثرة المطر وقلة النبات

من أشراط الساعة  V7XMJDO
من أشراط الساعة  Rain

الماء هو عصب الحياة، والمطر هو مُستخرج أقوات الناس من الأرض، ولولا الأمطار ما نبتت الأزهار، وأزهرت الرياض، واخضرّت الحقول، وجرت الأنهار، من بعد يأسٍ وقنوط : {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد} (الشورى:28).

وإن مثل هذا المشهد المتكرّر يوقفنا على ملمحٍ من ملامح الضعف البشري، والافتقار إلى الرحمة الإلهيّة، فإن حاجتهم إلى المطر لها مكان الصدارة، فقوتهم الزراعي وثروتهم الحيوانيّة معتمدةٌ على هذه الأمطار، وحاجتهم إلى الماء في الشرب والاستخدامات اليوميّة لا تعدلها حاجة، وتأخّر نزول المطر يعني غبرةً وجفافاً يُثقل كواهل النفوس ويكدّر عليهم عيشهم، حتى إذا نزل المطر انقلب اليأس فرحاً، والحزن سعادةً، والكدر انبساطاً، والجفاف ارتواءً، فتنبت الأرض وتزهر الرياض، وتعود الحياة، ولا يعرف هذا الاستبشار على حقيقته كما يعرفه الذين يعيشون مباشرة على المطر، وتقوم حياتهم على ماء السماء.

لكننا هنا أمام ظاهرةٍ انقلبت فيها الموازين، وتبدّلت السنن الإلهيّة واختلف نَسَقها وقانونها، وتخلّف الأثر عن المؤثّر، حالةٍ ينزل فيها المطر، وتفتح السماء أبوابها بالماء الكثير المتتابع، لكن هذه الأمطار بلا فائدةٍ حقيقيّةٍ تعود على الخليقة، فهو بين أن يغور في الأرض، أو يفيض على سطحها وأديمها، ويُهلك الحرث والنسل، فلا كلأ ولا نبات، ولا زروع ولا ثمار.

وللوقوف أمام هذا الشرط من أشراط الساعة، حيث كان لهذا الاضطراب في قلّة البركة والفائدة من الأمطار النازلة علامةً تُضاف إلى جملة الإخبارات النبويّة الغيبيّة، نعود إلى سنّة المصطفى –صلى الله عليه وسلم- لنستجلي الحقيقة، لنجد في هذا السياق حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (لا تقوم الساعة حتى يُمطر الناس مطراً لا تُكنّ منه بيوت المدر، ولا تُكنّ منه إلا بيوت الشعر) رواه أحمد.

ومعنى "تُكنّ" كما يقول أهل اللغة: الوقاية والستر، ومنه قول الله تعالى: { وجعل لكم من الجبال أكناناً} (النحل:81)، أي: أن ذلك المطر من شدّته وكثرته ينزل من بيوت المدر، ولا تمنع بيوت المدر من نزوله، ولا ينزل من بيوت الشعر.

على أن ذلك المطر بالرغم من ذلك، ليس له أثرٌ نافعٌ يحقّق الحاجة البشريّة الملحّة إلى نعمة الغيث، بل هو وبالٌ عليها، وقد حدّث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطراً عامّاً، ولا تُنبت الأرض شيئاً) رواه أحمد في مسنده.

وتلك هي المجاعة على وجه الحقيقة كما يصوّرها الشرع، ويُستشهد لها بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليست السَّنة بأن لا تمطروا، ولكن السَّنة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئاً) رواه مسلم، فهم يُمطرون المرّة بعد المرّة، والكرة تلو الأخرى، دون فائدةٍ تُذكر.

والمراد بالسنة هنا القحط، وعلى هذا الإطلاق اللغوي جاء قوله تعالى: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين} (الأعراف:130)، يقول القاضي عياض: "المعنى أن القحط الشديد ليس بأن لا يمطر، بل بأن يمطر ولا ينبت; وذلك لأن حصول الشدة بعد توقع الرخاء، وظهور مخائله وأسبابه أفظع مما إذا كان اليأس حاصلا من أول الأمر، والنفس مترقبةٌ لحدوثها".

إذن فالأمطارُ التي تحدّث عنها الحديث أمطار نقمةٍ لا رحمة؛ فإنّ الله عز وجل عندما سمّى المطر رحمةً فقال: {ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته} (النمل:63)، جعل من لوازم هذه الرحمة ظهور آثارها: {فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها} (الروم: 50)، {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها} (فاطر: 9)، والمطر المبارك هو ما كان صيّباً نافعاً كما صحّ عن المصطفى –صلى الله عليه وسلم-، قال الله تعالى: {ونزّلنا من السماء ماء مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد} (ق:9).

ولهذا الشرط من أشراط الساعة ملمحان نجدهما في الواقع المعاصر، أحدها: أن المحاصيل الزراعية قلّت بالجملة، وانعكاس ذلك على الارتفاع في أسعار المواد الغذائيّة، بل إن الحديث عن الأزمة الغذائيّة ينمو ويتصاعد في أروقة المؤسسات والهيئات العالميّة، وباتت هذه القضيّة تشكّل محوراً مهمّاً لعددٍ ليس باليسير من الندوات والمؤتمرات الإقليميّة والدوليّة.

