ا بلغكم الله ساحة جهاد !
بعد نشر كلمة (وقفات مع كلمة الشيخ العدناني) جاءتني مجموعة ردود، بعضها اتسم بعلمية الطرح وأدب الأسلوب، بينما البعض الآخر حمل معاني التخوين والتسفيه والتشكيك في النية، لمجرد أني خالفت أصحابها في الرأي. وهؤلاء لم يراع...وا أن كلمتي كان فيها دفاع عن الإخوة في الدولة وثناء عليهم من عدة نواح:
1. فالإشارة إليهم كانت ضمن وصف المجاهدين.
2. وأكدت في المقدمة أنه لا ينبغي رفض وجودهم والتبرم منه.
3. وأشرت إلى أنهم يستميتون في الدفاع عما يرونه حقا.
4. وأن لهم بطولات لا تنكر في قتال العدو.
5. وأن عامة أفرادهم من أبناء الأمة الإسلامية البررة.
6. وأن دافعهم ليس أنفسهم على أحد، بل جاؤوا يفْدون مسلمي سوريا وأعراض المسلمات بأرواحهم ودمائهم.
7. وحذرت من قتالهم أو إقصائهم أو التنفير عنهم إن أخطأوا.
8. وأينما ذكرت العدناني قلت: الشيخ العدناني حفظه الله.
9. وأثنيت على حرص جماعة الدولة على الرد على ما ينسب إليها، وعلى دلالات ذلك.
10. وأبطلت الدعوى بأن منهج الجماعة منهج خوارج.
11. وأثنيت على القواعد التي ذكرها الشيخ بأنها طيبة وقواعد أهل السنة والجماعة.
12. ولم أسمِّ كلمتي (الرد على)، بل (وقفات) لتكون مناقشة ودية هادئة.
13. وحيثما تحفظت على كلام الشيخ ذكرت أن عباراته قد يُفهم منها كذا وكذا، وقدمت حسن الظن وطلبت منه البيان لئلا ينزغ الشيطان بينه وبين إخوته.
14. وهذا الكلام كله يأتي من العبد الفقير الذي أمضى حياته الدعوية محبا للجهاد وأهله مدافعا عنهم مناصرا لهم مسكتا لمن افترى عليهم كاشفا للمؤامرات التي تحاك ضدهم في أي مكان، وقد وضعت الأغلال في يدي ورجلي هنا في بلادي عقوبة على مناصرتهم بالمال. وأنا مع ذلك، واللهِ، مقصر في خدمة الجهاد وأهله وأقر بتقصيري.
15. وجاءت الكلمة بعد كلمات ومقالات كثيرة في مناصرة الجهاد الشامي خصوصا.
لكن العجيب أن أصحاب الردود التسفيهية التخوينية لم يلاحظوا هذه النقاط الخمسة عشرة كلها أبدا! ولم تهمهم! إنما أهمهم أني استدركت على الشيخ وخالفته، حتى ولو بأدب وتوقير، فكان هذا كافيا في أن أُلقى في سلة الصحوات المثبطين المخذلين!!
ولي هنا أن أتساءل: إن كان هؤلاء يفعلون مثل ذلك بالعبد الفقير، فماذا هم فاعلون بعامة المسلمين وبمخالفيهم من الفصائل الإسلامية لو أنهم كانوا بساحة جهاد؟؟!!؟؟!!
إن كانوا لا يتحملون مناقشة هادئة أدبية، فماذا هم فاعلون لو بدر إليهم من الناس مثل ما بدر تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم: (اعدل يا محمد فإنك لم تعدل)، (هذه قسمة ما أريد بها وجه الله)، (ليخرجن الأعز منها الأذل)؟!؟!
ما أرى أحدا يسيء إلى سمعة الإخوة في الدولة مثلما يسيء هؤلاء من حيث يحسبون أنهم يدافعون !
ليت أحدهم قال: جزاك الله خيرا على دفاعك عن إخوتك في المقدمة، لكن نختلف معك في كذا وكذا. ليتهم عاملوا كلمتي بمثل ما عاملت كلمة الشيخ من إنصاف وثناء على ما فيها من خير ثم بيان موطن الخلاف معها.
لكن عزائي في أمور ثلاثة:
1) يقيني بأن هناك مندسين مهمتهم تشويه الإخوة في الدولة والإيقاع بينهم وبين إخوانهم. وهؤلاء يصفوننا بما هو فيهم في الحقيقة، وكل إناء بالذي فيه ينضح.
2) أنني أفرق جيدا بين من يحسبون أنفسهم أنصارا لجماعة الدولة وبين منتسبيها. فقد رد بعض الإخوة وعرفوا على أنفسهم أنهم من المنتسبين وكانوا أصحاب أدب والخلق. أما بعض من يحسبون أنفسهم من الأنصار فيبدو أنهم يحاولون التعويض عن الشعور بالذنب والتقصير في حق الجهاد بالشدة على المخالف!
3) أن الشيخ أبا محمد العدناني حفظه الله قد بين هو نفسه في كلمته أنه لا بد من الخطأ وأنهم يتقبلون التصويب. فأرجو أن أمثال هؤلاء المذكورين لا يمثلونه ولا الإخوة في الدولة.
ختاما أقول لهؤلاء إشفاقا على المسلمين منهم، وإشفاقا على من خالفهم من أهل الجهاد، وإشفاقا عليهم من أنفسهم!: أسأل الله أن يصلح أخلاقكم وإلا....فلا بلغكم الله ساحة جهاد.