والملمح الثاني: تفاقم مشكلة السيول والأمطار في الكثير من الأصقاع والبلدان، وشكوى الناس من الفيضانات المدمّرة التي لا تُبقي على شيء، وتكتسح كلّ ما يمرّ أمامها من مظاهر عمرانيّة أو أراضٍ زراعيّة، فهي سيولٌ نشأت عن أمطارٍ غزيرة، لكنّها أمطارٌ لا تُنبتُ كلأً ولا تُخرج زرعاً يأكل منه الناس ويستفيدون منه:

السيل يقطع ما يلقاه من شجر بين الجبال ومنه الأرض تنفطر
حتى يوافي عباب البحر تنظره قد اضمحل فلا يبقى له أثر

إن علينا أن نستحضر أنّ العباد لا يستطيعون الصبر عن نزول المطر، لارتباط حياتهم ومصالحهم به، ولا يطيقون نزوله على نحوٍ يدمّر ممتلكاتهم ولا يحقّق لهم مصالحهم، والماء له وجهان متباينان، وهو دائرٌ بين الرحمة والعقوبة، وذلك يُظهر افتقار الخلق إلى الخالق وحاجتهم إليه، ويُبرز جمال القول النبويّ حين نزول المطر: (اللهم صيّباً نافعاً) رواه البخاري.

من أشراط الساعة  9k=
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالأحد أغسطس 18, 2013 11:06 am

من أشراط الساعة  4
من أشراط الساعة  MP2DlS2
من أشراط الساعة  V7XMJDO

من أشراط الساعة .. أن تلد الأمة ربّتها

من أشراط الساعة  V7XMJDO
من أشراط الساعة  1360830658_184421

لعل السمة العامة البارزة لآخر الزمان هو الخروج عن المألوف، ومخالفة المعهود الذي اعتاد الناس حصوله واعتبروه نمطاً من أنماط الحياة، ويمكن إدراك هذه المخالفة حين تُراجع النصوص النبويّة التي تصف أحداث المستقبل، وهذا الاختلاف الحاصل هو أمرٌ حتمي تتطلّبه طبيعة آخر الزمان، فالتغيّرات الحاصلة فيه هي التي ستشكّل العلامة على قرب نهاية الدنيا وقيام الساعة.

وبنظرةً سريعةٍ إلى كلّ ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه من علامات الساعة وأشراطها، سنجد من بينها الكثير من الأمور والأحداث التي تشكّل علامةً فارقةً تدلّ على الاضطراب والاختلال، كمثل الحديث عن كثرة الزلازل وانتشار الفتن بأنواعها، وشيوع القتل والهرج، وتقارب الأسواق، ووقوع التناكر بين الناس، وقل مثل ذلك عن انتفاخ الأهلّة، وضياع الأمانة، وظهور الجهل، وقلّة العمل.

ولن يختلف الحال هنا عند الحديث عن أحد تلك الاضطرابات والاختلالات الاجتماعيّة في المجال الأسري، والذي جاءت الإشارة إليه في حديث جبريل عليه السلام، ونصّه كما جاء في صحيح مسلم: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه....-ثم سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان- ثم قال: فأخبرني عن الساعة، قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل) قال: فأخبرني عن أمارتها، قال عليه الصلاة والسلام: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان)، قال: ثم انطلق فلبثت مليّاً، ثم قال لي: (يا عمر أتدري من السائل؟) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).

(أن تلد الأمة ربتها) هذا هو محور حديثنا هنا، ودواعي البحث والبيان تقتضي ذكر جميع الروايات التي تطرّقت إلى ذكر هذه المسألة، وهي: (إذا ولدت الأمة ربها) كما جاء في صحيح البخاري، و(إذا ولدت الأمة بعلها) في صحيح مسلم.

أما الأمة فهي المرأة المملوكة خلاف الحرة، ومعنى قوله عليه الصلاة والسلام: (ربّها) فهو سيدها ومالكها، والرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والقيم، والمنعم، وعلى هذا يكون معنى قوله عليه الصلاة والسلام: (ربّتها) سيدتها أو المنعمة عليها، وأما (بعلها) فالبعل هو الزوج، ومنه قوله تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا} (النساء: 128).

إذا كان الأمر كذلك، وعرفنا المعنى اللغوي لتلك المفردات الواردة في الروايات المختلفة، فما معنى قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (أن تلد الأمة ربتها)؟

في الواقع لقد ذكر علماء العقيدة وشرّاح الحديث عدّة معانٍ يمكن تلخيصها فيما يلي:

القول الأوّل: وهو ما ذكره الخطابي والنووي وغيرهما، أن المقصود هو اتساع رقعة الإسلام، واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربِّها –أي مالكها- لأنه ولد سيّدها، وملك الأب راجع في التقدير إلى الولد.

وعلى الرغم من كون هذا القول هو قول الأكثرين إلا أن الإمام ابن حجر قد تعقّب هذا القول، معلّلاً ذلك بقوله: " لكن في كونه المراد نظر لأن استيلاد الإماء كان موجودا حين المقالة والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإسلام وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة".

القول الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، وعلى هذا فالذي يكون من الأشراط غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات الأولاد أو الاستهانة بالأحكام الشرعية.

القول الثالث: أن تلد الأمة من غير سيّدها، ولكن على نحوٍ لا تُصبح فيه أمّ ولد، ثم يكون ولدها حرّاً، وضربوا لذلك عدّة صورٍ معروفةٍ في كتب الفقه، وهي: وطء الشبهة، ونكاح الرقيق، اولإتيان بالولد عن طريق الزنا، وبعد ذلك كلّه: تُباع تلك الأمة بيعاً صحيحاً، وتدور في الأيدي حتى يشتريها ابنها أو ابنتها الذي كان حرّاً من قبلها، فتتحقّق صورة أن الأمة قد ولدت سيّدها أو سيّدتها.

القول الرابع: أن تلد الأمة ولداً يُعتق بعدها، ثم يصير هذا الولد ملكاً من الملوك، فتصير الأم من جملة الرعية، والملك سيّداً لرعيّته، وهذا هو قول إبراهيم الحربي، وقد علّله بأن الرؤساء في الصدر الأول كانوا يستنكفون غالباً من وطء الإماء، ويتنافسون في الحرائر، ثم انعكس الأمر بعد ذلك، وقد تعقّب الحافظ ابن حجر هذا القول بأن رواية: (ربّتها) بتاء التأنيث قد لا تساعد على هذا المعنى.

القول الخامس: أن تلد الأمة زوجها، ووجه ذلك: أن السبي إذا كثر فقد يُسبى الولد أولاً وهو صغير، ثم يُعتق ويكبر ويصير رئيساً بل ملكاً، ثم تُسبى أمه فيما بعد، فيشتريها وهو لا يشعر أنها أمّه، فيستخدمها أو يتّخذها موطوءة، أو يعتقها ويتزوجها، دون أن يعلم أنها أمّه، وقد تُعقّب هذا القول بأن المراد بالبعل: المالك، وهو أولى لتتفق الروايات، واللغة تشهد بصحّة الإطلاق، فإنهم يذكرون أن بعض العرب قد ضلت ناقته، فجعل ينادي بالناس: "من رأى ناقةً أنا بعلها" أي صاحبها ومالكها.

القول السادس: أن يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام، فأطلق عليه ربّها مجازاً، لذلك أو المراد بالرب: المربي فيكون حقيقة.

يقول الحافظ: "وهذا أوجه الأوجه عندي لعمومه، ولأن المقام يدل على أن المراد حالةً تكون مع كونها تدل على فساد الأحوال مستغربة، ومحصّله: الإشارة إلى أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور، بحيث يصير المربَّى مُربّياً، والسافل عالياً".

وعلى أية حال فالصور السابقة جميعها قد حدثت وإن كانت قليلة، ومجرّد حدوثها دالّةٌ على صدق من أخبر بها، وفي زماننا هذا رأينا مصداق القول الذي انتصر له الحافظ رحمه الله، فعقوق الأمهات قد انتشر على نحوٍ مثيرٍ للأسى، واستطالة الأبناء على أمهاتهم وتعاملهم معها تعامل المخدوم مع خادمه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومن اللافت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في سياق هذه العلامة قد عبّر بقوله: (ربّها أو ربّتها)، ولعل البعض يستشكل ذلك في ضوء النهي الوارد في قوله عليه الصلاة والسلام: (لا يقل أحدكم: أطعم ربك وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي) متفق عليه، والجواب أن إضافة الرب إلى غير الله تعالى والذي جاء النهي عنها في الحديث إنما كان لأجل الإضافة إلى ضمير المخاطب، بما يوهم معنى فاسداً بالنسبة لكلمة رب، بخلاف الإضافة إلى ضمير الغائب كما هو في حديث جبريل عليه السلام.

ونذيّل المقال بفائدة ذكرها الإمام النووي في معرض شرحه للحديث، حيث قال: "ليس في الحديث دليلٌ على تحريم بيع أمهات الأولاد، ولا على جوازه! وقد غلط من استدل به لكلٍ من الأمرين؛ لأن الشيء إذا جعل علامة على شيء آخر لا يدل على حظر ولا إباحة".
من أشراط الساعة  13674258246914
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالأحد أغسطس 18, 2013 11:17 am

من أشراط الساعة  82
من أشراط الساعة  0e3b7342d631e103511cd4b069dadc52
من أشراط الساعة  Tha7kat-b_1375015817_759
من أشراط الساعة .. قلة العمل
من أشراط الساعة  Tha7kat-b_1375015817_759
القول قنطرةٌ إلى العمل، والعمل في حقيقته سفينة النجاة إلى الآخرة، فإن لم يُثمر القول عملاً فما فائدته؟ وأي خيرٍ يُرتجى فيه؟ وليس له صدى على أرض الواقع؟ هي والله غاية الخسران أن يُفصم بين هذين المتلازمين: "القول والعمل".

ولذلك التلازم الظاهر رتّب الله سبحانه وتعالى الفلاح في الآخرة والنجاة من الخسران عليهما جميعاً، وذلك في قوله: {إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} (العصر:2-3).

ولقد أخبر رسول الهدى ومعلّم الناس الخير الأمة خبراً على سبيل التحذير من ترك العمل وإهمال التطبيق، فجعل هذه القضيّة من جملة الفتن المستقبليّة التي سيخوض الناس غمارها، ويقعون في شراكها، وسيظلّون كذلك حتى يتركوا القول والعمل جميعاً في آخر الزمان.

جاء في الحديث النبوي خبرٌ مشتملٌ على جملةٍ من أشراط الساعة كان منها ذكر كثرة القول على حساب ترك العمل، روى الدارمي في سننه، والحاكم في مستدركه وصحّحه الذهبي، أن عمرو بن قيس الكندي، قال: كنت مع أبي الفوارس وأنا غلامٌ شاب، فرأيت الناس مجتمعين على رجل، قلت: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فسمعته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار، ويفتح القول ويخزن العمل، ويقرأ بالقوم المثناة ليس فيهم أحد يُنكرها) قيل: وما المثناة؟ قال عليه الصلاة والسلام: (ما اكتتبت سوى كتاب الله عز وجل).

وحتى يتّضح معنى "المثناة" المذكورة في الحديث ننقل قول أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه "غريب الحديث": "سألت رجلا من أهل العلم بالكتب الأولى، قد عرفها وقرأها عن المثناة؟ فقال: إن الأحبار والرهبان من بني إسرائيل بعد موسى وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله تبارك وتعالى، فسموه المثناة، كأنه يعني أنهم أحلوا فيه ما شاؤوا، وحرموا ما شاؤوا، على خلاف كتاب الله تبارك وتعالى".

وحريٌّ بنا أن نتأمّل في المقابلة اللفظيّة الحاصلة بين قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (ويُفتح القول) وقوله عليه الصلاة والسلام: (ويُخزن الفعل)، ترى بوناً شاسعاً ومسافةً هائلةً تفصل بين القضيّتين.

أما القول فكأنّه بابٌ فُتح على مصراعيه فتفجّرت منه أنهار الأحاديث والكلمات، والتأليف والتجميع، كلامٌ تدفّق على واقع الحياة فسالت أوديةٌ بقدرها، فاحتمل ماؤها زبداً رابياً، وكان منه الغث والسمين، والنافع والضار، والباطل المحض والحق الصراح، لكنّه على كلّ حال: انتشارٌ واسعٌ للقول وللكلمة.

وعلى الطرف الآخر النقيض نجد خزناً للعمل، كأنّ العمل على أهميّته حبيسٌ في صندوقٍ محكم الإغلاق، وقد وُضعت عليه المتاريس الثِّقال، وغُيّبت شمسه عن الواقع حتى اكتست الكلمات برودةً، ولم يعد لها ذلك التأثير الحقيقيّ على النفوس، كالزهرة المصنّعة من المواد الصناعيّة ليس لها رائحةٌ، وقديماً قال الشاعر:

والعلم ليس بنافع أربابه ... ما لم يفد عملا وحسن تبصر
سيان عندي علم من لم يستفد ... عملا به وصلاة من لم يطهر
فاعمل بعلمك توف نفسك وزنها ... لا ترض بالتضييع وزن المخسر

ولم يسبق في أمّة الإسلام أن تجلّت فيها هذه النبوءة كما حدث في عصرنا، فإننا نجد في جهةً: كثرة المنابر الإعلاميّة، والانتشار الثقافي الواسع، وكثرة المؤلّفات، والإغراق في التقعيد والتنظير لمختلف القضايا الفكريّة والثقافيّة، والشرعيّة والسلوكيّة، والأخلاقيّة والتربويّة، ولم تعد مكتوبةً فحسب كما في السابق، ولكنها أصبحت كذلك مسموعةً ومرئيّة، في حين أن ساحات العمل تكاد تخلو من العاملين بهذه العلوم والمعارف المفيدة، ويجد المصلحون صعوبةً بالغةً في نقل الناس من حالة التلقّي المجرّد إلى التطبيق العملي، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وقد حذّر الله سبحانه وتعالى من ترك العمل فقال: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون* كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}(الصف:2-3)، وهذه الحالة الذميمة لاتقبلها المروءة، وتأباها النفوس النبيلة، ولذلك كان شعيب عليه السلام يقول لقومه: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} (هود:88).

وترك العمل من الزيغ والضلال الذي أُصيب به أهل الكفر:{فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} (الصف: 5)، قال ابن كثير: "أي: فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان"، والتارك للعمل لا يهديه الله، ولا يوفقه للخير؛ لأنه ردّ الحق بعد أن وصل إليه وعرفه.

وذكر العلماء في تفسير قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم} (آل عمران: 187) ، قول مالك: "أي: تركوا العمل به".

وجاء التوكيد على هذه القضيّة في السنّة النبوية، فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وفي رواية أخرى للدارمي: (وعن علمه ماذا عمل فيه).

ولهذا الإدراك لأهميّة العمل وضرورته كان السلف الصالح يحذّرون من مخالفة القول للعمل، نقرأ في كلامهم ما يشدّد على هذه المسألة، فالعلماء إذا علموا عملوا، ولا ينتفع بالموعظة من تمر على أذنيه فتتجاوزهما، كأنها المطر إذا وقع في أرض سبخة فلم يُنبت، ومن يفوق الناس في العلم جدير أن يفوقهم في العمل، والعمل بالعلم وتطبيقه هو الطريق إلى المعارف الجديدة والعلوم المرضيّة، فمن عمل بعلمه أورثه الله علم ما لم يعلم، وفتح بصيرته وأنار قلبه، يقول الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود: "تعلموا تعلموا, فإذا علمتم فاعملوا"، وكان نقش خاتم الحسين بن علي رضي الله عنهما: "علمت فاعمل".

ونقول أخيراً ما ورد على ألسنة الحكماء إذ قالوا: " العلم خادم العمل، والعمل غاية العلم، فلولا العمل لم يُطلب علم، ولولا العلم لم يطلب عمل" والسعيد من هدي إلى صحيح العلم، ووُفّق إلى صالح العمل، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.
من أشراط الساعة  13674258246914
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
مياريوسف
ملاك راقي
ملاك راقي
مياريوسف


عدد المساهمات : 1579
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
العمر : 36
الموقع : العراق

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالخميس أغسطس 22, 2013 7:19 pm

من أشراط الساعة  BaR12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالجمعة أغسطس 23, 2013 11:13 am

من أشراط الساعة  82
من أشراط الساعة  MP2DlS2
من أشراط الساعة  Tha7kat-b_1375015817_759
من أشراط الساعة .. انتفاخ الأهلّة
من أشراط الساعة  Tha7kat-b_1375015817_759

هل تغزّل الشعراء بشيءٍ تغزّلَهم بالقمر؟ ألم يجعلوه رمزاً للصفاء والنقاء، والروعة والجمال، والطهر والعفاف؟ إنه القمر، محرّك المشاعر، ومبدّد الأحزان والمخاوف، تشرّف بذكره في القرآن الكريم سبعةً وعشرين مرّة، بل سُمّيت سورةٌ كاملةٌ باسمه، وبلغ من مكانته أن أقسم به ذو العزّة والجلال في ثلاثة مواضع من كتابه فقال: {كلا والقمر} (المدثر:32)، وقال: {والقمر إذا اتسق} (الانشقاق: 18)، وقال كذلك: {والقمر إذا تلاها} (الشمس: 2)، وهو من آيات الله العظيمة: {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر} (فصلت:37).

ولو لم تكن للقمر تلك المكانة العظيمة، ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب) رواه أصحاب السنن عدا النسائي.

وبين القمر وحياة الإنسان علاقةٌ مشتركةٌ تتمثّل في التشابه بينهما في دورة الحياة، فكلاهما يولد وينمو يوماً بعد يوم، حتى يبلغ كماله وأشدّه –إن جاز التعبير-، وبعد أن يبلغ المنحنى ذروته يبدأ بالنقصان والأفول حتى يختفي تماماً، فأما ابن آدم فيواريه التراب، وأما القمر فيتوارى في سديم الكون المظلم، وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر.

والحديث عن القمر له ارتباطٌ بجانب المعتقد من نواحٍ كثيرة، نخصّ منها علاقته بأشراط الساعة وعلاماتها، ونجد هذا الارتباط مرّتين اثنتين، أولاهما: المعجزة التي أجراها الله سبحانه على يد النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما انشقّ القمر بطلبه، فقد قال سبحانه وتعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} (القمر:1).

وأما الثانية، فكانت لها علاقةٌ بالمنازل السماوية للقمر، ونجدها في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قَبَلاً، فيقال: لليلتين) رواه الطبراني في معجميه: الصغير والأوسط، وابن الجعد في مسنده، كما أورده ابن أبي شيبة في المصنّف بنحوه.

والمعنى كما ذكر ابن الأثير وغيره من أصحاب اللغة أن يُرى الهلال ساعة طلوعه لعظمه ووضوحه من غير أن يُتطلّب، فيُظنّ أنه ابن ليلتين، بينما هو في الليلة الأولى، والعرب تقول: رأينا الهلال قَبَلاً، إذا لم يكن رئي قبل ذلك.

وثمّة وصفٌ آخر لذات المعنى، جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، حتى يرى الهلال لليلة، فيقال: لليلتين) رواه الطبراني في المعجم الكبير.

والحديثين السابقين يبيّنان أن من الأدلة على اقتراب الساعة، أن يُرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً، حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة.

ونقول بدايةً: لقد قدّر الله سبحانه وتعالى أن هيّأ للقمر منازل لا يجاوزها ولا يقصر دونها ، قال سبحانه وتعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون} (يونس:5)، ويذكر أهل التفسير أن منازل القمر ثمانية وعشرون منزلاً، ينزل القمر في كل ليلة إحدى تلك المنازل والمواقع، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين، وإن كان الشهر تسعاً وعشرين فيستتر ليلة واحدةً ويُسمّى محاقاً.

وبنزول القمر هذه المنازل الخاصّة به وبشكلٍ منتظم يتمكّن الناس من تحديد الأوقات اليوميّة، فكان الشهر القمري الذي تمسّكت به أمّة الإسلام وصار من خصائصها، وهو رحمةٌ إلهيّة بالناس ورفعٌ للالتباس في المعاش والتجارات والعبادات وغير ذلك مما يُضطرّ فيه إلى معرفة التواريخ.

وأي اختلالٍ في هذه المنازل التي ينزلها القمر يؤدّي بالضررورة إلى اختلاف المواقيت وحدوث الارتباك، ونحن نعلم أن أهل الباديةِ –على سبيل المثال- يعتمدون بشكلٍ كبيرعلى المشاهدة الحسيّة المباشرةِ للقمر في السماء، فيكون هذا التبدّل الشكلي في حجم القمر مُشكلاً بالنسبة إليهم.

أما وقد علمنا المعنى اللغوي المقصود من "انتفاخ الأهلّة" و"أن يُرى الهلال قَبَلاً"، فيحسن بنا أن نتطرّق إلى الجانب الفلكي المفسّر لحدوث هذه الظاهرة المستجدّة، فمن المؤكّد أن حجم الهلال وتدرّجه في منازله له علاقةٌ مباشرةُ بالمواقع المكانيّة لكلٍ من: الشمس والقمر والأرض، ولها علاقةٌ بقدرة القمر على عكسِ أشعّة الشمس التي تصطدم على سطحه، وعلاقةٌ بدخول القمر في الجانب المظلم الذي لا يصله ذلك الضياء، فهذا "الانتفاخ" يعني تغيّراً في حركة الأجرام السماويّة ومواقعها، وما يستتبعه ذلك من تبدّلٍ في نسبة الأشعّة الواصلة إلى القمر، والتي يبدو أنها ستزيد، وبالتالي ستزداد المساحة المضيئة منه، حتى يُرى الهلال ابن الليلة وكأنّه ابن ليلتين، والله أعلم.

وقد جاء في السنّة ما يشير إلى حدوث هذا الانتفاخ مرّةً، فعن أبي البختري قال: خرجنا للعمرة، فلما نزلنا ببطن نخلة تراءينا الهلال، فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين، قال: فلقينا ابن عباس رضي الله عنهما، فقلنا: إنا رأينا الهلال، فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين، فقال: أي ليلة رأيتموه؟ قال فقلنا: ليلة كذا وكذا، فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله مدّه للرؤية، فهو لليلةِ رأيتموه) رواه مسلم وبوّب عليه: "باب بيان أنه لا اعتبار بكبر الهلال وصغره".

والمقصود أن القوم كانوا ينتظرون رؤية هلال رمضان فقاموا يتحرّون رؤيته، فاختلفوا إن كان ابن ليلةٍ أم ابن ليلتين، فذكر لهم ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما أن مثل هذا الاختلاف الذي حصل بينهم قد حدث في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم فقال لهم: (إن الله مدّه للرؤية، فهو لليلةِ رأيتموه)، والمعنى كما يقول الإمام ابن الجوزي: "لا تنظروا إلى كبر الهلال وصغره، فإن تعليق الحكم على رؤيته".

إذن فقد حصل وقع انتفاخ الهلال ولكن - والله أعلم - أن الذي سيحدث مرّةً أخرى، وسيكون علامة على اقتراب الساعة هو تكرّر هذا الانتفاخ حتى يُصبح ظاهرةً عامّة.
من أشراط الساعة  13674258246914
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالجمعة أغسطس 23, 2013 11:19 am

من أشراط الساعة  82
من أشراط الساعة  MP2DlS2
من أشراط الساعة  Tha7kat-b_1375015817_759
من أشراط الساعة .. ذهاب الصالحين

من أشراط الساعة  Tha7kat-b_1375015817_759

لا تحيا الأمم ولا ترقى الشعوب إلا بعظمائها، وعظماء أمّة الإسلام هم أهل الصلاح والإصلاح، الذين يحتسبون وجه الله سبحانه فيما ينالهم من العنت والمشقّة حين تأدية واجبهم وتحقيق رسالتهم، والذين يتركون في الناس الذكر الحسن في حياتهم وبعد مماتهم، هم البركة الحقيقيّة والذخيرة التي لا تنضب، يعرف ذلك من لمس أثرهم، وحرص على القرب منهم، وشتّان بين الجليس الصالح، وجليس السوء.

فإذا كانت حاجة الأمم إليهم وتعلّقها بهم لا تُقدّر بثمن، فكيف الحال إذا كان تناقصُ أعدادِهم واختفاءُ آثارهم هو علمٌ من أعلام الساعة وأشراطها؟

ذلك هو ما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحابته تصريحاً وتلميحاً في غيرما مناسبة ، وكان من جملة إخباراته النبويّة ما جاء في حديث مرداس الأسلمي رضي الله عنه مرفوعاً: (يذهب الصالحون الأول فالأول, وتبقى حُفالة, كحفالة الشعير والتمر, لا يباليهم الله بالةً) وفي رواية: (لا يعبأ الله بهم) كلاهما في البخاري .

ومعنى "حُفالة": ما يسقط من قشر الشعير عند الغربلة، ومن التمر بعد الأكل، وقد جاء في رواية أخرى بلفظ "حثالة"، وهي بذات المعنى، وأما معنى "لا يباليهم الله بالةً": لا يرفع لهم قدر ولا يقيم لهم وزناً.

فهذا الحديث يشير صراحةً إلى أن موت الصالحين وتناقص أعدادهم هو من أشراط الساعة، وأن ذهابهم يكون شيئاً فشيئاً وليس مرّةً واحدة، كما أن في الحديث السابق ترغيبٌ في الاقتداء بالصالحين، والتحذير من مخالفة طريقهم، خشية أن يكون من خالفهم ممن لا يباليه الله ولا يعبأ به، كما ذكر ذلك شرّاح الحديث.

وقريبٌ من الحديث السابق ما جاء في سنن ابن ماجة، ومسند الإمام أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لتنتقوُنَّ كما يُنتقى التمر من أغفاله، فليذهبن خياركم، وليبقين شراركم) ومعنى "من أغفاله": أي مما لاخير فيه.

وعنه رضي الله عنه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنكم في زمانٍ من ترك منكم عُشر ما أمر به هلك، ثم يأتي زمانٌ من عمل منهم بعشُر ما أمر به نجا) رواه الترمذي وأحمد.

إن الحديث السابق يُسفِر عن ذات الحقيقة، وهو أن صلاح المجتمعات آخذٌ بالتناقص مع مرور الوقت،كما يشير إلى النسبية والتفاوت في مستوى الصلاح بين الأجيال الأولى في الإسلام والأجيال اللاحقة على وجه العموم، وقد فُسّر الحديث بأن العُشر المأمور به إنما المقصود به: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففي الرعيل الأوّل وفي فجر الإسلام كان الدين عزيزاً، وفي أنصاره كثرةً، فلا عُذر في التهاون في هذه الشعيرة العظيمة، ولكن حين يضعف الإسلام، وتكثر الظلمة، ويعم الفسق، ويكثر الدجالون، وتقل أنصار الدين، ويتوارى الحق فيعذر المسلمون فيما تركوه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعدم القدرة، والله سبحانه وتعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.

هذا ما قاله الشرّاح في بيان المعنى، والذي دفعهم إلى تخصيص العموم الوارد في قوله –صلى الله عليه وسلم: (عشر ما أُمر به) أن المسلم لا يعذر فيما يهمل من الفرض الذي تعلق بخاصة نفسه، وإن كثر أهل الظلم، وقلّ أهل الحق، ويمكن أن يجاب على ذلك بأن المأمور به ليس خاصّاً بما هو فرضٌ لازم على المكلّف، بل يشمل المندوبات والمستحبّات، فيكون معنى الحديث أن زمان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا في واقعٍ يسمح بالاستقامة التامّة على منهج الله فلا يكون تركهم للمأمورات –إجمالاً- كحال من تركها في بيئةٍ لا تُساعد على التمسّك التامّ، وهنا تأتي مسألة النسبية المتلازمة بين تدين الإنسان وواقعه، والتنبّؤ بالتناقص التدريجي في استقامة المجتمعات كشرطٍ من أشراط الساعة، فيكون معنى الحديث مطابقاً لقوله –صلى الله عليه وسلم-: (لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم) رواه البخاري.

إذن فالصالحون لا يخلفهم من يسدّ ثغرتهم، ودائرة الصلاح تضيق شيئاً فشيئاً، هذا هو مقتضى الأحاديث السابقة، وهو الأمر الذي يقودنا إلى سؤالين مهمّين لا يمكن إغفالهما: ما هو الصلاح المقصود؟ ومن هم الصالحون؟

نقول بدايةً إن الله أمرنا بلزوم الصلاح، والذي هو في جوهره: طاعة الله ورسوله، والامتثال للمأمورات الشرعيّة، والانتهاء عن المحذورات، قال تعالى: {كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} (المؤمنون: 51)، وقد وعد الله سبحانه وتعالى من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فقال: { ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا} (النساء:124)، وقال تعالى:{ فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون} (الأنبياء:194).

ومن هم الصالحون؟ يخطيء البعض حين يختزل معنى الصلاح واسم الصالحين في العلماء وطلبة العلم والسالكين المسلك الشرعيّ، والحق أن دائرة الصلاح تتسع باتساع مفهومه لتشمل ميادين الخير كلّها، الأمر الذي يقتضي دخول المنفقين والعبّاد والدعاة، والمصلحين والمربّين، والحريصين على ريادة أمتهم والارتقاء بها، والقضاة الحكّام الصالحين وغيرهم، فالتناقص ظاهرةٌ عامّة تشمل هؤلاء جميعاً.

وهذا التناقص والذهاب للصالحين جارٍ وفق الأسباب والسنن الإلهيّة التي هيّأت له، فمع انتشار وسائل الفساد والإفساد، وعدم قدرةِ كلّ جيلٍ أن يُنشيء جيلاً آخر شبيهاً به، أو على الأقل: يتناسب معه كمّاً وكيفاً، نشأ هذا الاختلال في مستوى الصلاح وسبّب تناقص مظاهره على وجه العموم.

والواقع يشهد أنه قلّما يذهبُ رأسٌ من رؤوس الصلاح فيخلفه من هو مثله في مستواه العلمي أو مكانته الدعويّة أو دوره الحيوي فيخلّف في الناس فراغاً، وبالمثل: فإننا نشهد نكسةً تربويّةً عامّة ولم يعد الطريق سهلاً ميسّراً في تحقيق الدور المنشود، فضلاً عن كثرة المغريات التي تُبعد الناشئة عن مسالك الهدى والصلاح، ومن ثمّ فإمكانيّة التغيير أو البناء تواجه صعوباتٍ جمّة وتتطلّب مجهوداً أكبر مما كان عليه في السابق.

وكواقعٍ حتمي ونبوءةٍ سوف تتحقّق على طول الشريط الزمني للحياة الدنيا فإن دائرة الصلاح سوف تتقلّص باستمرارٍ، حتى تضمحل تماماً ولا يبقى منها أثرٌ، وتكون تلك هي العلامة على قيام الساعة، ولنا في ذلك حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى فيها عجاجة، لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكراً) رواه أحمد، والشريطة: يعني أهل الخير والدين، والعجاج: الغوغاء والأراذل، ومن لا خير فيه.

ولنا كذلك حذيفة بن اليمان عند ابن ماجة، وفيه: (يَدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة، ولا نسك ولا صدقة، ويبقى طوائف من الناس، الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله، فنحن نقولها)، وحديث أنس رضي الله عنه: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله) رواه مسلم.

على أننا نؤكّد أن هذه الأحاديث تتحدّث عن جانبٍ إخباريّ يتعلّق بفترةٍ زمنيّة طويلة تشمل أجيلاً متتالية، فليس المقصود نفي الخيريّة عن أمتنا أو أن تكون هذه الأحاديث سبباً في تسرّب اليأس من النفوس أو مدعاةً للتخاذل، فكما بيّنت السنة الخلل الحاصل فقد بيّنت أسبابه، وبتجنّب الأسباب يكون الصلاح، والعبدُ إنما هو مكلّفٌ بخاصّة نفسه أن يُصلحها وليس مسؤولاً عن فساد غيره ما دام قد أدّى ما عليه: {لست عليهم بمصيطر} (الغاشية: 22).

من أشراط الساعة  13674258246914
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
الأفقر إلى الله
ملاك مبدع
ملاك مبدع



عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 18/07/2013
الموقع : في الفردوس الأعلى ان شاء الله

من أشراط الساعة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أشراط الساعة    من أشراط الساعة  Emptyالجمعة أغسطس 23, 2013 11:23 am

من أشراط الساعة  82
من أشراط الساعة  MP2DlS2
من أشراط الساعة  Tha7kat-b_1375015817_759
من أشراط الساعة .. ظهور النفاق
من أشراط الساعة  Tha7kat-b_1375015817_759

"الليلة ليست أشبه بالبارحة"، لعلّ هذه العبارة تلخّص الغضب العارم والحقد الدفين في نفس عبدالله بن أبي بن سلول، زعيم الأوس والخزرج، والملك المتوّج للفريقين اليمانيّين، لو لم يحضر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة.

وشتّان بين الليلة والبارحة، فبعد صراعاتٍ دمويّة وحروب طاحنةٍ كُتبت صفحاتها بدماء شباب المدينة وفتيانها، اتفق العقلاء على تنصيب ابن أبي رئيساً وزعيماً، ورحّب المجتمع اليثربي بهذا المقترح الحاقن للدماء، وأصبح الكرسي قاب قوسين أو أدنى، وكاد صولجان الملك أن يُلامس اليدين السلوليّتين لولا أن تبخّرت هذه الأحلام بحرارة الدعوة الإسلاميّة القادمة من مكّة، وانقطع حبل الأمل تماماً بموت صناديد قريش يوم بدر، حينها قال ابن أبيّ: "هذا أمرٌ قد توجّه"، وأعلن حامل لواء النفاق وصاحب براءة اختراعه الإسلامَ ظاهراً، والكفرَ باطناً، والمكر والدسائس والتخريب مسلكاً: {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون} (المنافقون: 2).

لقد افتتح عبدالله بن أبي بوّابة النفاق، فدخلته أفواج المنافقين التي لم تتوقف عبر العصور متغلغلةً صفحاته، وناسجةً خيوط المؤامرات والفتن في جنباته، هذا أمرٌ يعرفه ويُدركه كل دارس لتاريخ الدول والامبراطوريّات والممالك، لكن القضيّة المحوريّة هنا هو الظهور والانتشار لمسلك النفاق كي يُصبح علامةً جديدةً من علامات قرب قيام الساعة، كما أخبر عنها من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام.

وفي هذا الصدد ورد حديث واحد يُلحق مسألة "ظهور النفاق" بأشراط الساعة وأماراتها، يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً: يظهر النفاق، وتُرفع الأمانة، وتُقبض الرحمة، ويُتهم الأمين، ويُؤتمن غير الأمين. أناخ بكم الشُّرْف الجُون) قالوا: وما الشُّرْف الجُون يا رسول الله؟ قال: (فتنٌ كقطع الليل المظلم) رواه ابن حبان.

والشُّرف كما يحكي أرباب اللغة: جمع شارف، وهي الناقة المسنّة، والجُون: جمع جَوْن، وهو الأسود، يقول الإمام ابن الأثير بياناً لسبب هذا التشبيه: "شبّه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها، بالنوق المسنّة السود".

ستٌّ من الأشراط نثر النبي -صلى الله عليه وسلم- سهامها بين يدي حديثه، وكلّ واحدٍ منها يُدمي القلب، ويكسر الخاطر، ويُقلّب الأوجاع؛ لما تدلّ عليه من سوء العاقبة، واختلال الموازين، وتبدّل الأحوال، ستٌّ من العلامات لو رآها الصحابة رأي العين، وشاهدوها بالمُقَل، لجرت الدموع من مآقيها، ولجفّت دواعي السرور والضّحك من هول فداحتها: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً)، ولعلّ في تقديم النبي -صلى الله عليه وسلم- لمسألة ظهور النفاق دلالةٌ على عِظَم خطرها، وشديد بأسها.

أما نحن فنقول: التاريخ يعيد نفسه، فمكائد المنافقين ودسائسهم، وحيلهم ومؤامراتهم، وأوصافهم وأخلاقهم، وأساليبهم وطرائقهم، ما تجاوزت وصف القرآن لها قيد أنملة، وما اعتراها تغيير رغم تطاول الأزمان وتباعد الأمصار، فنفاق اليوم هو نفاق الأمس وإن تغيّرت الأسماء، وتجدّدت الأدوات، وتبدّلت الجلود، فالمنافقون يُظهرون الإخلاص، ويتمنّون من حكم الإسلام الخلاص: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون * وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} (البقرة:8-11)، يقول قتادة: "هذا نعت المنافق، نَعَتَ عبداً خائن السريرة، كثير الإخلاف، يُعرف بلسانه، ويُنكر بقلبه، ويصدق بلسانه، ويُخالف بعمله، ويصبح على حال، ويمسي على غيره، ويتكفأ تكفُّؤ السفينة، كلما هبت ريحٌ هبّ فيها".

منافقوا اليوم: يزعمون الإصلاح، ويتمسّحون بالوطنيّة، هم الذين يرفضون التحاكم إلى الشرع حينما يُخالف أهواءهم ورغباتهم: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلّهم ضلالاً بعيداً} (النساء: 60)، ولا يجدون فرصةً يلمزون فيها أهل الاستقامة إلا استغلّوها وانتهزوا فرصتها، ويدّعون إسلاميّتهم وأنهم يصلّون ويصومون كما يفعل المسلمون، وأقوالهم تنطق بالكفر، وأفعالهم تهدم أصل المعتقد: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون} (البقرة:14).

قلوبهم متحجّرة صلدةٌ لا تنُبتها أمطار الإيمان: {كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا} (البقرة: 264)، أنهم أهل إرجافٍ وتخويف، وتثبيطٍ للعزائم، وقتلٍ للهمم، متفنّنين في بذر الشقاق وإحداثه، قاتلهم الله أنّى يؤفكون.

ونحن نرى في هذا العصر انحرافات أهل النفاق ونلمس أثرهم في إحداث الوهن الحضاري، وكيف يديرون الأحداث لحسابهم، ونسمع أصوات شياطينهم عبر وسائل الإعلام، مدركين ما يقومون به من خداع المؤمنين، وإيهام البسطاء بمشاريعهم "الإصلاحيّة والوطنيّة" كما يريدون تصويرها وتسويقها، والحديث في ذلك طويلٌ لا يتّسع المقام لذكره، وإنما القصد فيه إبراز مدى التطابق بين إخبار النبي –صلى الله عليه وسلم- وبين الواقع المعاصر.

وعزاء المؤمنين في معركتهم الطويلة مع النفاق والمنافقين، أنهم ومهما صنعوا من مساجد الضرار، ومهما ابتكروا من وسائل للخداع، ومهما سيطروا من وسائل للإعلام، فإن الله مع المؤمنين، ولن يضرّهم كيد أهل النفاق بإذن الواحد الأحد، والمطلوب من المؤمنين هو بذل الأسباب والوعي بطبيعة العدو الداخلي، والنظر الثاقب لتصرّفاتهم، أما دين الله فمنصور ولو كره أصحاب الدرك الأسفل من النار، وليُغلبنّ مغالبُ الغلاّب -سبحانه وتعالى-.

من أشراط الساعة  13674258246914
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diplomacyah.forumegypt.net/
 
من أشراط الساعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من علامات الساعة .. طلوع الشمس من مغربها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ღ♥ღ {منتدى الملاك الطموح} ღ♥ღ  :: ܔ ೋ ѽΞ"♥ممكلة البيت الاسلامي♥ܔ ೋ ѽΞ" :: مجلس العقيدة واصولها-
انتقل الى: